الأحد، 31 يوليو 2016

ما تعلمته عن ادارة الحياة 6

 ملاحظة:
قمت بجمع مقالاتي التي كنت أكتبها اثناء المدرسة
لكن لم تقبل دور النشر بتنقيح و تعديل أو نشر ما كتبته
لذا فضلت أن أنشره في مدونة
اسمي سيما
عمري 21 عاما
درست في جامعة البتراء لمدة سنتين و لم أكمل لأسباب مالية
أردت دراسة الريادة الطبية
أمارس يومي فيعالم الكتابة برغم هشاشة لغتي

 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -  








6.0.1. أخطاء دفعت ثمنها 8 سنوات







حينما بدأت بكتابة هذا الكتاب سألت نفسي عن فلسفة الخطأ فماهو تعريفكم للخطا؟ طبعا لكل شخص مفهومه بحسب عوامل تربيته و بيئته و لكني تعودت منذ صغري أن الخطأ هو ماعلي أن أتجنبه و أنه ما لا يرضي أمي و أبي و أنه الغير مقبول اجتماعيا و هو ما يوجب الغضب و أنه كل ما ارتبط بشعوري بالخسارة و الألم و للأسف فقد ارتبط فمهوم الخطأ عندي بلفظ العيب و الحرام و كأنما يتم تصنيفها معا و إن فرقت بينها اتهمت بالحساسية و الدقة الزائدة عن الحد و التعقيد لكن فعلا الخطأ عندي هو كل مالم يوصلني للنتيجة التي أريدها و بالتالي فقد تراكمت الأخطاء في حياتي دون أن أعرف أنها ليست أخطاء. كانت الأخطاء في صغري هي أن أكتب الجواب الذي لا يوصلني للنتيجة التي كتبتها المعلمة على اللوح كحل لمسألة رياضية أو جواب لسؤال طرحته في الصف لذا لم أتعود على أن هناك أكثر من طريقة مقبولة في الرياضيات و حين طرحت إحدى زميلاتي طريقة أخرى لحل إحدى المسائل ناقشتها المعلمة طويلا حتى تم إثبات الطريقة الجديدة و اعتبرناها جميعنا أينشتاين! كما كان الخطأ هو ما يلقى المعارضة و لم يلقى الجواب الصحيح أي ثناء زائد إلا فيما ندر أي أن الاهتمام منصب على كل خطأ يجب تجنبه و لا ينصب الاهتمام على كل صحيح مطلوب منا أن نتبعه إما لأن الكبار لا يعرفون ماذا يريدون منا و لنا أن نتبعه و نفعله أو لأنهم لا يمتلكون قائمة بالنجاحات و الأمور الصحيحة التي فعلوها في حياتهم و بالتالي فقد قضت الأجيال السابقة وقتا طويلا في تعليمنا عن أخطائهم و كأنما يخبروننا عن فشلهم و بالتالي نسينا أن هناك أمرا صحيحا حين نقدم عليه يستفيق الأباء و المجتمع ليقف في طريقنا على أننا نتخذ طريقا جديدا قد يكون خاطئا في حين أنهم لا يعرفون طريقا يوصل إلى أمريكا سوى ما اكتشفه كلومبوس. يتميز هذا الكتاب في أنني سأسرد لكم كل ما فعلته و فكرت فيه و شعرت به و تعاملت معه على أنه خطأ أو عيب أو حرام أو غير مقبول أو غريب أو ما ارتبط بمشاعر سلبية.تعلمت أن لا يوجد صح و لا خطأ إلا في سلم التصحيح و ليس في بداية الدرس ولا في التحديد الهدف. تعلمت أيضا أن منع نفسي عن الخطأ و ابتاعي مفهوم انا واحد من الكل و أؤثر هو خطأ فادح ففي واقع الحياة لك حق التغيير في نفسك و ستبقى لوحدك فلا تصدق تلك الافكار فالتغيير الحقيقي لا يبدأ من واحد يغير نفسه بل بمن يستطيع تغيير الآخر دون ان يغير من نفسه شيء. لا تتوقع مثلا انك ان توقفت عن ذكر احد بسوء فالناس ستتوقف عن ذكرك بسوء لكن الشطارة أن تقول لغيرك لا تتحدث بسوء كي لا يتحدث عنك أحد! اسأل نفسك دائما أين الموضع الذي فيه معيار صح و خطأ و ابتعد عنه.

6.0.2. صح و خطأ

حين فكرت بنقل تجربتي و جدتني أكتب تجربة مشابهة لأبائي في فكرة نقل الخطأ مع أنني تعلمت من تجاربي كلها أن الخطأ لا يختلف بمفهومه من شخص لآخر فقط إنما بحسب البيئة أيضا التي قد تجعل الأمر يبدو صحيحا أو صحيحا بامتياز و فعالا و جميلا و حلالا لذا من المهم أن نفرق بين الأمور كلها و لا نقوم بتصنيف الأنثى و الذكر تحت عنوان البشر و ننسى أنهما يختلفان في التركيبة فلا يمكنك أن تقول أن الصرصار يماثل النملة برغم أنهما يصنفان كحشرات. فكر التصنيف هو من أكبرا لاخطاء حاليا برغم أنه كان يساعد في الماضي على ملاحظة الأنماط المتكررة و التعرف على البيئة أكثرو حتى اليوم فإن التصنيف أساسي في المكتبة و علم الجينات و الأنساب و تصنف دولة ما بحسب موقعها و يصنف شخص بحسب دينه. التصنيف موجود في كل شيء فلا تظن ان عدم تممييزك و عدم اتباعك للعنصرية لن يضعك ضمن تصنيف جديد اسمه الحيادية او التخاذل او الالحاد . كل تصنيف هو ليس دائرة تضع فيها الناس انما ه منحنى لديه طرفين يضم احدهما البعض و يستثني الطرف الاخر. الذكاء هو في ان تضع انت التصنيف و تؤمن به و ان تنتمي لك التصانيف و لا تعارضها. جدا ما تتفق فيه مع كل جماعة و لا توافقهم على كل شيء حتى لا تكون منهم فتسري عليك كل القواعد. اسأل نفسك في ماذا اتفق في الافكار مع هؤلاء و ركز عليها

6.0.3. في ماذا اتفق في الافكار

و ليست المشكلة في التصنيف فقط إنما في تصنيف مشاعرنا تجاه الحياة بكل مافيها فقد نكره النملة لمجرد أنها مشابهة للصرصور في تصنيف ما و نقتلها فورا و هي غير مؤذية على الإطلاق  لذا فإن تصنيف المفاهيم ضمن مفردات لغوية معينة هي أكبر الأخطاء حيث أتذكر أنني كثيرا ما حفظت معاني كلمات مترادفة و لكني لم أعرف يوما الفرق بينها و رأيت الكثير من إضاعة الوقت في محاولة تفسير كلمة لغوية بينما يمكن استخدامها في جملة و سياق معين فتفي بالغرض . الترادفات اللغوية هي أخطاء ارتكبتها دون ان أدركها فقد اعتدت أن كلمتين تعنيان الشيء نفسه و لكني عندما كبرت و دخلت مجتمعات مختلفة  واجهت الكثير من سوء الفهم و المشكلات  بسبب الفهم الخاطيء للكلمة أو تفسير الآخرين للمرادف الذي تعلمه هو و تعلمته أنا. و كثير من مشكلات التواصل نشأت بسبب مشكلات تعليم اللغة في مدارسنا حي أن اللغة تكتسب بالاستماع و ليس بالكتابة و لا بالقراءة بالذات في بداياتها. لو لم تعلم ابنك سوى اللغة فافعل فعظمماء التاريخ و الفلاسفة بدؤا من اللغة. نعم اللغة عالم واسع و هي الأصل في الكثير و المصدر للكثير من الوجود فالاديان كلها تعتمد على اللغة لنقل الفكر و المشاعر و كل شيء حتى الصم لديهم لغة. اللغة اساس التاريخ و الحضارات و الفلاسفة. و للغة اسرار فهي ليست ما تظن لغة انجليزية و عربية و صينية فهذه تشبه لون الجلد أي أنها ليست اللغة بمفهومها. اللغة تفهمك عن العالم و كلما كانت ثروتك الغوية اكبر و تفاعلك مع مجالات اللغة المختلفة اكبر كلما تعلمت بشكل اسرع و طورت ذكاءك . تذكر حتى الرياضيات لغة بحد ذاتها. اسأل نفسك كم لغة تعلمت في الحياة و م لا يزال عليك ان تتعلم؟اسأل نفسك في أي موقف او اتجاه اي لغة اتحدث انا و اية لغة يتحدث هدفي و من معي؟

6.0.4. كم لغة


أخطأت كثيرا عندما ورثت فكر أبائي و بالتالي لم يعمل عقلي في أية مسألة أخذتها على أنها مسلم بها و حين و اجهت الحياة وجدت نفسي بين مفترق طرق. أن تأخذ فكر أبائك و تطبقه في زمنك هو أكبر الأخطاء لأن المعايير مختلفة فلا يمكنك مثلا أن تبيع الكبسة في الصين على أنها أرز صيني كما لا يمكنك أن تستنبط الحلول الاقتصادية من القرآن كأساس إنما تقيس الحل بعد إيجاده على أحكام القرآن و هو ما عرضه المفكر مالك بن نبي. الخطأ كان في أنني اتخذت فكر أبائي معيارا للحياة و اندمج في ذهني أن أبائي محقون في كل شيء و أنهم يريدون مصلحتي و مصلحة الجميع و أنهم جميعا محبون في فكرهم بل و أنهم إسلاميون فلقد كانوا من الإخوان المسلمين و هنا بدأت أرى الكثير من التناقضات بين فكر أبائي و تطبيقاتهم على أرض الواقع و اختلاف التطبيق بين زمانهم و زماني و بالتالي فقد أدركت الخطأ في أنني اتخذتهم معيارا لتطبيق ديني فكنت أسألهم و أتبعهم حين أجد اختلافا بين ما يقوله المعلمون و ما يعتقده أبي و أمي و عائلتي و نعم أخطأت أيضا حينما تعاملت مع شاب بمفهومه الحديث عن العلاقات و مفهومي الشرعي عنها و وجدت فجوة سوء الفهم كبيرة فلاهو استطاع تجاوز شرقية فكره برغم قطعه الأشواط في التعلم و لا أنا استطعت تجاوز مجتمعي في مفهومي للعلاقات. ذلك الصوت الذي يذكرك بما كانت تقوله أمك لك و أنت صغير و صوت أبيك الذي يرن في عقلك هو إرث أبائك الذي يتضمن كل أخطائهم و أخطاء من سبقوهم بحيث أنك لم تفكر فيه مليا لتختار منه و بالتالي فقد ورثت أيضا مشاعرهم و مخاوفهم التي تتحول إلى عوائق في حياتك. انقل التجربة لا الفكرة يعني احرص على ان يجرب ابنك الصيد بدل ان تخبره عن افكارك فيها. ان اردت ان تعلمه عن طريقتك في الصيد فلتعلم انه يتعلم تقليدك ولا يتعلم تفكيرك. ان اردت ان تعلمي ابنتك الانوثة فلا تعرضيها لها فقط بل اجعليها ترى نماذج اخرى مع نموذجك.اسأل نفسك دائما ماهي التجربة التي خضتها و ماهي الفكرة التي تعلمتها بالمقارنة مع ما قيل لي؟

6.0.5. ماهي التجربة


الخوف هو عدوي الأكبر و لكن خطأي كان أني سمحت له بالدخول إلى حياتي أكثر من مرة بسبب عجزي عن إيجاد الحلول فقادني للاستسلام و التعب و العودة إلى مجتمعي لأكون إمعة. و طبعا أنا هنا لا أتحدث عن فكرة الاتباع و الاندماج في المجتمع و لست مناصرة لمجرد التمرد على كل شيء موجود إنما أتحدث عن ما يورثه الخوف في حياتنا حينما نخطيء بفتح الأبواب لأشكاله المختلفه. فقد يكون الخوف خيالا مؤلما أو توقعا سيئا عن المستقبل أو اكتئابا نفسيا او عجزا و غيره من الصور الكثيرة. سيتحقق ما تخاف منه فاستعجل به نعم لان من حولك سيريدون لك ان تجرب ما جربوه ظننا منهم ان هذا افضل لك و مهما كانت الاسباب فلا تتعب نفسك بالتحليل فقط اكسر مخاوفك حتى لو كان بخلق المخاوف للآخر. هناك دائما من يستغل ماوفك فاعرف مخاوفك جيدا و لتعلم انها سلاح مهم في يدك عندما تعلم عو خوف الاخر لانه يدل على نقاط الضعف. هناك من ستغرقون سنوات للقضاء على مخاوفهم و هناك من يقضون عليها فورا اسأل نفسك من ماذا أخاف و متى تجاوزت مخاوفي السابقة؟

6.0.6. متى تجاوزت مخاوفي السابقة؟



نعم أخطأت عندما اتخذت فكرة الكارما و العاقبة الأخلاقية كجزء صحيح و موجود في الحياة فعندما نظرت إلى المجتمع لم أجد أن الظالم يعاقب أو أن كل من أخطأ ارتد عليه خطؤه و تعاقب بل رأيت الكثير من الحقد في نفوس الناس و تمني الشر و رأيت اختفاء القصاص الذي فيه حياة للناس و رأيت الناس يقولون لا يوجد عدل في الدنيا إنما العدل في الآخر و بالتالي فإن افتراض و قوع الظلم أصبح متأصلا في نفسي بسبب هذه الفكرة و أني كلما فعلت فعلا فإنه سيرتد علي و سأعاقب و حيث أن لكل عمل جانب ايجابي و آخر سلبي فإن الشر سيلحق بي دائما و أمور سلبية ستحصل بحسب وجود الجانب السلبي. كان أكبر أخطائي هو عدم إدراك عمق تلك الفكرة و تأثيرها في حياتي.ما ساعدني عليها هو فكرة أن الله يحب الضعفاء و المساكين و أن الناس اللطفاء هم المحبوبون في المجتمع فإن كنت لطيفة في الصف و صامتة و مطيعة حصلت على علامة عالية في تقريري المدرسي! يوجد تخطيط للخطوات اي ببساطة هناك مسار لكل شيء حتى في مفهوم العدل و الحظ و العاقبة. من الاسرار انه ليس كل مرة ستخطو خطوات طريق توصلك لنهاية الجبل تعني انك ستقع في الهاوية ابدا. هناك القليلون ممن يتوقفون عند الهاوية بعد ان يسكتشفوا المكان و يغيرون المسار او انهم ببساطة يضعون علامة توقف  لغيرهم او يجلسون هناك يعلمون من يتبعهم. انت لا تدري ما نهاية الطريق الذي تسلكه و من المهم ان تغير مسار من يتبعك فيه لانه في زمن آخر سيرتفع منسوب البحر و ستكون الهاوية شاطئا. لا تتوقف عن الخوض فيما تريد وعن المسارات لكن تعلم منها تجربتك انت و لا تكن ممن يعود ادراجه فقط لانه وجد كتابا يحدثه عن المسار السابق. الخطوات المؤدية في مسار ما لعاقبة اخلاقية معينة تحصل في زمن معين و ظروف معينه. لا تظن ان الحساب يسري على الجميع بنفس الطريقة. كذلك الحظ. اسأل نفسك ماهي مسارات الحظ و النتيجة السيئة و في اي زمن كانت؟

6.0.7. ماهي مسارات الحظ



نعم أخطأت حينما عممت تجارب كثيرة في محيطي على المجتمع و الانسانية و لكني كلما تعرفت على أناس أكثر أدركت عمق الخطأ بالرؤية المحدودة. ففي حين كان من حولي متشككون في كل شيء و الفكر المؤامراتي هو الأصل في حياتهم و الحكم على الآخرين في محكمة الحلال و الحرام و الشخص الآدمي و الآخر الغير جيد أدركت أن هناك الملايين الواثقين و الرائعين و الغيرمبالين و المبدعين و الأكثر عمقا بالتفكير و الأكثر رحابة و اتساعا و احتواءا و شغفا و اجتهادا في العمل و القول  كما هناك الأسوأ و الأخشن و الأكثر إيذاءا و الحرامي الذي يسرقك أمام عينيك في وضح النهار ثم يقول لك انظر هناك انت معك الكاميرا الخفية. نعم أخطأت حينما تعاملت مع النفوس الإنسانية على أنها متكررة و أنها قابلة للهندسة كالأشياء و للحكم كالقضايا. المقولة بأنه عليك ان لا تندم على معرفة احد لان السيئين يمنحونك التجربة أقول لك انها غير صحيحة لان هناكمن يفرض وجوده على حياتك فاعلم تماما ان لا تختار من لا تريد التعرف به اصلا عندما تعتز بما لديك. الحقيقة ان اكثر ما تتعلمه في الحياة هو من الخبيثين و المخطئين و هم من يمنحونك التجارب فان اخترتها فلا بأس عليك ابدا. اسأل نفسك أي الناس و أي التجارب أختار لأتعرف عليه؟

6.0.8. أي التجارب أختار


أخطأت عندما توقفت عن التساؤل حينما قال لي من حولي أني كثيرة التسال و أنهم يتضايقون مني و أن هذا ليس من الاتكيت و أخطأت عندما سألت جهة واحدة و اكتفيت بها كمصدر موثوق للمعلومات و عندما لم أكتب أنا الإجابة أيضا أخطأت فلم أعرف أن رغبتي هي إجابة لأن الآخرين لا يجيبون إلا بناء على مشاعرهم و خبراتهم الشخصية و لا مرجع حقيقي ثابت و منصف يضعونه معيارا. البعض يحرص على صورته الاجتماعية و الآخر يستهزيء بك إن لم تعرف الإجابة و الآخر يقول لا أعرف لأنه لا يريد أن يتعب نفسه في تعليمك و الشرح لك و يظن أ، عليك أن تتعب مثله و أكثر فهو لم يجد من يساعده و الثالث جرب شيئا مرة فقال لك أني جربت كثيرا و طويلا و الرابع يقول أنه قرأ المعلومة الفلانية في الكتاب الفلاني و يخلط رأيه به و تنتقل المعلومة ناقصة لك و مختلفة بحكم أن الشخص ليس جهاز كومبيوتر ليسترجع لك المعلومات مثل جوجل. بل إن الخطأ الأكبر أني سألت الجهات الخطأ في كثير من الـأحيان فلا يسأل الإسلام عن ما ليس منه. نعم أخطأت في جهة السؤال و صيغته و عدد مراته. اسأل كثيرا و كن شديد الملاحظة و لا تدع احد يوقف الصوت بداخلك الذي يريد ان يفهم عن الحياة و العالم. من يسال يتعلم و من يعمل بما تعلم يفلح. اسأل نفسك مالذي توقفت عن السؤال عنه؟

6.0.9. مالذي توقفت عن السؤال عنه؟

نعم أخطأت في التزامي بالصدق الواجب لأني أدركت أن الانسان كثيرا ما يخلط بين تفسيراته الشخصيه للأحداث و يخلط بين ما يظنه اتفاقا مع الآخر حول رأيه فيتبناه و يخلط بين ما ينساه و يتذكره و يخلط ما بين فكرة الصدق و النزاهة و فكرة تطابق المنطوق مع المفهوم و فكرة تطابق النية الداخلية مع الكلام و الفعل و فكرة الصراحة و الصدق و فكرة الشخصية الجادة و الحازمة و الصادقة. نعم أخطأت حين ظننت أن الجميع يريدون الصدق في حين أن الأولوية لدى البعض هي المحافظة على المشاعر و النفوس الطيبة و لدى آخرين هي تحقيق مرادهم الشخصي و قناعاتهم بظن خير أو شر حول أنفسهم و الآخرين. نعم نسيت أن الكذب مباح للإصلاح و لدوام الحب و حسن المعشر و في حالة الحرب و في أيامنا هذه فكلها جائزة. كي تفرق بين الكذب و الصدق فان الصدق هو مافي داخلك و الكذب هو مالايريده الاخر ان يسمعه منك و الحقيقة هي التي تخفي اجزاء منها و لا حرج عليك ان علمت يقينا بنتيجتها .نعم اسأل نفسك دائما مالذي يفترض بي أن أقوله الان؟ ومالذي اقوله حقيقة؟ و ماذا عن الاخرو الحقيقة؟

6.0.10. مالذي يفترض بي

نعم أخطأت في سعيي وراء النقاء فهو فكرة كمالية غير مجدية و لا أقول أنها غير مطلوبة أو مرغوبة. بلى هي كذلك لكنها لم تجدي نفعا في كثير من الأحوال في حياتي إلا بتعب شديد جدا جدا جدا. فمثلا إن فكرة إنهاء المعاملات العادية و القانونية كتسجيل اسم طفل في قسم الاحوال المدنية أصبح في بعض الأيام لا يمر إلا بواسطة أو برشوة كما لم يمكن شراء منزل في منطقة أجنبية دون التطرق لفتوى تبيح شيئا من الفوائد البنكية لأن النظام الاقتصادي في البلد موحد. أي إن فكرة النقاء  قد تودي بحياة الإنسان و تهلكه أكثر مما تخدمه و تعمر حياته. و طبعا أنا لا أدعو لأي شيء معاكس إنما أطرح بعض التجارب و الأخطاء التي ارتكبتها و دفعت ثمنها غاليا. في حين أن الدم لا يكون نقيا فغالبا ستدخل المستشفى في يوم من الأيام و تضع لك الممرضة سائلا لإنعاشك و بالتالي لا يمكن أن يكون دمك خالصا مع كل الأدوية الكيميائية التي نأخذها و لا يمكن أن يكون أكلك صحيا مئة بالمئة مهما حاولت. إن تطبيق فكرة إلغاء الخطأ المطبقة في المصانع اليابانية لا تطبق على أمور الحياة كلها بالكيفية ذاتها فالمصانع للأشياء أما المشاعر و النفوس و الأفكار فوجودها مختلف. النقاء كجزء من الكمال غير موجود و من الخطأ أن نحاول الوصول إليه بدلا من أن نعيش جزءا من الخطأ لو مرة واحدة فلايوجد إنسان لا يذنب بحسب دينه كائنا ما كان. تعمد الخطأ و أن لا يكون لك عادة أبدا و تخلص من مشاعر الذنب و الندم و الحسرة على مالم تحصل عليه بالشكل الذي تريده . الاتقان يختلف عن النقاء ففي الاتقان تكرار و تحسين و تطوير اما النقاء فيعني ان لا تقبل منذ البداية ان تجريب اي شيء.  اسأل نفسك: ماهي عاداتي و أين أشعر بتأنيب الضمير؟

6.0.11. أين أشعر بتأنيب الضمير


التوقع هو الخطأ الحادي العشر حيث أنني بنيت الكثير من التوقعات بحسابات رياضية و بحسب بيانات متغيرة ظننتها ثابتة. أي أن الخطأ يكمن في فكرة الثبات و السعي لها في أنفسنا و الآخر و قد خلطتها بفكرة الاستقرار و السكون النفسي و راحة البال و ارضاء الضمير كما و عاملت الحياة على أنها علاقات رياضية بحتة متوقعة على الدوام فأبحث كثيرا و أحسب كثيرا من الأرقام لكي أتوقع و أحب البرامج الالكترونية التي تحسب التوقعات. عندما تفهمت حاجاتي للشعور بالأمان و الاستقرار نظرت إلى حياتي فوجدتها مليئة بالتغييرات و التنقلات فعرفت أنني أحتاج إلى طريقة أفضل لأتعامل مع التغييرات المستمرة بدلا من أن أقوم بالتوقع بناء على البيانات الموجودة و البيانات التي يتم تزييفها عمدا و الأوضاع الحالية و الموجات البحرية ذات المنسوب الجازر. أدركت أنه لا ثبات حقيقي موجود و إنما هو طمأنينة داخلية نصنعها نحن في نفوسنا بإيماننا بالله و أن لو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. فكر باحتمالات المشكلات و ضع سيناريوهات تفكر بها فكل شيء اصبح ممكنا ولا تفكر لماذا قد يحصل كذا فيوجد قانون و يوجد ضمير او لا يمكن لفلان يتصرف كذا. طبعا انا لا ادعوك ان تحزم حقائب الغضب و الكره دون دليل او سبب او فكرة انما توقع عندما تريد السفر ان يتم ايقافك دون سبب نعم و عندما تريد الذهاب الى مدرستك كل يوم كالمعتاد فهناك من سيوقفك عند الباب بلا سبب فماذا ستفعل حينها؟ اسأل نفسك دائما مالذي يبدو مستحيلا ان يحصل اليوم و غدا؟

6.0.12. مالذي يبدو مستحيلا



مين الي حكالك هيك؟ هو السؤال الذهبي الذي مسح الكثير من الافتراضات في ذهني و علمني خطأ الافتراض. الافتراضات التي في عقولنا نبنيها عادة بناء على الموجودات التي نراها ملموسة او تلك الغير مرئية في عقولنا و نفوسنا. هذا السؤال فتح أمامي أفاق الإبداع و التغيير والتجديد و التنمية و التفكير و علمني خطأ الافتراض المبني على الآخر و على الشيء و من الذات. فمثلا كثيرا ما نبني افتراضاتنا على أسس التاريخ و الأقوام السابقة و بالتالي نقرر مسبقا ما سيحصل لنا فإن مات أحدهم بسبب القفز من على الجسر في العصور الوسطى في أوروبا فلا يعني ذلك أن من يقفز اليوم باستخدام أدوات القفز سيموت! على أي أساس نبني افتراضاتنا و إن كنا نحن من يضع الافتراض فهل نحن مصيبون؟ مرة أخرى أقول لكم أخطأت حين وضعت الافتراض أساسا في كل شيء ففي حين أن الأبنية مربعة و مستطيلة الشكل فالأهرام مخروطية الشكل منذ عصور قديمة. وجود شيء ما أمام أعيننا لا يعني عدم وجود شيء آخر لا نراه و سماعنا لشيء لا يعني انعدام قدرتنا على الاستماع لذبذبات أخرى. أخطأت أيضا في تحويل الافتراضات إلى شكوك و وساوس حتى توصلت إلى الفروق بينهما و بين مفهوم الظن. فالافتراض يجعلنا نفكر بالأمور بطريقة المسلمات دون جدل و الشكوك تجعلنا غير واثقين و قلقين أما الظنون فهي مرتبطة بالنية أكثر من الفكر. تشكك بكل شيء نعم ولا اقول لك ان تهلوس و لكن لا تأخذ ماهو امامك على انه كما هو.خذ المثال الذي يتكرر على مسامعنا: للجدران اذان. يعني هذا ان هاك من يستمع اليك و يتنصت عليك و لكن فكر ان المعنى الاخر انك لن تستطيع كمان السر عندما تتحدث مع احدهم في غرفة. اليوم لا يحتاج تقني للكثير من الخبرات ليعمل باستخدام اقمار اصطناعية عبر غولغل ليرى العالم من الطرف الاخر. و في يوم قريب ستبدأ بنقل الصورة و الصوت لمن تحب و هم في منزلهم في جزيرة نائية بلا فعالية للجدران. قالت احداهن لا يهمني فليفعلوا ما يشاؤون و ليتنصتوا فحياتي اعتيادية و نعم اقول لك حتى شراؤك لمنتج صغير يشكل معلومه مهمة لغيرك فلا تأخذ الأمور على ماهي عليه طبعا انا لا ادعوك لهنا لتخاف و تختبيء تحت الارض! اسال نفسك دائما ماهو المفترض ان اصدقه و الذي يراد مني فهمه؟

6.0.13. ما المفترض ان اصدقه



الانتظار طويلا دون تجريب الجديد أو تحقيق ما أريد كان أكبر الأخطاء في حياتي و اليوم أنا لا أنتظر شيئا من أحد و كلما جائني الوقت بفكرة الانتظار تقدمت فورا. لقد أخطأت بخلط مفهوم الصبر بالانتظارفالأول يكون على أقدار الله و مع الله و بالله و في الله أما الثاني فهو انتظار الآخر من البشر و هو ليس كصبر الوقت لينضج الطعام إنما هو انتظار المعجزات و الانسان و اللاشيء و الإلهام بحيث أن الحياة تتعطل. اصبر مع العمل اي لا تنتظر ابدا ان يمنحك احد شيء حتى لو كان مسؤولا عنك و حتى لو كانوا اهلك او شركة تعمل عندها و تكفلت لك بالتامين الصحي فلا تظن انها فعلا ستعطيك ايها كما تستحق و تريد ان انك ستحصل على الخدمة المناسبة في الوقت المطلوب و الذي تحتاجه. لا تنتظر ان يأتي احد لك بما تريد و الا فستقضي عمرك منتظرا او تأخذ ماهو اقل. تقف اختي و صديقتها في انتظار الباص كل يوم لمدة عشرين دقيقة على الاقل في حين اوفر انا الوقت بالمشي خمسة دقائق الى الباص و اجلس في المكان الذي ارغبه بينما هي تنتظر الباص التالي لان الذي اركبه قد امتلأ.اسأل نفسك دائما مالذي انتظره و يعطلني؟

6.0.14. مالذي انتظره


الشخصانية هي خطأ أكبر  حيث أنني أخذت أقيس الأشياء و الأفكار و الأخرين على نفسي و حياتي و القياس يختلف عن المقارنة  ففي الأولى تقوم بتقمص الأدوار و في الثانية تحمل مشاعر سلبية و مؤذية للآخر. في الشخصانية تبدأ بعكس كل شيء على نفسك و برغم فائدتها في جعلك قادرا على فهم الآخر بعمق شديد إلا أنها تجعلك حساسا كما لو أن لديك قدرة شم عالية جدا فتتأثر بسهولة بطاقة الآخر. برغم أنني بدأت بالشخصانية كجزء من مهارات كتابة المذكرات الدراسية أو محاولة عدم إيذاء الآخر تحت عنوان حق الآخر فقد وجدت أن الأمور تحولت إلى كثيرمن الحساسية الزائدة  و الاهتمام بالآخرين و ما يحبون لدرجة أنني أصبحت مرتبطة بعائلتي عاطفيا بشكل كبير. الشخصانية مطلوبة فقط عندما تريد أن تطلب من الآخر المستطاع و تكون إنسانيا في تعاملاتك مع الآخر. لا تشفق على الفقير و قدم له فرصة عمل عندما تنظر الى حاله و تقارنها بنفسك و تتمنى له و تتمنى لنفسك فهو حقيقة لا ينفعك و لا ينفعك. مايحصل ه انك تستمر في المشي و تتصدق عليه و تشفق و تحمد الله و تستمر في حياتك فلاهو يستفيد لانه سيعود الى حاله و لا انت حصلت على مايذهب شعورك بالشفقة و لا استفاد المجتمع. اتخذ قرارا صحيحا و قدم له فرصة العمل عندك حتى لنقل الاشياء مرة في الشهر او للتنظيف او اي عمل يمكن له ان يقدمه هو. و ان كنت تقدم عملا من باب الشفقة فانا انصحك ان لا تفعله فواقع الفقير انه لايريد المال بل يريد الحياة الكريمة. لاتظن ان الشفقة هي ليست المساعدة فهذا ما يحصل اليوم. المساعدة هي ان تعطي الشخص ما تعلم ان يريده و يحتاجه اي تساعد صديقك في الحصول على عمل يطلبه اما ان تفعل امرا بداعي الشفقة فهو امر مرفوض لان الفقير ليس غبيا فيزداد حقده عليك. ببساطة اسال نفسك هل افعل هذا شفقة؟

6.0.15. شفقة؟



أكبر الأخطاء في حياتي هي أنني ظننت أن علي أن أعبر عن كل شيء يعتمل في داخلي للآخر و للمقربين مني بحيث أنني خلطت ما بين مفهوم المشاركة للأفراح و الأحزان بتبرير ذاتي و أفعالي للآخر حتى أصبحت مطالبة بأخذا لإذن من الآخر لأكون ذاتي المختلفة و طبعا لم يفدني عندها أي شرح للآخر عن ما أريد و من أنا في حقيقتي الداخلية و شخصيتي التي أحب فتحولت إلى محامي يبحث عن الثغرات القانونية في المجتمع في حين أنه لم تثبت إدانته بعد. لم أفهم خطأي هذا إلا عندما شاهدت فيلما عن شاب مكسيكي يعيش في أمريكا و يحاول إقناع عائلته بأهليته في لعب كرة القدم و ملاحقة حلمه في حين تقدم له فرصة ذهبية للعب مع كبار النجوم في أوروبا حينها فقط أدركت أن حريتي أثمن بكثير مما ظننت. حريتي في اختيار الدين و العقيدة و الفكر و التصرف و الأحلام و الأهداف و وجدتني أقف على محجة بيضاء أنا القائد فيها و الجيش معا. تعلمت أن الخطأ يكمن في أن فكرة الحرية تعني الحوار مع الآخر لا أخذ الإذن منه و أن الخطأ يكمن في خلط مفهوم إطلاق الحكم على الآخر و تذكيره و نصيحته فيما تراه منكرا و تريد تأدية واجبك الديني و الأخوي تجاه الآخر بحب. لا تأخذ اذنا من أحد لتنجح. لا تذهب لمحامي كي يخبرك عن حقوقك بل تعلمها و دافع عن نفسك. لا تظن أنك تحتاج لأي شيء لتنجح فالفرق الوحيد بين من يبيع أي شيء و من يشتري ه ايمان الاول انه يمكن ان يبيع اي شيء. الايمان بالنفس دون اخذا الذن من حكومة او اهل او اصدقاء او مجتمع او عادات و تقاليد او مدير او مالك هو ما يجعلك ناجحا. تذكر القاعدة التالية: لا يحق لأحد أن يسمح لك بما تريد. في احدى التجارب تم توبيخ مجموعة من المراهقين للعبهم بالكرة و تم توعية مجموعة اخرى بالحوار الكلامي حول خطورتها. تركت المجموعتان اللعب لفترة ثم ازيل الحظر و تم السماح لهما باللعب فلم تفعل المجموعة الثانية و اندفعت الاولى للعب. الخلاصة هي ان الناس يحتاجون للمبررات ليفعلوا ما يريدونه فقط لذا لا تسمح لأحد أن يمنعك من لعبة بحجة خطرها.  اسأل نفسك ماهي السبع المحرمات  و جرب كل شيء آخر دون اذن

6.0.16. السبع المحرمات

خلط فكرة التكيف السلبي و العجز و الاستسلام و الكسل و الصبر و التأقلم و المرونة و إيجاد الحلول و التعامل مع الوقائع و الحقائق و الأحداث. كل هذه مفاهيم لم أدرك الفرق بينها فكانت أخطائي الكبرى نتيجة أخرى لهذا الخطأ. حينما يصادفك واقع مفروض عليك مثل أن والديك اختارا اسمك فقد تعتاد عليه لمجرد أنه معك منذ ولادتك أما عندما يفترض عليك قوانين اجتماعية لم يستشرك أحد بها و تم وضعها تحت مسمى العيب و المقبول و الحرام و الاتكيت فإن قبولك بها هو عبارة عن استسلام و رضى و عندما تتبناها و هو الأسوأ فأنت تتكيف بشكل سلبي و لا تكون مرنا أبدا. لا تقبل بما حولك فقط لانه الموجود مثلا لا تقول هذا المنزل هو الموجود في المنطقة و لن اجد غيره لاشتريه او استأجره. سأقول لك اشتري ارضا و ابني منزلا تريده و لا تأخذ ماهو موجود فببساطة هو صناعة غيرك وليس بالضرورة انه يناسبك. اسأل نفسك دائما ماهو الغير موجود الذي اريده ؟

6.0.17. الغير موجود



أخطاء أخرى كانت في المساومة على رغباتي مع رغبات الآخر بدلا من طرح فكرة التعاون و إيجاد حل يشعر كلا منا بالرضا. تعلمت أن لا أتنازل عن رغباتي أبدا إنما لا بأس بالوصول لحلول و ليس أنصاف حلول. فالخطأ الأعمق يكمن في التوقع الضمني الذي لا نتحدث عنه بأن عطائنا للآخر مثلا سيجعله يعطينا ما نريد بالمقابل و نظن أن بعض الحلول المؤقتة نافعة و أنها لربما تثني الآخر عن ما يريد بما أنها تؤخره. أن نظن أن الرغبات قابلة للمساومة هو أكبر خطأ بعكس الحلول التي تغير الطرق و الأساليب و لكنها تحقق الرغبات. حقق رغباتك و لتعلم ان حقيقة الحياة انه لا يمكن الوصول لرضا الطرفين ابدا فهناك من سيأخذ أكثر و يرضى أكثر فلا تؤثر احدا على نفسك في تحقيق احلامك فاما انو تفوز او انك ستخسر لانك ما عدت قاردا على الفوز. الشعور بالفوز مهم جدا و أهم من الشعور بالرضا و التطمين بأن الحياة بخير. لا ترضى أن يعطيك أحد مهمة ضعيفة على أنه أعطاكدورا في الفريق فتشكره. خذ دورا حقيقيا و انجح فيه. لا تساوم و ترضى بأنصاف الحلول فهذا يعني رضاك بالاقل فقط.لا تدع احد يخدعك بانه يريد نجاحك ابدا. اعرف شخصا افتتح شركات صغيرة يقوم بعرض مناصب فيها على عمال شركات اخرى كي يبعدهم من طريق وصوله ما يريد من الشركات الكبرى فيجعلهم يظنون انهم مقدرون و محترمون و ان هذا هو نجاحهم الحقيقي. اسأل نفسك:كيف اغير توجه المنافس عن نجاحي وفوزي؟

6.0.18. توجه المنافس



أنا لا أغفل أبدا هو خطأ كبير آخر فالغفلة لا تعني النسيان فقد تمتلك أقوى ذاكرة بشرية و الكترونية و لا يعني ذلك أنك لم أو لن تغفل عن شيء ما فأنت انسان فهون عليك و لابأس إن ذكرك أحدهم بشيء فهذا ليس عيبا فيك أو مشكلة أبدا. اختر ما تريد أن تهمله و تغفل عنه فجل من لا ينسى و يغفل. من الذكاء ان تحول السمات البشرية لصالحك. هل تريدين ان تنسي عيد ميلاد أمك أم جارتك؟ هل تريد أن تحضر جنازة أبيك أم صاحبك؟ اسأل نفسك مالذي لست مستعدا لخسارته؟ و اخسر كل ما سواه.

6.0.19. الذي لست مستعدا لخسارته؟

المباديء هي أخطاء أخرى ليس في وجودها بل بمفهومها. القوانين تختلف عن المباديء و عن التشريعات و الاقتداء و الأنظمة و التصرفات و الأخلاق من الناحية الأنسانية و الاعتقادية و الفاعلية و الاجتماعية. المباديء غالبا تعيقنا عن التقدم لأنه لا أساس ديني لها و ترجع في وضعها إلى حالات معينة ففي قصة ناديا يقطع رأس السمكة و ذيلها عند طبخها بسبب أن المقلاة صغيرة في منزل جدتها في حين أن الأخلاق تحسن نوعية علاقاتنا أما الأنظمة و القوانين فهي أساس لخدمتنا بشكل أسرع و أفضل أي أنها في مصلحة الجميع أما التشريعات فهي الدينية أو المتفق عليها من قبل المجتمع. لكن أرض الواقع و التطبيق تخلط بينها جميعا في مفاهيم الكرامة و الشرف و العزة و الفخر و الريادة و التميز و  التقدير و الشعور بالقبول و الأمانة و القدرة على القيادة و الحكمة. المباديء تختلف عن المعتقدات ولكن في يمونا هذا أصبح التحليل لما كان حراما و ليس بالضرورة أنه حرام لا يعني سوى اختفاء بوصلة التشريع فاليوم لا يوجد فرق بين أن تكون مرنا فتتقبل أخطاءك و أن تنكر أنك أخطأت كي لا تثقل على نفسك فالبشرية تخطيء على الدوام. استبدل او اكسر المهم تخلص من المباديء لأن المباديء هي كلمة تعبر عن المعادلات التي تعيش وفقا لها و هي ان تطابقت مع الواقع استطع ان تحقق اكثر و كلما ابتعدت عن الواقع الذي يحصل بين يديك و امامك و خلفك و عن يمينك و شمالك كلما انجزت اقل و تأخرت أكثر عن حركة الحياة و الزمن.  اسأل نفسك دائما هل هذا الفكر يعيق تقدمي و نموي في الحياة؟

6.0.20. هذا الفكر يعيقني

درست الماجستير عبر الانترنت و الليسنس عن بعد و لا أندم على العلم أبدا بل أحبه جدا لكني ارتكبت خطأ عدم السفر و الممارسة المباشرة لثقافات أخرى و عدم الاستعداد لذلك بحيث أنني انتظرت ممن حولي أن يساعدوني على الانفتاح بحيث أنني أردتهم أن يكونوا مثالا للتغيير الذي سأشعر بارتياح عندما أمارسه مع من حولي.  لا تأخذ شيء بناء على الاسم و السمعة فاليوم يذهب الناس لكل ماهو جامعة هارفرد و لكن هناك خيارات اخرى متاحة هذا ما كنت اظنه و لكن الحقيقة هو ان ما دون هارفرد اصبح لا يجعل للشخص قيمة و ما دون الدرجة الاولى لا يجعل الشخص طائرا في السماء و يربط الناس ذلك بانك تستحقه و لكن الحقيقة انه لا ارتباط بين لاسماء الشهيرة و اسابا الاختيار لها فهناك من ارتاد هارفرد في منحة و هناك من ارتادها الان اهله يريدون ذلك و هناك من تركها لانه يعرف فيها اناسا لا يريد التعامل معهم و هناك من ابتعد عن هارفرد الى سنغافورة لتجربة جديدة. اليوم يوجد لكل طبقة اجتماعية هارفرد خاصة بها حتى لا يجعلونك تحتار و تذهب للمنافسة التي تخلق لديك شعورا بالضعف فترى حقيقة الطبقية. كننت اظن ان علي ان افهم السبب الحقيقي لارتياد هارفرد او البعد عنها لكنني تعلمت انني اضعت وقتي طويلا في فهم معادلة بسيطة. لا تطلب من النمل ان يتركوا السكر بل ضع لهم قطعة سكر اكبر في مكان اخر. في تجربتي تخليت عن هارفرد أريدها لظني بأن اسم هارفرد ينفع و جزء منها لكن الحقيقة ان ارتيادك جامعة كالفورنيا لن تكون مثل هارفردك! لا تسأل نفسك عن رغبتك بهارفرد بل  اسأل نفسك: أية هارفرد أريد و أيها سينفعني؟

6.0.21. هارفرد


في أيام مرت علي أحببت عائلتي أكثر من نفسي فأخطأت بالنسبة الكيميائية في الحب. و في أيام أخرى خلطت بين مفاهيم الحب و المحبة والعطاء و الإيثار و الكرم و التعاون. و تعلمت أن التعلق العاطفي بوالدتي التي حملتني يختلف عن حبي لها و أن الإحسان إليها يختلف عن طاعتها و إرضائها . أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك و تـعامل الآخر بما تحب أن يعاملك يختلف عن إيثارهم في ما تمتلكه و دفع الأذى عن نفسك. تعلمت ان الناس تظن حصولها على احترام الاخرين اعظم من الحصول على حبهم و لا اعني بالحب ان تريد ارضاء الاخر بل ان ترضيه و هناك فرق بين ان تريد اسعاد الاخر لحبك له و بين ان تريد ان تكسب احترامه بقرارات تجعلك تبدو في وضع صائب و تجعلك تبدو شكلك صح ماشي في الحياة. لذا ستجد ان الواقع مليء بمن يبحثون عن الاحترام الذي يتصف بانه شيء حصلت عليه بعد تعب مضني فحتى لو فتح لك باب للحب فلابد من الاحترام المضني المكتسب كأولوية فوق الحب. ان كان في الحب مصلحة لك او عليك فاتركه فورا. فكر فيما يعنيه الحب و لغيرك لأن المفاهيم تختلف. تعلمت من تجارب حياتي ان الناس تسعى للاحترام لنقص تشعر به في ذلك فمن يبحث عن الاحترام في زواجه فهو يعشر به ناقصا في جانب اخر في نفسه لكن الحب امر مختلف. الحب اهم من الاحترام الذي يسعى له الناس لانه احترام مبني على علامات محددة وليس متعلقا بوجود الاحترام الحقيقي لان النفاهيم نسبية دائماو طبعا انا هنا لا اتحدث عن كلمة الاحترام بمعناها المقترن بعكس الابتذال فتلك اسمها كرامة انسانية. لابد لك ان توضح مفهوم الحب والاحترام و تعلم اي تعريف يرضيك و يسعدك و كذا للاخر. أغلب الناس ترى المنفعة في الاحترام لا في الحب لظنها بأنه أهم و لذا ستسعى للاحترام الاجتماعي أولا.و طبعا انا لا اتحدث عن الحب بعاطفة شديدة تلغي العقل و لا عن حب بالعقل و القرار فقط. للحب كلمات و مسميات و درجات فهناك عشق و تعلق و وله و محبة و حب الامومة و الابوة و الاخرة تسميات مشاعر الحب مختلفة فاحرص على التفريق بين مفهومك لها بدقة.  فكر ماهي مصلحتك في الحب اياسأل نفسك دائما: ماهو الحب الذي اريده و ماهو الحب الذي يسعدني؟

6.0.22. ماهو الحب الذي يسعدني؟


عندما صدقت قولهم" أصبحتي كبيرة" ارتكبت أكبر الأخطاء ففي مجتمعي معنى أن تصبح كبيرا أي أن تترفع عن اللعب و المتعة و تكون أنت الصح على الدوام و غيرك هو المخطيء و تتبع قواعد المجتمع في كل شيء و تناصر الكبير على أنك حكيم زمانك و تستهزيء بالشباب على أنهم طائشون و ترسم صورة اجتماعية مليئة بالرصانة و الصرامة و القدرات الكبيرة و الاحترام و الانجازات و تتحدث قليلا إلا في مواضيع مهمة جدا تبين فيها أنك متميز أو أن لك فيها خبرة أو أن لك علاقات مع أشخاص عاملين في مجال الموضوع مما يمنحك المصداقية التامة و التبجيل في نظر الآخرين. شكرا لكم فأنا لا أريد أن أحصل على شهادة الدكتوراة في النظر إلى الآخرين على أنهم أغبياء و الابتعاد عن مداعبة الأطفال و ملاعبة أصدقائي و أريد جواز سفر اجتماعي يعبر عن ذاتي و يحترمني الآخرون على ما أنا عليه دون أن يقيسوني بمعاييرهم. عندما يستمع لك الآخرون دائما فلاتظن أنك كبير في عيونهم فلربما هم يرونك بأعين أخرى أو عن عيوبك يغضون البصر. لا تكبر عن اللعب و الترفيه و السعادة يعني فكر كالناضجين و استخدم ذكاءك فيما تتعلم من الحياة ولا تكن لا تكبر عن المداعبات و اللعب و الترفيه و المتعة كالصغار. منذ ولادتنا و الجميع يقول لنا "هشش اسكت يا حبيبي اسكت بئا اسكككككت" نعم منذ الصغر ولا احد يريد الاستماع لصوت بكاء الطفل كني تعلمت ان لا اسكت الطفلة بداخلي ابدا لان نموها هو نموي الحقيقي.  اسأل نفسك دائما : هل هذا تصرف ناضج أم تفكير الناضجين؟

6.0.23. تصرف ناضج أم تفكير الناضجين؟



الجدية في كل شيء كأنما الموت يلاحقك كالأشباح. خطأ الجدية باسم المسؤولية و الاحترام يبعدك عن أن تكون فعالا في عملك و أن تطرح أفكارا جديدة أو أن تقوم ببحث متميز في دراستك الأكاديمية. الجدية و الحرص على أن تكون صح في كل شيء يجعلك ترتكب أكبر الحماقات لكن تحمل مسؤولية أخطاءك هي واجبك بأن تعطي لآخر حقه الذي يطلبه و أن تسأل الناس أن يسامحوك بشكل دوري و تتقرب إليهم بمودة يختلف تماما عن الجدية و انعقاد الحاجبين و الحركة كربوت آلي. الجدية حد الوسوسة القهرية هي من أكبر الأخطاء و المشاكل. لا شيء يستحق إلا بعد فواته ماذا يعني ان تخسر الاشياء؟ لا أبدا بل يعني شيئين ان فلسفة الاستحقاق تأتي بعد الخسارة و هي ليست صحيحة في نفسية الناس اليوم من حيث ما يجب ان تكون عليه فالذي يجب هو ان تشعر بقيمة الشيء قبل فواته. لكننا حقيقة لا نشعر بقيمة من حولنا حتى نفقدهم. قليلون من الناس من يقدرون ما لديهم فعلا لذا لا تكن جديا ابدا في اي شيء حتى لا تجعل له قيمة لا ماهو بين يديك فهو يستحق انت تقدره و تحمد الله عليه و لا تخسره. سأصارحك بأن بعض النعم لا تدوم لك مهما حاولت و حاربت لأجلها عائلة مثلا او زوج او صديقة لأن الاخر جزء من المعادلة  و هو من سيريد خسارتك و تقدير قيمتك بعد ذهابك.  اسأل نفسك دوما: كيف ستكون الحياة بدون هذا الشخص أو هذا الشيء؟

6.0.24. كيف ستكون الحياة بدونه ؟



أكبر خطأ هو أن تهرب من مسؤولياتك و أن تؤذي الآخرين تحت عنوان النية الصالحة المختلفة عن العمل الظاهر الصالح و تحت عنوان النسبية و الاختلاف في مفاهيم المسؤولية  لدى الفرد و الأديان و المجتمع. اعترف بأنك قد آذيت الآخر على الأقل في قرارة نفسك و واجه نفسك ولو بصمت في البداية ثم ابدأ برد الحقوق بأن تقيم الواجبات. لا ينصلح الخطأ بأن تقوم بتعميمه و تكراره على الآخرين انما ينصلح بأن تتوقف عنه و لو لم يعجبك وقع ذلك عليك. واجه مشكلاتك قبل ان تواجهك يعني اتوقع المشكلة و لا تسمع لمن يقول لك ان نوع الناس الذي يتوقع المشكلات يكون متشائم و عاجز عن الحياة انما من يتوقع ماذا سيحصل بعد قليل هو من يتجنب المشكلات فعلا لانه لديه حل جاهز بحكم خبرته. تعلمت انه لكي تتعامل مع المشكلات ببراع و بشكل افضل فعلا فعليك ان تواجه اكبر عدد منها. نعم اذهب الى اماكن ستفشل فيها و تجد فيها مشكلات و توجع رأسك. رأيت أكثر الفاشلين يتهربون من المشاكل و يخافون من العويل و انا انصحك بأن تؤلم نفسك اكثر و تصدمها اكثر و اسرع. لا تقول بكير على ابني و لا بنتي. خطط لهم تجارب و اماكن جديدة يذهبوا اليها ليفشلوا و ينجحوا معا. لا تترك لابنك اختيار ترك نشاط ما لانه رجع يبكي و نفسيته رح تتغير نعم هذا هو المطلوب ان ينصدم و يتعلم. لا تجعل الصدمة مرة واحدة خذ ابنك ليمارس نفس النشاط في مكان اخر لا مشكلة لكن تعلم ان لا تترك شيء فقط لانك لم تحبه فاتقانه و التعلم منه حتى لو كرهته جيد بالنسبة لك. طبعا انا لا ادعوك للقسوة ابدا و لكن تعلم ان لا تهرب .اسأل نفسك دائما: ماهي المشكلة التالي الممكنة؟

6.0.25. المشكلة التالية الممكنة



أن تثق في أفعال الآخرين على أنها لا بد خير هو خطأ ارتكبته عدة مرات تحت مسميات مختلفة. أن تحسن الظن بالناس كما تحسن الظن بالله أيضا خطأ ارتكبته. أن تلتمس 70 عذرا للآخر لا ينطبق على الأفعال المتكررة أكثر من ثلاث مرات. ففي حين أن أحدهم قد سرق و لم يعاقب لأنه وجد شديد الفقر عند التحقيق في أمره لا يبيح السرقة لغيره و لا يبيح لك التفكير في عذر لمن يتخذ السرقة مهنة أو يحتج بأنه لا يستطيع الاقلاع عنها. الثقة تكتسب و تطلب. لا تثق بأي أحد فورا على أساس أنك تفترض في الناس الصدق و الطيبة و الخير و لست أقول لك بالمقابل أن لا تثق أيضا لكن انتظر و جرب الشخص و لكن لا تنتظر كل حياتك لترى افعالا من الشخص يكسب بها ثقتك فمنح الفرص امر مختلف. اعرف الكثيرين ممن يتلاعبو بالثقة من خلال الدلائل و طبعا اياك ان تتبع دليلا يقول لك : ان فعل زوجك كذا فمعناه ان يثق بك! قمة الغباء أن تتبع الدلالات بدل أن تفكر و تحلل بعقلك. انظر لتصرفات الشخص مقابل ما تخبره و ما تفعله معه لأنه ان أراد ثقتك سيكسبها و يسعى لها عمدا او خطأ و بأي وسيلة و العكس صحيح كذلك. هناك انواع بالثقة بالناس: ان تثق بالشخص لقدراته على الانجاز فأنت تعرف انجازاته جيدا و عملت معه. و ان تثق بقلب الشخص لكونه صالح و جيد و طيب و هنا عليك ان تحذر فالقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء فلا تثق بالقلوب. و هناك ثقة في الافعال و التي تعتمد على الدلالات و الاذكياء يستخدمونها جيدا لاختبار غيرهم و التخلص منهم او كسب ثقتهم و فعلا قرأت جزءا من كتاب عن هذا و بدأت في تنفيذ الدلالات و العمل عليها و تطويرها و رأيت كيف أنني أستطيع كسب ثقة الكثيرين في عمر صغير بسبب تحليلي للدلالات التي يعتمدها الناس للثقة بك. و هناك الثقة العمومية فكأنما توكل للشخص أمرك كمحامي عنك. حتى لو غضب قريبك او ابوك او عمك فلا تمنح احدا وكالة لاكثر من اجراء واحد صغير فقط منفصلا عن غيره. و سأخبرك سرا فغالبا ما يمنح الناس الثقة و التوكيل لمن يرونه قادرا على الكذب و ليس لمن يوقل لك الحقيقة و الواقع و الصدق و يريد لك الخير فعلا، للأسف. اذن كيف تثق؟ بصراحة هناك الثقة في الاخرين بحسيث أنك لا تدخلهم في شؤونك كثرا و هو ما أفعله و حتى أعز الأصدقاء لا أخبرهم بأسراري و أكتفي بصنع أسرار بيني و بينهم عن شأننا معا فقط. تعلمت أن جملة الاسرار يلي تطلع من اتنين تصير بين ألفين صحيحة الا لو استخدمناها صح. يعني لا تخرج اسرارك من بين اثنين بمعنى لا تخير احد عن سر لا يتعلق به. اسأل نفسك دائما: هل أريد أن أثق في فلان و لماذا و هل يثق في هو و لماذا؟

6.0.26. أثق في فلان


ذنب أكبر من كل عذر أن تكون صلبا في رأيك أو أن تعبر عنه لأن هناك من يريد كسر عاداتك بحجة أنها ليست صالحة. ذهبت الى مدينة صغيرة لكنها معروفة فوجدتهم يحكمهم شاب ظننته محترما متعلما خلوقا فإذا به يدخل بيوتهم و يحاور نسائهم بحجة العلم و يواعدهن بحجة تدريبهن على التعامل مع الرجل ايمانا منه ان كل الرجال تفكر مثله و أن على الجميع أن يتعلم طريقته. خطأ شنيع أن تذهب لتتدرب على طريقة أحدهم في الحياة و تأخذها عنه فالناس ليسوا نسخا إلا بسبب جهلهم بعلم الآخر. نعم يا ليته عليم بما سوى ضعف الآخر. لذا عندما تعرض رأيك ستتهم بأنك شديد و صلب و لكن رأيا آخر يوافق هواك و يخدم مصالحك فهو سديد في الحق. كن مرنا في ما يوصلك للهدف أي بالطرق. كثيرا ما يتردد على مسامعنا أن الطرق كلها تؤدي الى روما نعم ان كنت ماهي روما و كيف هو شكلها. ببساطة لا تظن انك ستراها قبل ان تذهب حتى على الانترنت فالرؤية لما تريد بعد لوصول هي النتيجة الحقيقة. لا تظن ان جملة الغاية تبرر الوسيلة هي خطأ فالواقع ان المرونة تعرف كذلك. تعلمت ان اضع غاية و ان افعل كل شيء لاجلها و ان لم احققها فلم افعل المستحيل بعد. بعد ان تصل قد لا تحب ما اردت و قد تكون تعبت من المشوار الطويل لكن اياك ان تظن للحظة ان حياتك كانت لتكون افضل بدون غايات. اسأل نفسك دائما: كيف و أين يمكنني أن أحقق كذا؟

6.0.27. كيف



الصراحة في المشاعر هي خطأ آخر بالذات أنني امرأة. لا تتحدثي عن مشاعرك كامرأة و تبوحي بحقيقتها فلا أحد يريد حقا الاستماع لك. فعندما تقول أنا أحب ستكون رخيصا جدا مها حاول أحد اثبات العكس لك فهي مجرد كلمات يريد الآخر أن يشعر أنه يساعدك بها لتكون مختلفا عن ما يجعله يشعر بالسوء. الصراحة في المشاعر تجعلك نكدية في عين الرجل و متطلبة و مبالغة و غير واقعية في عيون النساء الآخرين . أن تصرحي بأفكارك في اللحظة تعني أن يكتب الرجل قائمة جديدة يعاملك على أساسها و أن تتهمك نساء أخريات بأنك متألمة نفسيا و "ياحرام بدعا وقت للتجاوز حالتها و ما عم تعرف تحل مشاكلها". أن تصرح بأحلامك يعني أنك لا تعرف ماذا تريد و خفيف العقل و ساذج و أنك تريد من يشجعك بضعة كلمات و ستجد من يكلمك بهذه الطريقة ظننا منه أن ما تريد هو التخفيف عنك بحسب كتب المساعدة الشخصية و النفسية. الصراحة بمباديء تظنها صحيحة هي أول حجة يتخذها الآخرو ليقولوا لك من أنت و تبدأ التصنيفات تتخاطفك فأنت تصبح ليبرالي أو متحر أو مخطيء أو كافر أو اخونجي أو أو أو و بالنهاية يقول لك أحدهم " لما لا تنضم إلينا لفعل الخير" ! على أنك " بتعمل شر " أو غبي كفاية و ضائع في الحياة. من يصارح اولا يخسر اولا. نعم انتظر الاخر و كلمه عن نفسه و لا تتحدث عن نفسك. الكثير ممن يتمتعون براحة البال والنجاح هم ماهرون في تحول الاتجاه عن الاجابة الى الاخر او حتى الى مزحة لا علاقة لها. تعلم شيئا اخر الأ وهو ان تصر على الصراحة من كلا الطرفين او الكتمان للاثنين اسأل نفسك: هل الافضل ان اكتم في قلبي أم نصارح نحن الاثنين معا؟

6.0.28. الافضل ان اكتم في قلبي


من أين جئت هو خطأ لم ترتكبه أنت لكن أن تستمر به هي المشكلة و الخطأ الأكبر الذي تمارسه. اسعى بكل هدك لكي لا تكون ذو جنسية واحدة فهذا يسمك بالعار الذي يتصف به شعبك و طبعا ان كانوا جميلين في الاعام ستكون و ان غير ذلك فستكون. أين مسقط رأسك و ماهي جوازات السفر التي تملكها تحدد وجود وظيفتك و نظرة الناس لك و طبعا عليك ان تنتبه إلا الجنسية الثانية فهي تيسر لك الزواج و العمل و الأصدقاء و تعني قدرتك على التعامل مع الحياة. من هم أهلك هو خطأ لم ترتكبه لكن ببساطة أكبر خطأ هو أن تنتمي لهم فحتى لو كنت مختلفا عنهم سيتم اتهامك بأنك لا تحبهم و ليس لديك بر بأهلك و لا تعتني بأصولك و لديك اشكالية نفسية في الانتماء و عليك تقبل الواقع و ان تكون مثل أهلك حصرا. عائلتك التي تنشؤ فيها هي من تتزوج مثلها فقط لأن الطبقية متفشية بحسب الاسم و لربما اختفاء اسم العائلة في مصر لا يعني سوى استبداله بموقع سكنك ليحدد بقية حياتك. و ان كنت تسكن في منطقة راقية فهناك ممن سيبتعد عنك لأنك أعلى من المستوى و يخشون أنك تنظر إليهم على أنهم أقل و في النهاية تخسر المزيد من الصداقات. الفخر الحقيقي هو بما تصنع نعم لا تظن ان عمل ابيك فخر لك و لا حتى اسم عائلتك. تقدم شاب لخطبة صديقة يقول لها أهلي يمتلكون كذا و كذا و انتي اقل مني في المستوى فردت عليه بأنها قد صنعت مهنة و اشترت سيارة و منزلا بنفسها فماذا صنع هو في المقابل؟!  اسأل نفسك: و ماذا صنعت أنا في هذه الناحية؟

6.0.29. ماذا صنعت أنا




ان تطلب ممن أخطأ أن يصلح خطأه أو أن تحدد مكان الخطأ و تحاول اصلاحه هو خطؤك بالتأكيد لأنك عندها ستصاب بتهمة القاء اللوم على الاخرين فلا تحزن عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة لأن اللوم أصبح بلا مكان و لا عنوان و الفوضى موجوده بسبب عدم تعاملنا مع الخطأ و قبولنا فكرة عدم توجيه الاتهام على أنها فرصة للتهرب من المسؤولية و ايفاء الواجبات. عندما يقول احدهم انك مخطيء لن يكون خطأ أن تستخدم الاسلوب الدارجفي ايجاد عذر كاذب تدعمه باصدقائك او ان تقول للاخر في وجهة" سأسرقك في وضح النهار و لن تستطيع فعل شيء فلايوجد عدالة و لا قضاء فاذهب انت ايضا و لتفعل ما تشاء". أن تبدأ الخطأ يعني أن تنويه و نعم هناك من ينوي الاخطاء بل و يفكر في كيفية تغطيتها لاحقا و يعمل على ذلك. الاخطاء العفوية هي ليست اخطاء انما التعريف الحقيقي للخطأ هو المتعمد الذي تعلم نتيجته جيدا و تخطط له و على الأقل تعلم في داخلك أنه خطأ بنتيجة مباشرة واضحة غير مقبولة. و لا تناقشني في النتائجفالحسنات يذهبن السيئات في شريعة الله لكن حقوق العباد لا تمحى بحرق جثة الابن امام ابيه.  اسأل نفسك: ماهو الشعور الذي ان حصلت عليه بسبب ما يحصل للاخر فانني سأشفى في داخلي؟

6.0.30. ماهو الشعور

إياك أن تخطيء بأن تكون مسالما فأنت الأغبى على وجه الأرض حين تصدق من يقول لك أن هناك سلام و أن هناك من يسعى إليه. أحد دعاة السلام الذين قابلتهم قال أن السلام هو سلاح كالمخدر يجعل الآخر ينام كي يستطيع الدخول إلى مكتبه و فعل ما يشاء باسمه. لايوجد في الحقيقة و لا في الواقع أي سلام. أكبر خطأ هو أن تصدق أي شعار و تتخذه لك شعار. إياك أن تحاول اللطافة أو الذوق أو الأدب مع الآخر فكلها أسماء لما ليس له وجود بل دعني أقول لك أن اسمها عند الكثيرين بل الأغلبية بل الجميع" غباء و سذاجة و حماقة" و ينطبق على السلام ما ينطبق على المشاعر و التفاعلات العاطفية. السلام الحقيقي هو عندما لا يتفرج أحد على الحرب. نعم لا يوجد سلام الا كوهم فلسفي عندما يطرح. اي عندما يتم الدعوة لسلام فهي في الحروب فقط. لكن السلام يحصل عندما ينشغل الجميع بالعمل على التطوير و في حياتهم حتى ليس لديهم وقت للاحقاد و الحروب لان الكل يعمل بكفاءة. اسأل نفسك: لماذا لست مع من يحاربون؟

6.0.31. من يحاربون

خطأ أفدح يقول أن تستسلم لعدوك مهما كان الثمن. في حين سجنت لمدة ثلاثة أعوام و أصبت بجروح مؤثرة و خسرت الكثير تعلمت أن الخطأ الأكبر هو أن تعبر لعدوك عن رغبتك في الخروج من سجنه فهو سيريد ايذائك أكثر. تعلم أن تكون عنيدا و تبكي كالاطفال و تدعو و تتفائل حتى تحصل على ما تريد. اياك أن تمنح عدوك سوى نقاطا تمويهية تكسب بها الوقت. كنت أظن أن عدوي هو من الكافر و ابليس و السوء في نفس الانسان لكنني تعلمت أن اخوة يوسف كانوا أشد الأعداء عليه برغم تحذير أبيه له باخفاء رؤيته. في تعاملك مع العدو و الآخر اياك أن تحدث بأحلامك. عندما تتوقف فأنت تستسلم. في احد المرات تعرضت صديقتي للسجن بسبب تهمة ملفقة لكنها و برغم السنوات الثلاث لم تختصر لحظة في تعلم المزيد من المهارات قائلة: " حين أخرج سأكون أقوى من عدوي. ان توقفت نصرت عدوي أكثر" و حين خرجت أستأنفت قضيتها و وصلت لتحقيق أحلامها و منعت عدوها من المتعة. عندما تتوقف تخسر. اسأل نفسك: ايهما اسوأ أن يخسر عدوي أو أن أتوقف؟

6.0.32. ايهما اسوأ


خطأ كبير أن تظن أن هناك أسرار للحياة لكن هناك واقع فيه معادلات يعرفها نوعين من الناس: الحكيم الذي يرى الأمور من بعيد و ليس بالضرورة أنه خاضها فيستطيع تفسيرها صح و هناك من خاض التجارب بنفسه و يعرف عن ما يتحدث عنه جيدا ضمن تجاربه الكثيرة و الطويلة و معاصرته الدائمه. لايوجد اسرار لتجهد نفسك في البحث فبدون العمل لن تستفيد من اية معرفة. هناك الكثيرون ممن خسروا حياتهم في السجون بسبب معرفتهم للحقائق بعد جهد طويل. و لاتظن طبعا انني ادعوك لتغلق نفسك عن الحقيقة و التحري أبدا بل عليك أن لا تدع أحدا يخدعك و أن تفهم الأمور بحقيقتها من كل الجوانب مهما قيل عنك أنك فضولي طالما أن الأمر تتوقف عليه حياتك فابذل جهدك في تقصي الحقائق لاتخاذ قرارات سليمة. سر الحياة هو ان تصنع معادلة جديدة و تجمع انصارك. لديك حلم بأن ترقص الباليه في السعودية؟ اجمع انصارك ممن يؤيدونك. اصنع معادلة جديدة اشتراطيه جديدة: لا باليه اذن انت غير مثقف و جاهل! نعم اكتب معادلاتك الشرطية جيدا لكي تترسخ في الذهن بايجابياتها لديك و عدم قدرة الاخر على الاستغناء عنها. كل ناجح لديه سرين : فكرة و أداة.  اسأل نفسك: كيف أتخيل نفسي اكشف سري للعالم بعد سنوات؟

6.0.33. بعد سنوات



خطا أن تظن أن هناك مواهب و قدرات استثنائية أو حدود موجودة فحتى أصعب الحالات تم تمثيلها و لو كذبا وجدت أحدهم مرة يمثل دور مقعد فسألته مستغربة ماذا تفعل؟ قال" لم يعد هناك مقعدون في قريتي فأردت أن أذكر الناس بأنه لم يختفي لكي يتذكروا نعم الله عليهم" تخيل حتى موهبة الاعاقة اصبحت مخترعة المغزى هنا أن أن تبني أنت القدرة التي تريدها و لا تظنها يجب أن توجد فيك أصلا أليسنا نسمع على الدوام و نقرأ أن الطفل يأتي بريئا على الحياة و أنه يتعلم في الصغر ثم للاسف نقول انه انتهى و طبعه قائم و لا يتطور او يتغير و لكن كل شيء ممكن تتعلمه و تتقنه و تمارسه على مدى فترات طويلة و بطرق مدروسة. كل شيء ممكن عندما تعيد تعريفه هي القاعدة الذهبية للابداع و الانجاز. لا تخلى عن الحلم و لكن تخلى عن الطريقة التقليدية. ان كنت تريد اقامة نادي كرة قدم في حيك و تمنعك المعاملات و عدم رغبة الناس في حيك فاذهب لتنشيء ناديا في حي آخر و ثاني و ثالث و استمر بالعرض على ابناء حيك حتى يروا ن حولهم يملكون أندية مميزة فيرغبون بناديك فتصل لهدفك. اصبر لتصل لأهدافك بكل الطرق. ركز على التعريف و الرغبة الحقيقية وراءه. هل تريد نادي كرة قدم في حيك فقط أم تريد نادي كرة قدم فقط؟ أم تريد لعب كرة القدم؟ هل تريد اللعب فقط؟ أم تريد مشاركة أصدقاءك؟  اسأل نفسك: مالذي اريد ان اشعر به و اتخيله و احققه بالضبط؟

6.0.34. مالذي اريد بالضبط؟


أخطأت حين أمضيت وقتي أتعلم ألنجاح من الناجحين. لكني تعلمت شيئا واحدا أن وصفة غيرك للنجاح هي وصفتك للفشل. النجاح لا يصنع بالتعلم من أحد و اتباعه و تقليده. اياك ان تظن أن النجاح يكمن في فعل الامور التي ينصحك بها الناجحون و يعلمونك اياها. درسيت سير الناجحين و اهدافهم و كلماتهم و افكارهم لاكثر من سبعة سنوات و تعلمت ان خلطتهم السرية تكمن في فشلك في القيام بالخطأ و في تحملهم نتائج الهروب. نعم الناجحون يختبؤون و يطورون مهارات في الهرب من الواقع الى عوالمهم. يدافع الناجح عن نجاحه ليس متعة به فحسب و لكن لأنه لا مجال له للتراجع بعد قطع اشواط طويلة في ترك الكثير من المسؤوليات خلفه. من يحدثك عن الاسترخاء و يعلمك اياه فهو شخص متوتر اصلا و يستفيد من معرفة المتوترين ليثير توترهم و يأخذ أموالهم عند الاستثمار. كل ما تذهب لتتعلمه و كل اهتمام لك في الحياة هو عبارة عن وصفة نجاح لشخص آخر. النجاح لك يعني ان تنظر الى ضعف الاخرين الذي يمكنك الاستفادة منه و التعلم لتمضي للامام في جمع المزيد من النجاحات. اسأل أين نجاحك فهو يكمن في تجاربك

6.0.35. نجاحك


أخطأت حين ظننت أن هناك حقوق ترد و لا تضيع و أن هناك قضاء و أن هناك عدالة. أخطأت عندما صدقت الأفلام الكرتونية و الهوليوديية و البوليودية و كلا لتمثيليات التي تقول أن هناك من يحصل على حقوقه في النهاية. أخطأت عندما صدقت قصة جدتي عن الحق و الباطل و انتصار الخير و خروج المظلوم من السجن و سجن الظالم. عرفت أن هناك شيئين يجعلان اي ظالم يهرب و يطلع منها متل الشعرة من العجين. الظالم عليك في حقوقكلا يعاقب ان كان سريع في انجازه و هروبه و عندما يكون في مين يدعمه. في مرة ظلمني احدهم و لفق لي تهمة سجن و حين طلبت محامين و اوكلت لهم القضية كان الخطأ الثاني الأكبر لاكتشافي بأن المحامي صديق المجرم. نعم تعلمت أن المجرم يفلت بسهولة بسبب ثاني الا وهو كثرة أصدقائه الذين يرعون مصالحه كما يرعون أنفسهم. أدركت أنني لو صليت العمر كله و دعوت العمر كله فلن يعود لي حقي كما لن يعود حق لفلسطيني لاجيء مات خارج أرضه. تعلمت نعم أن عمل المحامي هو اثبات سيناريو قضية و ليس الدفاع عن حقوقك فتعلمت أن ضعفي في الدفاع عن حقوقي و جهلي بكيفية الدقاع عن نفسي هو السبب الاول في ظلمي. نعم الجهل بحقك و عجزك عن الدفاع عن نفسك و منع الاذى.اسأل نفسك لماذا أنت في موقع المظلوم و دافع عن حقك

6.0.36. دافع عن حقك


عندما ترى اناسا حصلوا على امور اكثر منك في الحياة فلا تستمع لجملة رنانة تقول لك لا تحسد احدا على ما اعطاه الله اياه لان الحقيقة التي تعلمتها ان من يحصلون على الاكثر هم من يسرقون اكثر هم من يبيعونك الكلمات المتعلقة بالاخلاق و التي تبقيك راضيا في مكانك دونما حركة. لا بأس بأن ترى الحقيقة بأن هناك من يملك أكثر منك ليس لانه يستحق بل لانك انت رضيت باستحقاقه في حين لا ينقصك شيء لتكون اكبر و افضل. يدرك كل غني أن غناه يعني فقر الكثيرين و ان عليه ان يمنح من ماله ما يجعل الناس تبتعد عنه. يدرك الاغنياء بأي شيء أن ل شخص طموح و يعمل يصل و لذا سيعلمونك الاخلاق فقط لتبتعد عن طريقهم فلا تقاسمهم غناهم سواء المالي او غيره. تعلمت ان لا اتهم احدا بالقسوة لانها سمة ستكتسبها لتحصل على حقوقك الضائعة و المسروقة منك عنوة تحت مسميات الدين و الانتماء و المشاعر. اسأل نفسك دائما من يستفيد من خسارتي؟

6.0.37. من يستفيد من خسارتي؟



أرغب بشدة أن لا ترتكبوا أخطائي في نفس السياق و أن لا تكون تجربتي عائقا أمام إبداعاتكم و تفكيركم بشكل مستقل و جرأتكم على المغامرة. كل نشر اعلامي يؤثر في حياتنا و و لوقت ما أدعوك أن تتفرج على التلفاز و تقرأ الأخبار و لكن دون أن تسممح لأي معلومة بالدخول إلى حياتك لتتخذ قرارا بدلا عنك. للاعلام دور قوي بكل أساليبه فان كنت لن تأخذ نصيحة عن والديكفلا تأخذها من الاعلام أيضا. ابدأ بتطوير تجاربك بنفسك و بعد أن تفكر بماذا تريد أن تجرب و ماذا تريد أن تتعلم قم ببساطة بكتابة أفكارك أولا و جرب و اكتب ملاحظاتك بعد التجربة و ما تعلمته. بعد ذلك ابحث و اسأل عن آراء غيرك و انظر الى المتشابه و المختلف و الجديد و دون ملاحظاتك لتجربة جديدة فيها أخطاء جديدة و تعلم جديد.

سيغير الاخرون قوانينهم فانتبه لا شيء ثابت و راجع قوانينك باستمرار
لا تاخذ راي احد كتغذية راجعن عن ما تفعله و شجع نفسك بنفسك














أخطاء ارتكبتها
اتعلمت
  1. فلسفة الخطأ
  2. فكر التصنيف
  3. تعليم اللغة بالمترادفات
  4. وراثة الفكر من الأبآء
  5. الخوف
  6. الكارما
  7. سؤال جهة واحدة فقط
  8. المحيط و ليس المجتمع
  9. الصدق الواجب
  10. النقاء
  11. التوقع
  12. الافتراض
  13. الانتظار
  14. الشخصانية
  15. أخذ الإذن
  16. التكيف السلبي
  17. مساومة الرغبات
  18. الغفلة
  19. المباديء
  20. الدراسة عبر الانترنت
  21. الحب
  22. أصبحت كبيرة
  23. الجدية
  24. الهرب
  25. الثقة بالأفعال
  26. المؤمن لا يكذب
  27. لا تكن صلبا في رأيك
  28. الصراحة في المشاعر
  29. من أين جئت
  30. مهنتك و الجامعة
  31. لا تطلب ممن اخطأ أن يصلح خطأه
  32. السلام
  33. الاستسلام للعدو
  34. وهم اسرار الحياة
  35. لا توجد مواهب استثنائية
  36. النجاح بالصح و التعلم من الاخر
  37. هناك حقوق و الدعاء يجيبها
  38. لا تبدأ بالنية الخطأ و لا تتبع رغباتك
  39. لا تتهم احدا بالقسوة
  1. لا يوجد صح و لا خطأ
  2. التصنيف موجود في كل شيء
  3. لو لم تعلم ابنك سوى اللغة فافعل
  4. انقل التجربة لا الفكرة
  5. سيتحقق ما تخاف منه فاستعجل به
  6. يوجد تخطيط للخطوات
  7. اسأل كثيرا و كن شديد الملاحظة
  8. هيء البيئة تحصل على ما تريد
  9. اكذب
  10. اخطيء
  11. فكر باحتمالات المشكلات
  12. تشكك بكل شيء
  13. اصبر مع العمل
  14. لا تشفق على الفقير و قدم له فرصة عمل
  15. لا تلجأ لمحامي ولا طبيب ولا مستشار بل للمعلم
  16. لا تقبل بما حولك
  17. حقق رغباتك
  18. اختر ما تريد أن تهمله
  19. استبدل او اكسر المهم تخلص من المباديء
  20. لا تأخذ شيء بناء على الاسم و السمعة
  21. ان كان في الحب مصلحة لك او عليك فاتركه فورا
  22. لا تكبر عن اللعب و الترفيه و السعادة
  23. لا شيء يستحق إلا بعد فواته
  24. واجه المشكلات قبل وقتها
  25. الثقة تكتسب و تطلب
  26. يمكنك الكذب في التبريرات
  27. كن مرنا في ما يوصلك للهدف
  28. من يصارح اولا يخسر اولا
  29. الفخر الحقيقي هو بما تصنع
  30. الدور أهم من المهنة
  31. أن تبدأ الخطأ يعني أن تنويه
  32. السلام الحقيقي هو عندما لا يتفرج أحد على الحرب
  33. عندما تتوقف فأنت تستسلم
  34. سر الحياة هو ان تصنع معادلة جديدة و تجمع انصارك
  35. كل شيء ممكن تحقيقه عندما تعيد تعريفه
  36. نجاحك هو تجربتك
  37. جهلك و عجزك هو فائدة لمن يسرقك
  38. حقق رغباتك و ضع لها الطار
  39. لا تقل لنفسك ان غيرك لم يحصل على اكثر محالولا ان تبعد الحسد عن نفسك




6.0.38. علمتني الثورة هذه الدروس العشر:


(1)أن النصر ليس بالضرورة من نصيب صاحب الحق، وإنما النصر للمُجدّ المجتهد الآخذ بالأسباب، ولو كان على باطل!

(2)أن النجاح لابد له من رؤية، ولا رؤية بدون برنامج وخطة تدرس الواقع جيدا وتضع سيناريو لكل احتمالات المستقبل؛ احتمالات الفشل قبل احتمالات النجاح!

(3)أنه كلما اتسعت دائرة المشاركين في صنع القرار، كلما كان القرار صائبا ومناسبا للظرف والحالة التي يصدرفيها. والقرارات الفوقية الأحادية – مهما كان ما يتمتع به أصحابها من إخلاص وخبرة وكفاءة – غالبا ما تكون كارثية على المدى القريب والمتوسط والبعيد!

(4)أن ميدان القول واسع ومزدحم؛ يدخله كل الناس؛ الصالح فيهم والطالح، أما ميدان العمل فلا يدخله إلاالقليل، ولا يثبت فيه إلا أقل القليل!

(5)أن الحرية هي أعز ما تملكه الشعوب، وثمنها أغلى ما يملكه الإنسان! والشعب الذي يبخس الحرية ثمنها لا يستحقها! والحرية لامعنى لها إذا لم تكن للجميع، ومن أراد الحرية لنفسه أو فكره أو طائفته أو دينه أو حزبه أو جماعته (فقط) هو أول من يكفر بها إذا نالها!

(6)أن الديمقراطية ليست حقا لشعب في الاختيار، وإنما حقه في معرفة الحقائق كاملة قبل الاختيار!

(7)أن الحق لابد له من (سُلطة) تحميه، والسُّلطة لابد لها من (قوة) تحميها، والقوة لابد لها من (دستور وقانون) يضبطها، والقانون لابد له من (عدل) يضمن تطبيقه على الجميع. ولا عدل بلا (حرية)، ولا حرية في غياب الديمقراطية.

(8)أن عامة الناس قلوبهم مع الحق وأيديهم مع القوة؛ فإذا رأوا الحق ضعيفا خذلوه وحمَّلوا أصحابه المسئولية، وإذا رأوا القوة ظالمة وقفوا معها والتمسوا لصاحبها الأعذار!

(9)أنه كلما ارتفع سقف الحرية في المجتمع كلما ارتفع سقف الأحلام وزاد الأمل واختفى اليأس وعمَّ التفاؤل بين الناس، وإذا حيل بين الناس وبين النقد أو المعارضة أو حتى المناقشة، غاب التفاؤل وضاع الأمل وعمَّ اليأس والإحباط وساد الخوف والصمت بين الناس!

(10)أن الآلام الناجمة عن “النهوض” نحو الأعلى أخف وأهون من الآلام الناجمة عن “الاستقرار” في القاع


6.0.39. ما لن يخبرك به أحد عن الربيع العربي

وبعد ساعات طويلة من التأمل و التفكير في كيف استطاع أطفال صغار اقامة ثورة بأسرها غير مقتنعة بمقولة أحد المحللين على قناة عربية اخبارية مشهورة حيث جلس الأغلبية يستمعون لتلك النظرة التي من المفترض أن تقنع جمهرها بأسباب قيام تلك الثورة التي سماها (مباركة) فاني قد توصلت الى أنها ماكانت ثورة سياسية بل كانت خطة احتلال! و بعيدا عن من ينفي الفكر المؤامراتي و من يظن أن الحياة تسير بالبركة فانه من المفيد اخبارك بأن الأمر بدأ منذ سنوات بعيدة نحوا ما حين قرر أصحاب فيلم Divergent  القصة المعروفة حول اعادة تشكيل هيكلية تنظيمية ادارية لوجود الانسان حولالأرض متذرعين بأهمية ذلك لحماية كوكبنا الجميل. بما أن الأطفال الصغار لايريدون أن يعيشوا في لباب أبيهم ذاك الرجل الذي لا ينفك يقول حلال و كرام و أنا أقول وكلمتي هي الي تمشي من المحيط الى الخليج بفعل أن هؤلاء الآباء توائم بفعل التربية الشرقية. كان صاحبنا الأب مواليد الستينات نموذج مصغر عن كل أب عربي لديه 3 أبناء حيث أكبرهم يقول نعم باستمرار و هو "الي ماسك المحل" كما يقال و كذا الابن الثاني التحق به بعد سنوات قليلة و لكن الابن الأصغر لم يعجبه الحال فهو أدرك أن الدور سيأتي عليه قريبا و أراد ببساطة الخروج عن سرب بط الحمام و الأجيال المتعاقبة المستنسخة من كل عربي معتمدة على التسلط و مبدأ التوارث و الملكية في كل شيء. أراد الابن الأصفر تغيير المعادلة و قال لم لا آخذ أنا مكان أبي ولكن ليجلس هو في البيت. و لماذا علي أن أنتظر دوري؟ قام الابن الاصغر بكل بساطة بسرقة الاب حيا مدعيا أن ذلك ورثه بأي حال ما و قام بتقعيد الأب العزيز في البيت بحجة صاحبه الدكتور أمر بهذا ثم قام بالعمل في المحل لفترة قصيرة نقل خلالها ملكية المحل لاسمه و قام بشراء محل آخر من تعبه. و أثار مشكلة بين الأخوين الآخرين فماكان من أحدهما الا الخروج ليطلب العمل في محل الأخ الأصغر و هكذا تفرغ الأخ الصغر لدراسته بعد أن جعل اخوته المعتادون على البر بالوالدين يعملون لأجله. و بما أن الأب أعجبه حال المكوث في المنزل و الحصول على ما يظن أنه يحصل عليه فلم يفعل شيئا و هو تصرف عربي آخر يدل على الشهامة مثلا! و بأي حال تم طي  6 سنوات من العمل قيد النسيان حيث أصر الابن على انكار ما يزعمه أخواه و أمام تقديمه المزيد من الحلوى للأم و الأب و تكفله بمصاريفهم لم يسع للوالدين سوى تقديم فروض الولاء و الطاعة للابن الأصغر و لم يجد الأخوين ما يفعلانه حيال ذلك. و طبعا كل عام و انتم بخير و توته توته انتهت حتوتة البر بالوالدين و الحكاية العربية الاسلامية القديمة التي تعلمنا أن سلاح الانسان يكمن في لسانه و عقله ليصل الى كل ما يريده و أن كل ما عاناه العرب على مدى الخمسين سنة الماضية كان مجرد عجز عن استخدام هذين الاثنين فقط

6.0.40. استراتيجية تنجح كل مرة

ولعل المقولة القديمة" كل لما تقفل في وشك القرآن يحلها" فعلا استراتيجيه ناجحة في كل مرة تستخدمها حيث أنك تجد في القرآن الكريم كل مةر استراتيجيات و حلول يقدمها بقصصه الخفيفه و اعجاز اللغوي.و لعل أكبر الدروس تجدها في قصة يوسف عليه السلام فكل آية فيها درس عملي و تطبيقي. و لربما تستغرب ان أخبرتك ان استراتيجية الكذب التي استخدمها أبناء يعقوب عليه السلام تنجح في كل مرة فهلا تأملتها معي.
الخطوة الأولى لأي كذبة ناجحة تنطلي على متلقيها أن يكون صاحبها ذو نفسية اخوة يوسف و لديهم طريقته في التفكير و التعامل مع الأمور. فبينما تجد شخصا ان اراد الحب سعى ليحصل عليه بطرق مشروعه فان اخوة يوسف قالو جملة مهمة جدا ( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم ) ان تخلو الساحة للكذاب هو الهدف الأول و هو نوع من الأشخاص يكون استحواذيا بشكل كبير. نعم هو ذلك الجار الذي يسعى ليخرجك من دارك بازعاجاته ليحصل هو على بناء بعدد أقل من السكان. و هو الزوج الذي يظن نفسه الزبير بن العوام رضي اله عنهما و حاشاهم من وصف مسيء و المقصود هنا هو التخلص من المنافسين بشكل كامل و يختلف هؤلاء عن من يتحلون بروح رياضية من مبدأ أن التنافس الشريف مشروع أما اخوة يوسف عليه السلام فكانوا يتمتعون بسمة في شخصيتهم متعلقة بنوع من التطرف الغير متقبل لوجود الآخر أبدا و لاحظو معي أن عددهم أكبر من عدد يوسف عليه السلام و اخوه اثنين مقابل 9 مما يدفعنا لاعادة النظر في فكر التنمر المتواجد بكثيرة في صوره المتعددة من محاولات الاستقصاء في العمل من قبل الزملاء و ماتعانيه الكثير من الأقليات جراء هذا الفكر يثبته. النقطة الثانية ان اخوة يوسف يعيشون بمبدا " و تكونوا من بعده قوما صالحين" يعني نذنب اليوم و الله يغفر أو افتراض ان الجميع أصلا يخطا و الخطأ موجود بوجودي أو بدونه. الا أن أحد اخوة يوسف اقترح أن لا يقتلوه و لعل لديه بعد نظر كما نرجو اذا ان في ذلك خير ليوسف و لهم و لكن من ناحية أخرى يدل على نضجه و تفهم أن بالامكان التخلص من شخص بدون قتله انما بالاقصاء و الاستبعاد و هو تكرير لفكر يدعو الى (يخل لكم وجه أبيكم).
المرحلة الثانية من أي كذبة هو اتهام الآخر بأنه لا يثق بك "يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف"؟ و كم من  بنت أخبرت زميلتها في الجامعة بأنها ستساعدها في الامتحانات و أنها ستحضر لها أوراق الاسئلة معها و تصور لها النماذج و تقول لها" ايه مفيش ثقة؟ مش احنا اصحاب من زمان؟" و هكذا. و هنا يضطر الآخر الى ان يدافع عن نفسه بأنه شخص جيد اما لسذاجته أو لأنه لا يملك دليل ملموس حسي على نية الكاذب السيئة.
أظهر أنك تهتم و أنك على خير و أنك تفعل مافيه مصلحة الآخر "وانا له لناصحون" و هي جزء مهم من الكذبة من المفترض أن يريح ضمير المتلقي حيال الموافقة مع الكاذب على مايريد.
قدم اقتراحك بصورة ذهنية لطيفة تصف نصف الحقيقة فقط . فلم يخبر الاخوة الأب بكل ما سيفعلون بل بجزء من القصة (ارسله معنا غدا يرتع و يلعب) و لاحظوا هنا لكلمتين المستخدمتين و اللتين أقنعتا (نبي) بدون وجود دليل حسي على الموافقة بارسال يوسف.
ركز على استخدام كلمة تدل على المستقبل فأي شخص تعرض عليه أمرا لا يريد أن يوافق عليه في الحال و لذا تجد أن البائعين يستطيعون ابعاد زبون لا يريدونه بسهولة بعرض المنتجات عليه فورا و بالحاح اللحظة مما يجعلهم يخرجوا من المحل فورا. كلمة (غدا) مهمة جدا
كرر على مسامع متلقي العرض الكاذب أنك تريد مصلحة المشتري (و أنا له لحافظون) و انك تريد المحافظة عليه يعني أنك لا تريد ضياعه و هي كلمة توحي بالأمان بخلاف (لناصحون) التي تريح ضميرك من المسؤولية فقط
عند اعتراض المتلقي للكذبة على السيناريو الذي تقدمه أظهر له عدم منطقية و عقلانية مايقوله (لئن أكله الذئب و نحن عصبة انا اذا لخاسرون) و كأنك تقول مو معقول 9 أشخاص يفشلوا في حماية طفل! و الواقع أنك الكاذب هنا ينفي فكرة عدم أمانته و عدم حرصه على الآخر و هي ثالث مرة تأكيدية على أنك تريد ما تطلبه فعلا. بعض المتلقين يريدون أن يتأكدوا من أنك صادق الرغبة في طلبك و لن تتململ و لن تعجز عنه فيكون هذا الاعتراض منه كنوع من التخوف حول عدم قدرتك و أنك لا تملك مؤهلات كافية لتفعل ما يطلب منك أو ما تقول أنك ستقوم به. هنا يأتي دور جعل الخسارة بميزان آخر دون نفيها بل تحييدها الى علاقة العدد و نفي الظن بأن الاخوة يريدون أذى ليوسف.
لاحظوا أن وجود انذار مسبق في رؤية يوسف عليه السلام لم يمنع أباه من الظن بان ما سيقع سيقع و لم يمنعه أيضا من رفض طلب اخوته و كأنما يخبرنا هذا بان هذه هي الخطوة الاولى لفعل كذبة ما أن تخبر به قبل أن يحصل بالايحاء أو بقصة عن رؤة و هكذا تجد أن التمهيد مهم لضمان شراء الكذبة. أيضا فان هذا الايحاء يجعل الشخص غير قادر على التفريق من الجزء الملموس الحسي من اي قصة يعيشها و من الجزء العقلي المدرك لوجود خطر. و مع ذلك فهناك مبدا
(و ما أغني عنكم من الله من شيء) ( الا حاجة في نفس يعقوب قضاها) أي أن وجود حاجة نفسية معينة هو الأساس في بيع كذبتك أو تقديم عرضك.


6.0.41. أسباب للفشل

من الذي قال ان عليك ان تعمل حتى ال 56 من العمر؟ ماذا لو أخبرتك بانك تستطيع ان تعمل 16 عاما فقط و ترتاح بعدها؟ ماذا لو اخبرتك بأن كل ماعليك فعله لتنجح هو أن تدوس على كل قناعاتك و تكون صادقا مع نفسك في رغباتهاهل أنت ممن يرددون انك تريد الآخرة؟ ماذا لو انك شجعت الآخرين على التزهد او الانغماس في كل ماليس له معنى و داعي و حققت انك اهدافك؟ ماذا لو أخبرتك أنك انت العائق الوحيد أمام نجاحك و سعادتك؟ نعم انت من يقرر ان تتعاطف مع فلان او تحب فلانة و انت من يقرر التخلي عن مالديك مقابل ان يقال عنك كذا او تشعر بكذا. ماذا لو اخبرتك ان المشاعر وهم؟ ماذا لو ان اتضح لك انك اضعت عمرك في سلوكيات اتكيت لا طائل منها مع اهلك او الناس؟ ماذا لو اخبرتك ان شعورا واحدا ضروريا فقط للابقاء على اي علاقة اجتماعية الا و هيا لحب و هو كافي. ماذا لو اخبرتكان ايا من المواد الاعلامية غير مفيد و غير نفعي ؟ ماذا لو اخبتك ان ما تقرا في الكتب من احصائيات هو مجرد كذبة تم التصديق عليها؟ ماذا لو اخبرتك ان كل الامور اصبحت حلال بفضل الفتاوي و لن تعرف انك تسير على دين اصلا.
ان عدم قدرتك النفسية على الاساءة و الحاق الضرر المتعمد بالاخر هو المشكلة التي يواجهها الفاشلون. لقد كان لوقع كلمة (اها) أثرا جيدا حين اكتشفت اخيرا اول سبب لفشل اي فاشل او لاي حالة فشل.  هذا الامر يكون بسبب التعاطف الغير مبرر و التعرض لحث نفسي طويل على الرحمة و وجود المشاعر مبدأه
(أن تضع نفسك فيي موقع الآخر) و ان احد الناجحين اخبرني انه لا يرضى لنفسه ان يكون في موقع الآخر أصلا. و ان كنت أظنه وغدا و كرهته بعنف لكن واقع الحياة علمني ان هذا حقيقي. كنت فيما مضى استغرب من عدم التعاطف و البرود دلى البعض ليس في التعبيرات بل في المواقف و لكن الاشكالية الاكبر تكمن في قدرة البعض على اظهار التعاطف و التمييز مابين داخلهم و خارجهم.
نعم ياسادة ان النفاق الفضيلة الاكبر التي تهديدها لنفسك اما عن مبدا التوافق الداخل مع الخارج فقد اتضح لي انه ثاني سبب للفشل.اما عن ثالث الأسباب فهو القواعد التي تتبعها و قد وضعها غيرك أو تضعها أنت لنفسك. الحياة لا قواعد فيها و لكل مشكلة حل. استخدم مبدأ من الذي قال؟ من الذي قال أن السرقة حرام مثلا؟ هناك دائما طريقة للتوبة و التبرير فان كان على غيرك ان يكون فاضلا و تقيا فاترك له الله ان كان يثق به فعلا فسينجيه. طريقة أخرى لتسخر من كل ما يؤمن به المجتمع من القواعد التي لا وجود لها و لم يضعها أي اله. لا يحتاج الايمان منك بدين ما ان تلتزم به كلية أو تظهر الاذعان لجماعته وان كان الكثيرين يفعلونه كنوع من الحصول على القبول الاجتماعي و المصالح و لكن ماذا عندما تواجه نفسك في المرآة فهل خدمتك قناعاتك و مبادءك فعلا؟ هل منحتك حياة كريمة؟ هل الايمان يعتمد على ما تحصل عليه من نتائج؟
ان سبب الفشل هذا يعتمد على انك تحصل على النجاح فقط ان كنت مؤمنا باله يستحق ثقتك به و شريعة تظن انها حقيقة. السبب الرابع للفشل ان النجاح مرتبط في ذهن الفاشلين بنماذج انسانية و تاريخيه معينة متعلق بسلوكياتهم و مبادئهم. ان تعريف النجاح مهم و عليه نوع من الاجتماع من الاغلبية ولكن ماذا عن نجاحك بالنسبة لذاتك؟ ماذا عندما تقيم حياتك؟ ماذا لو أنك دخلت السجن لبضع سنوات و اعدت تقييم حياتك و ما اوصلتك اليه قناعاتك؟ هل ستعتنق ماكنت تعتنقه من قبل؟ شخصيا فقد دخلت السجن مرتين. المرة الأولى لأني وثقت بأمي و الثانية لأني وثقت بأبي
الثقة باي ان هو الخطئية الأكبر و للفاشلين. لا داعي لتثق بشخص او شيء او فكرة. ان التعلق باهمية شيء ما مجرد وهم و حالما تستطيع رفض كل ما يتعلق به حياتك من باب عدم الثقة تحديدا و تحسن ادراك ماحولك من معطيات فانك ستجد ان هناك مقومات لكل أمر و هي أساسية و كلما استطعت التعلم عن كيفية ايجاد البدائل اولا استطعت الحصول على ماهو حقيقي و جوهري و اكثر اهمية و يحقق لك النجاح.


6.0.42. الادمان الايجابي

هل تستمع لذلك الصراخ يوميا يقول لك ( شيل الموبايل من يدك) . حسنا من منا  اليوم لا يصاخب جواله الذكي و يضيع الكثير من وقته و يدمنه. ماذا عن ادمان الكومبيوتر و السجاءر و التسوق و الخروج من المنزل و شرب القهوة و الافلام الاباحية و الانترنت و العمل و السفر. الادمان لا يختلف مهما تعددت صوره فهو عبارة عن انغماسك في امر ما لساعات او عدد مرات كثيرة فتفقد الصلة و الشعور بما حولك و له اثر سلبي جدا لان ايقافه صعب جدا. ويبدو ان بقاء احدنا دون اي نوع او صورة من الادمان في حياتنا امر نادر. يشبه الادمان في طبيعته الوسواس القهري الذي يجبرك على فعل شيء ما رغما عنك مسببا لك الالم ان لم تقم به بينما يمنحك الادمان الراحة.
فماذا لو انك حولت هذا الادمان الى امر ايجابي ؟
الامر بسيط فبامكانك ان تدمن امرا مفيدا يدر عليك المال او يطور مهاراتك.
نعم اعرف شابة  ( شيماء)تقول وقعت في ادمان استخدام الانترنت لمدة سنتين و تسبب ذلك بمرض نفسي لي و لم استطع ايقاف اصابعي عن العمل على الشاشة و بدات اكتب كل يوم مع اني امقت الكتابة. كتبت عن كل شيء و بدات بتحويل الكتابة الى جوالي و كلما كان لدي فراغ ابدا بالكتابة في شتى الموضوعات محاولة تطوير مهاراتي البلاغية و اللغوية و بعد خمسة سنوات من الكتابة نشرت كتاباتي و بدات بالعمل على اثر ذلك مع مؤسسات صحفية عدة و كنت اجني لقاء ذلك المال الذي يغطي احتياجاتي الترفيهية السنوية. و تطور ذلك الى كتابة الكتب في غضون عشر سنوات و اصبحت افكاري سلسة جدا و التراكيب اللغوية و الاساليب المضحكة جزءا من يومي بالعربية و الانجليزية و الفرنسية.
اما عن (علي )فقد حول ادمانه الى امر يكرهه ايضا كالبرمجة لتطبيقات الموبايل و اخذ يبرمج يوميا برغم سامه و ملله مستغلا وقت فراغه في استخدام اكواد جديدة و تصاميم ملفتة و خدمات بالكاد يستعملها احد. خلال خمسة سنوات من العمل و الادمان الايجابي فقد اصبح لعلي عمله الخاص من المنزل و لم يعد مضطرا لقضاء ساعات طويلة في البرمجة لمهارته.
نصيحتي لك ان تدمن انتاج شيء ما يدر عليك العاءد المالي و يعطيك ثوابا و يشغل وقتك الفارغ و ليس الوقت الذي يعد من حقوق الاخرين عليك


6.0.43. اعمل هيك و لا هيك

كثيرا ماتوقفنا الحياة عند مواقف نحتار في التصرف بشانها. و قد تظن ان الحيرة في امر ما يعني انك لا ترغب به حقا او انه غير جيد لك الا ان التفسيرات التي نعزي لها اتخاذ القرارات هي ما تزيد من قلقنا حيال الاختيارات.
هل وقفت امام عرض عمل لم تعلم ان كان عليك اخذه ام البحث عن عمل جديد؟ طبعا لربما اتجهت لسؤال اقرب الناس لك عن رايه و تخبرني خبرتي ان اول تعليق و نصيحة  يصدر من هذا القريب سواء الام او الاب او الصديق المقرب او الاخت او الاخ هو القرار السليم و ستجد قريبك هذا يعيد التفكير بالموضوع. و يبدا بالتحليل الغير مجدي و ستجده يغير قراراته. ليس لعدم اتفاق العقل و القلب اساس في هذا المرحلة انما الوقت و حسن ادارتك للفرصة يحددان مدى صحة اختيارك. كما ان أطلاعك على فرصتين او ثلاث لعمل ما يعني نتيجة افضل لصالحك بالتاكيد.  
تخبرني جدتي ان الناس لا يمنحونك خيرا و الا لاستاثروا به لانفسهم و عدم فعلهم ذلك مجرد غباء و لا داعي لتعليق عطاء الاخربن بك على ظن ايثارهم لك و حسن اسلامهم مثلا او طيبة قلوبهم او محبتهم لك ابدا.
اما عن جدي فلطالما نصحني بعدم الاستماع لراي الاغلبية  و يحدثني ان الرجل في مجتمعنا يدرك ان من حوله يشجعونه على امر ما يريدونه له فقط و ان الرجل الجيد هو من لا يبني قراره على اساس عكس الراي العام او مع التيار بل مع مافيه مصلحته و مايحبه.
ولكن احدى زملاءي (تيم) يعارض بشدة ذلك و تقول انها تسال الناس رايهم في امرين احدهما هو المشكلة التي تواجهها و مشكلة سابقة نجحت في تجاوزها. و ستجد اغلب الناس محبطين لك عن حلول المشكلتين و بالتالي تستطيع تقرير مدى جدوى الاخذ براي الاخرين.
اما عن زميلتي رويده فهي لا تستمع لاحد و تفعل ما تحبه فقط مهما تطلب ذلك منها و تظن ان هذا يعطيها ثقة اكبر بذاتها و يجعل الناس يحترمونها اكثر

اما عن عن امجد فهو يسال الناس اراءهم ثم ياخذ بالراي المخالف و يحصل على نتاءج مربحة داءما و ذلك يتعلق بسؤاله لشريحة الاباء و الامهات في البيوت فهو يدرك ان خبراتهم في الحياة اوصلتهم للنتيجة الحالية التي لا يريدها هو لمستقبله. التعلم من فشل الاخرين حسب قولة سياسة ناجحة
و تستخدم شيماء اسلوب اخذ الراي بمنح الاخر معلومات مختلفة. فمثلا ان كنت تواجه مشكلة و انت في العشرين من عمرك فلتسال الاخرين عن رايك حيال الموقف ذاته لسيدة في الاربعين او مراهقة في الخامسة عشرة.

6.0.44. الأهم أم الأكثر أهمية؟

لا تشغل نفسك في التفكير بتفاصيل العنوان فلست هنا لأتحدث لك عن رباعية الوقت المنتشرة هنا و هناك بين المهم و غير المهم و العاجل و غير العاجل و التي يمكنك استخدامها لتصنيف أي تفاصيل في موضوع ما. لنقل أنك تريد تريد تصنيف المهارت الأساسية و برنامج تعليمي للمرحلة الابتدائية. ستجد أن هناك الكثير من المهارات التي تستحق الدمج التربوي في البرنامج التعليمي و لكن أيها مهم؟ كيف تحدد الأهمية؟ هل القدرة على المناظرة العقلية أكثر أهمية من تطوير مهارات الخطابة؟ أيهما أهم ادراج اللغة الفرنسية أم الهندية أم الانجليزية أم التركية في منهاجك المدرسي؟ لنقل مثلا أن توجة معيشتك في بلد ما يستخدم تلك اللغة هو ما يساعدك في معرفة الأهمية هنا كما أنك تريد أن تعرف عدد متحدثي تلك اللغة في العالم و ترى أن الأكثرية هي معيار الأهمية. لكن ماذا عن الصفات الشخصية؟ هب أنك تريد تخليص الصفات في 10 فقط من باب" عشرة كاملة". فكيف تحدد الأهمية. حوار طويل دار بين شابين في جامعة دالاس حول لماذا نختار مبدأ لحياتنا نجد أنه الأكثر أهمية و نتمسك به. و يقول تيري ماكسويل بأن مبدأ الحرية هو الأكثر أهمية في حوار أزلي ضد التيار المحافظ عن أهمية الأصول و العادات و التقاليد. وط بعا لم يخلو الحوار من تفاصيل فكرة تحديد الأهمية. و لعل الحديث الشريف ينير عقلي عادة عند كل أزمة أجلس أبحث في صفحاته و صفحات القران الكريم عن حل لا أجده في كتب أخرى أو على ألسنة آخرين و كأني شيء ما بداخلي يرغب بحل معجز و مستحيل و موجود هنا فقط في هذين الكتابين. و قوله عليه السلام" الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها" تجعلني صراع مع ذاتي حول عن ماذا يحق لنا التخلي ع أهميته و مدى صعوبة ذلك و شعورنا بالذنب لترك ذلك المبدأ وحيدا في المنزل في نهاية الأسبوع بينما تخترج لتحتسي القهوة في درجة  تحت الصفر و الشوارع خالية الساعة 12 ليلا! و سأعود معك لسؤالنا لأساسي كيف نحدد أي الصفات و السمات الشخصية هيا لأهم في النفس الانسانية؟ و ان تحديد الأهمية يتبع لسؤالين أولهما : أين و متى ستستخدم هذه السمة؟
و السؤال الثاني هو: ماهو الأكثر حكمة و ذكاء في هذه وجود هذه السمة أو انتفائها؟
الأمر في نظري يشبه وجود 5 مكونات بيتزا طلب منك أنت ستخدما لصناعة 3 أنواع فقط لتبيع منها يوميا. كيف تحدد النكهات الأهم في كل نوع من الثلاثة؟ أرجوك طبعا أن لا تضع الأنانس في نوعين من البيتزا للشعب الخليجي لأنك ستخسر عملك بالتأكيد بينما بامكانك وضعه في نوعين في شرق آسيا و تفتح بابا اضافيا لمحلك.
لا يختلف الناس عامة و الناجحون خاصة ول أهمية وجود الذكاء الاجتماعي مثلا و التفوق به كالسمة الأكثر أهمية في شخصية الفرد بينما يمكننا القول أن أهمية الأمانة و الثقة و الحب و الصدق توضع في الدرجة الثانية و الثالثة و يختلف عليها كثيرا. و في حال أردنا أن نتحاور حلو الاحترام و اتفاق شر الأرض و مغربها على أهمية وجودة كسمة شخصية فلابد لنا هنا أن نتدخل بعنصر التعريف : أين و متى ستستخدم هذه السمة؟ بالتأكيد أنت لا تحتاج التعاطف مع شخصية نرجسية و لكنك تريد التوقير للكبار قبل الاحترام.

6.0.45. سنوات تأخير

تعرف مامعنى التأخير؟ عمرك اتأخرت على اجتماع شغل؟ أو حتى اتأخرت على موعد مع حبيبك أو حتى أهلك؟ موعد الفطور أو السحور؟ موعد حفلة التخرج؟ أو حتى موعد الطيارة أو قبض الراتب؟
تخيل ان أحد يعطيك موعد و يتأخر عليك 6 سنوات فقط. ضرب من الخيال و أكثر لكنه واقع. تروي السيدة جينيا اكستونيا عن ارسالها طلبا للعمل في احدى الشركات المرموقة في بلدتها الصينية الصغيرة شينكا بتاريخ  الأول من أكتوبر لعام 2000 لتتفاجأ في عام 2006 بارسالهم رسالة اعتذار عن قبولها في منصب العمل. تلك الشركة أشهر من نار على علم و لم يمعنهم ذلك من احترام من يتقدم اليهم بالطلبات من تقديم رسائل اعتذارية مع توضيح ما يلزمها لتحسين مهاراتها من أجل الحصول على الوظيفة المرة القادمة. لقد قامت الشركة بتوظيف شابة تحب كتابة الرسائل في عطلتها لاصيفية لارسال الردود يوميا و هي تعمل ضمن قسم الموارد البشرية. تقول السيدة جينيا بأنها تظن الأمر سخيفا اذ أن موظفا واحدا لا يكفي لارسال الرسائل حين ترد آلاف الطلبات لتلك الشركة و أن النصائح المقدمة لها كانت عديمة الفائدة . تضمنت الرسالة نصحها بحضور دورة تدريبية عن تطوير مهاراتها في برنامج SAP نسخة عام 2001. الا أنها اليوم عليها أن تأخذ برنامجا مكثفا في كل النسخ التي صدرت مسبقا من البرنامج كي تستطيع التقدم من جديد عوضا على أن ذلك قد يعرضها بنسبة 97 بالمئة للرفض نظرا لكثرة الطلبات مما يعني أن عليها تأجيل ارسال طلبها حتى عام 2009 لأنها تحتاج الى 3 أعوام على الأقل لتعلم البرنامج و لتصبح ماهرة فيه و تتدرب عليه جيدا.
تفكرت جيدا في قيمة ال 6 ثواني لبطل السباحة في سباق أوليمبي و 6 سنوات للسيدة جينيا و 6 دقائق لاصدار حكم عليك لدى مقابلة مسؤول التوظيف في شركة ما و 6 ساعات انتظار في المطار لطائرة تأخرت ليس هناك من يدفعها ثمن تأخرك على شؤونك الأخرى الشخصية بسببها و 6 أيام تأخير للحصول على دور فرن الخبر الآلي في مدينة منكوبة من الحرب و 6 أشهر من الانتظار في ولادة طفل خديج و حمله.
و اسمح لي أن أخبرك بأن الشاب سعيد الميداني قد تم طرده من عمله في شركة في نيورك ليس لأنه تأخر عن عمله لكن لأنه أخطأ عدد المرات المحدد في لائحة النظام و العمل التي يقوم بالتوقيع عليها في العقد مع تحديد بنود تقييم أدائه و التي يحق للشركة فصله على أساسها فان لم يكن كذلك حق له رفع قضية تشهير و ضرر في المحاكم الأمريكية دون أن يدفع فلسا واحد لمحامي يتقاسم معه ربح القضية.  
فما رأيك، هل تساوي 6 سنوات في الصين الشعبية 6 أشهر في أميركا؟ و مالفرق الذي يحدثه ذلك بينما تنافس الصين اليوم أمريكا بكل جدارة؟


6.0.46. «لا يدوم التخلي عن الشيء دون بغضه.»

نظرية وجدتها منتشرة في الكثير من الكتب بأن عليك أن تكره شيئا ما حتى تتخلى عنه الى الأبد و الحقيقة أني لا أفهم أبدا مفهوم الى الأبد لأنه غير موجود بنظري في الحياة الدنيا. بما أن لكل شيء بداية و نهاية اذن لكل ما تكرره دورة أخرى لتحبه و من الممكن جدا أن يعاود من أدمن شرب الخمر مثلا ادمانه في يوم آخر أما من لم يخل تلك الدائرة من الأساس فلن يتعرض لفرصة معاودتها. هل يمكنك أن تستمر في جعل شخص ما يبغض شيئا أو يحبه؟ لقد فكرت كثيرا في هذا المبدأ و برأي أن الادراك العقلي و اتساع الادراك يغنيك عن أي محاولة لخداع عقلك و قلبك بان تحب أو تكره. لنقل مثلا أننا اعتدنا على مشاهدة كلمة الحلم الامريكي في كل مكان و لم يكد يخلو مكان في الارض من حب فكرة زيارة هذا البلد. و لنفرض أنك أردت تكريه الناس بدولة كهذه فهو ليس بمستحيل بل ممكن اعلاميا و بالتدريج و بالاستمرارا و لكنك بالتاكيد لن تصل لقلوب الاشخاص المدركين لحيلتكحتى لو داومت على تبغيضهم بصورة دولة ما لمنع السياحة عنها. لنقل أنك تحب شراء قطعة الحلوى بعد وجبة الغداء كل يوم فهل بامكاني جعلك تقلع عنها للابد؟ طبعا لا و ربما بامكاني جعلك لا تريدها و تبغضها شيئا فشيئا و تتوقف عنها مع الزمن و لكن بمجرد أن تلوح لك مرة أخرى و تذوب في فمك فانها ستراود قلبك مرة أخرى ذلك أن العقلو الحواس لا تنسى ما تتذوقه مرة أبدا. اعرف سيدة في التسعين من عمرها قابلتها مرة مع جدتي و حدثتني عن طعم مشروب ذاقته مرة و هي في عمر العشرين و اذا بها في الأربعين تزور مطعما يقدم لها شرابا دون أن تعرف اسمه و شعرت بسعادة مفرطة لا يمكنك تخيلها و قد رأيتها في عينيها و هي تحدثني و تقول عرفت ذاك الشراب برغم امتناعي عنه و منع والدي له لسنوات و هي ترتاد ذلك المقهى للحصول على المشروب. أذهلتني تلك السيدة و بعد أشهر قليلة كنت في زيارة رجل بلغ الستين من عمره لايصال شيء له و جالسته لأسأله عن أحواله قبيل مغادرتي و حدثني بحادثة مشابهه في طفولته حين ذهب في احدى الرحلات السياحية مع والديه و اذا به في شبابه يزور صديقا له فيتجمد للحظات و ينظر اليه و يسأله عن قميص يرتديه فأخبره أنه هدية له من عمه و أنه أعجبه و يذكر الرجل أن قابل عم صديقه دون أن أنه عمه في رحلته السياحية تلك و بقيت بذاكرته ألوان ذاك القميص و شعوره بالمتعة في تلك الرحلة بل و طلب من صديقه التخلي له عن القميص ففعل. البغض و الحب برأي عمل قلبي لا يتحكم فيه العقل.  

6.0.47. اسأل ثلاثة ثم اتخذ قرارك

في أمر يواجهك في الحياة فان عليك أن تخذ قرارا بأسرع ما يكون ذلكأن الحياة لا تنتظر أحدا لتستمر او تتقدم و ستجد نفسك يوما و قد ضاع من عمرك بسبب اتباعك لنصيحة فلان أو الاحصائية المذكورة في الدورية العلمية أو بحثك الذي أخذ وقتا طويلا. في حال وجدت نفسك غير قادر على اجراء بحث حقيقي و الذي قد يستغرق مال لا يقل عن خمسة سنوات للحصول على بيانات حقيقية حول القرار الذكي في الحياة الاجتماعية أو المهنية مثلا فاليك طريقة بسيطة و مجربة و ناجحة لاتخاذ أي قرار. أولا حدد سؤالك جيدا و اعلم أن نصف الاجابة تكمن في السؤال و لنفترض أنك تريد دراسة تخصص ما أو اختيار مكان عطلتك لنهاية الاسبوع. و على فرض أن التكاليف لا تعني لك الكثير أو أنها ليست العنصر الأهم في اتخاذ قرارك فأنصحك أن تسأل ستة جهات قبل الاقدام على ما تريد و أن لا تترك لتنفيذ القرار مدة تزيد عن 3-6 أشهر ان كان مصيريا فهذه فترة اختبارية جيدة و في رأي فانك تستطيع وضع قرارك حيز التنفيذ فيما لا يزيد عن يومين أو ثلاثة.
اسأل عالما متخصصا في المجال و لنقل أنك تريد السفر الى شرق آسيا فاسأل خبير السياحة عن مدى جودة هذا القرار في هذا الوقت و نصائحة حول الأمر. ثم اتجه لمرجع ديني يخبرك مثلا عن ميزات القرض البنكي الذي تفكر بأخذه و عن حكمه. أما ثالث جهة تتجه لسؤالها فهي الواقع و من جربو قبلك و مالذي حصل معهم و لا أطلب منك طبعا أن تسأل مجربا حديثا مثلا للزواج ليخبرك عن قصة حياته الواهية بل اسأل الواقع عن آلاف التجارب من حولك و كيف فشلت أو نجحت. أخيرا استفتي قلبك و استخير  أليس هذا ما يقال. اما عن سبب كتابتي لهذه المقالة فاني قمت ببحث حول بضعة قضايا متكررة عبر الأجيال و تكثر حولها التساؤلات دائما و قد وجدت أن كثيرا من الآراء المنتشرة هي ما يثبت الواقع فشلها بكل تأكيد و مع ذلك لا يتورع العديد عن نصحك بما لا ينفع و لم ينفعهم هم أنفسهم ان كانت حجتهم أن تجربتهم مختلفة عنك. قيل قديما اسأل مجرب و لا تسأل حكيم و طبعا فتعريف المجرب هو الشخص الذي استطاع الوصول الى النتيجة التي ترغب بها أنت و تسعى إليها. ين قرأت في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أشد ما يعجبني هو أنه يظل يسأل عن أراء الصحابة و مشورتهم حتى يحصل على رأي يوافق رأيه فيأخذ به و ذلك لثقته بما يريد و رغبته الصادقة به. و في ما حصل من أمر الطاعون في دمشق فانه اختار و بكل جرأة أن لا يدخلها برغم ما قد يبدو من أمره من سوء أو تشكيك لكنه تعامل مع الواقع و لم يكن نظريا في تناوله للحالة التي أمامه كما فعل أبو عبيدة حين سنحت له الفرصة ليخرج و لم يفعل ظنا منه أنه يلتزم بنص حديث رسول الله عليه السلام. و الخلاصة مرة أخرى ان كان عليك أن تتقيد بنصوص النصائح المقدم لكو التي تدبو أكثر نمطقية فأنا أنصحك مرة أخرى بالاحتكام الى الواقع الذي ربه غيرك و وصل به الى نتيجة تريدها أنت لا ما يجادلك به أصحاب الحجج فالكلام علم مستقل بذلك و لكنه لا يسمن و لا يغني من جوع في واقع اتخاذ القرار.







6.0.48. اسرار الضيافة الفندقية


هل تسنى لك ادارة فندق او مبنى سكني فندقي من قبل؟  لابد ان عملا كهذا يحتاج مهارات بحيث لا يضلح لاي كان ان يعمل في هذا المنصب فطبعا كما ان الناس مختلفين و كذلك عدد نجوم الفنادق و تقييم زوارها يختلف بحسب ادارة و فريق عمل الفندق. ساخبرك بضعة اسرار و حيل صغيرة تستخدم في الحصول على رضا الزوار

١. يحتاج الزوار ليشعروا بان الفندق مشغول و به زوار  
غيرهم و لذا فانه عند حضور زاءر جديد
بامكانك عامل الاستقبال التظاهر بالتحدث الى احد عبر العاتف و اجراء حجز طالبا من زاءرك الحلوس للاستراحة او الانتظار لثواني.
٢. ايضا اوصي عاملا في الفندق باستخدام المصعد  و النزول الى الطابق الارضي ليتم فتح بابه امام الزاءر و ليكن معه عربة غسيل المناشف يجرها فيبدو و كانه انتهى من نوبة تنظيف
٣. بامكان احد عاملي الفندق التظاهر بانه نزيل موجود مسبقا فياتي بسيارة تابعة للفندق و يقوم باصطفافها و النزول منها امام الزاءر الجديد.
٤. تقوم ادارة الفنادق الضخمة بوضع بعض الصحون مع بقايا الطعام خارج بعض الغرف في نفس الطابق ليراها  النزيل الجديد.قبل دخوله الى غرفته
٥. اطلب من ثلاثة او اثنين و ليكن احدهم امراة فهو باعث على الطمانينة موظفين فتح الباب و الخروج من الغرفة المجاورة لغرفة النزيل الجديد اثناء لحظة فتحه لها فيشعر بالامان
تذكر ان النزلاء يبحثون عن الدفء و الامان٦.
فاطلب من موظف الوقوف امام باب الفندق بحانب سيارة النزيل و ليتحدث بالهاتف بصوت مسموع و يضحك مما يتم الايحاء للنزيل الذي يذهب في مشوار ما اثناء اقامته بان البيءة ودودة و مبهجة بل مليءة بالماس الاخرين حتى لو لم يكن هناك نزلاء في الفندق سواه
٧. ليكن هناك من يفتح الباب و يبتسم


6.0.49. حين تسافر لن تعرف نفسك

في تجربة كنت أنتظرها لسنوات طويلة و برغم حالتي المرضية و التي لا أجد لها اسما و لا أستطيع حتى اليوم وصف ما ألم بي وقتها الا أنني أذكر جيدا أن تواجدي في المنزل ذاك ان ليسبب لي نوبة صرع ربما جديدة ان لم أغادره حالا و دفعتني غريزة البقاء لمغاردة تلك الغرف التي شغلت حيزا لم أتعرف فيه على من كنت و كأنما سكنتني انسانة أخرى و استجديت ذاتي للخروج من تلك الغرفة خوفا من نوبة لا أستطيع السيطرة بها على نفسي فيراني أهلي على ما كنت عليه و أكون في مصيبة و أنتقل لمصيبة أخرى. خرجت و لم أرد العودة أبدا و لا أدري كيف حملت معي تلك الحقيبة الأثقل وزنا مني ولا أدري كيف سمحت لي شركة الطيران بأخذها معي دون دفع ثمن الوزن الزائد و لا أدري أية رحمة ربانية حملتني في تلك الطائرة ما يزيد عن 8 ساعات متواصلة فبمجرد دخولي الى الطائرة و جلوسي في المقعد شعرت أني تركت شياطين الأرض في تلك الغرفة و تحررت منها. لم أسلم من محاولة التواصل مع الآخرين و ذلك طبع فيني حيث أبادر كنت فيما مضى بالسلام على تلك التي تجلس بجواري أو حتى أتعمد الجلوس بجانب فتاة لأتعرف عليها و فعلا فعلت ذلك محاولة تناسي أي أمر يطرأ ببالي سوى أنني متجهة ليوم أفضل. لم تكن حالتي الذهنية جيدة اذا كان علي أن أتعامل مع اشكالية اللغة التي عانيت منها فلا يمكنني فهم العربية و لا امدلولات و لا المقصود فان قلت أنت كلمة لي فسترها أنا بثلاث أو أربع معاني مما يصيب رأسي بصداع شديد لا أستطيع السيطرة عليه أبدا. و حين وصلت توجهت الى مكان لا أعرفه تقودني الخرائط فقط و المعلومات المذكورة على الانترنت تلك التي قضيت الساعات في قرائتها فمن غير عادتي أن لا أستحضر معلومات كافيه عن ما أتوجه اليه. و صلت و كانت غرفة لطيفة و نظيفة و عملية و لا أدري كيف وصلت و لم أعاني من أي مشكلة في نمي ففي أي حال لا أنام أكثر من 6 ساعات في أيامي العادية. انطلقت فورا لأجوب الشوارع و أزور أكثر النقاط أهمية و المعدة خصيصا للسواح و كان الأمر ممتعا جدا و رغبت بالاستمرار الا أنني جئت لهدف و انطلقت في اليوم الثاني الى الجامعات التي أردت التقديم بها و كان علي زيارة الحرم الجامعي لكل منها و مقابلة الطلاب و جس نبض الأحوال قبل التسجيل و فعلت. و لكن يوما بعد يوم لم يتيسر لي التسجيل أبدا و كلما حضرت الى مكتب و انتظرت و جدت صاحبنا المسؤول غير موجود أو طلب مني الذهاب من شباك لآخر مما جعلني أشعر أني في بلدي الأم سوريا حيث المعاملات الحكومية التي أعتدها طويلا. بدأت أشعر بالانهاك الشديد فالطقس كن متقلبا و لم أعتده أبدا و قد تلف حذائي الصيفي الملون من كثرة المطر الذي و ان قرأت عنه لم أتخيل غزارته و اضطررت لاستخدام الصندل أو الشبشب ليومين و التسوق و لكن لم يعجبني ما وجدت و وقعت في أزمة أكبر. تفحم جلدي و كل يوم كان همي الاستحمام فقط بينما أنتظر الموافقة على أوراق القبول الجامعي كي أنتقل لغرفة أفضل أو على الأقل أستطيع شراء ما أحتاجه. قررت أن أكمل برنامجي السياحي و أحاول التعرف على أهل البلد و لم أكن موفقة في ذلك أبدا  و بحثت عن أناس من نفس جنسيتي و تفاجأت بنفسي أعجز عن التصرفات البسيطة اللائقة اجتماعيا و التي اعتدتها و كأنما يجعل فيك السفر انسانا آخر لا تعرفه يتصرف بدلا منك و يتكلم بلسانك. كان علي أن أنتقل الى غرفة أخرى ليس أن مكاني لم يكن جيدا بل كان تصرفا لا أدري منبعه و لم فعلته أصلا يحث لم أكن أتممت تسجيل أوراقي بعد. و بحثت عن منزل و تحدثت الي سيدة و لا أدري مالذي قلتله لها و لكن ذاكرتي متئلة بالكثير من المشاهد الصامتة و لم تفلح محاولاتي حتى اليوم في تذكر ما قلته أو قيل لي أو عن ماذا دار الحوار أصلا. وجدت غرفة و لا أذكر هل كان الطابق العشرين أم ال 17 أم المئة و فور وصولي نزلت محاولة الاعتياد على المنطقة و التعرف اليها أكثر و يالهول ما اكتشفت. الكثير من الناس يعملون هنا "شغلانة الي مالوش شغله" فهذا يتجسس على الناس و هذا كأنه يشحذ و تلك تمثل دورا رخيصا و وجدتني أجلس في واقع افتراضي و بدأت رحلة البحث اكثر محاولة تفهم ما حولي. و لشدة صدمتي و انهاكي من الانتظار عاودتني نوبة جنونية أخرى بدأت بهلع الموقف المدبر: صرصور في غرفتي! و لعل الأمر عادي بالنسبة الى أحدكم الا أنه يفقدني صوابي بكل معنى الكلمة خصوصا و أن اتصالا وردني بعد خروجي من حمام دافيء من أختي التي ظننتها لطيفة و بينما أجلس بهدوء وجدتها تخبرني عن وجود ذلك المخلوق البشع الذي لم ألبث الا أن رأيته أمام عيني. انهرت مرة أخرى من هول المشهد و الحدث و لو أني سمعت انفجارا بقرب منزلي لكان أهون علي. أذكر جيدا أن اليام التي تلتها كانت الأسوأ في حيايت خصوصا و قد تذكرت كل ما فعلته بمشاهد صامت أخرى جعلتني أكره ذاتي و لا أتعرف عليها جيدا. هل يفعل الرعب بأحدنا كل هذا؟ على ما يبدو نعم. يخرج الخوف منك ما لم تراه و لم تتوقعه أبدا و ياليته أمر ايجابي أو جيد. جل م ارغبت به هو استكمال تسجيلي ففي كل لحظة أذكر نفسي أني جئت لهدف و لن أغادر الا و قد حققته و لكن شهرا و نصف كانت كافية لاجباري على الرحيل يث لم أجدني قوية بما فيه الكفاية لأستمر و لم أحصل على أي قبول جامعي. شعرت باحباط أكبر مما تصورت أو تستطيع كلماتي نقله. و ىثرت المغادرة الى ولاءة أخرى لعلي أجد ضالتي فيها اذ كنت اتخذت على نفسي عهدا و علي أن أدفع جزية و عقوبة ان لم أحقق هدفي. و حتى في المطار بدأت بحالة من الدوار دفعتني لمواجهة موقف سيء مع احدى الموظفات تلك التي صرخت في وجهي " لم لا تقرأين التعليمات؟" لكني قرأتها جيدا و قمت بحجز التذكرة و الموظف لم يكن موجودا في مكانه مالذي تتوقعينه مني أن أقوم بوظيفته مثلا؟! اكتفيت بالسكوت بعد شجار معها و مشاهد صامتة أخرى في عقلي حيث لا أتذكر سوى تلك الجملة و بعد انتظار ساعات لم أستطع السفر لتلك الولاية أيضا و وجدتني أقابل شابا ظننتي أعرفه أو أعرف من يشبهه. كان يحدثني عن نفسه و حدثتني فتاة أخرى عن نفسها. مشاهد صامتة أخرى و لا أدري كيف يمكن للعقل أن يختزن صورا متحركة دون أصواتها المرافقة. بعد مايزيد عن 6 ساعات انتظار امتطيت طائرة أخرى لأكتشف بعض تقنيات الأبحاث المستخدمة على متنها. فمثلا يقدم لك فوطة ساخنة و أنت تأخذها بطيب نفس و قلب و لكن الهدف منها حين تجمع لا حقا هو أمر آخر بعيد تمام البعد عن أذهان المسافرين. جالتسني فتاة على ما أذكر و تلكمت معي و لكني لا أذكر من الحوار شيئا أيضا. و صلت الى مطار آخر و كانت حالتي ترثى لها و بعد 6 ساعات أخرى من الانتظار كان علي أن أساعد نفسي لأبقى على قيد الحياة كما ظننت و ارتكبت أكبر خطأ في حياتي ( الاستحمام في المطار) و لا أدري لم أعتبره جرما سوى لأني لا أقبل هذه الفكرة جملة و تفصيلا علاوة على أنني لا أدخل الحمام خارج منزلي فهو أمر مقدس. حاولت تغيير ذيابي و لا أذكر ما كنت أرتديه سوى أنني حاولت شراء بعض الملابس في المطار فلم أجد لأنني كنت قد اشتريت للتو هدية لأختي و ليس معي أي مبلغ اضافي. وبينما أننتظر شهدت تمثيلية أخرى أساء فيها البعض لي و حيث أني أتذكر صورة كل منهم جيدا الا أن منظر عيني في المرآة و أنا متعبة كان أسوأ " يالهي من أين ظهرت تلك التجعيدات الصغيرة تحت عيني الجميلتين" هذا كل ما يهمني و أي فتاة مهما ساءت بها الأحوال فأنا أعلم جيدا القاعدة الذهبية " يا بنتي ما بيبقى للمرا الا مالها و جمالها" و كان هذا مضحكا لي بشكل هستيري و أكملت التمثيلية كما لو كنت جزءا منها و أعطيت دورا و قلت في نفسي " من الأفضل لي أن  أعطيه ما يريدون حتى أنهي هذا الفصل من القصة" و انتقلت لطائرة أخرى تقلني الى بلد آخر عزمت على التسجيل الجامعي فيه أيضا متأكدة من هدفي و لم يمنعني أي سوء ارتكبته و أي حماقة كرهت نفسي بسببها أو سلوك صدر مني لم أكن أتعرف على ذاتي فيه و حين وصلت الى المطار بعد أكثر من 20 ساعة سفر  تفاجأت باحتجاز لي بسبب جنسيتي و تمثيلية أخرى. دخلت في المود و لكن قواي كانت خائرة و لم أستطع أن آكل شيئا أو أشرب لخوفي أن يدس أحدهم منوما أة مهدثى أو مخدرا لي فأتصرف بشيء أسوأ. و انتظرت المسرحية حتى تنتهي و علمت أن علي أن أتقن الدور. فماهو المتوقع مني؟ مالمطلوب في دراما كهذه؟ و على هذا الأساس تصرفت و لا يسألني أحد يف دخلت الى الحمام فأنا لا أذكر أني دخلته أصلا خلال تلك ال 36 ساعة الا مرة. مثلت أني أتزضأ و أني أصلي و أني أستمع لهذه و أني أتعاطف مع تلك و علمت أن هذا المشهد قد عاشته احدى قريباتي في عام 2006 تقريبا و لا أدري لم عرفت ذلك و لا كيف. أخيرا صدر القرار برفض الضابط لي أن أدخل البلاد و لم أكن أعلم السبب و ظننت أن أختي مقيمة في البلد التي أوصلتها أليه و يالغبائي فالأمر أكبر مما تصورت فقد كانت في عالم آخر فيما أسمته لي " هذه حياتي لمساعدة اللاجئين" و لأنها تظن بي الغباء لأصدقها اشتعلت غضبا منها في داخلي فلا أشد على أحدنا من لحظة غدر و خيانة. لم تكن شكوكي بها منذ أكثر من خمسة أعوام متصلة بأي اثبات و في كل مرة ان قلبي يكلممني و أقول له " أرجوك أعرف أنك صادق معي في كل مرة و لكن أختي لا يمكن لها أن تفعل ذلك  ولا يمكن لهذا أن يحصل صدقني و لا يوجد لدي دليل " و لكن يبدو أ، قلبي دليلي أكثر من خريطة جوجل و أن التي اتبعت عقلي بغباء و لا تسألني كيف. عدت الى ذلك المطار الجميل مرة أخرى لأستكمل المشهد حيث وضعو بضاعتي لي في رحالي لعلي أعرفها الى رجعت الى أهلي و لكني وجدت بالاضافة لذلك ملابسي الداخلية مفقودة مما أثار غضبي أكثر فمن يجروء على حقيبة فتاة بهذه الطريقة الشنيعة فأنا كنت أظنني في عصر الجاهلية حيث يوجد الرسول الكريم و الصحابة الراشدون و حيث الأمن يعم البلاد و المروءة موجودة في مكان ما تحت الطاولة و ما فعلته من سلوكياتي المشينة التي لم أخجل منها ماكانت الا كفرا و لكن هذا أشعرني بغضب فوق التصور. و صلت لاى بيتي بعد يومين طيران في سماء الله الواسعة و تمنيت لو أني جربت التجوال في مطارات أخرى على الأقل بدل النزول في المطار نفسه مرتين أو ثلاث. المهم كان لابد للتمثيلية أن تكتمل و شدة انهاكي و ماعرفته من معلومات و موظف المطار الجذاب الذي لم أستطع مقاومته و الذي أخبرني بكل شيء تقريبا بطريقته اللطيفة و نظرات من عينيه كانت كافية لأعرف ما علي فعله . وصلت لأحاول اخبار أهلي بما حصل معي و لكن لم أعرفم ن أين أبدا و انهمرت المعلومات في رأسي و الصور و الكلمات و كأنما كانت أمطار ماليزيا تهطل بغزارة و لمدة ساعات. كن كلامي كله ملخبط و نظر لي أبي و كأنه لا يفهم شيئا و عرفت أني كلامي غير مرتب و أني ربما تحدثت السريانية أو السنسكريتيه و حاولت أمي أن تفهم ما حصل و لكن عبثا حاولت فكيف لي أن أخبرها ان بنتك المصونة جايلة ببلاد الله الواسعة و عاملة كزا و كزا و كزا و انتي كل مرة كنت تقوليلي "معليش هي اختك الصغيرة و انتي تبعرفيها شخصيتها كيف و هي ما بتتحمل شي و هادية و رقيقة" انفجرت في ضحك هستيري وقتها و لكني خفت نظرات أبي الذي لم يفهم شيئا مما حصل و مما أقوله و شعر أن ابنته مجنونة رسمي منذ تاريخ غير معلن! هل أقول لأمي كالطفلة أني فعلت كذا و كذا أم أننني سأتلقى صفعة على وجهي مثلا! هل أقول لأبي أني لا أفهم م ايقال حولي أم أنه سيتوجه بي الى أقرب مركز للمجانين و الصحة النفسية؟ و آثرت وقتها لاصمت و تراجعت عن كل أقوالي و بدأت أغير دفة الحوار و أعيد رسم القصص و أرويها بشكل مختلف في اليوم التالي. ظننتني نمت ليلتها و هكذا ظنوا هم أيضا الا أن عقلي عمل بجهد على صياغة ما سأقول كما لو كنت سياسيا يكتب خطابا لشعبه يخبرهم فيه أن المذنب القادم سيحطم الأرض في ثواني و أنه لم يتبقى لهم في الحياة أكثر من 15 يوما! ياله من موقف حتمي انهارت أمامه كل المخاوف في عيني و ضغرت أخطائي في بالي و جل ما أردته هو انهاء خطابي ذاك و محاولة امضاء ال 15 يوما المتبقية بهدوء و فعل خيري لا أدري ما هو. أيام قليلة مضت بعدها و تمنيت أني أعمل في مجال الطيران و السياحة و السفر حيث أول مرة كما يقال غير محسوبة و قمت بطي حلمي في الدراسة تماما كما طويت ثيابي و وضعتها في خزانتي. هناك في تلك الزاوية حيث أحتفظ بأحلامي الصغيرة و كلماتي المبعثرة الغير مفهومة أخبرتني أني سأعاود أحلامي قريبا و لو لم يتبقى لي على الأرض الا 15 يوما فسأقضيها في أروقة جامعة حقيقية و على متن طائرة فقط.    





6.0.50. ما هي الأولويات في الحياة؟


عندما ننظر إلى العالم اليوم و حياة الملايين نرى الكثير من الإيجابيات كما نرى السلبيات و ما بينهما من جميع الألوان ظاهرة في البشر و تعاملاتهم و الدول و سياساتهم و الشركات و موظفيها و العائلات و غير ذلك. لكني فكرت بالأولويات على أنها المعايير الأهم حيث أننا اعتدنا كبشر على أن يتم توزيع الكتاب الإرشادي علينا حيث لا يشعر البشر عادة بالراحة إلا عندما يشعرون بوجود ميزان يحقق استقرارهم و العديد من الاحتياجات. و تعلمت في حياتي أن الأولويات هي كالتالي. ليكن لك عقيدة تبنيها من الصفر و لتبحث عن ما تريد أن تؤمن به أي عن حقيقة الكون و حقيقة وجودك و حقيقة ذاتك و ماتريده من الحياة بدون أي خجل أو تواضع أو عناد أو كبر أو اتباع كامل أو كذب على ذاتك و الآخرين. فقط ابحث عن الحقيقة في داخلك و خارجك. ثانيا عش حياتك مع كل المخلوقات الموجودة على هذا الكوكب أي اسعد نفسك دون تدمير أي شيء آخر فسعادتك تلهم الآخرين و لكنها اختيارهم كما هي حياتهم. ثالثا لابد لك أن تفعل أربع أمور بنية خالصة لله: أن تتعلم و تعلم، أن تتزوج و تنجب و تحسن التربية، أن تعمل و تمنح من مالك و جهدك لمساعدة الفقراء و الضعفاء أيا كانوا.


6.0.51. ما هي الأولويات في العشرينات؟


هي الفترة الفضية في حياتك و التي تظن أنت أنها الميدالية الذهبية.فقد تعمل باجتهاد و لا تستطيع ادخار المال و قد تفقد أو تكتسب الكثير من علاقاتك سواء بذلت فيها الجهد أم لا و قد تتغير مفاهيمك عن الحياة أو تتمسك بصياغتك الشخصية لها و قد تحب ذاتك أكثر أو أقل و ستنجح و تفشل بحسب كل المعايير و ستدخل دائرة التقييم و الوسمات الأبدية التي سيلصقها المجتمع على ظهرك و لكن لا تقلق و إليك الأولويات في هذه الفترة. أولا إياك أن تجرب ما يضر بك لاحقا كالتدخين و جرب كل ما سيفيدك لاحقا و حين تسألني ما المعيار أقول لك اسأل العشرات من الناس و اقرأ الكتب و قل لي هل هناك مدخن يتمتع بصحة جيدة و كم منم يشعر بالضعف و أصيب بأمراض و مات جراءه عندها أقول لك كيف تعرف الجيد من الشيء و لك أن تقفز من الطائرات. ثانيا ابدأ صناعة أو مهنة خاصة بك و طورها و تعلمها كثيرا سواء في نفس مجال عملك أو غيره فمثلا قد تعملين في مجال التعليم و تحبين صناعة التجميل فليكن لكي صالونك المنزلي الخاص. ثالثا لابد أن يكون لديك خطة لحياتك أو على الأقل لعشر سنوات تحقق من خلالها أهداف رئيسية مثل البحث عن شريك الحياة.

6.0.52. ما هي الأولويات في الثلاثينات؟


هنا تأتي فترتك الذهبية و ليست فترة الحصاد بعد فأنت تتعلم كثيرا كثيرا كثيرا في العشرينات و تصبح ماهرا في الحياة في الثلاثينات و لكن الحصاد لا يأتي بعد. من المهم أن تبدأ أول يوم لك في الثلاثين أو آخر يوم لك في عامك الثالث و الثلاثين مع زوجك ( شريك الحياة) فأولويتك هي تجربتك الزوجية في الحياة فابذل لها جهدا و لا تكن مثل المتسابق الذي يضع كل جهوده في بداية المراثون ثم يتعب و يفقد قواه و يتوقف أي لا تجعل الزواج كل حياتك و لكن اجعل لها جزءا كبيرا يستحقه فأنت تبني عائلتك منذ الآن. ثانيا لا تتوقف عن التعلم و استمر في الاستماع لمن هم أصغر منك كما لمن هم أكبر منك و للخبراء الأكاديمين كما للخبراء الممارسين أي أبق عقلك منفتحا كما في العشرينات و لا تكن متعنتا في أفكارك حيث أن الافتراضات التي نبنيها عبر التجارب هي العائق الأكبر الذي نصنعه بل كن مفكرا لا ناقدا فالحياة فكر. ثالثا استمر و لا تتوقف و امضي للأمام مهما حصل حيث ستشتد بك عواصف الشتاء و قد يموت و يمرض أحباؤك و قد تفقد عملك لذا احرص على المضي في خطتك التي رسمتها و أهدافك و انتظر الربيع فقط فهو قادم برغم ألامك.

6.0.53. ما هي الأولويات في الأربعينات؟


انت الآن تفتح بوابتك الذهبية لربيع الحياة حين تحصد الثمار و تأكل الفاكهة فهنيئا لك على أولوياتك الناجحة في الحياة و قراراتك المفيدة و الصائبة كما الخاطئة فاليوم تقرع الطبول و تشرق شمسك و تزغرد العصافير فلتحمد الله على كل شيء في أول صباح أربعيني لك و لتشعر بالامتنان لما تملكه و لتجعل أول يوم مثالا لكل أيامك الأربعينية التي تتمناها بأولويتك في تقدير كل ما منحتك الحياة و ما لم تمنحك و لتكتب قائمة طويلة جدا جدا جدا بكل نجاح و كل ابتسامة و كل المشاعر  ثم اكتب قائمة صغيرة بكل ما تعلمته عن الحياة و لتفخر بكلا الاثنتين فإن وجدت نفسك مقصرا فتعلم من غيرك كيف تتحسن و لتبحث عن من هو أدنى منك لتشعر بنجاح فليس هناك معيار سوى أن تجلس مع نفسك و لتنظر إلى القائمتين. ثانيا العب كرة القدم مع ابنك و جالس ابنتك و سافر مع زوجتك و زر أمك و أباك و اخوتك  و لتكن فردا من عائلتك في كل لحظة فهي لا تعود و هي الأجمل. ثالثا شارك العالم تطوراته و خبراتك و مناسبات مجتمعك و احتياجات وطنك و أحزان الشعوبو اللحظات الفرحة و خيالك عن المستقبل.

6.0.54. ما هي الأولويات في الخمسينات؟


حسنا استرخي  أرجوك فأنت لا تزال عىل قيد الحياة برغم كل التجاعيد في وجهك و ضعف قدراتك الجسدية و لا تزال الحياة أمامك و أنت لا تتحكم بالموت و لكنك تتحكم في مسؤوليتك في الحفاظ على صحتك فلتكن تلك أولويتك في الخمسينات فلك أن تلتزم ببرامج رياضة أو تمارس لعبة رياضية مع أصداقائك و لا تتعذر بالمجتمع و العمر و غيره فقط اعتني بصحتك و جسدك. ثانيا أنت تودع أبناءك حيث ينطلقون إلى حياتهم و ستعود وحيدا لا أبدا فزوجتك/ زوجك بجانبك فكن بجانبه/بجانبها أيضا و يمكنك استعادة بعض الذكريات و الحديث عن اللحظات الجميلة بكثرة و بكثرة و بكثرة و يمكنك أن تقدم لزوجك ما لم تقدمه من قبل لضيق الوقت أو انشغالات الحياة. ثالثا امنح قدر ما أخذت من حياتك كلها و أكثر و كن كريما جدا و سخيا جدا في عاطفتك و مالكللمحتاجين و الفقراء و بدا من أن تمنح مالك للجمعيات اذهب و شارك الأيتام حياتهم و جد من تعتني بهم و تقدم لهم و ارسم الابتسامة على وجوههم و لتقدم علمك و خبراتك لمن هم مبتدؤون في مجالك عملك و في الحياة.

6.0.55. ما هي الأولويات في الستينات؟


هل تعلم أن اليابانيون يبدؤون أعمالهم الخاصة في هذا العمر؟! نعم لا تظن أن قدوم موجة تسونامي على جزيرة تميت كل شيء بل هي فرصة لتبني أنت من جديد ماهدمه غيرك فأنت لديك الخبرة فابدأ شيئا لك و لتضع في حساباتك أنك ستتركه بعد خمسة سنوات أو عشر فأنت الآن في سن التقاعد المهني لكن أنت لا تتقاعد عن الحياة و إن كنت التزمت بأولويتك في العشرينات ببدء شيء خاص بك فستجده اليوم و قد اتسع كثيرا عبر السنوات و سيحقق لك أكثر مما تظن سواء كان مهارة أو صناعة و إن لم يكن لك عمل فاطرح خبرتك و لو مجانا أو بأجر بسيط لتشارك شابا/ شابة في العشرينات لتأسيس أعمالهم فتفيد و تستفيد. ثم يا إلهي ألست سعيدا بوجود أحفادك و بملاعبتك لملائكة صغيرة! يمكنك أن تختبر مشاعر لا تستطيع تجربتها سوى في هذا العمر فهي عاطفة مختزنة تمنحها لأطفال آخرين ليسوا أبناءك في الخمسينات و لكن لا تجد لها في الستينات إلا عيونا براقة صغيرة. ثالثا حول حياتك إلى كتاب تنشره للعالم بدلا من أن تتحدث طويلا فهكذا أثرك يبقى و يدوم.


6.0.56. ما هي الأولويات في السبعينات؟


نعم أنت ميت الآن هاهاهاه ! لا ليس بالضرورة فالموت قد يكون بجسدك و قد يحيا جسدك مئة عام و لكن هل أنت ميت حقا؟ إن كنت نقلت خبرتك للعالم في صيغة كتاب مثلا و يوجد لك أبناء صالحون يدعون لك بالخير و يحبونك و يقدرونك و منحت مالك لأيتام و علمت فقراء كيف يصطادون سمكا بدلا من أن تشتريه لهم فأنت لم تمت حقا و ما زال بإمكانك ترك أثار أكبر و برغم أن فكرة ألم الموت هي الأسوأ بالنسبة لك فهو محتم و انتظارك له بدون فائدة حتى لو عددت نعاج العالم كلها و أنت تنتظر النوم فهنيئا لك قد أشرق الصباح و أنت لم تنم بعد. تذكر أنك لا تزال على قيد الحياة و أن الموت ليس بالجسد بل الحياة بالمعنى فانفض عنك أي غبار اكتئابي أو قلق حتى لو أخذت الأدوية أو استشرت طبيبا فلا تخصص لأخذ حبة الدواء أكثر من دقيقة واحدة يوميا فقط لا غير. ثانيا إن كنت لم تعد لموتك من قبل تهربا و تحسبا و خوفا و قلقا من حقائق الحياة فقم فورا و جهز لما بعد الموت و ليس للموت فلا تفكر بمراسم الدفن و لكن بتوفير مال كافي ليتم دفنك باحترام و إرثا توزعه على أبناءك و العالم بحسب دينك و عقيدتك أي اكتب وصيتك. ثالثا اخترها أنت.








     







6.0.57. كيف تحافظ على نفسك

ان من دواعي الامن النفسي أن تدرب ذاتك على الحوار الجيد. قد يظن البعض أن التكلم بالصدق هو أمر صحيح دائما و مفيد و لكن تدريب الذات على أن تفكر بما تريد أن تقوله قبل أن تقوله تماما كما لو كان لديك خاصية التعديل على التعليق في مواقع التواصل الاجتماعي. لا تأخذ كلا لوقت في التفكير فتترك الكلام و لكن تدرب على اختيار العبارات. لكي أحافظ على أمني الشخصي فقد كنت احاور نفسي بعد أن تفضي صديقتي بسرها لي و كنت أبذل جهدا أمام المرأة و أتخيل أن طرفا ثالثا يسألني عن فلان و أحضر جرابا جيدا و أكرره بضعة مرات.
من المهم أن تقف أمام المرآة عشرات المرات لتدرب نفسك على التعريف عن ذاتك و تعلم أنه لا يجب أن تعطي أحدهم معلومات شخصية عنك أبدا. البعض يقوم بمنح الغرباء اسما مستعارا حتى في محيط العمل و لا يستخدم اسمه المسجل في الأوراق الثبوتية. و بالرغم من أن هذا يعد أمرا طبيعيا و اعتياديا في كثير من الدول الغير عربية الا أنه لا يوجد قانون يجبرك على استخدام اسمك الشخصي بعيدا عن المستندات الرسمية.





6.0.58. اني لن استطيع الدفاع عن نفسي

لم يخبرني احد انك حتى لو صبرت عند الصدمة الاولى فلن يحصل لك شي واقعيا أاذكر جيدا اني صبرت في صدمات كثيرة و لربما كنت في حالة انكار لا صبر منها تزوير تحاليلي الطبية حتى قالت لي الان نحن متعادلتان في الالم! انهرت تماما و بمبالغة من شدة الادوية و فتاة في مكان اخر تفعل ما تريد في مختبرها الخاص و ارسلت لي تقول ان الحق بينا عند الله و انها لا تقلق فهي تابت!
لم يخبريني احد عن شعورك حين تنزل دمعتك حارة على خديك بينما تجلس وحدك و لم يخبرني احد عن الم تلك الدموع حين تتكرر بضعة اعوام و في كل مرة تريد ان تاخذ حقك و لا تستطيع الدخول الى دولة يقطن فيها الشخص الذي اذاك. لم يخبرني احد عن شعورك بالحرقه حين لا تستطيع التبسم من جديد فغريمك ارسل لك بطاقة مزخرفة تقول لك اصبر و لك حق عند الله! اخبرني كيف تكون حالك عندما تتهم بالعصبية و انت تطالب بحقك و يبتعد عنك الناس لظنهم انك مختل اجتماعيا و يقولون لك انت شخصية نكدية!. لم يخبرني احد ان الضعف و العجز عن الحقوق عادة تتكرر. أن تستيقظ بالليل تتالم لادوية خاطئة اخذتها و لا تملك عينة الدم التي تستطيع بها اثبات حقك و سافر الموظف المسؤول خارج البلاد مقابل خدمة قدمها لاحدهم. لم يخبرني احد ان المحاماة و الحقوق تمارس في الافلام و ارض الاواقع شيء اخر!

6.0.59. أني سأعيش تحت المراقبة

نعم للاسف ففي العشرينات سكنت في منزل جديد مع عائلتي و كنت في منتهى السعادة حتى اتى اليوم الذي ادركت فيه ان هناك من يراقب غرفتي برغم اغلاقي للنوافذ. طبعا انا اسفه لاقول اني في ليلة بكيت كثيرا لذنب ارتكبته رغما عني و ضعفا مني. حسنا أردت أداء بعض الرقص و اداء بعض التمثيليات و بعد يوم واحد فقط وصلتني رسالة على بريدي الالكتروني تخبرني بان رقصي بشع! و جائتني فتاة تخبرني انها رأت أدائي و تنصحني بتجربة أداء في محطة تلفزيونية!  لن اخبركم بعدها بأي اناس التقيت لكني يكفيني اخباركم اني التقيت شابة تجري اختبارات اجتماعية بالاستماع للأزواج في غرفة النوم! و في منطقة أخرى شاب خبير بالتكنولوجيا يستخدم الأقمار الصناعية و برنامجا للوصول لكاميرات المراقبة الاعتيادية في المول او الشارع او اي مكان اخر عام ليراقب فتاة يحبها! مجموعة من الباحثين يريدون اجراء ابحاث فقامو بدخول بعض المنازل باستخدام مفاتيح اصحابها الالكترونية.  نعيش اليوم حياة لم يخبرنا احد فيها اننا سنكون مراقبين طيلة الوقت. و أصدقكم القول أني كنت فيما سبق افكر كل لحظة في جواز ما أفعله و حله و حرامه و كيف يراني الله فيه أما اليوم فبعد خضوعي للرقابة بسب حالة نفسية مررت بها و دراستي لبعض الفنون الأمنية فإنني لم أعد أتنبه سوى الى سلوكياتي الجديدة ومن يراقبني من الناس. اليوم انا امثل طيلة الوقت و لا أستطيع أن أكون صادقة حتى مع نفسي و أصبت بمرض الشك. نعم مرض سيء جدا و أكرهه للأسف و يحرمني أصغر المتع في الحياة بعد أن كنت طيبة القلب و مبتهجة و محبه للحياة و مقدمة عليها. في السابق لم أخشى مقابلة أي كان يتصل بي في مكان عام لعمل أو تعارف لكني اليوم أخشى مكالمة صديقتي في الهاتف. و تعلمت عن ضعف قدرات  العقل في التمييز بين الاصوات المختلفة لدى وجود ضوضاء في الخلفية و وجود ملهيات حولها بحيث ان رجل امن قد يتصل بك باسم صديقك فلا تميز انت بينهما لانك قرات الاسم و الرقم مسبقا و افترض عقلك ذلك! نعم تصل بك الرقابة الى حدود يستغلها االكثيرون دون حتى ان تنتبه او تعلم.










6.0.60. أن الثقة كذبة

اليوم ربما لا ينفعني سوى العمل في مجال التمثيل فأنا لا أصدق أحدا أبدا و لا أثق به كما يقول أحدهم في فيلم المهمة الايطالية  
I trust everyone. It's the devil inside them I don't trust.
هو لا يثق بأن النفس البشرية لا تخون صاحبها… هي طريقة أخرى للقول أن مصطلح الثقة يجب مسحه من الكتب و القواميس و بامكاننا استبداله طبعا. يمكنني اخباركم أن رؤية الكاتب شمولية دائما و تدرك الدواخل الانسانية و التصرفات و تستطيع استيعاب العمق بشكل اكبر و اسرع. عين الكاتب خيالية سريعة و لذا حرص كبار قادة القدماء على تعليم أبناءهم الأداب و الفلسفة و الأديان إلى جانب السيف و المبارزة و بهما قادوا الأمم عبر التاريخ. هل رأيت مهدسا يحكم دولة الى منذ عصر قريب، أبدا. حسنا لا دواء للمخاوف سوى التخلص منها كلها لندرك أننا نخشى أننا نستطيع أكثر مما نظن و نصل لأكثر مما نحتاج





6.0.61. أن حلمي يشبه مليون حلم آخر

أدرك منذ زمن أن بداخلي قوة كبيرة لم تنفجر بعد و لم توجد بعد. أدرك جيدا أن ما يشجعك عليه الاعلام كل يوم هو المجازفة بمالك للنجاح و ستجد أنك تبدا بالخسارة أو ان المدربين يشجعونك على الخبرة أولا. لكنني أدرك منذ أول كتاب قرأته للمفكر محمد عمارة أن ثنائية التعليم و التعلم هي الحل لبناء ما تريده في الحياة. و أعي تماما بعد قراءتي لكتاب صناعة العقل أن الأمور النسبية هي أبواب كل ما نريد و مرونتك هي المفتاح. كنت أخشى المرونة جدا جدا جدا لأنني أعلم أن الماء يحتل مساحة تماما كالزيت و أن مايقوله لك أحدهم عن الوفرة كذبة كبيرة فالأعداد تنتهي بالعشرة كاملة و تقف عند الصفر لتبدأ في دورة جديدة. نعم الرياضيات فلسفة أيضا و الفيزياء النووية هي من العلوم الأروع لتمارسها في المبيعات! كنت أحلم بمشروع كبير دوما ذاك الذي يصل بين الأكوان. يشبه حلمي غرفة الكونترول التي تحوي مفاتيح الأضواء و التنقل بين الغرف. ليس الشعور بالتحكم هو الجميل لكن الشعور بالانسيابية التي يمكن تحقيقها عبر وحدة الصف و التخطيط الاستراتيجي المتكامل. لكن طبعا لم يخبرني أحد أبدا أن حلمي يشبه كل حلم آخر سحق منذ مولده. فالريادة اليوم هي ببساطة فكرة ابداعية جديدة لابعاد القوة العاملة التي لا يمكن استيعابها في سوق العمل حيث تبنى أسواق ناشئة جديدة صغيرة و مدن أخرى تبعد الشباب عن العاصمة حتى تبقى المركزية لمن يتحكم بالاعداد الصغيرة كما لو كانت الاضواء الصغيرة في حلمي.

6.0.62. ان لي أعداء حتى لو لم أفكر في عداوة أحد

ببساطة لست متشائمة و لكن هناك من سيظهر في حياتك ليدمرها تماما حتى لو لم يكن يكرهك فهو ربما يحقد عليك و ربما يريد مساعدتك لامر ما و لكن النتيجة أنه يريد تغيير حياتك التي لا تعجبه! هو عدو لك طبعا و لم أكن أعرف أن التطرف جيد و حليف للاعداء و من الحكمة أن تختار أعدائك تماما كما تختار أصدقائك. بل من الحكمة أن تكون أكبر من ذلك و تكون منافسا. لطالما توقفت عند الآية الكريمة ( بعضكم لبعض عدو) لابد من سوء في كل ما يجعله الله موجودا حتى لو استهجنته الملائكة و لن يحل السلام أبدا في العالم و لكن يمكننا التعامل مع الصراع بشكل أفضل. مالذي يتسبب لنا بالصراع؟ كنت دائما أقول و لا أزال أن كل ما نعيشه في الطفولة هو غالبا ما يتكرر من سلوكيات خلال حياتنا. كثيرا ما تجد الاطفال يتصارعون على قطعة حلوى و بعد انتهاء الصراع ربما ينسى الطرفين الحلوى أيضا و هو أمر مضحك جدا لكنه حقيقة و واقع الصراع. ستجد في الحياة من يصارعك بعنف و من لا يستطيع المقاومة كثيرا و لا يرى أن الأذى مهم لهذه الدرجة بل سيمنحك الحلوى عن طيب خاطر و ستجد من يتوقف للمشاهدة حتى انتهاء المشكلة و لربما يأخذ الحلوى الملقاة على الارض. حسنا لا أجيد التفكير و التعقيد و لكن أستطيع القول أنه يمكننا منح الحلوى للجميع أو وضعها لكل شخص في غرفة بعيدة عن الاخرى كي لا يقتتلا على الحلوى! و هناك حل آخر أيضا ألا و هو العدالة بكل بساطة و هو الذي لا يستسيغه الأغلبية و لكنه سير العالم 10 سنوات بقيادة عمر بن الخطاب التي لم يكن لحزمه و عدله مثيل و لن يكون. حدثني احدهم عن الحرج في نفوس الناس و أن المفتاح لحل كل الصراعات.  فعلا بعد تمعن في الامر و جدت ان الاطفال لا يتحرجون من الشجار امام الكبار و لا من الضرب و لكن حين يتواجد الأباء أمام المراهقين و اليافعين و الكبار فان الحرج يقف حكما على رؤوس الجميع. ليس بالضرورة أن أحدهم على صواب و لكن حصول الأطراف على ماتريد دون حرج و ليس يعني ذلك الصراحة في وجه الآخر بل بالضرورة ايصال الرسالة بما ترغب بالحصول عليه.













6.0.63. ان اختلاف وجهات النظر يعني فشل البعض على حساب نجاح اخرين

كثيرا ما سمعنا تلك الدعوات حول تقبل الاختلاف في الشخصية بين الناس و تقبل الاختلافات في الطبقات الاجتماعية و المالية و تقبل الاختلاف في القدرات الذهنية و الاذواق و العرقيات و الاهداف و لكن احدهم لم يكشف عن حقيقة تلك الدعوات التي استباحت جزءا كبيرا من اوقاتنا وهي تعتمد على مبدا (فرق تسد).
ماذا عن حقيقة الاختلاف الا يعني ارتدائك الابيض وجود من يرتدي الاسود في مكان آخر؟ ماذا لو اننا جميعنا نحب الابيض هنا؟ الا يعني ذلك ان على بعضنا الحصول على حكم جبري بتغيير اذواقنا تحت وطأة العناصر الأخرى كتوفر الفساتين الطويلة ذلت اللون الازرق بسعر اقل بكثير عن غيره و رفع سعرها في سوق أخرى؟ ألا يعني ذلك ان البعض يتحكم بالسوق عن طريق تنسيقات الاذواق و المنتجات في السوق؟
ان ذوقك و اختياراتك كلها متاثرة بالبيئة حولك و يصنعها مجاملات مجتمعك و تعزيزه لك يوميا بما هو مقبول و ماهو مكروه مما يجعلك داخل او خارج دائرة الانتماء الى مجتمعك و يخلق بذلك نوعا من التغريب و التهجير ايضا على المدى البعيد للاقلياتز من قال ان عليك ان تصدر حكما او قانونا لتغير مجتمعك او تعيد النظر في شؤون مجتمعك؟ الا يكفي ان تشجع اختلاف الالوان في حفلة التخرجو العرس بين الفتيات لتخلق الكثير من المشكلات النفسية و الاجتماعية و تحصل انت على المال و النجاح جراء هذا الاختلاف الذي فرضته على غيرك؟




6.0.64. ان الاصرار و المرونة التامة

كثيرا ما كنت افكر في كيفية التغلب على المعوقات و المشكلات و كثيرا ما عجزت تماما كما وجدت في اوقات اخرى حلولا جديدا. لكن ما تعجبت له هو كيفية القدرة على الوصول للهدف برغم كل شيء. لم اقابل سوى الكثير من الفاشلين في حياتي و في كل مرة اتعلم طريقة جديدة للفشل ابتعد عنها و لم اتعلم عن النجاح حتى التقيت باحدهم. لديه مرونة تامة لخرق كل القوانين و العادات و الاخلاقيات و الاديان و الافكار الاعتيادية و ما يهمه هو الوصول الى هدفه. لا يعنيه اي شيء مقابل متعة النجاح. كم المني فشلي عندما رايت ان كثير من العوائق كانت تقع على عاتقي و عاتق تفكيري المتحجر الملتزم و بالرغم من ان هذا الشخص تسبب بأذيتي بشكل كبير حتى وصل الامر الى ازمة صحية الا انني وجدته ذاهبا للحج يقول سيغفر لي ربي بينما انا افكر كيف سياخذ الله بحقي من كثرة كذبه علي. تمنيت وقتها لو اني مثله اصل الى اهدافي على الاقل. تعلمت ان لاهدافك ثمن كبير سواء حققتها ام لم تحققها و من اسوأ الامور ان تجد مرونة في اخيك او اختك للكذب سنوات حتى يحصل على ما تريد او يريد مقابل الكذب على عائلته. شاب اشترط عليه احدهم الزواج من ابنته ليرتقي في عمله. هذه الفرصة في الشركة لن تتكررفي حياته. بدا الشاب بالبحث عن اسباب خلع المراة لزوجها و بدا برسم خطة لسلوكياته مع زوجته و منها اعطاؤها حقوقها و لكن تنفيرها بحيث تطلب هي الطلاق و حصل هو على الوظيفة .حينها فقط ادركت بعمق ان الاصرار و المرونة التامة هما الاهم للوصول للهدف.

6.0.65. لم يخبرني احد ان ابتعد عن النصيحة

الخوف هو اول خطوة للفشل مدخل عدوي هو الخوف. هذه خوفتني من العمل و تلك خوفتني من المال و تلك خوفتني من الزواج و اخرى خوفتني من و من و لا تقولو لي انتي تاثرتي فلكل منا مخاوفه. لادرك كمية الخسارات في حياتي متاخره. و بدات ادرك ان ما تربيت عليه كان قمة في الغباء في اخذ المشورة و النصيحة من الناس في حين ان الاصل ياتي باستخارة و دعاء و استمرار بعد الدراسة الجيده للقرار و التوكل على الله. خدعني الكثير لكتشف انهم قامو بالمسير معي في طريق يريدونه لي غير يتخذو هم طريقا اخر. كان وجود الكثيرين معي لتثبيتي فقط في مسار خاسر. فجاة وجدت ما بنيته ينهار امامي و كانه سراب ووصلت الى ادراك يقول اني حين كنت اسير في اللون الابيض فان غيري اوهمني بانه معي فقط ليعود ادراجه و ينتقل الى اللون و يكسب ما خسرته انا! فجاة اكتشفت ان نصيحة الدكتور الفلاني لي حين اخترت تخصصي لم تكن لتليق بابنته و زوجته و ادركت اني حين تم تعليمي كيف احب لغيري ما احب لنفسي فهناك من تعلم كيف يعطي نصيحة يبعدني بها عن مساره و كلما استشار الناس عمل بعكس ما يقولونه و حصلى على المكاسب الاخرى. هل تحتاج الجرأة لتكسر املواريث الثقافية و الاجتماعية و الاعتقادات الدينية و تبتعد عن المجتمع ذو اللون الواحد؟ اذن هنيئا لك حياة طيبة فيها الكثير من التوفيق لك و الخسارة لغيرك! تعلمت ان ابتعد عن النصيحة و ساخبرك سر اخر. حين ينصحك احدهم بشيء فالمرة الاولى يكذب عليك و الثانية يكون صادقا وستصدقه في المرة الاولى و تبتعد عن نصيحته في المرة الثانية. تعلمت من قصة نوح عليه السلام ( اعلنت لهم و اسررت لهم اسرارا) ان الاصرار على النصيحة تسبب النفور في النفوس فان اردت ابتعاد احدهم عن طريقك بامكانك ابدا بنصحه و سيبتعد عنك فورا
فانتم (لا تحبون الناصحين).












6.0.66. لا تحب غيرك قبل نفسك

حسنا سالقي باللوم الان على كل من حولي و اقول ان محيطي علمني ثقافة ايثار الاخر و لم تعلمني ان احب مصلحتي اولا حيث يتهم الكثيرون هذه النظرة بانها غربية و تدعم وجود الفرد على حساب الجماعة بينما لا تأتي ثقافة الايثار في مصلحة الجماعة بل تاتي في مصلحة فرد آخر غالبا ما يكون عدوك او منافسك او حتى اقرب الناس اليك. هل يقدم الاخر مصلحتك اولا و يؤثرك على نفسه؟ تكمن المشكلة في ظنك ان المدخول الفكري ينتج العينة نفسها من الناس بينما ستجد نسيجا مختلفا في المجتمع الواحد برغم تلقي كليهما للمعلومة ذاتها و خضوعهما للتجربة ذاتها.
مررت بتجارب بسيطة علمتني تحت وطأة الأمل أن أفكر بغيري أولا و تحت شدة الألم تعلمت أن أعطي نفسي أولا. كثيرا ما تعذرت صديقتي ان والداها يمنعانها من الخروج معي لاكتشف انها كانت تريد الخروج مع صديقة اخرى بدوني! و ستجد في الحياة اناسا لا يريدونك فقط بدون سبب فلا تتعب نفسك معهم كثيرا الا في ما فيه مصلحة لك كما كانت زميلتي تلك التي تحدثني عند احتياجها لشيء ما او معلومة ما. ادركت حينها ان كل من احدثهم يريدون صداقتي لسبب و اني اتحصل على فائدة ما من اية علاقة فيها طرفين ولكن المشكلة تاتي في تضارب المصالح او اختلافها و افضل ما تفعله هو ان يكون هناك مصلحة لكلا الطرفين فلا يخرج احدهم من اللقاء خاسرا. لم يخبرني احد ان المقايضة ضرورة و ان مصلحتك اولى من الاخر.

6.0.67. ان لا شيء مستحيل

في حين كنت احلم بشقة بسيطة و سيارة و تقول لي امي ان شاء الله و قدامك طريق طويل و احلامك الاخرى مستحيلة. وجدت اناسا يزورون كل شيء ابتداء  من الاوراق الرسمية الى الشركات و المدارس و لم يكن ذلك مستحيل!!!
فعلا الام و الاب هم اول مردسة لنجاح المجتمع و فشله و اتمنى لو اني نسيت كل ما تربيت عليه منذ زمن طويل ورايت كيف يتعاون الناس حين يريدون و يختارون بعضهم البعض جيدا فان احبوك عملو معك و كنت جزءا من ما يظنه غيرك مستحيلا. حاولت ان اتعلم و اطلب التعاون هنا و هناك لكني تفاجات ان الاناس المتعاونين عملو مع بعضهم و لم يتبقى لي سوى اؤلئك الذين يشبهون امي و يقولون "لا مستحيل ممافي هيك شي بالحياة و الواقع"! الحقيقة ان الاستراتيجية يمكن تطبيقها مرة واحده و ان طبقت مرة ثانية تفشل. الحقيقة هي ان عليك ان تثق بنفسك في اي عمل تعمله و انك ممكن ان تنجح حين تمتلك الكذبه المناسبة و تكون في المكان الصح نعم المستحيل ممكن في بعض الامكنة فقط. من اسرار المستحيل انه ممكن في البيئات المتطرفه و ليس في تلك المعتدله الممتلئة بالسلام و من اسرار المستحيل ان من يحققه يحرص على اكتساب جميع الارباح وحده. حسنا ساخبرك بسر اخريتحقق المستحيل مرة واحده فقط و لا تتحقق قصة سندريلا الا لفتاة واحد فلا تنخدع بتكرار تلك القصه لاكثر من نسبة الواحد بالمئة.


6.0.68. ان الاباء يريدون ان يروا في ابنائهم مالم يجدوه بانفسهم

والحقيقة انهم يطالبون ابنائهم بما يعجزون عنه انفسهم. لا ادري باي منطق يتخيل الاباء و في الراي الفاشلين طبعا ان ابنائهم سيكتسبون الطلاقة في المحادثة مثلا بينما يتكلم الوالدان ببضعة كلمات فقط! و لا ادري من الذي يوهم الاباء بان ابنائهم يستطيعون فعل كل ما لم يفعلها لاباء في حين لم تتغير الظروف ولا العوامل. و لا ادري باي منطق يهيء للاباء ان نجاح ابنائهم يعني نجاحهم في التربية. رايت شابا يمتدح تربية احدى الامهات لابنتها و هي تشعر بالسعادة المفرطة و يبتسم هم ببلاهة فقد كان منذ ساعتين يتحدث مع صديقه عن غباء هذذه السيدة فهي تعيش في زمن قديم و تظن ان تفكيرها نفسه و جهدها سيقود ابنتها لتنجح و تكون مختلفة! انت تحصد ما تزرع بكل بساطة و لا تظن ان حبك لابنائك يجعل منهم اثرياء او مشاهير و لكن حين تعملهم الاستثمار في كل ما لديهم يصبحون اكثر ثراء منك. لدى ل منا فرصة لنكون نسخه من ابائنا و ساخبركم بسر فالفقير لا يشتري الالوان التي يختارها الغني و لا يتسكع في نفس الحارات ابدا و لا يسعى لما يسعى له الغني ابدا و يطمئن اصحاب رؤوس الاموال الى تجاراتهم.
طالما ان فكرة ريادة الاعمال الصغيرة تتم بتمويل غير مباشر منهم لتبقيهم ضمن حدود سيطرة الحصة السوقية. الامر بسيط عزيزتي الام فلن تتعلم ابنتك ان تخبز كعكة حفلة الميلاد في حين انك لم تعلميها و لم تسمحي لها بخبز كعكة عادية اكثر من بضعة مرات! لا تظن عزيزي الاب ان ابنك الذي يقلدك في الخمس صلوات سيصل الى النجاح الذي لم تصل انت اليه فقط لانه عبد الله مثلك!














6.0.69. لا يحب الناس ان يرونك سعيدا الا عندما يشعرون بالذنب تجاهك

حقيقة لن تتوقعها بسهولة فالمحرك الاكبر لجعل احدهم يساعدك او حتى يعطيك حقك ليس التربية و لا الضمير و لا الفضل و لا الاخلاق بل الشعور بالذنب و الشفقة.  حسنا نادرا ما ستجد من يعطي طفلا المال في الشارع بعد حملات منع التسول للاطفال و لكنك لن توقف عن الشعور بالشفقة لحال طفل جائع مهتريء الثياب عندما تاكل فلا تعطيه شيئا من طعامك مثلا!
و لكن الابتسامة على وجهك لا تفتح الابواب لاي شخص كان ليقبل منك اي طلب كان فالافتراض الاول ان المبتسم سعيد مكتفي بل ناجح ايض ساخبرك بسر لم يخبرني به احد من قبل: لا يحب الناس ان يرونك مبتسما على الدوام و ان كنت كذلك و مررت بضائقة ما فسيقولون انك كنت تبلي جيدا فلم تتطلب بزيادة عن الوضع الطبيعي. ساخبرك بسر آخر فالناس ليسوا سواسية لكن حال الاغلبية كذلكفي نظرتهم اليك ولذا انصحك بان تري من الناس ما يريدون ان يرونه منك. فان كان احدهم يسعد لسعادتك فكن سعيدا معه و ابتسم له و ان كان يتلذذ بمشكلاتك فتظاهر امامه بحياتك المليئة بالمشكلاتو اسرد له قصصا لا تنتهي عن التعاسة فينسى امر ابتسامتك. لقد تكلفت كثيرا حتى اكتشفت معادن الناس من حولي ممن يسعدون لسعادتي و ممن يجاملونني و ممن يحتملون اطباعي و حزني لسبب ما او مصلحة فقط.


6.0.70. لتنجح استغل الاخر

لم يخبرني احد ان هناكمن سيستغلني وحتى ان مشيت الحيط بالحيط و قلت يالله السترة. لم يخبرني احد ان تواجدي في بيتي بعيدا عن اي علاقات مشبوهة لن يجنبني رجلا يريد اذيتي بدخوله بيت اهلي! استغلني الكثير بطرق لم اتوقعها و لم تخبرني امي ولا ابي ذلك. تعلمت ان امي و ابي لم يفطنا لمن استغلهما حقيقة. انا اسفه لامي و ابي فهما ساذجين جدا و لم يمارسا الكثير من التجارب في ياتهما ما يغني خبراتهم بشكل كافي لتربيتنا. انتقل ابي من القرية الى مدينة صغيرة بحرية عندما كنت في السنة الاولى من عمري. كانت الحياة في المدينة الصغيرة جميلة و مملوءة بالبراءة و الطيبة و الحب اللامشروط حتى انتقلنا من تلك الارياف الى العاصمة! كان منظري مخزيا جدا و بالكاد استطيع التفاهم مع الناس و اكتفي بالتبسم و القاء السلام و المصافحة. حسنا في اول طلب عمل تقدمت به قام المدير باستغلالي. القدر لم يقف في صالح طيبتي بل اعطى المدير فرصة ذهبية. اراد المدير ان يقبل طلب زميل له للعمل في الوظيفة و ليفعل ذلك كان لابد له من ان يرفض طلبات اخرى و لذا قام بلقائي لمدة ساعة كاملة مرتين و ادعى انه مهتم بتوظيفي و اخضعني للاختبارات و صدقت اهتمامه. حسنا لم يطل الامر اكثر من مقابلتين فاجاني انه برغم توافر المؤهل المطلوب فانه لا يستطيع توظيفي فهناك من هو اكفا مني، زميله طبعا!
حسنا لم يخبرني احد كم ساتالم في ذلك اليوم و كيف ساغادر المكتب بصمت ولم يخبرني احد كيف يكون شعور اول مرة تتلقى فيها رفضا و يقال لك انت الغبي! و كانما كان سينجح فقط من يمتلك معرفة الوزير بمن سيتقدم للعمل اولا!
. لم يخبرني احد انه سيتم استغلالي مرة ثانية لكن بطريقة مختلفة فانا عرفت الطريقة الاولى و لكي اتجنبها تعلمت ان علي المعرفة عن الشركة اولا. ذهبت لمقابلة اخرى وشركة اخرى. دخلت و انا متفائلة و قابلت المدير الذي بد مريبا في تصرفاته و لاحظت انه تعمد ذلك اما من يقابلهم فمكتبه شفاف زجاجي ما جعلني اشعر بالراحه اكثر و لكن هي يتغير مع موظفيه! مالذي يحصل؟ حسنا كان يعرض على كل متقدمة للوظيفة الخروج بسيارته الخاصة فان قبلت رفض طلبك و ان رفضت خسرت الوظيفة!
حسنا لم يخبرني احد عن ذلك الشعور الذي لا تحصل فيه على ننتيجة مهما بذلت من جهد و تجد نفسك كانما فار تدور في حلقة مفرغة و لا حيلة لك. شعور بالقهر و العوز و العجز و ان يغلبك احد باية حال و كانما كان سينجح فقط من يمتلك عقل اينشتاين!
لم يخبرني احد ان للاستغلال طرقا اخرى. ذهبت بايمان بالله ان يجد لي مخرج من عنده و وظيفة جيده. وصلت الى مكتب المدير الجديد حسنا هي شركة اعرف فيها موظفا اخر كان ليساعدني فهو قريب للعائلة لكن انا لا اريد ان ادخل الى العمل بواسطة! ولم اذكره ابدا حتى عندما سالني بل اكتفيت بالصدق و الاختصار و المباشرة. بدا المدير بمحاولة ايجاد ثغرات في كلامي و كان من المفترض ان يتم الافتراء عليك لتكذب غصبا عليك و يقول لك ها كلامك مشكوكفيه. لم يحصل هذا على اي حال لكن الضغط جعلني انفجر في داخلي حين قال لي. اسف هل تقبلين براتب صغير؟ فكرت اني متفائلة و سالته عن امكانية الزيادة ان كان عملي له قيمة جيدة فوافق و وافق و لكنه فجاة التفت الي و اعتذر وقال: انا اسف لا استطيع قبول فتاة للعمل في هذه الوظيفة!
حسنا لم يخبرني احد عن ذلك الشعور بعد اكثر من ساعة في المواصلات.شعور بالغبن تريد تقول للاخر انت غشيتني لكن لا تستطيع فستكون صورتك منكسرة و اقل كبرياءا و كانما انت شحاذ على باب الوظيفة فالغاضب دائما صورته انه شخص ضعيف و مزعبرة! كانما كان سينجح فقط من يمتلك عقل انثى و جسد رجل!







6.0.71. ثقافة المسلمين الحالية اعتادت الطاعة حتى للمخلوق

لم يخبرني احد ان اتنبه للفرق بين طاعة الله بشكل اعمى في الثوابت و بين ما يتوجب علي كمسلمة ان استفتي فيه و بين ما اتاحت لي فيه الشريعة مساحات من الحرية سواء كانت حلالا او اختلافا برحمة. لا تزال و لن تتغير تلك الثقافة الي يتبعها الرجل الشرقي بالذات في قول ان المحب لممن يحب يطيع. و ستجد بين الناس اختبارات في الحب و التوقعات. بين الاباء و ابنائهم و البنت و صديقتها و الشاب و خطيبته و الرجل و اهل زوجته و الزوجين. اختبارات الطاعة لا تنتهي في صفوفنا. ابتداء من  طاعة قوانين صف المدرسة الى ان تطيع يوما ما قلبك في اختياراته.
حسنا لم يخبرني احد انه من المقبول ان لا اطيع احدا سوى كلام الله في الثابت من الاحكام. ففي كل مرة كنت اتلقى صفعة جديدة من كلام ارح او اذى يقولولن لي اسمه ابتلاء لانك ما اطعتي ربنا! انا ارى حولي مدخنين ثم يقال لي ممنوع التدخين عليكي. هكذا قال ربنا. و لا يوجد عقوبة للمدخن و للمسؤولين حجج واهنة و انت اضعف من ان تتصرف لوحدك. و التغيير طبعا غير مقبول بالحوار و ستكون رجعيا متخلفا اخوانيا او سلفيا! و التدخين مسموح في السر بين الصديقات او في غرفتك لوحدك او أو أو. لم يخبرني احد ان الرؤوس تنحني و القلوب تميل و الاحترام واجبن الناس طالما انه لا يوجد شاهد على فعلك سوى الله. و كانما يحق لله ان يغفر لك و البشر في وادي افضل! طبعا انا اتحدث عن الافعال الي ان عاد الضرر فيها عاد عليك مبدئيا و لا يتاتى ضرره و ليس اثره على الاخر بالضرورة.
لم يخبرني احد ان الطاعة تختلف عن الاستقامة. الاستقامة على طريقة و منهج لا يتغير و يعتبر مستديما تتاصل فيه الطاعة ايضا لمجلس الشورى و الامم المتحدة و هيئات المجتمع المدني حيث يقولو لك شغل عقلك و لا تطيع احد ولكن واقعهم مبني على انظمة انت مجبر فيها على اطاعة كل القوانين بل و يفترض بك ان تثق ثقة عمياء تلك الجهة التي تزعم توظيفها لاعلى الخبرات في حين انها ترفض طلبات العديدين لانهم لا يحملون جنسية اجنبية!
لم يخبرني احد ان ثقافة الطاعة اصبحت امر معروف يؤمر به اي متعارف عليه لا يمكنك انكاره و تاصيل اجتماعي بحيث انك حين تتصرف عكسه ستعتبر غير مؤهل و ستوضع على جبهتك ختم كلمة كافر بالاعراف!
لم يخبرني احد اني لو كنت اصررت على اختيار تخصص احبه لرضخ والدي لرغبتي. لم يخبرني احد اني لو لم اطع والدي في انتقالي الى السكن الجامعي لكانت جهات العمل قبلت شهادتي التي تعبت فيها. لم يخبرني احد ان الطاعة في حقيقتها سجن و اسر تعتاد فيه على الاعتذار عن حقك و تعتاد فيه على اغفال النظر عن المباح بحجة سد الذرائع و يسمى ذلك من التقوى و كانما الله وضع اهل الدعوة حكاما في حسبتهم عليك و تجسسهم مسموح في حين اخطأ عمر رضي الله عنه!

6.0.72. لم يخبرني احد ان تحوير الكلام مقبول

حين يقال عنه اختلاف ثقافي. نعم فكل شيء ممكن تحوير معناه و قيمته اليوم بل و في اللحظة ذاتها. اتعلم ماذا؟ تحتاج فقط ان تتهم الشخص بانه معقد واو جدي بزيادة و تقول لها لا تكون من عصر ابوي و امي و لا تكو ساكت بزيادة ولا تخلي الناس تطفش منك و لا تدقق و خليك كوول. كمان ممكن تذكر للشخص حديث الرسول عليه السلام عن فضل الابتسامة و بعدين خطوة بخطوة و بتمثيلية صغيرة انت و صاحبك تخلي شخص ثالث يقع بين خيارين. اما يغير موقفه او يخسر. نعم الخيارات الصعية و التضييق هو سياسة تغيير الامورا لمقبولة الاولى و منها الكذبو تحوير الكلام. لم يخبرني احد من قبل عن حديث صحيح "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا:" و بهذا فاصبح الكزب بالتخطيط موجودا و لكن اكن اعلم. كنت اتعلم يوميا من المدرسين و الاهل و الاصحاب و الاعلام ان الكاذب ربنا ما يحبه و الناس تبعد عنه و تخاصمه و ماله مصداقيه و ينطرد من عمله و اخر الكذاب جهنم و و و . طيب الله يكرمكم وين كان هذا الحديث؟
لم يخبرني احد عن شعور الوقوع في كذبة اكبر من ان  تخطر ببالك. اثنان من زميلاتي في العمل  اردن السخرية مني و كي لا يكسبن الاثم اتفقن على عدم جرح مشاعري بالتعامل معي على اني انسانة رائعة. نعم تحولت النيه فاصبح حلال! لم يخبرني احد اني ساتالم حين اسمعهن بالصدفة يتحدثن فتقول احداهن اني لا اطاق و اني غبيه و لا تدري كيف ان نموذجي لا يزال موجودا في الحياة و ان المتحف هو خير لي من البقاء بينهن! و بعد دقائق تقربن مني بداعي الشفقه و فعل الخير لي . احداهن اعترفت لي لاحقا عندما واجهتها فقالت ان الكذبة ان صدرت من عدة اشخاص صدقها الناس اكثر و اني اقل من المستوى المقبول مجتمعيا! و لذا ان ارتديت ملابس بشعه قالت لي احداهن ان حقيبتي رائعة جدا و اصرت على ان تذهب معي للتسوق! و ان ارتديت حذاءا بشعا تقول لي الاخرى ان حجابي جميل  و يدل على اخلاقي الكريمة وو و و الخ!!!
تحوير الكلام يعني تغيير التركيز و كانما تريد تسليط الضوء في غرفة مظلمة على جزء ما فاي جزء تختار؟ احد معلمي قال لي حين راني ابكي في مكتبة الجامعة انه ليس علي ان احزن و ان هذا هو التفكير الايجابي الحديث. و طبعا لم اخبره اني قرات عن كتب التفكير الايجابي و لكني لم اجد شيئا ما يقوله. نسيت اخبركم انه متخصص في علم النفس و ان الكلام اليجابي يعني تحوير المعنى بالنسبة له. تماما كما هو حال الارنب و السلحفاة فالاول يسخر من السلحفاة و تربينا على ان البطيء هو من يربح في الاخر و لكن في الحياة الحقيقية يوجد ما يسمى خسائر كبرى تحملها على ظهرك فتثقل مشيك و تؤخرك عن السباق. الارنب عاد من خط النهاية ليقول للسلحفاة هاي نا هنا و لا يزال لدي الوقت. يعلم الارنب حال السلحفاة و يشفق عليها ربما و اراد تحفيزها لاكمال السباق ايضا. رحم الله حكمتك ايها الارنب فكاتب القصة ارق ليلي و نهاري بقول ان من يصبر و يتاخر و يتاني و يتقن يفوز.











6.0.73. ان النجاح وصولية

تحت مسمى ارضاء جميع الاذواق او تعدد النيات في العمل مارايك باقامة مدرسة خاصة؟ لنفترض انك تريد النجاح فعلا لا ان تفتح مدرسة كما تفتح دكانا في الحي فانت تريد النجاح بطريقة استثنائية ولذا فما رايك باحتكار السوق؟ هذه هي الطريقة الحديثة للنجاح بحيث انك تفتتح اكثر من مدرسة في الوقت ذاته و لا باس ان تزور اوراق دراسة البنك لتاخذ قرضا اكبر من المفترض لمشروع واحد و هنا ستبدا انت اولا بالجديد في القطاع التعليمي. و لم يخبرني احد ان هذا النجاح يتضمن الاتفاق مع جامعة على اجراء الابحاث الطبية مقابل اجر ما في مدرستك و ان تجري اتفاقا اخر مع جمعية خيرية او مستشفى للتبرع بالدم من الطلاب في حملة تبدو للمراهقين اغاثية. و ستقوم ايضا باجراء اتفاق مع شابة كاتبه لتزويدك بقصص خاصة بمكتبتك و هكذا. لن اخبرك طبعا ان نجاح مشروع يتضمن العمل مع فريق من المسوقين يقومون بذم سمعة المدرسة الفانية و تحضير مشكلة في مدرسة اخرى و نشر اسرار مدرسة ثالثة بل و استقطاب افضل الموظفين لدى المدارس الى مدرستك! لم يخبرني احد ان اعادة توزيع الارزاق او الاعمال مقبول اجتماعيا طالما ان احدهم يتلقى بضعة كلمات تدعيمية و لا يجد من يعيد له منصب عمله الذي عمل له و تعب لاجله بعد طرده من الشركة تعسفيا بسبب محتكر في السوق و سيكتفي بالسكوت لدى تحصله على اي عمل اخر فلديه زوجة و اولاد ينتظرونه و سيقال له انت تتبطر على النعمة و قل الحمد لله!
لم يخبرني احد ان النجاح = الاحتكار

6.0.74. ان الناس مستعدة لاسعادك بعيدا عنهم

نعم اسمح لي ان اسعدك بعيدا عني حتى لو اضطررت لجعلك تكرهني فهدفي اهم. لا ازال اذكر ما عاملتني به صديقتي في عمر الرابعة عشرة حيث كان اول درس قاسي اتعلمه. ذهبنا معا الى كافتيريا المدرسة و من عادتي اني اذا احببت طعاما تقاسمته و هنا كانت المفاجأة فقد نظرت الي زميلتي باشمئزاز و غضبت و صرخت تقول:" لماذا تعطينني فضلات طعامك؟"  جننت تقريبا و حاولت اخبارها اني لم ابدا الاكل بعد و ان احب هذا الطعام و احب تقاسمه معها ولك عبثا احاول فقد خسرت صديقتي و عملني ذلك درسا قاسيا عن سوء ظن الناس ببعضها بناء على ما تفهمه بل و ما تريد فهمه و تصر عليه من تفسيرات. كما علمني ذلك ان الاخر المعاكس لي سيشتري لي وجبتي اولا كزميلتي التي اصرت على انتظاري حتى اشتري وجبتي اولا ثم اختارت لنفسها شيئا اخر. حسنا هذا نوع جديد من الانانية لم اعهده من قبل و ياتي في صورة تظهر الاهتمام بالسعادة التي يتمناها احدهم لك و لكن ( بعيدا عنه و عن ما يسعده)





6.0.75. عن فرق القيمة في عطاءك في رخائك و في شدتك

تختلف طافتك في حالة الشدة و المرض عن حالتك في الرخاء و بذا فان عطاءك يختلف. هل تظن ذلك؟ دعني افاجئك بنعم فلن يعطيك ابوك التوجيه الجيد حين يشعر بالضغوط و لن تخصص لك امك او زوجتك وقتا حتى لو كنت تحتاجها في وقت مرضها او شدتها. لم يخبرني احد ان من تختاجه سيتغير عليك لتغير اي عنصر في تركيبة عطائه لك فلربما التوقيت غير مناسب او ان سمعتك الاجتماعية سيئة في وقت ما او انه لا يحتاجك حاليا او ما سوى ذلك ببساطة شديدة. قديما كنت اظن ان الام تعطي بلا توقف و الاب كذلك و الصديق الحقيقي كذلك و انا كذلك و لكني الحقيقة هي انك لا تستطيع ان تستمر على نفس المنوال و النظام في العطاء فالحياة متقلبة بمعطياتها.







6.0.76. عن قيمة الفوز و الشعور بانك حصلت على ما تحب و انتزعته من غيرك

في الحقيقة لم اكن اعرف عن التنافس شيئا فانا لم العب الرياضة في المدرسة و لم ادخل اي دوري بل ربحت جائزة واحدة في المركز الاول و اخرى في المركز الثالث و لم يكن ذلك قوة مني بل ضعفا من المنافس و معلمتي تعلم بذلك. لم اكترث كثيرا لنجاحي في تلك المسابقة الصغيرة و لم استطع التنافس في حياتي سوى في العلامات التي اتحصل عليها في المدرسة. و بالرغم من اني كنت اركض بسرعة في ما ادخل فيه محاولة التنافس الا انني اصاب بخيبة امل كلما واجهت نظاما لا تقدير فيه لنجاحاتي الصغيرة و لا قيمة فيها للتنافس. في مجتمعي الذي يدعي الاسلام لا يتلزم باي من قواعد( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) تقول امي ان هذا يشعل الغيرة و الحقد بين الناس و كلما حاولت منافسة زميلاتي في حفظ القران تقول لي انتي اضعف من ان تنجحي. لم اكن ادرك ان المحبط الاول ياتي من بيئتك و كنت استمع لامي ظنا مني انها القدوة لي وتفعل الشيء الصحيح و لديها خبرة. لم ادرك ان من اعيش معهم لم يدخلوا منافسة يوما و لم يربحو شيئا ولا يعرفون معنى النصر حتى في لعبة المنبولي التي احببتها.
مررت بمرحلة صعبة لاحقا حين لم امارس المنافسة مع غيري طيلة حياتي فوجدت غيري يفوز و بجدارة بالغش و انا جننت لانني خسرت بجدارة لاني لم امتلك الارادة ايضا. لست اتحدث عن التصميم على شيء بشكل اعتيادي بل عن تلك القدرة التي كانت لدى امي لتحبط اي شيء افعله بكل السبل و تلك القدرة التي يمتلكها عادة المنافس لك. كنت اظن ان الرابح هو الاكثر اجتهادا و تفاجأت بحقيقة المنافس الذي يسد الطرق المؤدية الى نجاح خصمه. ظننت ان الالعاب القتالية للفتيان فقط و لم اعلم ان للفتيات لعبة تسمى الخبث و الدهاء و التخطيط العسكري للاطاحة بالخصم حتى الموت.
لا تكترث انثى باخرى طالما انها تريد الفوز، هذا ما ظننته على الاقل لكني تعلمت ان الفتاة التي تدربت على فنون الارادة و العزيمة و تحديد الخصم و ايذائه بكل الطرق امر مهم جدا و هو المعيار الحقيقي لنجاحها في الحياة.










6.0.77. لم يخبرني احد ان المراة حين تعجب برجل لا تستطيع ان تعجب بغيره

نعم يظل في ذاكرتك ذلك الشخص الذي تود الارتباط به ويقدم لك هو الرفض على طبق ذهبي مع كل الاعذار و الاوهام. في راس كل انثى حلم صغير نعم هو ذلك الشاب الذي تشاركه حياتها و تشاركه حياته. ماذا لو ان الواقع اهداك لقاء من تتمنى تماما كما في مخيلتك؟ ماذا ستفعل؟ حسنا اهدتني الحياة بل اهداني اله لقاءه و لكن القدر اهداني ايضا كراهيته لي. تخيل ان سيناريو ما موجود في عقلك منذ الصغير هو فيلم مركب ياتي بقصته و ابطاله لكن ماذا ان عشت هذا السيناريو في الوقت الاحلك في حياتك؟ لم يخبرني احد ان هذا ممكن و لم يخبرني احد ان الاحلام لاتتحقق. و لم يخبرني احد ان الانثى تتعلق باول رجل يدخل حياتها ويقول لها انتي حلوة. الانثى التي لا تريد تجربة فاشلة اكثر ضعفا مما ظننت. لم يخبرني احد اني ساتمنى في يوم لو كنت متزوجة و مطلقة اكثر من مرة فقط لاني شعرت بالرفض اول مرة. لم يخبرني احد ان المراة لا تستطيع تجاوز الرفض الاول بعد انتظار طويل. لم يخبرني احد ان المال يصنع اعجاب الرجل لا المحاولات الفاشلة في الحياة للتعلم. لم يخبرني احد ان الجمال يصنع القبول فورا. لم يخبرني احد انه حلال و لا حرج فيه الا عند الفاشلين أو التعساء في حياتهم الزوجية حين اتزوج من احب. لم يخبرني احد ان الكذب مباح حتى اصل لهدفي بعيدا عن طاعة الاهل و المجتمع و الرب و بعد ذلك استغفر و اقول اني تبت بل و ارسل بعض المال و الهدايا و الكلام الطيب في حق اولئك المطيعين!

6.0.78. لم يخبرني احد اني ساخالف كثيرا مما اؤمن به

نعم تحافظ على ما تؤمن به طويلا في كل اللحظات منذ نعومة اظافرك ثم تنهار فجاة الكثير من قيمك و لا يحصل ذلك دفعة واحد فانت غالبا تستطيع التماسك في المصيبة الواحدة لكن فجاة ستجد انك تنهار عندما تخسر الكثير اكثر مما تتحمل ثمنه فلكل شيء ثمنه و تدفعه لاحقا ان لم تدفعه قبل حددوثه و ساشرح لك ذلك قريبا. فجاة تجد نفسك عاجزا في خسارة فرد من عائلتك او اصابة احد ممن تحب بمرض تعجز عنه و فجاة تغلق الكثير من الابواب بوجهك و كانما موجة من الرفض تجتاح حياتك و لم يعلمك احد كيف تواجه اي تسونامي من قبل و لم يخبرك احد ان التسونامي ممكنة في الصحراء و لكن صدقني حين تبدا كرة الثلج بالهبوط من اعلى قمة في حياتك فستجر كل شيء في طريقها. لم يخبرني احد انني ساخلع حجابي يوما و  ساتوقف عن اداء الصلاة و لن اؤدي كثيرا من فرائض مارستها اعواما و ءامنت بها. لم يخبرني احد اني سادخل في علاقات خاطئة تدمر نظرتي لنفسي فانا دفعت الكثير من ايامي ثمنا لما اعتقدت يوما انه صحيح. حين ترى ضخامة ما بعت حياتكلاجله فانك لن تكترث و لكن حين ترى حجم الخسائر تتسائل هل انا على الطريق الصحيح؟ تتسائل فيما قضيت عمرك مدافعا عنه بكل حواسك وما تملك. انت لا تشك بل لن تجد معادلة للمقايضة هنا و سيكون عليك ان تخرق احدى قواعدك و ان تتوقف عن الايمان و تتخلى عن كثير مما تؤمن به تماما كما لو كانت سفينتك ستغرق و عليك انقاذا لقليل فقط و ستختار من يكون معك و من ستترك ورائك. ستجد الكثيرين يتخلون عنك بما فيهم امك و ابوك .
لم يخبرني احد ان حال الدنيا يمكن ان ينقلب الى هذه الدرجة. لم يخبرني احد ان الانقلابات تحصل بسرعة. لم يخبرني احد اني حين اعمل مثلا و احصل على خبرة عمل و اتقدم لوظيفه لدي المؤهلات المطلوبة فيها فان طلبي يقابل بالرفض لصالح فتاة ترتدي تنورة قصيرة تغازل المدير لاشباع عاطفته! لم يخبرني احد انه لا يوجد اي ميزان للامور في الحياة مهما قال فلان انه يلتزم بالسياسات او خلافه فحين تاتي المواقف فكثير من الموازين تنقلب و من المهم ان تدرك ان خسارتك هي نتيجة تحجر عقلك و عدم قدرتك على اعطاء المدير ما يريد في تلك اللحظة.لم يخبرني احد ان مغنية تحصل على اكثر من 100 مليون مشاهدة بينما لا يحصد فيديو عن طفل متشرد على اكثر من 100 الف مشاهدة.
لم يخبرني احد يوما اني سافعل كثيرا مما ظننت انه خطا!





6.0.79. لم يخبرني احد ان هناك امورا لها قيمة لا تعوض بثمن

لكثرة ما استمع للمحاضرات التنموية عن الذات و المحاضرات الدينية بدت لي الحياة تماما كقوم نوح بعد ان اعلن لهم و اسر و اجهر ليلا و نهار فلم يزدهم ذلك الا فرارا! في حياتنا امور حين تذهب لا تعود فمن قال لك ان الصحة تعوض كاذب و من قال لك ان الثقة تعود كاذب و من قال لكان ذات البين يمكن اصلاحها كاذب فالعبارات الطنانة تصلح فقط حين ينتشر الداء ليطال البيوت كلها. قابلت اناسا مستدين لخسارة عشرة السنوات بل و كنت اظن انهم لن يجدو عنا بديلا فوجودوا. كنت اظن ان بعض الاشخاص و القناعات و الاشياء لا تستبدل فوجدت الزوج و الاخوة و المال و الصحة و كل شيء يستبدل. لا يحصل ذلك قدرا و عبثا و صدفة كما كنا نظن بل بفعل فاعل سئم من تاخر حقوقه عليه. نعم هو نفسه الرجل الذي ظننت ان معونات الدولة او الزكاة تكفيه بينما تجلس انت في برجك العاجي. هي نفسها تلك الفتاة التي جهزت حقيبتك لتسافري الى دولة اوروبية بينما هي لا تستطيع زيارة اهلها لسنتين او ثلاث. هو نفسه ذاك الرجل الذي اقام على الاراضي السعودية اربعين عاما و اكثر و لسه يسوي اقامة كل سنة بينما لو كان في امريكا لكنتم اليوم ضربتم له السلام و عرضتم عليه حفاوة بلادكم. نعم هو نفسه الموظف الذي منع من رخصة تجارية و قلت له الله يعوضك و تم دفع مبلغ تعويضي له ليسكت! نعم هي نفسها صديقتك الي ما عزمتيها لما عملتي حفلة البنات في اجازة بين الفصلين و تحججتي بقلة العدد و لكنها كانت قلة عدد للطبقة البرجوازية. هؤلاء انفسهم الذي لم يناصرو قضية واحدة في المسلمين بل اكتفو بالصمت و هؤلاء الذي القو في غيابت الجب و السجون سنوات طويلة لا تعلم انت عنهم شيء بينما تنام في احضان زوجتك و لم تفك غارمهم و لم توكل محاميا لمظلومهم و لربما دفعت بعض المال لهيئة خيرية لا تعرف كيف تدفعه اسكاتا لفتاة ظلمت مقابل التنازل عن قضية لا سند لها على الارض. نعم هي تلك الزوجة التي تركتها تبكي بعد ان طلقتها ظلما حيث قضيت وقتا تجمع ادلة على تقصيرها بعد ان اغرقتها باعمال منزل كبير دون مساعدة و باستقبال اهلك و اصحابك يوميا كانما كانت خادمة. نعم هو ابنك الذي قلتي له حبيبي صرت رجال و تغازل و لم تنظري لحال بنات تشابهن ابنتك و حجتك انا ربيت و لا تزر وازرة وزر اخرى.
لم يخبرني احد ان الندم وشعور كراهية الذات يتفاقم بعد ان تحصلي على افتاء بجواز كشف جزء صغير من جلدك للمعالجة عند ممرضة مسيحية غير مقيمة حيث تتعرضين لثلاث جلسات ليزر تشعرين ان انوثتك تتجرد بها و ان هناك من راك عارية برغم استخدامك لغطاء كبير و برغم و برغم و برغم! بعض الامور لا تعوض و لا تقدر بثمن تماما كفرحتك بارتداء ثوب التخرج بعد تعب دام 6 سنوات لتجد انك في كل مرة تتقدم باجراءات الفيزا لحضور البرنامج تتعثر امورك بفضل موظف يشعر بالنقص فهو لم يستطع ان يذهب للجامعة اصلا! فلا انت ذهبت و لا هو ذهب.
كلميني عن شعورك و انت ترتدين فستانا ابيض في العشرين بينما شوهت سمعت جارتك في العمل افتراء تحت عنوان (فتبينوا) و تقولين الحق على الناس لم تتبين اني كنت كاذبة فالكل يثق بي! كلمني عن شعورك و انت تصعد الطائرة في رحلة عمل اوصت بها الشركة لك بعد ان تم استبعاد زميلك الذي عمل سنوات قبلك او فاز عليك بجدارة فكنت انت حانقا و افشيت احد اسرار عائلته فشوت صورته في نفس المدير تحت عنوان أنا اريد له الخير و اريد اساعده حتى اني قلت للمدير متى بياخذ ترقية صاحبي ثم قلت لزملائك ( انا ماالي دخل المدير الي يقرر و اكيد كلو خير ) و طبعا انت لم تنسى ان توصي اصحابك يواسونه بكلمتين ( عشان حرام بيتقطع قلبك عليه) !!!
بس لحظة
كلمني عن شعورك لما تمر بسارتك الجديدة و كل يوم توصل صاحبك معاك و تشجعه يشتري سيارة و يزبط اموره لا قبلك و لا بعدك و لا مثلك بل لانه يحتاجها او لانه يحب سيارة معينة او او..كلمني عن شعورك لما تحب انت تكون مرتاح و كمان صاحبك و جارك يكون مرتاح. كلمني عن شعورك بالمسؤولية لما ما تفترض انه في احد مسؤول و قادر لوحده و تروح تدور ف عروض السيارات و برامج البنوك او التقسيط او حتى تفكر تدين صاحبك و تمشي معاه ف الموضوع الى ان يشتري سيارته الي بنسط فيها ولا يحتاجك! صورة مثالية صح؟!
لم يخبرني احد ان الشعورين لا يتساويان ابدا و لا باي ميزان. و لم يخبرني احد ان بعض المشاعر لا تعوض بالمال ولا بمرور الزمن.














6.0.80. ان لدى كل انسان شعور عميق بداخله يخبره كل شيء تقريبا

منذ كنت صغيرة و بداخلي تلك الغريزة الصغيرة يسمونها غريزة البقاء و اسمها انا قلبي و صوتي الذي يخبرني عن الحياة. حين كنت طفلة كثيرا ما جلست مع الكبار و استمعت لهذا و ذاك و تلك نساء و رجال. ماذا برايكم يتفكر فتاة لم تتجاوز العاشرة من عمرها حين تفكر في حال المجتمع عندما تبلغ ال 30! أرقتني تلك الصورة كثيرا هل سارى ما اراه اليوم عندما اكبر؟ ماذا سيتغير و كيف؟ اريد ان اكون سببا في تغيير العالم. جملة تراودني منذ ان كنت في التاسعة من عمري. و اليوم انا في عيد ميلادي الثلاثين و لم افعل شيئا لا حقق حلمي. طبعا سمعت الكثير من السخرية عن احلام مشابهة لم انطق بها انا. لم يخبرني احد ان شعوري ذاك هو نفسه الذي يخبرني بما في قلوب الاخرين و يجعلني في نظرهم انسانة حساسة و لا يطول االمر حتى اتاكد ان ما احسست به صحيح و هاهو واقع يتمثل امامي. لست عرافه و لا خيالية و لا تافهة لكني ارى ان للانسان ظنون يصدقها على واقعه فان كان ابليس قد فعل ذلك على غيره من البشر السنا اولى بها؟! لم يخبرني احد ان هذا الشعور لا علاقة له بعلم النفس و لا يتاثر بمحيطك الخارجي و لا يكون عن ذاتك غالبا فالانسان قليلا ما يستبصر بنفسه حقيقة واقعه. ذلك الشعور يخبرك متى عليك ان تدافع عن نفسك دون ادنى تفكير و متى تستسلم لانك تدرك ان امرا ما قد تم تدبيره لك فتنجو منه. تلك الغريزة تسمح لك بقراء افكار البعض و فهمهم بعمق فارواحهم تعارفت على روح منذ زمن بعيد. لا علاقة لهذه الغريزة بان الاناء لا ينضح الا بما فيه و ان لمجتمع فلسفة لا يخرج عن اطار نظمها.
لم يخبرني احد ان شيئا ما في قلبك تستفتيه حتى قرات من سيرة عائشة وعمر و علي و خالد و سلمان و عمرو بن العاص رضي الله عنهم. سمعت من النساء عن شكوكهن بخيانة ازواجهن و سمعت من الفتيات عن ظنون المراخقة و شاهدت من التجار يقينا مدمرا عن استطلاعاتهم للسوق و عاصرت باحثا اتخذ من العلم الدقيق و الاحصائيات دليلا لنجاحه في النتيجه و فشله في التقييم!
أن تستفتي قلبك حين يكون مملوئا بالفطرة السليمة التي تثق بالله و تشعر بالامان ليس في غياب التدبيرات الامنيه لاثبات عظمة الله في حمايتك! ولكن في بذلك من الجهد ما حيلتك دون تقاعس حتى لتؤمن ان نسيانك لقراءة المعوذات هذا الصباح لا علاقة له سوى ببشريتك الناقصه و ان عدم حصولك على حقوقك بعد مطالبتك بها و الصبر عليها و بذلك جهدا من التقوى قبل ذلك ماهو الا قضاء من الله فيرد لك امورك بعد حين.
لم يخبرني احد انها معادلة صعبة لكنها تحمل الكثير من السعادة و النجاح
و لم يخبرني احد ان فقدانها يحملك من الخسائر اكثر مما تطيق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق