ملاحظة:
قمت بجمع مقالاتي التي كنت أكتبها اثناء المدرسة
لكن لم تقبل دور النشر بتنقيح و تعديل أو نشر ما كتبته
لذا فضلت أن أنشره في مدونة
اسمي سيما
عمري 21 عاما
درست في جامعة البتراء لمدة سنتين و لم أكمل لأسباب مالية
أردت دراسة الريادة الطبية
أمارس يومي فيعالم الكتابة برغم هشاشة لغتي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
3.0.1. لا تعطي للاخر حجة عليك
بكل بساطة كل شخص يريد حجة عليك و يريد ان يراك اقل منه في امر ما. طبيعة النفس البشرية انها ترى الأقل منها كما ترى الأعلى و طبعا لا يعني ذلك أن كل نفس مجبولة على ذلك انما تتغير النفوس بطبيعة الحياة فأنا أعرف فتاة مثلا لا تكترث و لا تسأل غيرها عن حياته خوفا من التدخل بشؤون غيرها أو مضايقتهم و تدرك أن عليها احترام حق الآخر في عدم التعمق في العلاقة معه الا ان اراد تبادل ذلك دونما استغلال. و هنا أنصحك أن لا تترك للآخرين حجة عليك في التعامل معك فمثلا هناك زميلك في الدراسة الذي يقدم بحثا ذو رؤية أعمق أو خلفية أكاديمية أفضل و ليس هناك مشكلة في ذلك انما تكمن المشكلة في أن ذلك يخلق حجة عليك أمام استاذك حيث سيبدا بمقارنة عملك به و يؤثر ذلك في تقييمه الا من رحم ربي و نعم هناك من سيقول ان اي تقييم غير عادل على اي حال بسبب اختلاف المراجع التقيمية و لذا فان عملية التقويم فيها اشكاليات اخرى لسنا بصدد التطرق اليها هنا. لكن حينما يطلب منك شخص مما شيئا عليك ان تبذل هدك لتلبيته كل لا يقع على عاتقك لوم تقصيرك لاحقا. قد ظن ان التقصير محتوم بطبيعتنا البشرية و اقول لك نعم التقصير فلسفة فما تقصر فيه من ناحية تكتسبه من ناحية اخرى. قم باختيار ما تريد ان تقصر فيه و تعلم ان له اهمية اقل في حال عجزك عن التفوق في امر ما. طبعا ان توافق الاولويات مهم بين المدير و الموظف و الام و الاب و الزوجين و المجتمع و من أصحابه و هذا يعني وجود بيئات عمل ذات ثقافة لا تقبل الخطأ أبدا و تطرد أي شخص يخطيء مهما كلف الأمر و هاك بيئات عمل تقبل بكثير من الأخطاء مما لا يمكن تحمل تبعاته لاحقا. و ليست الوسطيه حلا أيضا فالوسطية فلسفة من يريد الخروج من ضغط التطرف لا ايجاد حل عميق. و من المهم ان تمنح الاخر ما يريده فان لم تستطع فلا تمنحه عذرا يلومك به مما يعد أساسيا في اي تعامل بين الطرفين. مثلا يطلب منك مديرك تقريرا في العمل و يستمر بانتقادك في كل مرة على جودة التقرير فلربما الحل يكمن في ان تضيف رسومات اضافيه لا داعي لها بحيث يلتفت للنواقص الاخرى و من ثم احرص على ان تسلم التقرير في وقت مبكر و تؤكد على انك فعلت ذلك فلعل المدير يقدره. هناك نقطة مهمة لابد لك الالتفات اليها هو ان البعض قد يقوم باتخاذ المشاعر كوسيلة لابتزازك و صراحة فان قاعدة الحب تنطبق على من تحبه انت و على من تعلم انه لن يضرك لكن فيما سوى ذلك فلا تسمح لاحد باستغلال المشاعر بشكل شرطي فيقول لك ان كنت تحبني فستفعل كذا و هنا فان الشخص يريد حجة عليك قيقة فمهما فعلت له فهو لا يريد نجاحك اصلا. هناك نوعين من الناس ممن يتعمد التعامل معك بهذا الاسلوب حي يدفعك بعنف للابتعاد عنه بوضع حجج عليك. اما انه يحقق هدفا شخصيا و مكسبا فهو لن يكترث لك باي حال او ان يكون شخصا يشعر بالذنب اتجاهك فيريد حجة عليك لتبتعد عنه بمليء ارادتك. طبعا يعتمد الامر عليك لمعرفة حقيقة من يضع عليك الحجج فابمكانك التصعيد في التعامل مع الشخص الاول و لكن التجاوز عن الثاني هو التصرف الافضل. و بالتصعيد اقصد ان تترك للاخر فعلا حججا كثيرة عليك حتى لا يجد ما يحاربك به مع العلم ان استخدام الاسلوب نفسه مباشرة هو ما يبطل مفعوله و اعلم فتاة تقول ان هناك تاثيرا دراميا للحدث لدى البعض عندما يضع حججا عليك سواء اراد تحقيق هدف فهو يريد الشعور بانه قوي و مستمر في الوصول الى اهدافه و يتاكد ان ذلك حصل و النوع الثاني يريد فقط ان يشعر بانه لم يظلمك لانه تذوق من قبل مرارة لا يريد ان يكون سببا فيها لغيره فلا يجعل لمن ظلمه مبررا عليه. تقوم هذه الفتاة بتمثيل الدور في الوقت الضائع فحين تعلم انه لا يوجد لديها ما تخسره ولا ما تربحه و لديها وقت مستطع فهي تقوم باكمال التمثيلية و تدريب نفسها على منح الاخر صورة عنها غير حقيقية فهي تقول ان الاولوية تاتي لسلامتك الشخصية و ان لا يتعرض لك من يريد حجة عليك مرة اخرى و بعد ان يستمر هو في طريقه بامكانك ان تعاود المسير في طريق اهدافك انت ايضا في حين لا يمكنك ان تحارب موجة من الاشخاص ابدا.
تخلى عن نقاط ضعفك
ان افضل سياسة تتبعها مع الاخرين هي ان لا تجعل لك نقطة ضعف يعرفها احد فيقوم باستغلالك بها ابدا. طبعا قد تقول لي لكن العالم ليس استغلالي و انما يريد الناس تقديم خدمات لبعضهم و ان كان هناك منافع معينة لكل طرف و لا اقول لك ان الامر مخالف لهذا بل طبعا كل مجتمع فيه خدمات و مصالح و لكن معرفة احدهم لاحتياجاتك هو ما يجعل لهم سلطان عليك و لا يعني هذا ان لا يكون لك احتياجات او اهداف و لكن اجعلها لنفسك و استمر مع الاخر على ما يريده فيطمئن لك و يبتعد عن تركيزه على ما تريده انت الا ما يريده هو. فمثلا حينما يعرف مديرك في العمل انك بحاجة سلفة اضافيه او زيادة في الراتب فهو يرى مؤشرا لاحتياج لديك او مشكلة في منزلك و هنا سيحاول معرفة ذلك على الاقل بدافع الفضول كجزء من النفسية المنتشرة. و هنا انصحك ان لا تترك له الظن و الاعتقاد بالاسباب بل لربما تحدثه عن سبب بسيط و عام منتشر في المجتمع كما لو انه سلفة لقسط مدرسة ابنك او قسط لمنزلك او احتفالية صغيرة للعائلة. في اي مكان عمل تدخله فمن حولك يحاولو معرفتك فقدم لهم صورة اعتيادية فهذا ما سيبعد عنك اذى الناس و شكوكهم و تدخلاتهم باي حال. احدهم يظن اني ابالغ و انك بهذه الطريقة تخسر دعما او فرصة في حياتك و اخبرك من تجربتي الخاصة ان كل ما يعطيك احدهم من شيء فهو يأخذ منك ثمنه و قد يكون الثمن شيئا لا ترضاه انت كاستغلال توقيعك في العمل على مستندات و ايقاعك في مشكلة بحجة السرية بينك و بين الشخص أو بحجة أن مديرك ساعدك في شؤونك الخاصة. من الأكثر امنا أن تطلب سلفة من البنك أو من أفراد عائلتك المباشرين أو من أشخاص لا يستطيعون التحكم بمستقبلك. أعرف شخصا يقوم بخدمة الآخر أولا كي يتسنى له طلب خدمة يريدها و هنا أيضا يقوم الشخص باستغلال احتياجك. هل الناس مسخرين لخدمة بعضهم نعم و لكن ليس لاستغلال احتياجات الاخرين فتنبه للفرق و اختلق نقاط ضعف. مثلا ازعجك موقف ما لا بأس اجعله نقطة ضعفك فان كرر الشخص ازعاجك او أراد استغلالك أو ممازحتك فهو سيستخدم الموقف نفسه و تستطيع انت ان تلفت انتباهه بعيدا عن ما يؤذيك حقيقة. اجلس مع نفسك و صارح ذاتك بنقاط ضعفها و تعلم كيف تختلق نقاط ضعف ظاهرية و لتكن بسيطة واحدة او اثنتين او ثلاثة. أغلب الناس يقولون أن فلانة حساسة مثلا بطبعها و لا بأس فقد تكون هي كذلك و كل منها حساس تجاه امر ما و من المفيد ان لا تلتصق بفلانه صفة أسوأ فحين يسأل أحدهم لماذا هي حساسة فمن المضحك ان تتحقق بنفسك لتجد أن لديها حساسية من البندق مثلا! أو تتعامل مع فلانة لتجد انها طبيعية و ان الاخرين يبالغون. النتيجة تقول: اجعل لك 3 نقاط ضعف بسيطة و ظاهرية للناس تماما كما تجعل لنفسك نقاط قوة. قد يبدو هذا الأمر خبيثا بالنسبة لك و لكني بعد تجربة و معاصرة لاشخاص ناجحين في الوصول الى اهدافهم فان هناك استراتيجيات صغيرة و مهمة جدا يبرر بها الاخرون ظلمهم و عندما تجد نفسك وحيدا و ضعيف الحيلة فلا تلوم الا عدم استخدامك لقناع تعامل به الاخرين. قد يحاوركأحدهم و يقول لك أن عليك التحلي بالايمان و اليقين انه لن يؤذيك أحد طالما أنك تتحصن يوميا بالأذكار فلا داعي للتفكير بنقاط الضعف بهذه الطريقة و أنا أخبرك أن جزءا من تحصينك لنفسك هو ارتداء قناع يلائم الآخر فكما أن ارضاء الناس غاية لا تدرك عليك أن تتذكر أن حفاظك على نفسك غاية تدرك بادراكك لان هناك من يكره وجودك في الحياة تماما كما يوجد من يحبك و تماما كما فصلت لك في كيفية التعامل مع كل نوع و كيف تختبر الناس من حولك فهذا لا علاقة له بايمانك و ضعفه فمقاربتك للواقع لا يعني ابدا ابتعادك عن الايمان الذي لا يمكنك لمس جوانبه في حياتك. أعرف شخصا مثل على أمه و أبيه اشكالياته المادية لمدة 10 سنوات حتى أنه كان يقترض من أخيه و يظن من حوله أن لديه ضائقة مالية و لكن تبين بعد ذلك أنه يقوم ببناء مشروعات خاصة به و لم يهتم فيما يتحدث الناس عنه و كيف ينظرون له بل المهم أنه أنجز هدفه و خلق أمام الآخرين صورة ذات نقطة ضعف اعتياديه بل أنه قام بتضخيمها.
3.0.2. سر نجاح العلاقات
مئات الكتب هناك عن سر نجاح العلاقات في الشركات و بين الازواج و بين الاقارب و بين افراد المجتمع و بين الحزب الحاكم و العموميين و بين الدول و بين افراد الديانات المختلفة و الطائفة الواحدة و بين اكثر من 7 بليون على وجه الارض. و لست من الغباء بمكان لاقول لك هاك وصفة سحرية للعلاقات و اختصرها لها بسطر او اثنين لكني من خبرتي المتواضعه استطيع اخبارك ببضعة اسرار عن أؤلئك الناجحين.
أولا ضع قناعا يناسب ثقافة الآخر و لا تفكر بتغييره ولا بتغيير نفسك فمثلا أعرف فتاة كانت ترتدي العباءة و النقاب كي تحصل على القبول بين مجموعة فتيات و تحضر معهن برنامج معينا لتفسير القران الكريم. تعلم الفتاة تلك ان هذه المجموعة تمنع أي شخص مختلف من الدخول عليهن فكان لابد لها ان ترتدي زيهن اولا و تتحدث بكلمات شبيهة لهن. كانت تجد منن تاثرا بسماع القران فكانت تبكي معهن ايضا. تدرك تلك الفتاة ان عين الانسان تحتاج للطمأنينه بما ترى تماما كما بفعل السحرة لترهيب الناس فهي تقوم بطمأنتهم. فهم ثقافة الاخر مهمة جدا في اللغة و الشكل حتى تصل الى هدفك من التعامل معهم و الى ايصال رسالتك اليهم.
ثانيا اعتمد على ما يثير دوافع الاخرين و لا تجعل االامور في ميزان العدالة و الحقوق و الاشكاليات بل هناك مفاتيح عامة تحرك في الناس الكثير و سأخبرك لاحقا كيف تستخدم هذه المفاتيح العامة في الاسترسال مع الاخرين على انها نقاط ضعف. مثلا تريد الفتاة العاطفية ان يكون لديها حبيب أو صديق و هنا بامكانك ان تمثل هذا الدور جيدا و بالتالي تحصل منها على الاستجابة المطلوبة و هذا ليس بامر صعب و لكني اعرف شابا يترقى في سلمه الوظيفي عن طريق ازاحة غيره من منصبه باثارة دوافعه حيث يبدا في وضعه في بؤرة الاتهام فان كان عاقلا لم يستطع الرد على الاهانات و الاتهامات الموجهة اليه و ان كان عاطفيا فقد السيطرة على نفسه و ترك عمله. سر النجاح في العلاقات هو خسارة علاقات اخرى.
ثالثا لا تطلب من الاخرين ماهو غير معروف عامة فمثلا حينما يطلب احدهم نصيحتك لا تسرد عليه محاضرة في القيم و الاخلاق و الاديان السماوية و تجارك الطويلة ولكن اكتفي بنصيحة عامة و اترك للاخر المجال ليتحدث و يخبرك عما يريده فاغلب الناس لا يريدون حلولا لمشكلاتهم و اغلب مشكلات الاخرين تقع خارج نطاق سيطرتك او قدرتك و بامكانك ان تظهر التعاطف المطلوب
رابعا استمر بالعفو عن الاخر طالما انك تريد كسب علاقته بك. لا يعني هذا ان تسمح بالاذى المستمر ابدا و لا ان تعطي فرصا فلكل منا في الحياة فرصة واحدة و من يخبرك عن وجود فرص كثيرة لبناء العلاقات و المحاولات يريد تخفيف الواقع عليك فقط و يخشى من ردة فعلك عند معرفتك بالحقيقة. اكتفي بفرصة و ستجد ان المستقبل يكرر لك الفرصة ذاتها و ستجد من الاخرين غالبا التصرف ذاته. طبعا عليك انت بالمقابل ان تبادر الى طلب المسامحة من شخص اخطأت معه و تغير اسلوبك معه المرة القادمة كيف لا تخسره ان كان يهمك امره. هل عليك ان تكون انتهازيا في عفوك ؟ الاجابة هي نعم فقط حتى يكون لديك بدائل فالناس يعاملونك بهذه الطريقة حتى لو لم يعترفوا بذلك.
خامسا لا تحاور او تناقش او تجادل من تجد اختلافا معه حول عقيدة اساسية في حياتك او حول من لا يدرك ظروف حياتك و هو جاهل بها او انه من الذين يفضلون الوهم على الواقع المرير فقط لانهم لا يريدون ان يكون مع فئة ترضى باقل من الواقع خوفا من الصدمات. اكتفي بالحوار مع هؤلاء الفئة من الناس و هي الاغلبية من بعيد فقط حيث تتعرف عليهم مرة في حياتك او تقابلهم عددا يقل عن ال10 مرات مثلا. هل يوجد مقربون بهذه الصفات؟ نعم أؤلئك الذي يخشون تواجدك و يريدون دفعك خارج حياتهم خوفا من تأثيرك عليهم و بامكانك التاكد منهم حين يتكمون فستجد انهم مطمئنون لك و يريدونك ان تبقى مشغولا بضيافتهم و حواراتهم ريثما ينتهي و قتك معهم بل انهم سيبالغون في دعوتك و يصرون على استضافتك كي يتخلصوا من فكرة وجودك بينهم لاحقا. أعرض عن هؤلاء فقط و غادرهم بهدوء محافظا على كرامتك أيضا فهم أيضا جاهلون بك و حكموا عليك من مصادرهم الخاصة و لست مرغوبا عندهم. قد تقول لي واين السر في نجاح هذه العلاقة؟ فاقول لك ان سر النجاح في العلاقات ليس ان تعرض عن مالا يريدك بلطف فقط بل ان تستخدم شعرة معاوية في تعاملك مع الناس. ان هم رخو فقم انت بشد الحبل و ان هم شدو قم انت بارخاء الحبل. العلاقات مجرد لعبة يستمتع بها الطرفان و هي ليست لعبة للهو بل لا ستمرار المجتمع بشكل عام و في وقت ما لا تمتلك مالا او منصبا اجتماعيا او شيئا تقدمه لمن تريد مرافقتهم فمن الاجدى بك ان لا تطرق باب أمير لتقول له أريد التعرف عليك فأنت لا تزن عنده أكثر من حشرة.
سابعا ابقي عدوك قريبا تماما كما أصدقائك و لتعلم ان هناك في الحياة اناس نقربهم لنا تماما كما عائلتنا التي ولدتنا و احتضنتنا. تذكر هنا ان العلاقات اما تقاس بما تتحصل عليه منها او باستمراريتها. و وجود اعداء لك امر مفيد لان ذلك يعني وجود اصدقاء لك ايضا فاحسن اختيارهم و التقرب منهم فتأمن عدوك و تشتم اي رائحة غادرة و تقوم ايضا بتبادل الود مع اصدقائك الذين يغلب عليهم العفو عنك فهي سمة فيهم و لا علاقة لك بذلك اصلا
دعني اخيرا اشاركك سببا لنجاح العلاقات. استبدل الناس و المصالح و الاشياء و الافكار. استمر بالاستبدال و لتعم ان لكل شخص دوره في الحياة سواء اعجبك ذلك ام لا. استبدل الكلمات في حديثك و اخبر قبيح الوجه عن جمال عينيه و الجاهل عن تاريخه و ماضيه و امدح الطفل بهواياته بدل ان تخبره عن فشل قدراته. استبدل المعاني ايضا. اعرف فتاة تقوم بسؤال الاخرين سؤالا واحد و بناء على اجابتهم تتحدث معهم. مثلا تسال صديقتها ما رايك بالنقد؟ و هنا تجد اجابات مختلفة فالنقد الفني يختلف عن الانتقاد بالكلام و عن النقد المالي و عن النقض في المحكمة و عن النقد الذي يتفق عليه بين اثنين للزواج.ان طرح أسئلة بسيطة كهذه في مجرى الحوار يخرج لك ببساطة مالدى الاخر في حالته النفسية الحالية و تكرار هذه الأسئلة بعلمك عن اختلاف الاستجابات. اكرر لك ان اختلاف الاستجابة يعبر عن الحالة النفسية للشخص في اللحظة و بامكانك ان تكرر الاسئلة على فترات متباعدة من الزمن و تتعرف على الاخر و تتقرب اليه.
3.0.3. متلازمة الطفل الملك
يتصف الشخص المصاب بهذه المتلازمة بأنه يتصرف بطفولية حتى عندما يكون ناضجا بالغا. تجده غير مسؤول في المواقف التي يحتاج فيها لاتخذا قرار مهم في حياته حيث أنه لا يمكن الاعتماد عليه أبدا لاتخاذ أي قرار و لا يستطيع أبدا أن يتحمل أي مسؤولية عمل و ليس مسؤولية دوام عمل. مثلا ممكن يداوم في عمله لكنه سيرفض انجاز أي شيء وتجده يقضي وقته في اللعب على ورق الشدة في الكومبيوتر أو ببساطة يخبرك أنه لا يستطيع منحك ما تريد من عدد معين للأشياء التي تطلبها. العددية بالنسبة له أمر مستحيل الفعل فمثلا ان طلبت منه نقل 150 صندوق ستجد أنه يخبرك بان هذا كثير و لرما ينقل في يوم 20 صندوقا و في يوم اخر 50 على الأكثر. ان انتاجية هذا الشخص لا ترتبط بالعددية و لا بالكمية اذا بالكاد يستطيع هذا الشخص أن ينجز ما نسميه انجاز كمي. النوعية ليست جيدة أيضا في انجاز العمل بالنسبة لهذا الشخص فتجد أنه قد يبدل ملاءات السرير مرة في الشهر أو كل شهرين و يظن أن هذا كفيل بنوعية جيدة. يظن هذا الشخص أن الأمور لابد أن تجري بأي شيء لا يرتبط بالعدد. لا تجد هذا الشخص ناجحا في العادة في دراسته أبدا. يعاني هذا الشخص من عناد كبير نظرا لأنه لا يمتلك قو حقيقية أخرى في داخله سوى تلك التي تجعله يعتمد على الآخرين. تجد أما مثلا في عمر الأربعين من عمرها تعاند على أمور تافهه بغية ابداء الرأي فقط. تجد آراء هذا الشخص غالبا غير ناضجة ولا يفكر برأيه بل يقول ما يخالف الآخرين أو أي رأي يمر عليه و ليس لديه قدرة على تكوين فكرة بطريقة ناقدة. حينما يكون هذا الشخص أما أو أبا فالويل يحل عليهم حيث هذا الأب رائع من حيث أنه يلعب مع أبناءه و يسعدهم كثيرا لأنه ينزل الى مستواهم في اللعب و لكن في لحظة أبوية تجده يتهرب من أبناءه و من مساعدتهم و يكتفي بقول الكثير من " لا أعرف مالذي يتوجب فعله" أو "لا يمكنني مساعدتك و أنت لابد تتعلم تساعد نفسك" أو أن يعطيك رأيا ما و ينسحب و يقول" لا أجبرك على الأخذ برأيي" أي أنه دائما يتملص من أي مسؤولية تلقى على عاتقه. هذا الشخص سضحك في المواقف التي يجب أن يبكي فيها و هذا يختلف عن حالة الصدمة مثلا في العزاء حيث لا يستطيع البكاء مثلا. تجد الشخص المصاب بمتلازمة الطفل الملك يركز على اللهو و اللعب فقط و تجد كثيرا من هؤلاء الأمهات و الآباء لم يعملوطيلة ياتهم أو ان عملو فهم يتجهون نحو أعمال بسيطة للغاية و التي لا تتطلب حركة جسدية بالمقام الأول كما لا تتطلب تفكيرا كثيرا مثل العمل كاشير في متجر لألعاب الأطفال. يتسبب اهمال الأبوين للمصاب نفسه بأنه يتحمل المسؤولية مبكرا عن أمور غير ملزم بها و تجده كثير التذمر و الشكوى و تجد أهله عادة غير مهتمين به بالدرجة الكافيه أو أن أحدهما مصاب بالمرض نفسه مما يدفعه لاتخاذ الدور هو أيضا و يظن أن الأمر اعتيادي و طبيعي. مثلا رجل في الخمسين من عمره يتقاعد من عمله و يترك لزوجته مسؤولية قيادة السيارة و احضار أغراض المنزل و تحمل مسؤوليات أخرى و يجلس هو ليضحك و يشرب الشاي أو يصلي في المسجد و بالرغم من أنه طبيب الا أ،ه لا يعد نفسه مسؤولا عن الكثير من أخطائه الطبية. هناك حالة لا يجب الخلط بينها و بين هذه المتلازمة حيث يمر شخص ما بضيق شديد جراء مسؤوليات كثيرة تفرض عليه في وقت واحد ثم يتكرر ذلك على فترتين أو ثلاث متقاربة خلال حياته فتجده يترك كل مسؤولياته مرة واحدة و لا يفعل أي شيء أو يتخذ تصرفات طفولية و غير مسؤولة و يتسبب بالمشكلات لغيره. و هذه الحالة تكون مؤقته و لا تصل الى متلازمة نفسية. لا يتبين الكثير عن العلاج الا أنه بامكانك التعامل مع هذا الشخص على أساس أنه لا يعتمد عليه فعلا فلا تستطيع أن تأخذ رأيه أو تخبره بسر أو تطلب منه التعاون بأي شيء بل يجب أن تعتبره طفل حتى لو كان يحمل شهادة دمتوراه و بالرغم ن أن هذا صعب الا أنها الحقيقة كما يستجيب هذا الشخاص عادة لمن يملي عليه الأوامر و يبدو مسؤولا فتجد سيدة في الخمسين من عمرها تتلقى الأوامر أو الملاحظات من ابنتها البالغة ثلاثين أو عشرين عاما و تنفذها مقابل أن تجد أن هذا الشخص مسؤول مثلا و لديه عمل أو يمكنه أن يدفع له المال لمصورفاتها و هكذا. أفضل ما يمنك التعامل به أيضا أن لا تتيح لهذا الشخص المساحة للعب معك فلا تنخدع به و تضع نفسك في موضع الأخذ و الرد و الجذب ففي كل مرة سيستعطفك هذا الشخص و يطلب منك الوقوف الى جانبه و ستتعرض الى ابتزاز عاطفي رهيب و يكون العبء عليك ثقيلا جدا ان كان هذا الشخص أم أو أبا لك. و في حال أدركت أنه مصاب بهذه المتلازمة فيمكنك أن تقول له كلمة لا بكل بساطة أو تعطيه مساحة كل مرة ليدرك أنك لن تلبي طلباته حتى لو صرخ كثيرا و مطولا. قد تجد سيدة في عمر ال 55 من العمر تضرب زوجها أو ابنها أو ابنها في عمر الأربعين لتحصل على ما تريد و كل ما عليك فعله هو عدم الاستجابه و الترفق بالرفض في كل مرة حت ىيستطيع الشخص احتواء ذاته شيئا فشيئا و يدرك أنك لن تلبي له طلبه أبدا لأن عليه هو أن يلبي رغباته بنفسه و من ذلك أمور بسيطة مثل الحصول على المصروف الشخصي و الانفاق بكمية معقولة مثلا أو ربما التصرف بطريقة واعية مع الآخرين أو تحمل مسؤولية ترتيب غرفته و تنظيف أشياءه. الجدير بالذكر أنك لا تستطيع اكتشاف طفولية هذا الشخص الا عندما تعايشه لأن هذا الأمر يتكر ي كل نواحي حياته و منذ الصغر على غرار الشخص الذي يتعرض لأزمة في حياته و يتخلى عن جميع مسؤولياته حتى يستعيد نشاطه
3.0.4. علامات تسبق الطلاق، تعرف عليها.
لابد لأي مرضم من أعراض و ان كنا لا نرى الفيروس المتسبب لنا بالمرض الا أن هناك علامات تدلننا على أنه وشيك الوقوع فأنت لا تصاب بالحمى فجأة بل يسبقها غالبا أعراض مرض مصاحب كالرشح أو القيء أو الغبش في النظر. و بخبرتي في هذا المجال فانك يمكن أن تستعين بالعلامات التالية لتنتبه الى أن علاقتكفي خطر كبير جدا و قد أصيب فعلا و الدواء العادي لا يجدي نفعا.
اذا كان الزوج/ة لا يتكلم معك كثيرا بل يجيب بكلمتين (ع القد) و دائما يتعذر لذلك لأنه مشغول أو لأنه متضايق الآن أو لا،ه يريد ينهي المكالمة و غيرها.
وجودك متل عدمه بالنسبة له فكثيرا ما يتجاهلك أمام الناس و في التجمعات العائلية أمام الأبناء أو حتى أمام الآخرين و لا يلقي بالا لأن السلام مهم عليكمهم مثلا أو ذكر اسمك على أنك موجود لأي سبب. و طبعا المقصود هنا أن هذه العلامة تتكرر و لا تحدث مرة أو مرتين فقط
دائما يختلف معك الشريك؟ و يسمي ذلك حوار أو نقاشا؟ و يخبرون أبنائهم بأن هذا طبيعي وعادي؟دائما معارض لك و دائما لا يناصرك فهو دليل كبير على اختفاء الحب.
لا يشكرك أبدا لا بكلمة (يسلموا ، شكرا ، سلمت يداك ، يعطيك العافية ) أو أي من أبسط الكلمات؟ اذن هو/ هي فعلا لا يقدر مجهوداتك.
ينتقد تفاصيلك و يتتبعك دائما أين ذهبت و مع مين و ماذا فعلتم و في أي ساعة دخلت الى الحمام و كم قطعة دجاج تناولت و من أين محل تسوقت علبة مناديل السيارة و كيف تسلق اللحم و كيف تنظف حذائك. كلها تفاصيل تخص طريقتك في أداء أمر ما و تدل على التسلط و عدم الثقة أو اهتزاز في الشخصية غالبا أو في بسبب مواقف تكررت في وقت ما و بأ] حال فهي دليل كافي لتعلم أن علاقتك في خطر كبير
يتم اقصاؤك من القرارات المهمة و الأسرار العائلية. فمثلا هل يقوم زوجك بالسفر دون اخبارك و فجأة يقول لك أنه أراد جعل الأمر يبدو كمفاجأة؟ هل يتجاهلك في أي اجتماع مهم يحصل في عائلته/ عائلتها و لا يخبرك أي شيء عنهم و لو من قيل فتح باب الود للطرفين؟ اذن فهو لا يثق بك و لا برأيك أبدا و هذا نذير مهم جدا جدا و يكفي أن يحصل مرة واحدة فقط لتعرف أن عليك التصرف فورا.
دائما توكل اليك زوجتك/ زوجك القيام بأمور لا تريد القيام هي بها؟ هل ذلك مستمر أم أنه بعض الامور التي عجز/ت عنها و يحتاجك فيها فعلا؟ لابد من التفريق في هذين الأمرين و ليدق ناقوس الخطر فلابد أن تكون تلك المهمات يستطيع فعلها الشريك و لكنه يكرهها فقط و لا يشمل ذلك الأمور المتعارف عليها من رمي المهملات.
دائما أنت متهم بالنسبة له و لا تؤدي واجباتك ، صح؟ أو ان كان التصرف جيدا يكون بسبب الآخر و ان كان سيئا فهو بسببك أنت، صح؟ و هذا يختلف عن الانتقاد المذكور مسبقا في أن الشخص هنا يهمش منك نفسيا و لا يتبعكفأي شيء تفعله يعد تافها بنظر شريك الحياة ابتداءا من صنع كوب قهوة و كتابة عبارة رقيقة انتهاءا بأفكار تحمل للعائلة مستقبلا جيدا.
3.0.5. هل يبتعد عنك ابناؤك؟
قد تظن ان الاسباب لابتعادك ابناءك او بناتك عنك مؤقتة احدهم متوعك و الاخر منشغل بالامتحانات الثالثة لربما لديها مشروع تخرج لكن ماذا لو طالت المدة في نفورهم منك؟ قد لا تتعلق الاسباب بك دوما و هناك مما لا يخطر ببالك على اي حال. احدى الصبايا تخبرنا عن سبب مفاجيء فتقول اعمل مساعدة لمدير له اسم ابي و زميلة عمل لها اسم امي و اشعر بانزعاج شديد جدا من ذلك و اصل للمنزل لاشعر بنفور مضاعف من والدي. من الصدمة بمكان ان تجد تاثيرا في نفوس الناس لابسط الاسباب و التلميحات. اما فبما لو اردت ان تتعامل مع الامر و تبحث عن تقصيرك فبالتاكيد اليك اهم الدوافع
انت لا تخصص وقتا لهم يوميا
تريد من ابناءك لعب دور الصديق او الناصح او تكليفه بما لايطيقيه
تستمر في انتقادهم و مهما قمت بالمديح بعدها فلن تستفيد شيءا
تعدهم و تخلف وعودك
لست ثابتا فيما تسنه من قوانين في المنزل و لديك عشرات القوانين و النصاءح
انت مقصر في احتياجاتهم
قد لا تمنح ابناءك حق الفخر بك في مجتمعهم وعاءلتهم
ابتعدت فترة عنهم و قاموا بتكوين ذكريات كثيرة تخلو منك
احتاجتك ابنتك و لم تجدك او لم تقف بجانب ابنك في محنته
لا تدفعهم ليكونوا افضل بل تنتقدهم
انت مجرد طاهي طعام او بنك لصرف المال
3.0.6. عشرة امور لابد ان تفعليها قبل الزواج
التعرف و اقامة العلاقات التي تعلمين انها فاشلة و ذلك طبعا جزء من نضجك العاطفي و تعرفك على الجنس الاخر. لا تنخدعي بمن يتحدث عن عفاف الفتاة و النواحي الدينية في ظل مجتمع يبيح للشاب الحرام بكل الطرق و يعلم الفتاة الحذر. طبعا انصحك بالتشات المكثف لمدة خمس سنوات عبر مختلف وساءل التواصل الكتابي و باسماء مستعارة و افعلي ذلك خارج منزلك حصرا و لا تضعي اي باسورد على موبايلك و ابعدي عنك الشبهات و لتبقى تجربتك خاصة بك فقط
اشتري منزلا خاصا بك و من مصروفك دون مساعدات او معرفة ممن حولك حتى اهلك مهما كانت الشقة صغيرة و قومي باستثمارها فلا يوجد ضمان واحد ان زوجك لن يتخلى عنك لمجرد وجود ادنى منافسة او حتى نزوات مراهقة او توفر المال بين يديه او شعوره بالملل منك و من الاولاد حتى لو كنتي انجلينا جولي او حتى لو كان رءيس الشيوخ و الاديان . شقتك ضمان لك في اي لحظة تخرجين بها من منزل زوجك و طبعا لا تخبرين بها احدا حتى زوجك. ارفضي الزواج مهما تاخر بك العمر حتى تحققي هذا الهدف.
ثالثا اقيمي علاقات بعدد شعر راسك مع النساء و الفتيات و لكن عبر الانشطة فقط و لتاخذي كورسا تعليميا واحدا على الاقل في كل مجال مثلا في الموسيقى و الرقص و الكومبيوتر و تصميم الديكور و اللغة الصينية و المساج و العاب الدفاع عن النفس و تركيب العطور
رابعا جربي كل المهن التي تريدينها في وقت فراغك و اعملي لو باجر قليل. مثلا اعملي في السكرتارية و في روضة الاطفال و في التسويق و افضل شيء ان تستثمري تجاريا مع مجموعة زميلات لك
خامسا جربي كل الالعاب المتهورة التي تبدو غير لاءقة في المجتمعات المحافظة و لا داعي لاخبار احد عن حماستك و لا داعي لوضع صورتك بالفيسبوك مثلا القفز من الطاءرة و التزلج على الماء
سادسا احرصي على بناء سمعة ممتازة بين اقاربك و المقربين منك و جيرانكم
سابعا تعرفي على نفسك جيدا و ضعي اهدافك واضحة بعد ان تقومي بخوض مخاوفك. نعم قلتها لك بصوت عالي. ضعي قاءمة بمخاوفك و عيشيها مثلا تخشين المرتفعات اذهبي لطبيب نفسي ليساعدك في التخلص من هذا الخوف و اياكي الافصاح عن اسمك الحقيقي و ان استطعتي فليكن ذلك في بلد اخر.
ثامنا قومي باعداد نفسك للزواج بحضور دورات تثقيفية معلوماتيه و ابحثي عن ادق التفاصيل و اكثري من سؤال اصحاب الخبرات الناجحة و السعيدة و الفاشلة ايضا و ضعي خطة لخمس سنوات على الاقل لتبداي بثقة
تاسعا اشبعي من اهلك قبل الجامعة و ليس قبل الزواج
عاشرا سافري لعشرة دول على الاقل و لا تتحدثي كثيرا عن ذلك بل ابقي سعادتك لنفسك بعيدا عن سوء تفسير الاخرين
3.0.7. علامات لتبتعد عن فتاة الاوهام
تتعرف على الكثير من الفتيات و كل منهن لديها اسلوب جذاب الا انك تبحث عن شريكة العمر الافضل او الانسب لك. اليك العلامات التالية لمعرفة عن اي الفتيات يجب ان تبتعد و بامكانك توجيه اسءلة مباشرة او تجري حوارا غير مباشر
١. سمعتها غير واضحة فالبعض يمدحها و اخرون لا
٢. تتحدث بايات قرانية و الكثير عن الاخلاق او تقول لك حرام نتكلم تلفونات و نتواصل . غالبا ما تظهر هذه الفتاة جيدة و لكنها في الواقع مزيفة
٣. فتاة جربت و لو مرة المحادثات او التلميحية عبر التشات
٤. تلك التي تحب اقامة العلاقات الاجتماعية
٥. من عمرها ثلاثين و اكثر هي فتاة لديها مشكلات في تحقيق ذاتها و لذلك في لم تتزوج حتى الان و لو رغب بها احدهم قبل ذلك لما تركها لك
٦. فتاة تعرضت للتحرض في الصغر تعاني غالبا من مشكلات في العلاقة لاحقا
٧. فتاة درست تخصصا ما و لم تعمل به بل علقت الشهادة
٨. تغير عملها كثيرا و هذا داتكالية
انها تكرر الاخطاء و تتخذ قررات فاشلة
٩. ضعيفة الشخصية و التي لا تعرف كيف تستجيب و لا ترد في المواقف و هي عادة لا تصلح كام
١٠. حين يكون لديها تاريخ او سجل مرض نفسي فليس صحيحا ان الامر اصبح شاءعا و عاديا و عليك ان تحذر فهذا النوع من الفتيات لديه خوف من ان هناك من يلاحقها او يراقبها و يستطيع ايذاءها و لا تستطيع هي الدفاع عن نفسها
١١. فتاة لا تضع المكياج كثيرا ببساطة تشبه جدتك فابتعد عنها
١٢. من والديها مطلقان و يعانيان من مشكلات و سمعة سيءة فلتعلم انها في مشكلات داءمة معك بسبب ما تعلمته من والديها فمن تعلم الفشل لن يقوم بما يتطلبه النجاح
١٣. تقول انها لديها اهداف و شيء ما منعها من تحقيقها اذن هيةفاشلة و تتحجج فلا تضيع وقتك معها
١٤. تركها احدهم قبلك اذن هي ستقبل بك لضعف في ثقتها لنفسها و لن تكون سوى خادمة في المنزل و لن تشعر بوجودها كزوجة
١٥. لا تعرف كيف تطلق النكات اذن هي نكدية فابتعد فورا
١٦. لا ترفض لك طلب و تحبك جدا. ايضا اتركها فورا فمن الجيد ان تسمعها ترفض شيءا من طلباتك حتى لو ثاءبت الصدف انها تحب الكثير من الاشياء نفسها
١٧. من تقول عبارات و كلمات كالنصيب و اريد من يفهمني فابتعد عنها فورا لانها شخصية فارغة و لا تعرف كيف تحقق اهدافها و اتكالية
١٨. فتاة تحب الكلام المعسول و تطلبه اذن هي لديها مشكلة عاطفية و لا تصدق انها تحبك
١٩. فتاة تتعامل معك بعفوية اذن هي غير ناضجة فانتبه و لا توقع نفسك مع طفلة
٢٠. من تعتذر لك كثيرا و تسعى لارضاءك بزيادة
٢١. من تفتح اك مجال الحوار خارج بيت اهلها فهي غبية بالتاكيد و ينطبق عليها قول كذب المنجمون و لو صدقوا . فحتى لو كانت صادقة معك سيكون من شبه المستحيل ان تستطيع انت كشاب تصديقها
٢٢. تلك التي تعبر عن رايها علنا او بين الناس ابتعد عنعه فورا فهي غير ناضجة و غير واعية لواقع المجتمع و لا تعرف كيف تتجنب الاسءلة او تتعامل بذكاء
٢٣. من تساءل عليك كثيرا حتى لو كان السبب جزءيا منك فلا تفكر ابدا سوى ان تهرب منها و ها قد نصحتك فهي من احدى المجانين و الفنيات يعرفن ذلك جيدا
٢٤. تلك التي لا تستطيع احترامها ليس لانها فعلا لها ماضي سيء و تصر على كذبتها و اخفاء الادلة بل تلك التي تشبه جدتك في كلامها
3.0.8. الحب
"الحب هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخصٍ ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين، والحب هو الوداد والمحبة".
فعرفها القدماء:" ميل القلب أو النفس الى أمرٍ ملذ، وعرفها المتأخرون بالانفعال النفساني والانجذاب المخصوص بين المرء وكماله".
فالحب عزيزتي لا يكون لسببٍ ما، ولا لصفاتٍ مخصوصة، وكلما كانت الصفات مشتركة بين الطرفين كلما زاد التقارب، واسمحي لي أن أقول: بأن الحب عند الرجل غالبًا يعبر عنه بطريقة مختلفة، فالمرأة عادة تتمتع بحسٍ مرهفٍ وعاطفةٍ جياشة، والمودة عند الرجل هو حفظ العشرة عند المرأة، وحتى لا يكون الكلام من خارج الصندوق، سأخبرك ببضع أمور حاولي أن تختبري فيها مشاعرك تجاه هذا الشاب:
- هناك خيط رفيع بين الحب والإعجاب، فالإعجاب بشخصٍ ما يأتي بسبب الإنجازات، أو سلوكٍ محددٍ، أو شخصيةٍ مثقفةٍ أو مرحةٍ أو جذابةٍ، فعندما نعجب بشخصٍ؛ نريد أن نكون مثلهم ونعتبرهم قدوة ومثل لنا، وفي الحب الأمر يختلف سواء كان في صفات مميزة أم لا؛ فإننا نحبه وتزداد ضربات قلوبنا كلما التقينا، ونشعر بفرح اللقاء وحزن البعد وشوق متجدد وحنين لا يتوقف.
- في حالاتٍ كثيرةٍ ممكن أن يتحول الإعجاب إلى مشاعر وتختلط علينا الأمور، وهناك بعض العلامات، فالارتباك والخجل مثلًا علامة من علامات الحب، أما الابتسام فقط فهو إعجاب.
إن كنت لا تستطيعين البوح بكل ما يجول في خاطرك أمام الشخص، فأنت تحبينه، أما إن كنت قادرة على قول ما تشائين له فذلك إعجاب فقط، عندما يكون الشخص الآخر أمامك حزيناً وتحزني كثيرًا بسبب حزنه؛ فأنت تحبينه، وإن كنت معجبة به لن تحزني كثيرًا لكنك ستنسي الفرح بسبب حزنه.
- عليك عزيزتي أن تفرقي بين الحب والصداقة؛ الحب يوصف بأنه عاطفة تتواجد بين اثنين من الناس لبعضهم البعض، وهو عاطفة لا يمكن السيطرة عليها، قد يجبر الحب صاحبه للتضحية من أجل شخصٍ ما يحبه، وأن يترك فراغًا عندما يرحل.
والصداقة: هي العلاقة التي تنشأ مع العديد من الناس في وقتٍ واحدٍ، فيمكن لمجموعة من الناس أن يكونوا مقربين لشخصٍ واحدٍ يمكنهم التحدث إليه وتقاسم لحظات ممتعةٍ معه، على أن تكون هذه العلاقة مبنية على الثقة والاحترام.
- الحب تختلط فيه كل تلك المشاعر، وأضيفي إليها شعور الغيرة والخوف من فقدانه، لذا حاولي أن تتصوري حياتك من دون خطيبك؛ فإن وجدت أن الأمر عاديًا ولم يهتز فيك شيء فأنت فعلًا تعاملينه على أنه مجرد صديقٍ مقرب، وأما إن شعرت بأن شيئًا مهمًا ينقصك، وبأنك لن تستطيعي أن تكملي حياتك من دونه أو تتصوري بأنه سيكون لغيرك وتكوني لغيره، فاعلمي بأنك تحبينه ولكن الحب يحتاج لتبلور، فالأمر ليس كما ترينه في سندريلا والأميرة النائمة، وتلك الخيالات التي نشاهدها حين كنا صغيرات، وأخذت حيزًا من تفكيرنا ومساحة من مشاعرنا!
- أحيانا كثرة القرب يؤدي إلى إطفاء جذوة العلاقة وجعلها باهتة؛
3.0.9. كيف تنهي علاقة عبر الانترنت؟
وبغض النظر عن كيفية العلاقة و تسميتها و اسبابها فالعلاقة باختصار هي عبارة عن تواصل طرفين لفترة ميعنة من الوقت. اما بالنسبة لكونبها عبرا لانترنت فهذا يعني التواصل بعدة طرق لربما كتابيا او صوتيا او بالصورة و الفيديو.
ولربما تجد نفسك عالقا في محادثات لا تريدها لسبب او لاخر او انك بدات بمليء ارادتك بالحوار مع شخص ما عبر الانترنت. طبعا البداية مهمة فان تبدا حوارا مع خطيتك عب الانترنت يختلف عن رغبتك باننهاء محادثة مع شخص يعيش في قارة اخرى و لا تعرف عنه شيئا بمعنى انه لا يمكنك التاكد مما قاله لك عن نفسه و تمضي فقط اوقاتا مسلية. اعرف فتاة تبدا الحوارات الكتابية عبرا لانترنت كجزء من محاولة فهمها للعلاقات الانسانية و التواصل بين الجنسين لان بيئتها محافظة دينيا و اخلاقيا.
طبعا لا علاقة لعمرك بانهاء او ابتداء التواصل عبر الانترنت لبناء علاقة انسانية فالامر مشابه لارض الواقع كما يظن البعض و بالنسبة لي مختلف. فمثلا حين تحاور فتاة تستخدم الانترنت للمرة الاولى مختلف عن الحوار مع رجل في الخمسين من عمره و يريد قضاء بعض اوقات الفراغ!
و يهمك هنا ان تنهي العلاقة و ان يكون قرارا جيدا تتخذه.هناك طرق كثيره و اولها التوقف المباشر بعد اخبار الشخص و هذا طبعا في حال كان التعارف قصيرا فهو لا يؤثر على الطرف الاخر غالبا.
في كثير من الحالات فعليك ان تعلم ان قطع الحوار مع شاب مباح في عالم الانترنت! ههه
وعلى اي حال فلن اضيع وقتك عزيزي القاري فاليك الخطوات التالية:
ابدا باشباع الشخص الاخر بالحوار حتى لو اضطر الامر ان يكون شهرا كاملا اربع و عشرين ساعة فيشعر بالانهاك. و لربما يطلب منك قطع العلاقة او يتوقف من تلقاء نفسه. و انا شخصيا اكره استخدام ادوات نفسية لايذاء الاخر كي اتوقف انا عن امر ما اي انني اقوم بما اريده على حساب الاخر و لكني هنا ازودك بادوات نافعة ربما لطرف اكثر من الاخر.
ثانيا تاخر في الاستجابة للشخص و لا تقوم بالرد مباشرة بل خذ و قتا جيدا و متقطعا في الرد
غير توقيت الكلام فان كان معتادا على الحوار معك صباحا اجعل ذلك مساءا
قدم اجابات او مبادرات محيرة و غير مفهومة لينقطع الاتصال و التفاهم بينكما مثل قول " ممكن ، لا أعرف، ساخبرك لاحقا، ممكن تعيد ، اشرحلي"
قلل عدد مرات الحوار تدريجيا مع التلميح باسباب تحتاج للانسحاب بسببها
توقف فعلا و امسح من نفسك اي شعور بالذنب فالانترنت عالم لا انساني و كل شيء فيه مباح فعلا ولا قانون يحميك ابدا مهما حاولت و لا مجال لتشرح او تبرر فلا احد سيصدقك مهما حاولت
اخيرا من المهم جدا أن لا تستخدم هذه الطريقة مع بالغ او مثقف فهي طريقة كما يقال "it fires back" اي انها تعود بنتائج عكسية فتستطيع خطيبتك المثقفة معرفتها فوراو ستكون النتائج سيئة جدا. بمعنى اخر ان اردت اهانة شخص ابدا بالايحاء له باستخدام هذه الطرق بانه غير مرغوب
اياك ان تنخدع بمثلك بعد ان تتعلم
3.0.10. سنة خبرة في أساليب الأهل
و باستثناء السنتين الأوليتين من عمري فاني وددت لو أكتب لكم عن كافة الأساليب المتبعة باختصار شديد خبرتي الوسائل التي يستخدمها الآباء و التربويون عادة لايصال أبنائهم الى النتائج التي يرغبونها. و لربما كان سيوفر علي الوقت في التعلم عنها دراسة مبكرة و قراءة في كتب علم النفس و الاجتماع و التربية و برامج الدعوة الاسلامية و برامج المبيعات و التسويق فكلها يعتمد على الاقناع. هل تعلم أن الاقناع هو غلاف مبطن لما يسمى بالاجبار و الاكراه؟ هناك أناس مبدعون بفطرتهم في جعلك تنزلق لفعل ما يريدون و من سوء حظي ربما أن أغلب أقاربي و من تعاملت معهم في صغري ماهرون في التجارة و العلوم الانسانية التي ذكرتها الا أن ذلك لم يعلمني في كل يوم يمر علي الا أن ( كل نفس بما كسبت رهينة) برغم التناقضات المطروحة و التي يستميت الاسلاميون المتطرفون في الدفاع عنها بقول الرسول عليه السلام (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته). و قد عملتني تجاربي و حياتي أن أغلب أؤلئك المتطرفين يحصدو نتائج مرغوبة في الظاهر في بيوتهم و لكن ما ان يغادر ذلك الابن المنزل فهو انسان آخر بمشيئته و كامل ارادته و قد لا يتغير في أسلوب حياته كلية لكن مثلا تظل البنت تحاسب في بيت أبيها حتى لو لم تتزوج و حتى ان عملت و حتى و كان عمرها ستين سنة سيظل اللوم في المجتمعات الاسلامية و ليس العربية على الآباء و هذا برأي ليس من أدلة الاسلام في حق الناس على بعضهم من الحساب في شيء. و خلاصة خبرتي أن ثير من الأهالي يريدون اجبار ابنائهم على سلوكيات لا يعلمون ان كانت نافع لابنائهم في المقام الأول و لا يدركون مدى خطورتها على تكوينهم النفسي و مستقبلهم. كما أن العديد من الأهالي يهدفون لفرض سيطرتهم فقط أو تربية أبنائهم بعكس ما تربوا عليه أو بعكس قيم المجتمع الذي يعيشون فيه و يرون في أحد هذه الصور عزة نفسية أو تفوقا أو مبدأ غريبا يعتمدون عليه في جميع شرون أبنائهم ( بدأ الاسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء) فتجد الآباء بطبيعتهم متمردون على مجتمع و يطمحون للتميز فيه فقط من باب أن يبدو غرباء و أنهم على حق و جيدون و برأي الشخصي فهذا غباء لا مبرر له. و كثير من الآباء لا يؤدون حقوق أبنائهم الأساسية من تعليمهم كيفية التعامل مع مواقف الحياة بالطريقة العملية و يكتفون بالكلمات الارشادية و الوعظ أو الكتب و الكلمة المكتوبة أو المسموعة الا أنك ستجد هؤلاء الآباء انفسهم يستميتون في اقناعك بالعدول عن السفر للخارج مثلا لاكمال دراساتك العليا برغم تفوقك متعذرين بالاف الحجج لدرجة أن ابداعهم يفوق اينشتاين. و اليك قائمة باكثر الوسائل شيوعا بين الاباء للوصول الى نتيجة يرغبها أحدهم
*سوف يتجاهل ما تفعله حين لا يرضيه ظنا منه أنك تريد الحصول على الاهتمام و نجاحك في هذه المرحلة هي أن لا تلتفت أنت أيضا لعدم اكتراث الاب و يكون فعلك نابعا من ما تريده و تقتنع به فعلا
*سوف يبدا حواره معك بشكل عام و يسألك سؤالا بسيطا قاصدا منه أن يجعلك تتلعثم أو ترتبك و لتجد نفسك في مأزق الشرح و نجاح في هذه النقطة لا يعتمد سوى على قدرتك على الحوار و مهاراتك في الخطابة و الجدال
*سيبدا الأهل بادراج ضوابط في نواحي أخرى من حياتك فهم فشلو في جعلك تسير مع الخراف الأخرى و يكمن نجاحك في هذه المرحلة أن تبدي لأبويك أنه ليس هدفك أن تكون شاذا بما تريد و لا مانع لديك في التعاون بما هو عقلاني و أي طلبات توفر لهم السعادة طالما أنها لا تتجاوز مساحتك من الحرية و منها أنك قد تجد والدتك تطلب منك أن تجز العشب في ساحة المنزل بطريقة تعجبها أكثر و صدقني لن تصل الى أي ارضاء يذكر لأن هدق الآباء في هذه المحاولة هو التنفيس عن عدم رضاهم عنك فقط
*سيبدأ الأهل في ايجاد الأخطاء لك في مححاولة منهم لتشكيكك بذاتك و قدراتك و قراراتك و قناعاتك فان كان ابوك لا يضع الطعام في الثلاجة فلا حرج عليه و لكن حتى لو نت تفعل ذلك من عشر سنوات فاليوم سيبدأ الأهل بجعل ذلك اشكالية عظمى كما لو كنت ترغب في لقاء المهراجا الهندي في الساعة الواحدة ليلا! تصيد الأخطاء يصبح فعلا تلقائيا هنا و حتى اتهامك بما ليس منك سيكون مبررا في أذهان الأهل بأنهم يريدون ايصالك الى الصواب بالاقتناع بأن (كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون) و لا حرج عليك فأنت تؤمن بهذه القاعدة أصلا و تحفظها عن ظهر قلب منذ كنت تستخدم الممحاة في الصف الأول و مزيل الحبر في الصف الرابع. هدفك من هذه المرحلة أن تقر ببعض الأ×طاء و تعرض عن بعضها الآخر و تبين أن بعض الأمور لا تزيد و لا تنقص في الحياة و غير ذات أهمية لتكبيرها و أن فلان مسموح له أن يخطيء فيها و بذا فان التنوع في الخطأ و صاحبه و مساحاته أمر لا بأس به أيضا و عليهم التعايش معهم كنوع من الاختلاف.
* بعض الآباء أكثر احترازية و سيبدأ في قطع المصروف عنك لمدة طويلة آملا منك أن تأتي راكعا اليه و قابلا لكل الشروط دون أي حوار و هنا تتضح ضعف سلطة الأبوين من ناحية و من ناحية أخرى ضعف حجتهما التي يحاولان اقناعك بها و من زاوية ثالثة يتضح لك أن نهاية المعركة اقتربت فليس هناك وسائل كثيرة بعد هذه المرحلة سووى مايشبهها و ان تخطيك الختبار بسيط كهذا يجعلك تدرك أكثر كيف لك أن تساعد نفسك في تأمين ما تحتاج في حياتك بشكل احترازي و أن تحسب حساب لغدر أي شخص بك مهما كان محبا فهو لن يتوانى عن اذلالك و الاساءة اليك للحصول على مايريد منك .
*بعض الآباء لا يلجأ للحيلة المالية اما اقتناعا منه بما تريده أو أنه لا يكترث حقيقة و يرد لك حريتك فعلا سواء للتخلي عن مسؤولياته و هذا شائع أو لأنه فعلا يحترم أنك نضجت بما فهي الكفاية لتكون مسؤولا عن قراراتك أو لسبب ثالث بات الموضه اليوم في البرامج التربوية هو اشعارك بالأمان كي ترغب في العودة اليه كل مرة و تعتاد على التلقي من مصدر واحد فقط. و يأتي دورك هنا في معرفة السبب الحقيقي و في تعلمك أن تعتمد على نفسك. أعرف فتاة كانت تأخذ المصروف من والديها و تحتفظ به دون صرفه محاولة تعليم نفسها كيفية التغلب على اغراء الاحتياج عند الخضوع لسلطة أحدهم وماله مقابل ما تؤمن به.
* بعض الآباء لايريدون عنادك و يستخدمون الترغيب بكثرة فيصبون كل جهودهم على وضع المغريات في طريق السلوك الذي يريدونه منك فستجد المديح و الثناء و التملق العاطفي و الأحضان و البقلات و الاستقبال الرائع و كأنك ملك و ستجد زيادة في المصروف و حفلات شواء و مزيدا من رحلات السفاري في نهاية الاسبوع و زيارة الأقارب و كل من في يده العون لايصالهم الى هدفك في كل مرة تبدي فيها تعاونا و قبولا لما هو مطلبو منك. يعتمد هذا الاسلوب على الترويض بالترغيب و الهدف منه هو الحصول على تعاونك تدريجيا و دون أن تنتبه حتى لا تستطيع قول كلمة لا من شدة لطف من حولك و لكن عزيزي أرجوك تذكر أن لديك هذفا لتحققه و أن هذا الحنان الغامر ما جاء الا لهدف أيضا. و يفيدك في هذه المرحلة أن تتعلم كيف تقول لا بحزم لأي أمور زائدة عن الحد يرجى منها أن تقبل بما يطرح عليك. و الأكثر ذكاء هو أن تحصل على كل تلك الميزات الاضافية في كل مرة تعرض عليك طالما أنك تعيد صياغة مايعرض عليك و تؤكد على أنه لا مقابل يتوقع منك و للأسف ستجد الخيبة على وجوههم عندما تلتزم بما أنت مقتنع به بعد حصولك على كل تلك الميزات.
* قلب الطاولة: الأمر ليس عنادا بل تذكر ان كان لديك قضية أو أمر ما فليس هو مجرد تمرد و مجرد حرية بلا مسؤولية و هنا تأتي محاولات الأهل لاثبات أنك غير كفوء لأي أمر مؤول بسيط فيكف بك تتطالب بأمور أخرى و يتحول حقك المشروع الى صيغة يقال فيها أنك تتطالب بشيء بينما هو مشروع لك أصلا و لايطلب من الأهل. هنا عليك أن تكون حذرا و تحاول أن تذكر أبويك بما كانوا يعتمدون عليك فيه من ترك اخوتك عند غيابهم للسهرة مع أصدقائهم و أنت لا تزال في ال 13 أو من تأمين احتياجات المنزل حين تشاجر والداك في عطلة الصيف أو من العناية بنفسك برغم اهمالهم لك في خضم مشكلاتهم و سفر والدك أو بانك دائما متفوق و جيد بشكل اجمالي في مدرستك و انك لم تقم اي علاقات مشبوهة في جامعتك و كنت مسمتقيما بشكل عام وكم مرة فاتتك حفلة مع زملائك لانهم رفضو و انصعت لطلباتهم بينما اقامو فلة لاخيك الاصغر بعد سنة واحدة فقط من تعنتهم معك و كيف انك كنت مسؤولا و لم تقم بعمل طائش كابن الجيران الذي غادر المنزل في اليوم التاليو ان نجاحك هنا يعتمد على بناءك لسيرة طويلة مع والديك تظهر فهيا انك كنت وفيا لهم و صادقا معهم و كثير من الأبناء يبرعون في اختلاق ذلك. و ان تجربتي في الحياة تخبرني ان الابن الذي يكذب على والديه طويلا ينجح في الحصول على مايريده دون اي مواجهه بينما ذاك الابن المخلص يكون أكثر غباءا عادة لان ابويه يكتشفان ذلك بسبب ما يفيشيه اخوته عنهم و يحمل الكثيرم نالتوقعات و المسؤوليات على عاتقه ما يلقيه الاخ الاصغر و الاكثر كذبا دون اكتراث.
*اخيرا فان من الاباء من يلجأ لأخذ جواز سفرك أو منعك من السفر باوراق قانونية أو بواسطة ف يالمطار ان كنت تريد الدراسة في الخارج مثلا او ستجد ضابط الشرطة زميل والدك يمنعك من حصور حفلة التخرج الجامعي بسبب صلاته و برغم قلة الأهل القادرين على هذه الخطوة الا أنهم لن تيورعوا عنها أبدا في محاولة ثنيك عن ما تريد أو جعلك تكره ما تريد. وفي رأيي فان هؤلاء الأهل أنفسهم سيحترمونك و يصفقون لك حين يعلمون لاحقا أنك سافرت دون علمهم و نجحت اذ أن ليدهم عقدة أسميها ( الحصول على موافقتي) و هو أصلا حق غير مشروع للوالدين و لكن يطالبون به لشعورهم بعدم السيطرة على شيء و خوفه من فقدان الدعم العاطفي الذي يقدمه وجودك. أعرف زوجين مطلقين يريدان بقاء أبنائهم معهم بأي طريقة فقط كي لا يشعرو بالوحدة بل و يستميتون في ذلك مقابل دفع أموال لأبنائهم لمنعهم أيضا من السفر. تذكر أن هذا النوع من الأباء و التربويين لا يهتم الا بمصلحته و احتياجاته الشخصية و لا يستحق منك أدنى اهتمام لاحتياجاته حين تكون المعادلة بهذا الشكل. و أنصحك أن تركز في هذه المرحلة على شعور الآخر بالأمن بأنه ليس هذفك تره ليكون وحيدا بشكل درامي و بأنك ستعود لاحقا و ستذهب للدراسة فقط أو لحضور حفل صديقتك أو لمؤتمر ما و أنها ليست نهاية العالم. و ان كنت ذكيا فستيتطيع تأمين حجة أفضل كرحلة مدرسية أو رحلة كشفيه في فترة الصيف أو بنرامج جامعي أو تدريب مهني. و ستجد في عالمنا العربي أم تأخذ جواز سفر ابنها و هو متزوج و طبعا فهذا نوع من التأخر العقلي برأيي و ليس الحضاري للأسف و ينتشر و لا علاقة له كما أسلفت لك بالنقص العاطفي من ناحية انما بدواقع نفسية أخرى تجدها مختلفه لدى كل عائلة.
* ان التجسس هو أحد حيل الآباء للسيطرة عليك تربويا و تتعل احدى السيدات بقولها انه من الاهمال ترك أبنائنا دون رقابة الا أنها لكثافة مراقبتها لابنتها فهي تعلم أي لون ترتدي لملابسها الداخلية يوم الاحد ! بينما قام أحد الآباء من شدو خوفه أن يظل ابنه دون رقابة و ليس دون مساندة أو مساعدة أو حماية فقد اتفق مع أصدقائه على بناء جامعة لابنائهم و عمل على ذلك لسنوات و دخل الابن الى الجامعة لا يعلم بان الحمامات أيضا مراقبة بالاضافة الى أن أصدقائه في السكن هم عبارة عن حراس أمن بصورة طلاب جامعيين! و في هذه المرحلة ليس عليك أن تثبت لأباء من هذه النوعية أي شيء بل عيلك أن تستثمر الموضوع لصالحك في بناء علاقات تحصل منها على ماتريد شيئا فشيئا فيما تثبت لأبوك أن مطلبك مشروع لك كحق و ليس لك أن تطلبه منه أصلا و في حالتك هذه أنصحك أن لا تتكلم كثيرا عن أحلامك الشخصية بل تكتفي بذكر أمور بسيطة يرغبها الجميع مثل الدراسة الجامعية الاعتيادية و التفوق فيها و حصولك على
وظيفة جيدة و بهذا تبعد عنك أية شبهات تجعلك شخصا غير طبيعيا. و يساعدك أيضا في التعامل مع هكذا نوع من الآباء شيئين: أولا ان كذبت في أمر أصر عليه حتى لو اتهمت غيرك فان الشك مرة واحدة من قبل هذه الشخصيات في أمرك يجعلك عرضة للاتهام طول العمر بدون مبالغة و أيضا قل لهم نعم كثيرا و افعل ما يريدون و رسخ في ذهنهم أنك تريد م ايريدون و أنك لا تعارضهم في أكثر من نوع طبق الحلوى في نهاية الاسبوع! طبعا ان اي حوار و محاولة لاصلاح حول مشروعية التجسس بحد ذاتها تهور و تقضي على مستقبلك فلا تفكر بهذا أصلا.
*بعض الآباء يلجيئ لحيلة التبغيض و للأسف يتوقعون منك تصديق ذلك. مثلا تجد أحدهم يقول لك:" أها أليست تلك هي الحفلة التي أردت حضورها؟ يا له من ممثل سخيف انظر الى ثيابه المتهدلة و الى لونه الأزرق الباهت. لقد ظننت بك أفضل ذوقا في اختياراتك" و في اليوم الثاني سيكون ديدنه الأمر نفسه و يخبرك بأن حفة ذاك الفنان تقوم في دولة أخرى و ياللسف فهو لن يعود الى هذه المدينة. و في الاسبوع التالي سيخبرك كم كان من اللطيف أن يتعرف لاى ما تحبه من ذوق في الموسيقى. و فيا السبوع الذي يليه سيظهر لك على أنه يهتم لأمر ما تحب و أنه سيذهب لاحضار التذاكر و لكن سيأخذك في وقت متأخر حين تنفذ التذاكر و هو يعلم أو ربما يتأخر في العمل كل مرة و يعتذر منك و يدفع لك مبلغا ماليا يظن أنك به ستنسى تفويت تلك الحفلة الموسيقية حيث تنتظر حضور نجمك المفضل منذ سنة. و بعد ذلك ستجد أمك المتفقة مع أباك تأتي اليك و تغمرك بلطفها و بحيلتها تخبرك عن نجم موسيقي آخر و سيكون من صناعة 20 سنة مضت و ستخبرك كيف أنها فوتت حفلتها في يوم ما و كيف أنها تشكر الله لأن هذا حصل معها فقد فتح لها آفاقا لم تكن تتخيلها. و لا تستغرب ان جاء ابن عمك و خالك و جدك في كل اسبوع لرواية قصص مشابهة عن بطولات حصدوها بفضل العناية الالهية في تفويت حفله مالموسيقي مثلك و ياله من قدر مشابه و يالها من صدفة مماثلة و سيخبرونك أن غرضهم هو التسرية عنك و مساعدتك على تقبلالواقع و تدريبك على مواجهة محن الحياة و بالطبع فان آباء كهؤلاء يفوتون عليك كل فرص النمو الشخصي و يريدون أن يثبتو لك اهتمامهم بتعلمك للحياة حين تحين حفلة نجمك المفضل في مدينتك! و أنصحك فقط أن كنت وقعت في الفخ أن تظهر لهم أنك رضيت و أن الحياة تستمر و لكن ليكن هدفك و شعاركمع ذاتك أن تحصل على ما تريد دون الاذن من الكبار و أن تجعلهم فعلا يقتنعون أنك لا تزال تحب ميكي ماوس و أن تفكيرك طفولي و لا يتجاوز طموحك أبعد من الوصول الى مدينة الملاهي و تناول البوظة في نهاية الأسبوع و أنك فعلا تكره مايكرهون و تحب ما يحبون و أنهم على حق و أرجوك لا تفكر يجدال هذا العقل العقيم فهذا النوع من الأهالي يكهرون أن يحصل أبناؤهم على ما لم يحصلوا هم عليه و ستجد الأمر يتعدى مجرد حفلة موسيقية و أتحدث هنا عن نمط تجده متكررا .
*أخيرا اليك طريقة التكرار الذي يتبعها بعض الأهالي حيث يلاحظ الأبوين عادة ميولك لشيء لا يريدونه لك فيتصرفون باستباقيه و يطلبون اليك أن تفعله و يعرضون عليك تكراره كثيرا حتى تصل الى مرحلة ترغب في التقيؤ. مثلا يأخذك أبواك الى صالة المطاعم في نهاية الأسبوع و لأن أبواك نباتيين مثلا فهلا يرغبان أن تأكل اللحم و لذا لن يوجهاك أبدا لما تطلبه و لكن ما ان يجدا أنك طلبت الطبق ذاته مرتين من مطعم معين حتى يبدأ أبوك باحضاره كل يوم أو أخذك الى المطعم ذاته لتناول تلك الوجبة و بعد شهر أو اثنين أو ستة على الأكثر ستبدأ بالتقيؤ بمجرد رؤيتك لتلك الوجبة أو ذكر اسمها و في ذلك رد فعل جسدي و نفسي طبيعي فالتكرار المتزايد و الممنهج يؤدي بك الى هذه النتيجة. أعرف سيدة كانت تكره نوعا معينا من الشوربة و تقدمها لأبنائها حين يمرضون و كل مرة تخبرهم أنها مخصصة للمرضى و تطلب من أخيها أن يحضر حين يمرض أبناؤها و لو حتى يحرارة خفيفة أو سعال أو حساسية ليعلق على مدى القرف الذي يشعر به من هذه الشوربة و أنه كان يأكلها و ه صغير عندما يمرض. و المضحك أن أيا من أبنائها لا يأكل هذه الشوربة أبدا و تدمع أعينهم ان رؤوها بشكل تلقائي . و باستشناء احد أبنائها الذي درس علم النفس لاحقا و يتناول هذه الشوربة مع أبناءه بشكل اعتيادي عندما أصبح بالغا فانه قضى أكثر من عشرين سنة يشعر بالغثيان لمجرد ذكر اسمها أو رؤية لونها. و الهدف الذي أريد ايصاله اليك أن تتعرف الى أبويك أنت أيضا في هذه المرحلة و عند ملاحظتك لتكرراهم مثل هذا السلوك فأبدي نفورك من الوجبة مبكرا بعد ثالث مرة و نك لا تريدها و أخب والديك أنك تكرهها و ذلك حتى تحافظ على نفسيتك قادرة على اشتهاء ما تحب فعلا دون أي توجيه. و بامكانك طبعا أن تتناول تلك الوجبة لاحقا عندما تخرج مع زملائك في رحلة مدرسية و بهذا تمنح والديك رغبتهما في الشعور أنهما نجحا في تربيتك تربية صالحة و في الوقت نفسه تحصل أنت على اختيراك الحقيقي و قناعتك حول ما اذا كنت تريد أن تكون نباتيا أم لا.
*تشتيت الانتباه أمر يحبه الآباء و لعل ذلك بسيط عندما تكون تحت ال 13 من العمر حيث سيرسلك أبوك في مهمة لشراء حاجيات البقالة بينما يجالس والدتك و يحظى بوقت خاص و ستجد أنك في عمر أكبر يعرض عليك أبواك أن تساعدهم في التحضير و لادراة اجتماع العائلة الاسبوعي اذي حضروا له مسبقا و ليس ذو صعوبة و لذلك لاشغالك عن حفلة الجيران. و ان أذكى الباء هو من يقوم بتغييبك عن ما لا يريده لك باستخدام 3 عصافير في الهواء أو هكذا أسمي هذه الاستراتيجية و يستخدم عنصر المباغتة أو فرض الأمر الواقع و هذا الأسلوب هو الأخير بالنسبة للأباء العقلاء أو الغير متعجلين لكن من الآباء من يقضي على مشاكله معك بسرعة ويستخدم هذا الأسلوب. فمثلا هو يعرف أنك تريد حضور حفلة نهاية العام عند تخرجك من المدرسة أو الجامعة و لا تستغرب أن بعض الأبااء مستعد لنقل عمله الى مدينة أخرى فيها مدرسة داخليه فتجد نفسك بدون حفلة نهاية العام و يكون المشتت لك بأنك تحضر البرامج كلها و يتركك تخطط بل و يظهر لك أنه موافق على حضورك و ليس لديه أي مانع و لكنه بالتأكيد سيصل الى هدفه. هذا النوع من الآباء منجز و قناعاته أزلية و لا تتغير و يتوارثها عن الأجداد من القرن الخامس عشر و لا مجال للتطور لديه أبدا و عادة ما يكون متطرفا ولكن بذكاء و تنفيذي فيما يريد. ان كنت ترى أن أباك ناجح جدا في حياته المهية و متطور فهو من هذا النوع غالبا و ليس بالضرورة أنه منفتح ذهنيا و يقل الحوار أو لديه قابلية للاقتناع باحتياجك لتلك الحفلة فهي مضيعة للوقت بالنسبة له و أنت ما تزال صغيرا أيضا بعينه حتى و انت تزوجت و أنجبن و لديك عملك الخاص. و هذا النوع من الآباء برأي لا ينفع معهم سوى أن تخطط لهروبك خفية و أن تسعى لمعرفة ما يريدون منك حقيقة بمناذج موجودة أمامك و أمامهم فتعرف ما يحب و ما يكره و تدخل معه في مرحلة تعارف على أنك انك كنت ذكيا جدا قبل ال 18 من العمر فلن تخبر أباك بما تحبه فعلا كي تضمن أنه لن يمنعك منه. أعرف شابة تريد دراسة الفنون و أمها من النوع العصبي و المسيطرتريدها أن تدرس الطب و كذلك فأن أباها لن يدفع تكاليف التخصص في الفنون لأنه غير ذو قيمة بنظره فما كان من الفتاة الا أن اظهرت ضعفها و قبولها بما تريد أمها و ترك لأبويها تسجيلها و لم تعترض بل أظهرت السعادة و الامتنان و اشترت ملابس التدريب الطبية في السنة الثانية بينما هي حقيقة انسحبت من التخصص منذ الفصل الأول و قامت بالنقل الى حرم جامعي آخر بعد ثلاث سنوات بحجة التدريب المطلوب و استخدمت أوراق مزيفة و قامت باستخدام المبلغ المتبقي في توفير أفضل لمستقبلها. و كانت تطلب من صديقاتها أن يحضرن معها الى المنزل للظهور بمظهر طابات الطب و أن ابنتهم ممتازة و أصبحت تحضر كتب الطب الى المنزل و تسهر بالساعات كما أنها لا تعود الى الامنزل مبكرا لأنها تتبع جدول حضور طلاب الطب و هكذا استطاعت تجاوز المشكلة باستخدام أسلوب الأبوين ذاته.
*المقاطعة و حبسك في المنزل هي أحد الوسائل التي يستخدمها الأهل لاجبارك على ما يريدوه و لاحظ معي أن أغلب هذه الوسائل لا يتم استخدامها في حال علم الوالدان أنك لا تخالفهم في شيء و أنك معجب بهم و أنهم القدوة العليا لك و أنك ترغب بحياة مثالية كحياتهم و أنك تحمد الله ليل نار على نعمته لك بأنهم أبواك الصالحان و أنهم فخر لك في المجتمع و أن أنجابهم لك و تربيتهم لك أمر عليك تقديره بحد ذاته و كأنما يطمحان الى كمالية ما و حق بمجرد الحصول على لقب الأبوة. في حال أنك تريد الزواج من شخص ما ولكن العائلة لا تريده فأرجوك لا تدخل معهم في صراع فورا و لكن لابد أن تعلم أنهم سيقاطعونك لأجله و سيقال لك أنك مسؤول عن قرارك و سترمى كالكلاب الشاردة لتلهث على الأبواب و لن يأخذهم بك أي شفقة أو رحمة بل ان مطلبك غير مشروع أصلا و لذا فان كنت تعلم أنهم لن يقتعنو بشريك حياتك فاستعد لتلك المقاطعة التي تستمر سنوات في بعض الحالات و أعرف بعض الاخوة الذي تقاطعوا تى لدرجة أبنائهم لا يعرفون بعضهم و من الممنوع عليهم التعارف أو التزاور. و في هذه الحال فأنا أنصحك أن تفكر بالاغتراب لزمن طويل فلا يقع أبناؤك ضحية لهذا الأمر و أن تجد لهم بدائل تغنيهم عن أبناء الأخوة الذين لن يتعاملوا معهم. أما عن الاصلاح فهو يعتمد على حصولك على ما تريد بالمقام الأول و اياك أن تتنازل فان وصول أي من أفراد العائلة أو من له سلطة الأب عليك الى المقاطعة لا يعني سوى أن هذا الشخص همجي و متطرق في تفكيره و لا يصلح للابوة أصلا و من هذا المنطلق فأنت لا تتعامل مع شخصية سوية تحاول فرض اختيارات حياتك عليك أبدا. بعض الآباء يلجؤون للمقاطعة كنوع من الضغط عليك لتغيير رأيك و أنصحك بالصبر حتى تصل لما تريد فهذا النوع من الآباء يغير رأيه بمجرد أن يرى منك ثباتا و قناعة تامة بقراراك. أما عن النوع الثالث في المقاطعة فهي عادة لسلبك حقوقك كأن يتعدى عليك أخوك و يستبب لك بمشكلة في عملك لأنه لا يريد لك أن تعمل في مكان فيه أصدقاؤه مثلا. و استعد طبعا للتعامل مع هذا النوع من الأبوه حيث يظن هذا الشخص أن وفاة أبوك تجعل له الحق في استعبادك و اخذ دور الأبوه و مقاطعته له تأتي بصيغة قطع الطرق عليك للوصول لما تريده حتى لو لم يكن في ذلك أي اساءة له أو لمصالحه
*الترهيب بالدين ولا أتحدث هنا عن شخص يتبع دينا فيحاور به الآخر انما عن آباء يستخدمون الأدوات الدينية في محاولة اجبارك على أمر لا تريده و لست مقتنعا به. و لنفرض أن عليك الحضور الى المسجد أو المعبد أو الكنيسة في نهاية الأسبوع فان لم تحضر و كان أبوك متدينا فلن تجد فقط سيلا من الضرب الذي يتبعه الكثيرم نالآباء كما سأخبرك لاحقا لكن ستجد ترهيبا يجعلك تعتقد أن الرب غاضب عليك لدرجة أنك ستموت في تلك الليلة. و ينفع هذا الٍأسلوب طبعا مع من يقل عمره عن ال 16 في أحسن تقدير و في المجتمعات الاسلامية ستجد هذه الطريقة ناجحة كما في الهندوسية حتى عمر ال 25. و سيحل عليكغضب المهراجا و الله ان عصيت والديك و أغضبتهم. لاحظ طبعا أن القصد هو فقط أن لا تغضبهم و من هنا يأتي الآباء بحقوقهم حيث أن حشرة صغيرة ممكن تغضبهم فمابالك بانسان مثلك! و يخضع الأمر لمزاجية الآباء فهو قد يغضب لأنك تأخرت في تعبئة كأس الماء أو لأنك لم تأتي للسهرة الأسبوعية حتى لو كنت مع زوجتك و لم تكن ترقص في حفل على الشاطيء و بعض الرجال يتزوجون ولا يفهمون بأن الزواج هو خروج من بيت الأهل فتجدهم يقضون 4 ساعات يوميا بعد دوام العمل عند أهاليهم بداعي الغضب الديني . و لا تقلق في هذه الناحية فحتى لو غضب أحد الأبوين فان حادث السيارة الذي تتعرض له لا دخل له بغضبهم و ان عدم حصولك على الوظيفة له علاقة بالواسطة و انت لم تحصل على المركز الأول في مدرستك لانك كنت كلبا مطيعا لهما! و الهدف من فعلهم هذا هو شعروم أنهم لايزالون يحتفظون بقيمتهم لديك و أنك سترغب في اسعادهم و ارضائهم فقط و لا علاقة لحرصهم على رضا أي اله بهذا.
*الكذب ببساطة هو مايفعله الآباء غير مكترثين بصورتهم الأبوية بل انهم يعتقدون أنه ارث من الواقع و أنك ستتعلم الكذب بأي حال حيث لا يرى هؤلاء أن الصدق فضيلة أصلا أو واجب بأي حال. و يسري في عقول هؤلاء الآباء أنه لا توجد في الحياة أي قوانين بل توجد حرية لتصل لما تريد. وبالرغم من أني أغبط هؤلاء الأباء على قدرتهم على تعليم أبنائهم الكذب مبكرا حيث انك لن تجد قانونا واحدا لهذه العائلة لكنهم منطلقون في مسارات حياتهم دون توقف و يحققون نجاحات متتالية. و طبعا فان الهدف لدى هذا النوع من الآباء كما يقال"تقليل الدوشة و مش عايز مشاكل" أي أنه لا يريد أن يسمع شكوى أو يجابه مشكلة لا يعرف كيف سيتعامل معها و لذا فان كسله عن تعلم أي برنامج تروي مفيد و عدم اقنتاعه بجدوى هذي المباديء في الأساس يدفعه للكذب لسهولة الوصول لما يريد.برأي أن بعضهم قد يرتدع و يتوقف ان وجدك في ورطة حقيقية مع الشرطة مثلا بسبب كذبك و تقليدك له و لا أنصحك بالكذب لمعالجة الكذب الا أن أردت فعلا أن تنصح والديك فحين يرى هذا النوع من الآباء و الذي ستجده حريصا على أن تكون أنت صادقا معه فعندئذ تستطيع تكذب و ستحصل على نتيجة مرضية لجميع الأفراد بعد عدة مواجهات. و لكن تذكر أن هدف هذه الشخصية هو الابتعاد عن المشكلات.
و لعل الحكمة تكمن في أن تدرك أين يكمن منفعتك و مصلحتك لا في أي الطرق أكثر مثالية و صحة. ومن المفيد أن تحرص أيضا على فوائد مجتمعة للكل و منها الفائدة النفسية التي يسعى الآباء للحصول عليها كما تسعى أنت لتحقيق أهدافك.
ينتابني القلق الشديد عندما يخبرني أحد الآباء في عيادتي عن سلوكأحد أبناءه بأنه عنيد فأتجه فورا لسؤاله عن اخوته الآخرين فان كان أحدهم مطيعا فأنا ألفت انتباهه الى وجود الخلل هناك و ليس في هذا الابن الذي يشتكي من عناده المفاجيء فالعناد من ناحية الاصرار على الهدف صفة طيبة و مرغوبة جدا و تدل على شيئين: أن الأب خلق هذه الصفة عند ابنه أي أنه هو من تعنت و أوصله الى هنا و الأمر الثاني أن الابن سوي في نفسيته و يطور مهاراته في التعامل مع التحديات و يحتاج الى ارشاد فهو يفتقر الى الذكاء. و من هنا قس على بقية الأساليب التي يستخدمها الآباء مع أبنائهم و ماهي نتائجها الحقيقية و دلالاتها الأبعد.
ان خبرتي تقول لي أنك سترى أنماطا والدية بشكل تلقائي في مديرك في العمل و في قائد المخيم و في مدير المدرسة و في المعلم وفي قائد الباص فلدى البالغون حس فطري بكونهم أباء حين يتولون أي منصب فيه نفوذ ما و ستظر الى السطح الأساليب التي اتبعها أبواهم معهم. و لذا فان الأساليب التي ذكرتها لك و النصائح صالحة للاستخدام حتى في بيئة عملك
3.0.11. إن لم تقدم هذا لأبناءك فلست أبا و لست أما!
لكل شخص حياة مختلفة عن الآخر بكل ظروفها و حين لا تكفينا حياة واحدة نلجأ لصناعة حياة الآخرين فنريد تغييرهم و يبدأ كل منا بتعويض كل ما يرى نفسه محروما منه أو قد فاته في عائلة يبنيها بتشارك مع الزوج حيث يروي كل منهم أبنائهم بتجربته الخاصة و ما تعلموه من ساعات مضحكة و دموع أليمة . إبتداع كل ما لا يمكن أن يحصل هو ما نحلم به على الدوام و منه إنجاب أبنائنا المميزين إلى حياتنا.
الأبوة و الأمومة من أجمل الأدوار في الحياة و برغم المتعة العارمة في إدخال طفل بريء ملائكي الهيئة إلى حياتنا تكون قدر مسؤوليتنا منذ اتخاذ قرار اختيار أزواجنا مرورا بقرار تواجده و دعمه في اختياراته الشخصية و بناء حياته حتى يبدأ أو تبدأ حياة جديدة. إلا أن هناك أمورا أساسية لابد لكل منا أن يخطط لها و يفكر فيها مليا و يدرسها لكي يسعد ابنه و ابنته و يحقق واجبات أبوته و أمومته بنجاح و هو الهدف من هذا الكتاب الذي يضع لك معايير تحدد من خلالها مدى فاعلية كوك أب أو أم حتى تتدارك أي خطأ و تضيف الأروع إلى حياتك.
3.0.12. استمتع أولا
قد تبدو كلمة حقوق و مسؤوليات ثقيلة على النفس مما يجعلك تفكر في العزوف عن الزواج و التفكير بالأبناء إلا أنها نعمة فلا ترحل عن الحياة إلا و قد شكرت الله عليها و على أدائك الإيجابي و المميز لدورك.
ليس من المنطقي أن تفكر بأبنائك منذ صغرك إلا أنني قابلت من الناس من يحلمون بأبنائهم و عائلاتهم منذ صغرهم سواء كان صبيا أو بنتا و يلعبون أدوارا و تمثيليات تحاكي مايرونه من الكبار و هنا ينمو شعورك بالحب و العطاء و الاستقلالية و الحلم للمستقبل و هو ما يمكنك أن تمنحه لنفسك أولا فإن كنت تريد منح أبنائك شيئا فامنحه لنفسك أولا و تقرأ عن الأطفال و تطالع صورهم كل يوم و لتذهب لزيارة حضانة و مدرسة أطفال و اجلس مع أصدقائك و أبنائهم و قم بدور معلم تطوعي أو تشارك في رعاية طفل يتيم أي امنح نفسك فرصة تواجد روح الطفل في حياتك كي تعتاد على جمال الأمر و لا تجده عبئا. من المهم جدا أن تحضر نفسك لتصبح أبا و أما شيئا فشيئا فأي أمر في الحياة هو عبارة عن اعتياد عليه لذا ابدأ بتعويد نفسك.
3.0.13. اختيار الزوج
لاحظ أنك اكتسبت الكثير من عادات عائلتك و الكثير من الصفات الوراثية الصحية و الخلقية أي أنك نتاج بيئتك العائلية ثم المجتمعية فكيف تريد أن يكون أبناؤك؟ هل تريدهم مثلك؟ هل تريد لهم نموذجا مختلفا؟ هل رأيت نماذج أخرى مختلفة من الأبوة و الأمومة و العائلة و العادات؟ من أفضل ما تقدم لأبنائك هو اختيارك لزوجك الذي سيكونون مثله/ مثلها. في عائلة عصامية يتعلم الأبناء الاستقلالية بشكل كبير في التفكير و اتخاذا القرار و لديهم حس مبادرة عالي و في عائلة تهتم بالشؤون العسكرية أو ذات أنشطة سياسية ستجد مباديء حب الوطن و الدفاع عنه متأصلة لدى الأبناء كأولوية و ستجد شيئا من القسوة في طباعهم غالبا و في عائلة محافظة ستجد الكثير من الانضباط المجتمعي و اتباع للبروتوكولات و الاتكيت الاجتماعي و في عائلة تهتم بالفنون فإن الإبداع و التعبير عن المشاعر و الذات يكون جزءا مهما من أهداف الحياة و التواصل مع الآخرين و إيجاد الحلول للمشكلات اليومية بطريقة جديدة أو وجود شيء مما تعتبره أنت فوضى و يكون هو نمط مختلف. فكر كيف تريد أن يكون أبناؤك أولا.
3.0.14. الاعتماد على الذات
أن يعتمد على ذاته يعني أن يبحث و يفكر باستقلالية و يتخذ قرارا جيدا و يتعلم من أخطائه و يشجع نفسه بنفسه و هذا ينطبق على كل شيء و لذا عليك فقط كأب أن تصمم تجربة الاعتماد على الذات و تقسمها إلى خطوات تكررها معه كل مرة ثم ستجده يكررها لوحدها أي أنك تكسبه طريقة في التفكير يكون مستقلا بها في جميع نواحي الحياة من اختيار الثياب و صنع الطعام و الشراء و اقامة العلاقات و العبادة و إليك أفضل الخطوات: لماذا، ماذا، كيف، ماذا لو. و لنأخذ شراء الثياب لحفلة العيد كمثال فتبدأ تسأل ابنتك: كم فستانا لديك للعيد؟ إن لم تعرف فخذي بيدها إلى الخزانة لتنظر فإن وجدت احتياجا تؤكدين على أن هناك سببا لشراء(لماذا) و طبعا الخيار لك في جعل فكرة الاحتياج هي سبب الشراء أو جعل فكرة الظهور الاجتماعي هي السبب و تذكر أن السبب لابد أن يتكرر في كل تجربة. ثم تسأل ابنتك ماهو الفستان الذي تريدينه؟ فقبل البحث لابد أن تعرف ما تريد(ماذا). ثم (كيف) أي أين و متى ستبحثان عن الفستان المطلوب و فكرا بماذا لو لم تجدا المطلوب فلابد من بديل في الذهن.
3.0.15. العادات اليومية
أن تكون أبا أو تكوني أم لا يعني السلطة التربوية المطلقة و أن تشكل الابن أو الابنة كالصلصال فهو ليس حق لك بتشكيله إنما هو إنسان مستقل الكينونة و الرغبات و الأفكار و الشخصية و الحياة الهدف من التربية هو أن تمكن الابن من مهارات و عادات و أساليب في التفكير تصنع نمط حياة يستطيع من خلالها أن يحيا حياته بعيدا عنك فأنت قد تموت في أية لحظة أو يحل بك أمر فتفارقه لأي سبب كان. من المهم ان تعرف أن الابن لابد أن يعتمد على ذاته فكيف توصل له الفكرة و تتيح المجال لقدراته لتنمو دون أن تجعله يقوم بذلك؟ أولا انتبه للقاعدة الأهم: الأولاد يقلدون فقط. ببساطة افعل أمام ابنك ما تريده أن يفعل فإن أردته أن يتعلم غسل أسنانه ثلاث مرات فقم بتنظيف أسنانك أمامه ثلاث مرات و أشركه بذلك كل يوم لفترة طويلة حتى يفعل ذلك من تلقاء نفسه. و هنا أدعوك لتسأل نفسك كيف لك أن تمثل أمام ابنك ما تريده منه؟ إن أردته أن يرتدي ملابسه لوحده فلا تختارها له و قم فقط بتمثيل الدور حيث اقف أمام الخزانة و تفكر قليلا بصوت عالي و تقول أنا أحب هذا اللون و تختاره و ترتديه لوحدك و تطلب من أن يفعل الشيء نفسه و تقف معه في غرفته ليكرر الخطوات.
3.0.16. عادة تحقيق الأهداف
التشجيع الخارجي مهم لكن لا تعتبر نفسك ناجحا إن لم تستطع أن ترى ابنك أو ابنتك يحققون أي شيء بدافع شخصي أي أنهم راضون عن ذواتهم و يفعلون ما يقتنعون به دون أن يقلدوا المجتمع و يعني هذا أن لا يتأثروا بأصدقائهم في المدرسة في مرحلة المراهقة و يستطيعوا التمييز بين المفيد و الصحيح و غير ذلك. لكي يتحمس ابنك أو ابنتك لفعل أمر ما و الاستمرار به فلابد من أن تعوده على مذاق متعة النجاح و تقييم الحماس دون الغاءه. ببساطة عندما يطرح ابنك أية فكرة مثل احضار حيوان للمنزل استغل الفرصة و أجلسه لكتابة ما يحتاج الحيوان من أشياء و لتكن ثلاثة أمور بسيطة ثم خذ بيده للبحث و سؤال المحل المختص عن السعر و النوعية و اتركه ليقرر أي حيوان أليف يريد اقتنائه ثم ادعمه في تجربة العناية بالحيوان و أن يرى الأمور الإيجابية و المتعة في ذلك بدلا من التوبيخ لأن شيئا ما حصل في المنزل. و كرر على مسمع ابنك:“ أرأيت إن فكرتك رائعة و الأجمل أنك تستمتع الآن بتنفيذها لنظر كم الوقت أنت تعتني به و تتحسن كل يوم“ و تذكر أن تجالسه ليكتب ثلاث أمور تعلمها بين الحين و الآخر.
3.0.17. قبول الآخر كما هو
سيحضر ابنك أو ابنتك من المدرسة في كثير من الأيام و هم منزعجون و غاضبون بسبب مشكلات في المدرسة و هي فرصة ذهبية أخرى لك لتكون أبا جيدا لابنك فتعلمه كيفية النظر إلى مشكلات و أحداث الحياة. من المهم أن لا تقمع غضب ابنك بل تعوده على كيفية توجيه مشاعره فمثلا تتفق مع زوجتك أن تدخل إلى المنزل غاضبا ذات يوم و تشتري في اليوم التالي كيسا للملاكمة و تضعه في زاوية فتفرغ فيه طاقتك و يرى ابنكأن تهديء من نفسك بهذه الطريقة فيفعل الشيء نفسه و يمكنك أن تغسل وجهك أثناء تمثيلك للغضب و بالتالي سيقلدك و لكن هناك أمور قد تساعده على البعد عن النقطة الموصلة للغضب ألا و هي قبول اختلاف الشخص الآخر في الرأي فحين ينزعج ابنك من سخرية زملائه لابد أن يعلم أن للآخرين رأيا فلا يجب أن يلقي له بال فان كان هو يحب اللون الأحمر فإن اختيار صديقه للقلم الأزرق من صديق ثالث لا يعني مشاعر كره أبدا انما له الحق في الاختيار و بالتالي فلا داعي للغضب أصلاو هذا ما يمكنك أن تتفق مع زوجتك عليه ليرى الأبناء أن اختلاف أبائهم لا يعني المشكلات بل القبول و الحب.
3.0.18. إبداء الرأي
حينما يسمع الأبناء عن اختلافات الرأي في العائلة و في التلفاز فإن منهم من يلجأ للانعزال و التعبير بعيدا عن المواجهة و منهم من يتصارع من الآخر لكن من أسباب نجاحك كأب أن تكون لديك لغة حوار فعالة يراها أبناؤك منك في المنزل. انظر إلى كيفية حوار أبنائك و لتعلم أنها انعكاس لطريقتك أنت أولا فهل أنت تأخذ الأمور بمنحى جدي أم تخلط معه المزاح أم أنك تتلفظ بكلمات جارحة و تقصد الإيذاء و الانتقام أم أنك تبتعد عن الآخر و تجلس منزعجا و تصمت؟ بمكنك مجددا أن تمثل مواقف عديدة تعود نفسك منها أولا على ما تريد أن يراه أبناؤك منك فكيف تشكر حارس البناء على مساعدته و كيف تطلب منه أن يطور في إحدى الخدمات اليومية بل كيف تبدي رأيك في الاجتماعات العائلية و مع زوجتك؟ أن تمدح الآخر بما فيه ثم تبدي رأيك يعني أنك لا تلغي احتمال صواب الرأي الآخر و لا تنزع الثقة من رأيك الخاص فمن المهم أن يتعلم كيف يقيم رأي الآخر أيضا مثلا تقولين لزوجك:“ اللون الأزرق الذي ترتديه جميل لكني أحب الرمادي أكثر.“
3.0.19. الحوار
ماهو مفهوم الحوار لديك؟ هل معناه ابداء الرأي بعنف من كلا الطرفين؟ أم هو جدل ؟ أم هو مجرد كلام و حديث يومي؟ من المهم أن يكون الحوار له تحضير مسبق و وقت و نتيجة. يمكنك أن تمثل مع زوجتك دور الحوار بأن تطلب من كل أحد في العائلة أن يستعد للحوار لمدة خمس دقائق و يكتب على ورقة ثلاث أمور عن عائلته يحبها و أخرى يود تحسينها و يمكنك أن تضع موضوعا لكل جلسة في كل أسبوع. ثم يأخذ كل منكم دورا يتحدث لمدة دقيقة و يعبر عن ما يريده بوضوح ثم دقيقة لكل شخص ليلخص نقطة واحدة أو فكرة تعلمها و فهم منها عن الآخر و لتكن مدة الجلسة ربع ساعة فقط و أنهوها بالعناق أو المزاح أو الضحك و الابتسامات بعد فترة اصغاء جدية. هنا سيتعلم الأبناء أن يستعدوا للحوار و أن يختاروا وقتا يسترخي فيه الجميع و سيتعلمون متى يصمتون و متى يستمعون و متى يتكلمون و متى يخلطون المزاح و متى يحترمون مشاعر الآخر و أن الحوار هو عبارة عن كلمات مختصرة تعبر عن المطلوب و المشاعر.
3.0.20. الحب
لا يمكنك أن تمنح ما لا تملك هي العبارة الشائعة و لكني لا أتفق معها فهناك الكثير من الأمهات و الأباء الذي حرموا من أشياء معينة في صغرهم و أرادوا أن يعطوها لأبنائهم و نجحوا في ذلك لإدراكهم لقيمتها بدون مبالغة. الحب الغير مشروط هو أعظم ما يمنحه الأباء بكل صوره. إياك أن تربط حبك و عناقك و قبلتك و مجالستك و إطعامك لابنك و استماعك له و أي صورة من صور العلاقة بينكما بأي شيء آخر سواء كان كتابة الواجبات المدرسية أو الامتناع عن الأصدقاء أو تحمل مسؤولية العناية بالمنزل أو التخلي عن لعبة و غيرها. يجب أن يشعر ابنك و ابنتك بالأمان التام و أنهم مهما أخطأوا فالحب يمنح للشخص لا محالة و طبعا أن لا أعني هنا أن لا تتم معالجة التصرفات و الأخطاء أبدا لكني أتحدث عن الارتباط اللفظي بقول: ” إذا لم تفعل ما أريد فأنا لا أحبك و أنت لست ابنتي و أنت لا تحبينني.“ و أنبهكم إلى الارتباط الفعلي فأنت لا تعانق ابنك إلا عندما يطلب منك أو عندما يتفوق في المدرسة أو لا تجالسه إلا أمام والديك و الغرباء. اجعل صور الحب ثابتة في ذهن ابنك عن شخصه و ذاته و علاقتكما.
3.0.21. معايير الحياة
من يقرر الصح و الخطأ؟ المقبول و غير المقبول؟ العقوبة و الانجاز؟ الجميل و القبيح؟ الفكر القديمم في التربية يرى أن الأب و الأم هما من يحددان ذلك و لهما إلزام الابناء به لكن في نظرة و اقعية حديثة بدأ الأبناء الصغار يتسائلون عن معاني الحرية و عن مدى جدوى أراء الأباء و قناعاتهم عن الحياة كونهم بشرا يماثلونهم فإن خبرتهم في الحياة صارت تعكس ما لا يمكن تطبيقه في أيامنا الحالية و بالتالي فإن الثقة بالتجربة الشخصية أصبحت أكبر و لعل السبب الأكبر في ذلك هو استغلال من هم أعلى سلطة و علما في المجتمع لضعف الآخرين و اتخاذ جهلهم بالخبث حجة عليهم أي أن الفجوات أصبحت أكثر وضوحا لمن أراد السرقة و الثغرة الأكبر هي أن مرجع الحياة كان بشريا لفترة طويلة من الزمن و لابد أن يكون ربانيا كي يعلم الأبناء أن المشرع هو الله و ليس البشر و بالتالي فإن الحرام أشد من العيب الاجتماعي . مثلا في مجتمع غير مسلم يتربى الطفل على أن الصلاة هي فعل أساسه الدين و ليس الأبوين لأنه لايرى من يقود أبويه في فعل الصلاة فالعمل بما تؤمن به رغم عدم انتشاره في المجتمع هو الصواب.
3.0.22. معرفة الذات
من أساس دورك الأبوي أن يعرف ابنك و ابنتك ذواتهم و إلا فإنك تتركهم ضائعين. و معرفة الذات لا تعني الانتماء لأرض و وطن فقط إنما لعقيدة و إنسانية و لا تعني معرفة الذات أن يختار الابن تخصصه الدراسي بل أن ينضج فكره و يكون حاله صالحا فهو ليس بالضرورة قائد لغيره بل قائد لنفسه و مسؤول عنها و كذا عن أسرته. أن تعرف ابنتك ذاتها أي أن تدرك أنوثتها بعمق و دورها الاجتماعي في الحياة و أن يدرك ابنك أنه رجل و ليس ذكرا . أن يعرفوا ذواتهم يعني أن يستخدموا طاقاتهم و ميزاتهم الايجابية في عمل خيري أو يدر عليهم مالا و أن يطوروا مهاراتهم و هواياتهم من تلقاء أنفسهم لأن العطاء يكون للذات كما للآخر و الاستثمار يكون في تحسين نفسه لأنه فرد في المجتمع دون السعي لإصلاح الآخر و اعتباره خاطئا بل أن يدركوا أخطائهم و يصلحوا بتحقيق حقوق الله و العباد. معرفة الذات تعني أن تعرف من أنت و ماذا تريد من الحياة و لك و ما عليك. اسأل أبنائك كثيرا عن مشاعرهم و أفكارهم و أحلامهم و مايرونه فيا لآخرين فهذا يضع مرآة أمامهم يرون بها أنفسهم.
3.0.23. توظيف المهارات و الهوايات
لاتعتبر أبوتك ناجحة إن لم تمكن ابنك من تطوير مهاراته و استخدامها في حياته العملية و إن سألتني عن الكيفية فسأجيبك أن تنوع التجارب هو ما يفتح الأفاق و أن تكرار الممارسة هو ما يجعل المهارة موهبة. قد تقول أنه ليس لديك مال كافي لإدخال إبنك أنشطة كثيرة و لكن ذلك لا يمنع من أن تجد أحد أبناء الحي ممن يشتركون معه في حب لعبة معينة وأن تحرص على أن يلعبا مرة في الأسبوع على الأقل في ساحة المنزل أو الحديقة العامة. لا تكتفي بأن يجرب ابنك رياضة واحدة مثل كرة القدم بل لابد أن يجرب عدة رياضات حتى يميز رغبته في أحدها فالأمر يشبه تذوقك لأنوع عدة من البهارات حتى تعرف أيها تفضل و تحب و تعشق و تريد في حياتك. بالنسبة للهوايات فقد يحب ابنك اللعب باستخدام البرامج الالكترونية بطريقة ملفته تختلف عن سلوك الطفل المدمن على استخدام التكنولوجيا فهو يتعلم برامج و يتعلم استخدامها بسرعة و هنا عليك أن تهدي ابنك ما سيشكرك عليه لاحقا و هو تطوير مهاراته لربما تكون مهنة يبدع فيها لاحقا.
3.0.24. بدء الصناعة
لا أدري أي نوع من الأمهات و الأباء ستكون إن لم تعلم ابنتك كما ابنك طريقة لكسب عيشهم فأنت قد لا تستطيع أن تؤمن لهم مالا يكفيهم في حياتك فماذا بعد فراقك لهم؟! لابد أن يعرفوا كيف يبدؤون من الصفر و هذا يعني أن يتعلموا أن الحياة غير مستقرة و أن التوكل على الله لا يعني الجلوس و الانتظار بل السعي. و يمكنك أن تشرك أبناءك في أعمال تطوعية اجتماعية في فترات الصيف مما يضعهم في تجربة العمل الجماعي و المؤسسي فيستمعون لخبرات الكبار و يتعلمون بأنفسهم كيف يتصرفون في أجواء مهنية و في المرحلة الدراسية الثانوية يمكنكم ببساطة أن تلحقوهم بتدريب صيفي في أية مؤسسة كانت أو أي عمل كان أو تدينهم جزءا بسيطا من المال ليتعلموا كيف يستثمرونه. إن تجربة العمل و الاستثمار منذ الصغر مهمة جدا لتطوير فكر الأبناء عن الحياة و كسب العيش.
3.0.25. هل أنت ناجح في أبوتك؟
هل منحت ذاتك أولا ما تريد منحه لأبناءك ؟
| |
هل لديك رؤية واضحة لكيف تريد أن يكون أبناؤك؟
| |
هل يفكر أبناؤك بطريقة ناجحة تريدها؟
| |
هل أنت راضي عن ما يقلدك أبناؤك فيه؟
| |
هل يعرف أبناؤك مذاق متعة النجاح و توجيه الحماس؟
| |
هل تحترم و تعطي أبناءك حقهم الكامل في اختياراتهم في الحياة؟
| |
هل يعرف أبناؤك كيفية ابداء الرأي بثقة مع التفكير باحتمالية صواب الرأي الآخر؟
| |
هل يجيد أبناؤك الحوار بالمفهوم الذي تعتقده صوابا؟
| |
هل تتبادل مع أبناءك حبا غير مشروطا بأي ظرف أو خطأ أو مشكلة أو اختلاف؟
| |
هل أنت مرجعية ابنك في الحياة أم أنك وضعت له مرجعية و عقيدة ثابتة؟
| |
هل يعرف أبناؤك من هم و ماذا يريدون من الحياة و ما لهم و ما عليهم؟
| |
هل قدمت لأبناءك تجارب متنوعة لبتعرفوا على مهاراتهم؟
| |
هل يعرف أبناؤك كيفية بدء أي شيء من الصفر؟
|
3.0.26. لمن تعيش حياتك؟ لنفسك ، للآخرين أم لله؟
هل أنت مندوب مبيعات و تقضي دوام عملك بين الزيائن تحرص على رضا هذه و ذاك؟ هل أنت ممن يوصفون بطيبة القلب و محبوب الجماهير الذي يبدو ودودا و يقول نعم و حاضر و تكرم و تسلم و ليش لا لمايزيد عن 80% من وقتك؟ هل انت ممن يقضي وقته في واجبات دينية لاحصر لها و لا تدري ان كانت فرضا و هي لربما لا ترقى لمستوى السنن بأي حال ؟ الكثيريون يضيعون وقتهم كما فعلت أنا في الكثير من حياتي فبينما كنت أحاول التعامل بلطف مع مديرتي ظنا أن سوء التواصل يفرض محاولة الفهم من وجهة نظر الآخر و حسن التفهم و التقبل للاختلاف وما بين التأدب من طالباتي ظنا أني أرفق بهم و أعاملهن بما يستطعن دون تكليفهم بالمزيد. و فجأة وجدت أني أضعت عمري بين مسايرة أمي في زيارتها الاجتماعية و استقبال كل من هب و دب و هذا فنجان قهوة و هذا فنجان شاي و هذه أجلس مع أولادها بينما تتسوق لأنا خالتي و ذلكأجلس معه لأنه كبير في العمر و أولاده رموه بعيدا. لا أتمنى أن تكون مثلي حين تقرأ هذه المقالة فبرغم حرصي الشديد على وقتي الا اني كنت اجد الكثير من الوقت الذي يضيع خارج جدول انجازاتي. اكتشفت لاحقا ان كثرا مما كنت أعده انجازا اتضح أنه لا قيمة له. كنت أحافظ مثلا على فكرة ما أسميها بالبنك العاطفي و أحرص بشكل اسبوعي على زيادة رصيدي لدا كل شخص أعرفه فمرة مكالمة هاتفية لطيفة و سلام خفيف و مرة زيارة الى بيته و مرة هدية لتحابوا و مرة مساعدة و مرة رسالة نصية و مرة ايميل و اذا بي بعد 10 أعوام أجد جهودي كلها هباء في هذا الجانب و غدر بي الكثيرون و جل ما اهتموا به يوم قرروا ذلك المال. نعم يا سادة كم المال تستطيع أن تضع في جيب أحدهم هو مقدار البنك العاطفي و العلاقات الاجتماعية . طبعا لحظة من فضلك فلابد أن تدرك كما أدركت أنا متأخرا أنه لاقيمة للمشاعر و العلاقات الاجتماعية الا بطريقتين : تبادل المنافع و في حالة الأغبياء مثلي مسبقا أمرا لا يمكن تفهمه ل 80% من بقية الناس. وفي حال كنت تظن و تعول على أن حياتك كلها لله فحين تضغط على نفسك مثلا لتستمر في ابداءك ماكنت عليه من قبل فانك لن تجد اي تبادل عاطفي وستجد صديقك يقول لك آسف لا أستطيع مقابلتك لا اليوم و لابعد عشرة أيام فليس لك قيمة عندي و كنت مجرد عدد لملء حفلتي وقائمة أصدقائي فغباؤك كان سببا لظهوري بمظهر الذكي. أتعرفون ذاك الفيلم حين يقوم مدير بدعوة أغبى موظفيه و يتنافس المدراء للأسف كنت أنا بحسب اعتقادهم الموظف الغبي و ظننت أن دعوتي كانت تكريما لجهودي في العمل. بأي حال فان نيتك تلك لله لا تجدي نفيعا و لغة لا يفهمها لااخرون بل هناك اعادة تعريف لكل مانيتك فيه لله و اسمحلي فلا يحتسب لك هذا في أرض الواقع بنقاط قطاف حقيقية تى. لن تجد في العالم كله نظاما يحتسب لك الأجر الوهمي" لله" و لا حتى الله نفسه سيجد أي أثر لعملك. هل تفكرت يوما في أن الأثر هو ما يجعل لعملك من قيمة؟ حين قال ديكارت "أنا أفكر اذن أنا موجود" كان يعني بذلك أن الأثر مهم للدلالة على وجود أمر ما و لذا فقد علمتني الحياة و التجربة أن مالا توثقه لا قيمة له. في عالم اليوم و ان عمل ذلك بطريقة عكسية فورقة خبرة عمل زائفة قد تعطيك وظيفة و لكنها لن تضمن لك المغفرة عند الله بينما صدقتك تفعل بالتاكيد لانها عينية. ربط العالم الداخلي بمواثيق محسوسة مهم و الا لما أمكننا ادراك الجانب العقلي للأمور. و بعد قراءتي للقليل من أحد كتب الغزالي و ابن القيم أدركت أن المهم هو أن تعيش حياتك لنفسك. فالله عز وجل يقول "وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله" بدل أن تتمرجل و تتبرع بنصف راتبك لغيرك انتبه الى اجتياجات عائلتك و اسألهم و ابحث عن النواقص. طبعا من الأفل أن تفعل الاثنين معا و لكن الأثر كما أخبرتك مهم و لولا وجود عظمة خلق الجسم البشري و المخلوقات الأخرى لما كان هاك دلالة على وجود اله أصلا. و من هنا فقد تغيرت حياتي و آمل أن حياتك كذلك أيضا. شخصيا بطلت أعيد في الماكن التي يريدها قربي و بطلت أجامل لما ما أحب شيء ما و بطلت أضحك على نكة و اعتبرت نفسي استقلت. و طبعا فان اردت اختبار اخلاق احدهم و معدنه فهو ليس عندما يحتاجك بل عندما لا يكون بحاجتك. أعرف فتاة كانت صديقة لقريبتي لزمن طويل و كانت اذا زارتها محبة و ودودة و أفضل مايكون و عند صولها على الاكتفاء حيث تغيرت وظيفتها و منصبها قامت ببساطة بزيارة قريبتي و تعذرت بأنها مشغولة و جلست لدقائق فقط و أكلت بقرف و هكذا حينما سألتها مالذي تفعلينه بالضبط اجابتني" أريدها تكرهني لأني لا أريد صداقتها بعد اليوم هي ليست من مستواي و لن يكون بيننا تبادل منافع" يالها من طريقة لطيفة لقول أنا لا اجتاجك بعد اليوم. و كذكلك الأخلاق يا سادة خلقت لتحافظ على التعاملات بين الناس في فترة احتياجهم لبعضهم فقط. لمن تعيش: عش لنفسك. أتذكر في يوم كنت واقفة بجانب سيدة و معها طفلتها في العاشرة تقريبا و طارت فراشة بالقرب منا و كان منظرها جميلا جدا و لكن الطفلة فزعت و قالت" ماما أكرهها ابعديها ارجوكي" و لكن الام لم تحرك ساكنا و نظرت الى ابنتها و قالت" يحق للفراشات أن تعيش بيننا فهي مخلوقات ضعيفة و جميلة في منظرها لا يجب أن تكرهيها و يجب أن تحبيها" و تشبثت الطفلة بأمها جيدا حتى ذهبت الفراشة دون أن تناقشها أو تتكلم. هالني الموقف فهل على أحدنا واجب أن نحب و أن نكره. هل يجب تحكيم العقل حتى في هذه؟ أذكر أيضا كم من المرت كان علينا تقيبل شيدة عجوز في زيارة اجتماعية لانه من الادب بينما كنت في الثامنة تقريبا و لا اريد الاذعان لذلك و ان لم افعل تلقيت عقابا فالواجب هو الاخلاق و ان تعيش للاخر و تجامله. حسنا لقد كنت طفلة و يحق لي ان احب او اكره و مع ذلك فقد تم تدريبنا من قبل المجتمع حتى على المشاعر و حتمية الاذعان لها. ما هالني بعدها هو طفلة اخرى و انا ابلغ من العمر أنذاك ال 30 . في موقف مشابه طلبت الام من ابنتها ان تسلم على السيدة و تتادب معها برغم أن الأم كانت تتكلم باستمرار عن كيف لا تحب هذه السيدة و هي معذورة فالقلب مو باليد و هي لاتستشيغها. بأي حال غضبت طفلتها و صرخت و ابتعدت و لم تفعل الأم شيئا و تقول: ابنتي هكذا طبعها" لا أدري مدى مهارة الطفل في ترويض الآباء على التقبل و الاذعان مقابل فرض الشعور تحت عنوان ما و تسمية" يجب تكرهه أو يجب تحبه أو يجب تحترمه أو يجب أن لا تنفر منه أو يجب أن تشفق عليه" و هكذا فان جزءا كبير من حياتنا منذ الصغر يصيغه المجتمع. رجل قد بلغ ال80 من العمر يخاف من زوجته و يأكل منذ 40 عاما أكله يكرهها و يمقتها لانها تخبره "انه واجب عليه " يذعن لها و حين أحاوره يصارحني لأن هناك أمور يحصل عليها الانسان مقابل ما يذعن له. أتسائل عن مدى صحية هذه العلاقة و هل استمرارها يعتبرها ناجحة كما اعتدنا تقييم العلاقات. أعجبتني منذ مدة مقولة لصحفية تتحدث فيها عن وجود الكثيرين ممن يؤمنون بأن أي علاقة تعيشها لابد تقيمها كل خمس سنوات و يحق لك أن تكره و تحب و أن تترك تلك العلاقة و تبدأ اخرى و هو امر رائع بالنسبة لي بينما في مجتمعنا لاشرقي هناك حتمية في الشعور تفترض أمورا أخرى يجب الاذعان بها. فلم تكون الحرية مقبولة فيما هو للآخرين وليست مقبولة حين تكون لأنفسنا أو لله. لمن تعيش حياتك: لنفسك بغضب الناس و حب الله.
3.0.27. و من قال ان علينا ان نتفاهم؟
هل حصل يوما ان طلبت وجبة من المطعم فحصلت على وجبة اخرى مختلفة؟ طبعا لا و ان كان فهو شديد الندرة منذ اكثر من عشرة اعوام و ثقافة الخدمات تطرح المنتج اماك على الارفف او تحضرها مباشرة و انت واقف. و لايوجد اي سوء تفهم في الموضوع و يحصل الاستياء في حالتين فقط ان تاخر طلبك بينما يتم خدمة غيرك و تجاهلك و حين تكون جودة الطعام سيءة للغاية. طبعا فان قاعدة لكل شخص او جه محببن و كارهين تغيرت الى ان فلانا يشتهي الباستا اليوم و ياكل البرجر غدا و لكن حال الناس اليوم مختلف جدا فلا تستطيع مثلا تحديد قيمة صديقك و الامر مطاطي جدا فهو اليوم معك و غدا ياكل البرجر و بعد اسبوع يعود للحلويات. هل اصدقاؤك داءمون لك؟ لا تهتم بالاجابة لان السؤال الحقيقي هو هل علينا ان نتفاهم فعلا؟ طالما ان الجميع يتغنى بثقافة الاختلاف و عدم الغاء الاخر فان قدرتك على اساءة الفهم عمدا يبدو امرا ممتعا و مفيدا نوعا ما.
يقول لك زميلك ان توصل الورقة للمدير و ينتهي الدوام و تقوم انت بتسلبم الورقة عمدا في اليوم التالي و حين يسالك لن تخبره طبعا انك لم تشعر برغبة في توصيلها او كنت كسولا او منشغلا بالهاتف مع زميلة عمل لطيفة و لكنك سترد و تقول ( لم تخبرني انه مستعجل)
حسنا و ان كنت اكثر ذكاء ستقوم بتسليم ورقة بديلة او تقرا المحتويات و تتصل بنفسك بالمدير و تخبره عن المحتوى و هكذا تركز على عوامل لا دخل لها بما يريده الاخر. نعم انه فن تعمد سوء الفهم و التحوير.
يقول لك ابنك اريد البطاطا المقلية و تقولين حاضر حبيبي و تقدمين له البرجر و تقولين اسفه لم يتسع الوقت بينما كنتي تحادثين صديقك.
موظف لديك لم يعجبك و تريد التخلص منه و لاداعي لمنح الفرص ابدا فهذا ضرب من الغباء في عالم اليوم. فان قدم عملا ذو جودة اتهمه بالتاخير و ان قدم عمله سريعا انتقد رداءة عمله و هكذا بامكانك ان تعمد الى سوء فهم احدهم و ثبته بالحجة و البرهان ايضا.
انت مدير و قمت بالموافقة على طلب احدهم لاجازة مخالفة مع فلانا يحتاجها اكثر و غيره تقدم بالطلب منذ وقت طويل و ينتظرك فماذا عليك ان تفعل؟ لا تتحدث كثيرا فقط قم بالموافقة على طلب قرض لمن رفضت اجازته و ان كان لا يحتاجها! سيشاع في القسم ان الامر طبيعي و يحصل و لا عليك ان تشعر بالسوء او تبرر و اي اعتراض سيصدر من الموظف الاخر سيكون لاغيا لانه سيعتبر غير مقدرا لما تمنحه من ميزات.
تعمد سوء الفهم اصبح ثقافة لا يعاقب عليها القانون و ينظر لها المجتمع باحترام على انها ذكاء. و طبعا الحياة شطارة فاما انت رابح او خاسر.
3.0.28. حين لا تتسامح مع ذاتك
هل حصل لك موقف ما في حياتك حين لم تستطيع مسامحة نفسك أبدا؟ الكثير من الندم بداخلك لربما أكثر مما تحتمل؟ هاك الكثر من الأسباب التي تدفعك للوصول الى حافة الانهيار و الكثير من عدم التسامح الذي ينعكس لدى البعض في حالة تعاملهم مع الآخرين كما مع ذواتهم و هو أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض و تؤدي الى عدم التسامح مع الذات. لكن هل من المهم أن تتسامح مع ذاتك؟ بالتأكيد من المهم أن تضع رأسك على مخدتك و قد أديت مافي ذمتك أو على الأقل أنت راضي عن كل ما استطعت تقديمه لكن ماذا عندما لا تقدم أفضل ما عندك برغم محاولاتك؟ ماذا تفعل عندما تسلك سلوكا لم تعهده من نفسك ؟ اليك الحالات التي قلما يستطيع الانسان التسامح فيها مع نفسه:
عندما لا تقول مافي قلبك تجاه الآخرين
عندما تجد أنك وحيد و قد أخطأت اختيار الناس في حياتك لدرجة أن الجميع غدر بك لمصلحتهم الشخصية بحجة أنه يريد التعرف على الله. فهل سيأخذ الله بحق من ظلم فعلا حين لا يملك له حيلة؟ وستجد عندها أنك أخطأت في حق نفسك حين لم تكن لديك المهارة ليس لتصرخ في وجه من أذاكبل في قدرتك على الحياة بالطريقة الصح فأنت لا حلفاء لك و لذا لن تستطيع أن تنجح مع كل هذا الغدر حولك و لا علاقة للاله بذلك. و منه فان الخطأ التالي
هو اختيار العقيدة الخطأ لروحك و حسك و عقلك. عندها فأن مبادئك تخذلك و دينك يخذلك و تجد أنك أخطأت في حق نفسك و كن من حق ذاتك عليك أن لا تعتنق دينا تى تتعرف على كل الخيارات الأخرى المتاحة. في زمن لا معلومات حقيقية فيه الا لمن لديهم سلطة معينة أو نفوذ ما فان من حق ذاتك عليك حسن اختيار المعتقد و المذهب الذي يأتي بمصلحة أكبر لك و يكون منصفا و عادلا و معينا لك على الحياة الواقعية فيما يسمح وما لا يسمح لك به
عندما تخون مبدأ نافعا لك أو تعاليم دينك التي ءامنت بها
عندما تحسن الظن.
عندما تفعل أمرا لا تريده لشدة الضغط الانفعالي بداخلك و في تلك اللحظة فقط حين تنهار فيصدر منك مالا تستطيع أن تسامح نفسك عليه. غالبا مايتسبب الآخرون من حولك بضغط شديد لك ان كانوا مجموعة و هو مايشبه التنمر الاجتماعي للصغار و هو ممكن للكبار أيضا حين يطال الأمر عملك و جهودك و شخصيتك و قيمتك الاجتماعية
حين لا تأخذ حقك ممن يؤذيك فانك لا تستطيع أن تسامح ذاتك على ضعفها
عندما تصبر طويلا و أنت صائم و قبل الآذان تضطر للافطار لسبب خارج عن ارادتك أو لانهاك شديد ألم بك فتم نقلك الى المستشفى مثلا و تم تفطريك اجباريا. هل مررت بهذا الشعور من قبل أو اختبرت أمرا مماثلا؟ في هذه الحال أيضا لا تستطيع التسامحممع ذاتك لأن جهد اليوم كله قد ضاع و السبب كان جسدك الذي خذلك مثلا.
من الاعتقادات الشائعة الخاطئة أن هناك وفرة في الحياة و أن أيا مما يذهب فهناك ماهو أفضل منه و ان من يعيش بهذا المبدأ هو فعلا شخص يستطيع ادعاء السعادة بمهارة ان لم يكن يمتلك موارد النجاح الحقيقية و لكن في حال استطاع التجاهل باستمرار فانه بالفعل من الصعب استثارة شخص ليصدق بوجود ماسوى "يوجد غيره". حين لا يستطيع الشخص التسامح مع ذاته فان أفضل ما يفعله هو تحطيم الكثير في طريقه لأنه يعلم أن ما مضى لا يعود حتى باستخدام تلك الحيل النفسية الصغيرة التي يمارسها الكثر من الأطباء فحسب تجربتي الشخصية أنت لا تستطيع مسامحة نفسك أبدا. تستطيع أن تبتسم و أن تجبر نفسك على التجاهل و لكنك لا تستطيع أن تخرج الألم بدخلك فيما يتجسد واقعا الا بكسر قلوب أقرب الناس اليك. حينما لا تستطيع التسامح مع أخطاءك فالسبب غالبا هو أنك قد سامحت غيرك من قبل كثيرا و تمت معاقبتك على أتفه الأمور بأكثر مما تستحق. الكثيرون يقعون في خطأ رد الانفعال عند عدم التسامح مع ذواتهم فتجدهم يقضون بقية عمرهم في فعل ما تم حرمانهم منه و قد شاهدت الكثيرين ممن كرسو حياتهم لهذا مدفعون بالعنصرية تجاه أشخاص محددين أو ديانات معينة أو أعراق و جنسيات. و لكني أظن أن أكبر نجاح لمن لا ستطيع التعامل مع ذاته في مسامحتها هو أن يقوم بانجازات أكبر لنفسه و ليس تالانجازات المالية أقصد بل العكس ان الانجازات المعنوية التي تضع فيها من أساء اليك في موضعك ذاته رغما عنه هو ما يجعلك تشفي غليلك لأنك لم تستطع الدفاع عن نفسك من هذا الشخص يوما. بل انه سعيد بالتسبب بعقدة نفسية لك بينما يزيد من ضحاياه لأنه اعتاد على مبدأ " قاله ملقتش حد يردني". عندما لا تتسامح مع ذاتك استخدم هذا المبدأ أيضا و لكن مع من أساء اليك و ظلمك.
3.0.29. أريعة مشكلات شائعة تقضي على حياتك الاجتماعية، تجنبها
لربما لم أرغب بمحو كلمة من قاموسيي قدر كلمة مشكلات الا أن الحياة تنضك بما فيه الكفاية لتعلم أن بعض الأمور من الأفضل لك تخفيفها فقط و التخلص من القطع الأكبر منها فقط دون الحاجة لتفاديها كليا لأنه هذا ضرب من المستحيل من ناحية و من جهة أخرى فبعض المشكلات مفيدة لتبقى و تذكرك بطعم اليوم اللطيف بلا نكد. و اليك قائمة بالمشكلات العشرة الأكثر شيوعا في التسبب بهدم العلاقات الاجتماعية بانواعها
عدم العناية بالمظهر بالشكل الكافي و من ذلك العناية بالنظافة من جميع النواحي. أكثر من 90% من الأشخاص يجمعون على أن هذا هو المتسبب الرئيسي في ترك الأصدقاء مهما كانت الميزات المضافة الممنوحة. فمن المقبول مصاحبة شخص وغد بكل أفعاله و لكن يتوقف الناس عند مسألة النظافة الشخصية. من النظافة الشخصية أن تهتم لعدد مرات استحمامك و روائح ملابسك و رائحة فمك و تفاصيل يهملها الكثيرون كالأظافر و البشرة. التطرف في مسألة المظهر الشخصي أيضا تعد غير مقبولة فمثلا حين ترتدي ملابس قديمة جدا او آخر صيحة أزياء من تشكيلة المصمم الفلاني الذي نزلت أمس يعد غير مقبولا عامة و كمثال آخر فان النحف الزائد و الشمنة الزائدة و عدم التناسق يجعل الكثيرين في موضع عدم قبول اجتماعي و هذا المر شهير و متداول ابتداءا من أيام المراهقة و حتى البالغين يتعاملون به بشكل لا واعي.
هل أنت ممن يتحدثون عن موضوع واحد ل 75 % من الوقت؟ الكثيرين يقعون في خطأ عدم التنوع حيث تكون ثقافتهم محدودة برامج معينة أو اقليم جغرافي محدد أو حتى بنطاق لغة واحدة فتجد المواضيع تنحصر في اثنين و ثلاثة مما يجعل الشخص مملا و تصبح العلاقة غير قابلة للتطور. تجد مثلا سيدة تتحدث عن أطفالها طيلة الوقت و شاب يتحدث عن عمله طيلة الوقت هي أمثلة لأخطاء كلاسيكية. الثقافة مهمة جدا كما التعليم و البعض يظن أن معرفة الأطعمة التقليدية في اليابان يعد ثقافة بينما الحصول على معلومات لا يعني ما سوى أنك تتعلم عن مكان ما للسياحة مثلا. أما الثقافة فلها بعد يتعلق بعلم النفس و الاجتماع و البرامج الانسانية المطبقة في المجتمع الذي تعيش فيه و كلما كنت مشاركا و ليس فقط ملما بالمشاريع الثقافية التي تتضمن رسم الهوية الوطنية لأهل بلد معين على سبيل المثال كانت ثقافتك أعلى و ادراكك أوسع.التنوع في الثقافة التطبيقية كما المعلومة يجعل الشخص جذابا بشكل تلقائي ببساطة لأنه ليس منغلق فكيرا مما يسهل التعامل معه. و كما قيل في حالة المثقف حصرا أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة لأنه يزيد من حصيلة الثقافية باستمرار بالممارسة العملية.
لا أحد سيصاحب الشخصية التي تتسم بالسذاجة و البساطة و الطيبة كما يقال لا في عصرنا اليوم و لا الأمس و لا غدا. و لابد للشخص أن يكون ذكيا كفاية و لك أن تحرص على تطوير خبراتك الاجتماعية باستمرار و الاكثار منها فمن المعروف ان عملية انتقاء الاصدقاء ليست سهلة و انما تحتاج منك لادراك أن هناك صديق جاهل و هناك صديق عاقل و لك أن تحسن الاختيار. و يفضل 85% من الأشخاص مصاحبة شخص وغد على آخر لا يعرف يقول كلمة لا لأصحابه أو أنه ببساطة بيحبهم. و طبعا قل من تصاحب أقل لك من أنت فيعكس الكثير من ذاتك و هو عنصر مهم في اختيار العلاقات الاجتماعية او حسن مراعاة الاختلافات و الفروقات بين الناس
المعاناة من المرض النفسي و الوسواس بحد ذاته يعد مدمرا مشهورا. ففي احدى دراسات الزواج في أمريكا وجد أن 76% من الأشخاص يحصلون على الطلاق خلال ال 3 شهور الأولى من الزوج بسبب الوسواس القهري حول استعمال معجون الأسنان! الوسواس القهري يجعل الشخص في حالة عدم تصديق تامة لأي مما يقوله الآخر ان تطور في فترة ما مرتبطة بتجربة واقعية في حياة الشخص . مثلا قامت المذيعة التلفزيونية المشهورة منى بتحضير برنامج ذاع صيته لفترة ما حول نتائج دراسات علمية تعرف المشاهد على علاقة تفاصيل الجسد و لغته بحياة الانسان و تجاربه و سماته الشخصية. احدى المشاهدات لم تقتنع كثيرا بما تقول و لكونها صديقتها و تظن أن عملها محترف لم يخطر ببالها أنها تكذب فعلا و أن جميع المعلومات التي ذكرت في البرنامج كانت خاطئة و أنها أرادت أن تتفوق في مسيرتها لمهنية فقط و قد حقق لها ذلك المزيد من الشهرة و المال. المرضى النفسيين الحقيقيين قد يفعلون أي شيء ليؤذونك بمافيه الكذب بحجة الدفاع عنك و اخفاء الامور عنك بحجة حمايتك و بعد هذا ضربا من تدني مستوى النضج لدى الشخص و ثقته بأنك تستطيع فعل أي شيء كطرف في العلاقة بحيث يتصرف هو تاركا لك المجال تقول له شكرا و تتسائل في حال عرفت الحقيقة و صدمت. هذا النوع من الاشخاص المرضى النفسيين يكون استخواذيا لدرجة منعك عن خيارات حياتك الشخصية فتجد أما سمتعدة لمنع ابنها من الدراسة الجامعية بحجة المحافظة على دينه و أنها تفهم أكثر منه!
3.0.30. نحن مختلفون ؟
منذ 15 سنة و أنا أستمع كل يوم لضجيج اعلامي حول أهمية الاختلاف و أدب الاختلاف و ثقافة الاختلاف و أساسيات الاختلاف و روعة الاختلاف و ضرورات الاختلاف و لكني لم أسمع أحدا يتطرق الى حتميات الاختلاف. مالا يتم الواجب الا به فهو واجب و عنصر أساسي لتحصل على المزيج الذي تريد. و بأي حال لا أزال أذكر قول عمرو خالد عن ثقافة التعايش و قصة مقبرة بريطانيا و لا تسألني لم علقت تلك القصة بذهني فقد كنت وقتها مريضة جدا و بأي حال فمالفت نظري هو حديثة عن سنوات السعادة لكل فرد و تخيلت لو أن عدد تلك السنوات كان هو رقم جوالك و لا تزيد عدد سنوات سعادتك ع التسعة طبعا فماذا يعني أن نكون مختلفين اذن لنصل الى التعايش؟ ان من حتميات و ضرورات الحياة أن موارد الحياة ليست متجددة و انما عدد قطرات مياه البحر لا نسل لها بل ان كل أمطار العالم منذ الخليقة الى اليوم تحتاج الى دورة مائية فيزيائية فقط و لكن ماذا عن الانسان الذي يتناسل و يتكاثر ولا تستطيع ايقاف ذلك غالبا أو من حيث المبدأ. لكي نستطيع العيش بسلام فلابد لنا أن نتقاسم الموارد المتاحة و من هنا فيجب أن لا نتجه كلنا الى مصدر واحد للغذاء بلابد من الأمور التالية
عدم التنوع في المصادر هو أساس الاختلاف. ليس هناك سوى 3 ألوان أساسية في دائرة الألوان الطبيعية و منها تستطيع الحصول على بقية الألوان بالمزج. و لكي نكون مختلفين فهذا يتحتم ان
يمتنع بعضنا عن ما لا يمتنع عنه الآخر و من ذلك قوله تعالى ( و نبئهم أن الماء قسمة بينهم) و هذا يعني
ان هناك تنازع في القسمة فكيف تقسم 3 على خمسة مثلا؟ ان حسن التقسيم يعني أن يرضى الجميع بما قدم لهم و هذا أمر مستحيل و لذا كان التنازع واجبا و منه ما نعرفه من تنازع الدول على مصادر النفط و الغذاء. أما عن أساليب التخلص من النزاعات و حل المشكلات ففي هذا المجال أدب فكري طويل المدى بداية من سقراط الى ما يطرحه اليوتيوب في يومنا هذا.
لابد من ايجاد البدائل لمن تأخذ منه شيئا ففهي حقيقة الأمر ان حرمتني من مادة غذائية أساسية فانه يتحتم عليك ايجاد بديل لي يضمن قدرتي على البقاء و من هنا كان لابد من ايجاد احتياجات بديله فمثلا تجد ان الارضاع الطبيعي له بدائل اليوم من الحليب الصناعي و هكذا فان الحتمية الخامسة
هي المحافظة على الحسبة العديدة في كل شأن ثابته لا تتغير لأن أي خلل في التركيبة الكيميائية يعني انلاع حرب و هي ما يراد بالاختلاف ايقافه و التخلص منه كأزمات بشرية على مدى التاريخ.
3.0.31. كيف تتحلل من حقوق الاخرين عليك؟
كثيرا ما سمعنا في الشارع فلان يصرخ و في المنازل تسمع امهات تدعي على ابنائها و ترى بام عينك اثنان يتشاجران و يدعو احدهما على الاخر. لعل في الدعوة شعورا بان هناك قوة اكبر من هذا الاخر الذي يتسبب لنا بالالم. و الحقيقة ان حبنا للاخر هو ما يجعلنا ندفع ثمن هذه المشاعر حين لا نفرق بين وجود مشاعر في قلوبنا للاخر و بين السماح له بالتعدي على خطوط حمراء تؤذينا ظنا منا اننا نثق في الاخر و انه لن يفعل ما يؤلمنا.
و لكن كثيرا ما نسمع في بيئتنا الاسلامية عن كلمة التحلل وهي طبعا ان تذكرك بشيء فهو اخر مناسك الحج حيث تقوم بحلق شعرك ان كنت رجلا. و في ذلك رمز يذكرنا بموقف صعب للنبي عليه الصلاة و السلام حين أشارت عليه زوجته أم سلمة بكيفية اقناع المسلمين عن العدول عن الحرب التي اعدوا لها طويلا على ان يعودوا مرة اخرى. و كانما يخشون عدم العودة او الشعور بالضعف لاحقا جراء هذا التصرف. و لكن التحلل هنا يرمز نوعا ما الى شعور بالانتهاء من شيء ثقيل على الانسان و في حالة الحج فانت تتخلص من ذنوبك و تبدا من نقطة جديدة و تشعر بالنقاء و لكن ماذا عن التحلل من حقوق الناس عليك؟ هل يعني ذلك بداية جديدة؟
تكمن فكرة التحلل من حقوق الناس في جزئين: الملموس و المعنوي. فمثلا: قمت بالاستدانة من احدهم و تاخرت عليه لاي سبب كان. فعليك ان تعيد له المال. اما عن شعور الشخص بالاستياء طيلة فترة تاخيرك فحقيقة الامر ان لا تحلل مطلوب منه فقد تاخر النبي عليه الصلاة و السلام في رد الدين و كان ان طلب ان لا يؤذي احد العرابي الذي يطلب حقه و لكن عزيزي الشخص العادي من الذي قال ان احدا يكترث بما يمكن ان تفعله في حال طالبت بمالك لأن أحدهم تأخر عليك؟ لعل التفكير بالامر من منظور اضافي مهم فمثلا ماذا لو ان الشخص الاخر تعرض لنفس الموقف هل هذا يجعلك تشعر افضل؟ بالطبع و بعيدا عن العابثين اليك قصة احدهم.
رجل غني لا يريد ان يحسده موظفوه بالذات انه يتاخر في تقديم دفعات الرواتب فمر بسيارته قرب مجموعة منهم ثم توقف و نزل لشرب القهوة معهم و استمع لشكوى كل منهم ثم بدا بالتشكي هو ايضا بانه لا يستطيع انجاب الابناء ( مع استطاعته)! في محاولة منه لجعل الاخرين يشعرون بان لديه هو ايضا مشكلة عليه ان يتعامل معها.
اليك قصة اخرى حيث كانت هناك صديقتين و تقدمت احداهما لطلب فيزا السفر الى جنوب افريقيا و تم رفض الطلب و تقدمت الاخرى بطلب السفر الى اوروبا فحصلت على رقة القبول و لم تخبر صديقتها. ذهبت الصديقة الثانية الى الاولى و تقدمت بطلب للذهاب الى افريقيا و حصلت على الرفض طبعا و هي تعلم ( انت لتكون مفاجاة لها لو تم قبولها!) و هكذا نت الصديقة الاولى ان جميع الناس يمرون بالمشكلات نفسها و رد الفعل نفسه!
في المثالين اعلاه كان للعابثين سبيل ان يفعلوا ما يشاؤون باسم القدر و ياله من قدر مواتي لظروفهم و اهدافهم و قناعاتهم! و على اية حال فلنعد الى موضوعنا الحقيقي الا وهو التحلل بعيدا عن العابثين في حال اردت ان تكون شخصا محسنا و ذاك ليس واجبا عليك في الامور المعنوية و بامكانك ان تنام قرير العين حتى لو قضى احدهم الليل يدعو عليك و يسب قبيلتك طالما انك تامن شره لاحقا.
بكل بساطة
اعتذر مباشرة
ان لم تكن صادقا و كنت عابثا و مستغلا فلا تتعب نفسك فبعض الامور لا يمكن التجاوز عنها
لا تطلب من الاخر ان يسامحك او يتجاوز عن الامر
لا تتوقع من الاخر ان يحبك او يتعامل معك بالنفسية السابقة ذاتها و لا تبدا بطلبك اي نوع من المشاعر منه
اعط الاخر فترة زمنية لكن ليس طويلا فكل امر لابد ان ينتهي في اليوم نفسه
بادر بالاتصالات بشكل مستمر
حتى لو تلقيت رفضا اوعدم استجابة
7. تودد للشخص بالهدايا ان كان يحبها
او بفعل ما يحبه كمرافقته الى مكان يحبه
او زيارته
8. في حال رفض احدهم اعادة العلاقة معك فارجو ان تحترم ذلك و لتكتفي بسماع الشخص يقول لك انا لا اريد صداقتك و عندها يمكنك ان تنسحب
9. ان كنت تحب صديقك كثيرا. فكر كيف يمكنك ان تعيد العلاقة معه في المستقبل البعيد و اترك له المجال مفتوحا لترحب به في اي وقت.
3.0.32. البر و العقوق و كلاكيعهما
على غير العادة من الاسطوانة القديمة التي تقل أن عليك أن تبر أبويك و هي ما علقت فيه طويلا ظانة أن ما أفعله في هذه الحالة و أن هذا عليه ثواب و ذلك عليه عقاب ولمن لا يعلم من القراء الأعزاء فاني أظن أن الثواب و العقاب يشبهان النقاط التي تجمعها من علبة السن توب للعصير و عذرا على التشبيه ففي طفولتي تخيلت الملائكة مثل عدادات البنزين تزيد و تنقص هذا على اعتبار طبعا أني كنت أؤمن بأن هناك ملائكة و الأهم أنهم لا يشبهون ما يرسمه المسيحيون في مسلسلات الأطفال ذلك أن سبب عدم التصديق للآخر هو أنك مختلف عنهم بالأساس و تنطلق من فكرة أنك مسلم يعني من شعب الله المختار. المهم أني اكتشفت فجأة أن كثيرا مما فعلته كان زيادة على واجباتي و أن ما يفعله أحدنا يتبع لمجرد تقييم الآخر عنه بما يشبه علاة المستهلك ببائع المنتج و منتجه. كثير من علوم و مباديء و برامج الأبحاث و التسويق برأي لها لافضل و الأثر على حسن فهمي لما يعني أن تقدم شيئا لأحدهم منتظرا نتيجة وهمية اسمها ثواب و الأنكى أنه لايوجد معيار لها و بالتالي لا تستطيع تعرف انحسبتلك و لا لأ. بل ان الأسوا حين تجد نفسكاضعت من عمرك وقتا ثمينا ظننت فيه أنك تساند أباك مثلي لتكتشف أنه كذب عليك و تحمل في قلبك كل الحقد و الكره له أبد الأبدين و حين تبدأ بتوعده أنك ستحاسبه عند الله تبدأ بالتفكر مثلي هل الله فعلا موجود؟ و لست هنا بصدد الفكر الالحادي و لا حتى التفكير الذي لا جد له مبررا طالما لم يقترن بأرقام و احصائيات و دراسات بمنهجية علمية تنطلق من الشك. و في حالتي البسيطة كأمية من عامة الشعب العربي و منحسبة على المسلمين بالهوية فاني قرأت الآية الكريمة بتمعن و وجدت أن الله حصر حقوق الوالدين في ما لا يزيد عن عشرة أمور و لا داعي لكل الكلاكيع و عشرين ألف حلقة تلفزيونية كانت تكاليفها لتفي بمأكول قرية لاجئة. اليكم حقوق الوالدين باختصار:
لا تقل لهما أف. و هذا يعني أن أفعالهم ستستفزك لأبعد حد.
لا تنهرهما. لأنهما في لحظة يستفزونك لن تجد طريقة أخرى للتعامل معهما و لكن ممنوع عليك النهر أيضا لأن اختلاف الثقافة و الجيل يجعل من المستحيل عليهما تفهم عالمك و عليك تقبل هذا منذ بلوغك ال 15 من العمر.
قل لهما قولا كريما. و لعل هذا يدلك على أن اسلوب التواصل معهما قد يقتصر على الكلام بحكم الابتعاد المكاني كما يدل ذلك على أن هذا هو احتياج الأبوين عادة من أبناءهما. أما عن كريم فان المفردة هنا لا تدل على أن القول كثير كما تكرم ضيفك بالأمور المحسوسة و ان دل على شيء فهو ليس بالضرورة يقتضي الانفاق المالي لأنه غير متوفر ربما للكثيرين لكن هذا يعني قضاء وقت أكبر و لعل في الكرم دلالة على نوع الكلمة الطيبة تلقيها.
اخفض لهما جناح الذل من الرحمة. و التذلل سبما رأيته في فعل الكثيرين من الأبناء الذي يحظون برضا الوالد(المستهلك) عن المنتج (الابن أو مايقدمه الابن) يكون بأن يظن الأب دائما أن أرفع مكانة. أعرف فتاة تتظاهر بأنها طفلة في حضور والديها مما يجعلها يتعاملان معها ببساطة و قبول و هذا من الرحمة بالشخص لأن تغير حال الأبوين في الكبر أو كما ذكرت بتغير الأجيال خلال 15 عام على أقصى حد فانهما يحتاجان للرحمة في التعامل وليس الى مودة مثلا.
قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. اعادة ذكر الرحمة هو القيمة المطلوبة في التعامل مع الاخر فلادعي مثلا لأي نقاش أو حوار في أمر تريده أانت بل من الرحمة ان اورته أن تتكلم بما يهمه هو ككبير في العمر و لا تقلقه بأي من شؤونك و أيعد عليك تذكر قاعدة ال 15 سنة. تذكرهما بالدعاء باستمرار هو ما يذكرك بهما أصلا فكم من الأبناء نسو آبائهم و لست هنا في حالة الحديث عن عقوق الآباء و استحقاق ذلك أم لا فأننا أعرف رجلا كان يتظاهر يأنه يذهب لزيارة أهله و البر بهما و يلقي على مسمع أبناءه لشعرين عام أنه يفعل ذلك مستغلا المشكلات التي يتسبب بها بين أمه و زوجته و المفاجأة أنه كان متزوجا نم أخرى و يقوم بممارسة هواياته الشخصية و لايريد أن يجلس مع عائلته! و الأسوأ أنه يعلل ذلك بأنه ذكاء اذ أبناؤه جالسوه في كبره ظنا منهم أنهم يردون معروف أباهم و بذا كان أنانيا من الصنف الأول.
ان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. في هذا الجزء دلالة على أن الوالدان لديهم صفة الزن و المجاهدة و ليس فقط أنهما سينصحانك بل سيجاهدانك و لربما لن تستطيع أنت المقاومة و ستتعب من ذلك الجهاد و عليك أن تدرك أن هذه الجزئية تعبر أيضا عن جزئية اختلاف التوجه فلربما يريدان لك الشرك و أمرا سيئا. يغيب عن ذهن الكثيرين أن الآباء الصالحين عمة فعلا من الله مقارنة بآباء يريدون لأبناءهم الشرك. فان كان ذلك في العقيدة فالأبدى الاعتبار بأن الايمان مسألة لا يتدخل فيها الوالدان و من ذلك تستطيع قياس بقية الأمور و أنا أؤيد تمرد الأبناء على أي مما لا يعلمون به مما يقوله الآباء فهذه هي الجزئية الثالثة في الآية. و طبعا فما لا يتأتى الواجب به فهو واجب فكيف تستطيع الابتعاد عن موقف كهذا؟ عليك أن لا تطعهما بما سوى ذلك و أن تدرك أن فروض الطاعة لا تقدم للأهل مهما ارتفع شأنهم. ان جزئية اختلاف العلم تجعلك تتفكر في أن ما يدعيه الوالدان في هذه الحالة لا علاقة له بما تتعلمه و تعرفه في عصرك كما أنه مختلف عن ما يقال في عصرهم لأنك لكنت ستعلم به بضرورة مجيء زمنهم أولا. التحذير هنا جاء من فكرة التجريب لما لا تعلم عنه حتى لو كان أهلك هم من يدعونك اليك فلا تظن أن هذا بالضرورة يدعوك لشراء المنتج أبدا.
صاحبهما في الدنيا معروفا. ان كلمة المعروف لها عدة دلالات و تفسيرات فهي تعني المتعارف عليه بشكل عام في المجتمع في ذلك الزمن. ففي وقت ما كانت المصاحبة للأهل كجزء من البر و قضاء الوقت كما سبق و ذكرنا له علاقة بالوقت يقتضي العيش معهم في نفس المنزل و في زمن آخر كان يقتضي زيارة بعيدة الأمد لبعد المسافات و الاغتراب و في زمن آخر فان الهاتف يكفي حتى بمكالمات طويلة. و ان ذكر لفظ الدنيا له دلالة على أنك قد لا تصاحبهما في الآخرة و لذا كان عليك أن تدرك فكرة الوقت الذي تمكثه معهم.
3.0.33. الاضطراب النفسي
هل تخيلت يوما انك ستدخل في حالة اضطراب نفسي ؟ لعل ذلك ابعد الامور عن ذهنك. دعني اصف لك كيف حال الشخص المصاب باضطراب نفسي فقد مررت بتلك التجربة للاسف.
يبدا الامر عادة بمواجهتك لاحداث مفاجاة و صادمة و متوالية غالبا. قد تصبر عند الصدمة الاولى ثم الثانية ثم الثالثة و لكن مشاعرك فجاة تتجمد و تبدا ترى نفسك خارج الواقع الذي تعيش فيه. تحاول تفسير الامور فتجد الاسباب غير مرتبطة بالنتاءج.
ستلاحقك الشكوك و الظنون بمجرد ان تبدا احدها فلن تنتهي تقريبا. ستجد نفسك تضحك في اوقات الحزن و ستكره ماكنت تحب. فجاة تنقلب الموازين بداخلك. تريد الذهاب الى المطعم الفلاني فتجد نفسك متجها الى المول. تصل و لاتعرف لم انت هنا. تعود الى المنزل و تتذكر بانك تحتاج لشراء اغراض منزلية. فجاة تبدا بلوم نفسك على النسيان و على اشياء اخرى كثيرة. ان تطور الامر لا سمح الله فستبدا بمرحلة الوسواس و الفزع و تنتابك مايسمى بنوبة فزع او قلق حيث تتسارع ضربات قلبك و تتجمد اطرافك بينما تتعرض للحرارة و التعرق الشديد و يصفر وجهك. بعد ذلك قد تسقط ارضا. و لا تحتمل الوقوف. سترتجف و تتالم بشدة لثواني و تشعر كانما احدا ما يضربك بعنف على راسك ثم يزول كل شيء. ان مرت ايام حتى النوبة التالية فانت محظوظ جدا و لكن قد تنتابك النوبات يوميا عادة. بعد ذلك ستفقد شهيتك و تصاب بالغثيام لمجرد رؤيتك للطعام. ستاكل فقط كي لا يشعر احد بالمك لانه داخلك و سيظن من حولك انك عادي او بك وعكة صحية لا اكثر. ستغير عاداتك و تنظر الى نفسك في المراة مرات قليلة فقط و لن يعجبك ماترى. و طبعا بمساعدة من البرامج الاجتماعية و الحوار يمكنك تعديل الوضع و العودة الى طبيعتك الا لو تدخل احدهم ليزيد حالتك الى الاسوا بصدمات اضافية. كشهادة الزور بين زملاءك ضدك و هو امر فوق طاقتك ووتعجز عنه و كمثال ان يشيع احدهم عنك خبرا كاذبا و يعاملك النتس بعنصرية شيء من التنمر يجعلك تدخل في وضع نفسي اسوا. فلن يصدقك احد حينها ببساطة لانك بدات بزيارة عيادة طبيب نفسي و اي شيء تقوله سيكون محض شكوك و هلاوس و سيدعو لك من حولك بالشفاء العاجل. المرحلة التالية هي تناول ادوية مهدءة تساعدك على النوم كثيرا فتنهار قواك الجسدية و لا تدرك الكثير مما يحصل حولك. و تنظر الى جسدك و تتفقد نفسك كما لو كنت طفلا يتعرف على اعضاءه و تصل الى اضطراب ذهني وتبدا الكلمات بالتداخل في عقلك و لاتعرف المعاني بل يبدا عقلك يحاول اقناعك بفعل شيء يجعلك تؤكد لنفسك انك على قيد الحياة و انك بخير. لن تشك بذاتك و لن ضغط من حولك عليك يجعلك تحاول التاكيد بفعل اي شيء رغما عنك فانت فاقد لارادتك. مثلا سيكون هناك طفل بجانبك و سيقارب على اسقاط مافي يديه او يحبو ليسقط و ستخونك قدرة اعصابك على الاستجابة و سيسقط و لن تستطيع فعل شيء. ان حالة اعصابك في تلك المرحلة اسوا من ان تتحكم بها. بعد فترة من الوقت سيتحول من حولك الى ممثلين و دمى مسرحية و لن تستطيع التمييز بين الحقيقة و الخيال و الواقع و مايريده لك الاخرون. هل تتذكر تلك الايام التي تلعب فبها مع زملاءك في المدرسة و تتفق مجموعة على ارسال احدكم الى المكان الخاطيء بينما تذهبون انتم في رحلة. الامر مشابه هنا حيث ستجد ان الحياة ارسلتك الى المكان الخاطيء بينما حصل زملاؤك على رحلة جميلة. ستفقد الصلة بواقعك او بالاحرى بقدرتك على التواصل مع ماحولك. ستبدو الامور كما لو انك تجلس داخل فقاعة و ممنوع عليك لمس ماحولك. قد تصاب بارتجاف مستمر في يدك لدى حمل اشياء او ترتجف قدمك و انت ناءم او جالس تنتظر. اي لحظة انتظار لاحقا ستذكرك بفترة مرضك. طبعا ان اسوا الحالات النفسية هي تلك التي تحصل بفعل صدمات افتعلها مجموعة من زملاؤك في العمل مثلا. لن تثق بمن حولك ابدا و ستتدافع التفسيرات الى عقلك كل لحظة و لا تجد اجابات ابدا. ايضا لن تستطيع تقدير الامور بشكل صحيح مثلا ستقوم بحزم حقيبة كبيرة جدا لسفر لا يستغرق اسبوعا. شي من الهواجس حول كل التفاصيل.
و كا اخبرتكم مسبقا فاسوا الحالات هي التي يتسبب بها مجموعة من الناس لك فلن يصدقك الطبيب و لن تصدقك عاءلتك و لا حتى زملاؤك فالاعراض هي ما يهمهم. الامر اشبه بتعليم الاطفال ان زي الشرطي يعني شخصا يحافظ على الامن و يساعدك ثم تلبس الزي لشخص يقوم بضرب الطفل و طبعا لن يصدق احد ذلك الطفل.
سيستمر من حولك بالترديد عليك انك مريض نفسي حتى تقول لهم انك اقتنعت بانك مريض نفسي. سيسالونك كثيرا هل انت مريض نفسي و سيحاولون اثبات الاعراض عليك حتى يكتب احدهم تقريرا يقول فيه انك مريض نفسي و بجدارة. ستجد زملاءك المتنمرين جالسين هناك سعيدين و حصلوا على مايريدون و ستجد شيخا يقول لك ان هذا اختبار من الله. عزيزي الشيخ اعذرني فانت غبي ان كنت تظن اني ساقتنع بان السرقة حلال طالما تمت في الخفاء و لم يتاذى احد. عزيزي الشيخ انت اجمق وقد وقعت في خطا الكثيرين من تصديق الاسباب المنطقية في حين ان العقل البسيط بقدرته اوضح فهما للامور من هذا الهراء الذي تحاول تبريره. الامر في حال انه تم التنمر عليك مم قبل الكبار ليصل الامر الى اثبات عدم اهليتك النفسية و الذهنية فعليك ان تقول للشيخ تبا لك و تذهب للجحيم فانت احمق و لا تصلح ان تتحدث باسم الدين بينما انت كفيف عن رؤية الحقيقة .
في الحالة النفسية التي تمر بها
تشتاق الى ذاتك و لتكون انت من دون منكهات تشتهي تضحك بس مش ليلي بيزغزغك عشان بعدين يروح يقول للدكتور خلاص مريضنا شفي و المهمة تمت. انت فعلا تريد ان تتصرف على سجيتك دون رقابة صحية. تريد ان تهرب من المستشفى و بسرعة.
3.0.34. أخطاء شائعة في حياة البنت
و لأني ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتي لم أكن أعيها كصبية أو بنت صغيرة أو مراهقة و للحق فقد وجهت لي تنبهيات حولها لكن حامل الرسالة له أثر لأنك لا تملك دائما القدرة النفسية على التقبل للانتقاد و لكن هناك الكثير من النواحي التي لم يوجه أحدهم انتباهي اليها كنوع من النصح فليس هناك أحد مجبر باخبارك كما و هذا ما أضعه ببالي كي أعذر الآخرين. في الناحية الأخرى من قلبي لا أتفهم عدم وجود التوجيه بطريقة لطيفة حول فهم الأمور بطرييقة جيدة و حول أسبابها الحقيقة و نتائجها حيث أن نتائج الأمور هي ما يساعدك في اصدار حكم منطقي و ليس فقط عقلاني حول ما ترتضيه لحياتك و بذا ما تستعد لأأن تحاسب عليه. لقد ادت الاختلافات في الرأي بيني و بين أهلي الى الكثير من الكراهية فيما وجدتهما يقبلان به و لا أقبل به البتة لحياتي و هو أمر صعب جدا في حياة الانسان اذا يجد من والديه أقرب الناس لقلبه و منبع أمانه هو حقيقة مجرد مصرف مالي بل و بهدف الى كل مافيه مصلحة مالية لأحدهما فقط. لاذ فان اول خطأ هو أن لا تعطي اذنك للآخرين حين يحاولون تنبيهك حول حقيقة والديك فكم سمعنا من قصص التحرش بالأولاد و لكن أحدنا لم يتعرف عن كثب ولا حتى اعلاميا عن آباء يأكلون حقوق أبناءهم أو يتخلون عنهم أو حتى يبيعونهم مقابل مبالغ مالية و مشاريع تجارية أو عائلية فغالبا ما ينظر الاعلام و الناس على أن هذا موجود فقط في مجتمع الأقليات أو مجتمع فقير أو حتى مجتمع غير ديني و لكن الحقيقة هي غير ذلك. قابلتني بضع نساء و رجال من عائلتي على فترات متباعدة و أخبروني عن والديي قصصا و لكني لم أتفهم ماقالو حقيقة ثم الآن أتندم لأنني ظننت أمي و أبي من الجنة. من المهم جدا أن يكون الآباء على خطأ بشكل متكرر و أن يعرفوا بذلك لأبنائهم. الخطأ الثاني الأكثر أهمية هو التفاصيل الصغيرة فمثلا لا ترتدي في بيت أهلك أية ثياب تفصح عن تفاصيل جسمك أبدا و لا تقولي لهم أيضا كل أسرارك. العفة باختصار هي سمة عامة للحياة فتحلي بها على جميع الأصعدة ابتداء من ملبسك الى طريقتك في طلب ما تحتاجين و انتهاءا بالتعود على أنك لن تكوني فردا من عائلتك للابد بل انتي ضيفة عندهم و كما يعتبرونك هم هدية من الله و ضيفة مؤقته لما يقارب عشرين عاما فقط. تأدية الحقوق بعفة مهم جدا. كثير من الفتيات يعرفن بسماء الهدوء و ان كنت أرى البنت التي تظهر الهدوء و تحمل الذكاء فيما تريد تستطيع النجاحبشكل أمبر و يتوقع منها الخبث أكثر كما يقول المتل و لكن هذا ليس قاعدة. المقصود أن العفة تحمل الناس على حسن الظن بك و تساعدك غالبا في ادراك الأمور باتساع ادراكي أكبر. ثالثا تعلمي عن كل شيء. لقد ارتكبت خطأ بظني أنه ليس على الانسان أن يعيش أي شيء قبل وقته و ظننت أن الزمن عنصر صابت كالجبل و لابد لكل شيء من أوان حتى اصطدمت بواقع الحياة و حقيقتها و هي أنك أنت من يصنع ذلك الواقع و الزمن و لا حياة في العلم. لا تنتظري حتى تكوني في ال 1 لتتعلمي عن أمور العقالات بين الجنسين مهما كانت طبيعة مجتمعك بل احرصي على السؤال هننا و هناك بشكل غير مباشر عن كل ما تريدين التعلم عنه و التعرف عليه. لا تقولي مثلا ليس عندي ابناء و لا يهم اتعلم عن الاطفال حتى لو لم تكوني تنجبين و عقيم الى الابد تعلمي عن كل شيء فلربما معلومة واحدة تنقذين بها حياة انسان. كثير من المواقف كهذه ترد لمن يحضرون برامج الاسعافات الاولية ليجدو ان مواقف الحياة فعلا تضطرهم لاستخدامها . و اما عن فلسفة ان المعلم يحضر بحضور الطالب فليست دائما صحيحة انما المخلوقات موجودة و انت من تدخل عالمها فلا تطيل على نفسك الامد و تظن ان لديك كل الوقت لتتعلم.و هذا يقودني للخطأ الرابع و هو الظن بأن لديك وقت طويل و حين تكبر ستفعل أكثر. ان الاذكياء و الناجحين في الحياة ينظرون الى الحياة ببعد نظر فتجد احدهم يتعامل مع الحياة من منطلق ما سيحتاجه بعد عشرين عاما و يسبق ابناء جيله بهذه الطريقة. و هم قلائل و لكن من الجيد لك ان لا تتبع القدوات و لكن تتفهم اسباب نجاحهم فيما يريدون و ليكن طريقك لك دون ان تكون خياليا. الاحلام تتحقق كلما كنت واقعيا و تحسن استخدام المتوفر لديك و استثماره. الوقت لديك كثير في صباكي فاستثمريه بفعل ما تريدين و تعلم ما تستطيعين و لا تقولي كلمة لا لاي فرصة تمنح لك لتجربة صف الفنون فترة الظهر و لا تمانعي استغلال الفترة الصباحية في الانشطة الرياضية مع ابنة الجيران و هكذا.
حسنا عزيزتي الفتاة جمعت لك هنا كل الاخطاء الكلاسيكية التي تجعل صفحتك البيضاء ملوثة بما في ذلك سمعتك و نظرتك الى نفسك و طبعا سيؤدي ذلك الى خسارتك بالتاكيد فلنبدا
١. التعارف على اي ذكر بدون اي رابط شرعي بشكل مباشر
٢.وقوفك مع احدهم لالقاء التحية فمجرد انطباع صورتك في الذهن كافية
٣. الركوب مع الساءق لوحدك
٤.التحدث بالهاتف مع اي شخص غريب عنك او حتى قريب فمثلا تحدثي بالهاتف في العمل اثناء تواجدك في العمل فقط و لا تطيلي اي مكالمة اكثر من دقاءق للحاجة المهمة جدا
٥. التشات باسمك الشخصي في اي موقع او تطبيق او ايميل. لا تستعملي اسمك الحقيقي سوى بين معارف عاءلتك و في البنك و اوراق السفر
٦.لم اندم يوما على شيء قدر شراءي لهاتف ذكي بعد اصرار ابي عليي حيث سهل ذلك التجسس عليي
٦. استخدام البرامج المجانية و لتعلمي ان كل شيء له ثمن فلتعرفي الثمن اولا. مثلا المحادثة عبر سكايب هي اكثر الطرق الشاءعة للايقاع باحدهم بالكذب و غيره فمثلا قام احدهم بتصوير و مكالمة قريبتي لساعات ثم استخدم اجزاء من الصوت و الفيديو لمحادثتي و رؤيتي دون علمي.
٧. المصافحة حتى لو علي حين غفلة و انشغال منك فهذه حيلة شاءعة انتبهي لها
٨. السفر دون محرم سيعرضك لاساءة حتى من الاسلاميين حتى للعمرة او الزيارة
٩. ان تصدقي ان احدا يريد او تريد مناصحتك بالدين او ايقاظك للصلاة او مساعدة في حفظ القران او خلافه فعادة يجرك هؤلاء الناس لامور يريدونها و لاةعلاقة للدين او النصحية او المحبة بهم
١٠. ان تصدقي بوجود كاميرات تجسس او مراقبة هنا و هناك فهي و ان وجدت لا توضع بشكل كاميرا عادية( البركة في الناس الي تراقب) عندما تتصرفين بحذر فهذا خطا كلاسيكي يجعل الاخرين يظنون بك السوء
١١. اضافة رجال غير الاقارب المباشرين (ابن عم لك و ليس لامك مثلا) الى حسابك على الفيسبوك
١٢. ان تظني ان اي قانون انساني او تشريع الهي يضمن حقوقك المعنوية. لكل قاعدة استثناءات و من حقك كما من حق غيرك التلاعب بها و استخدام الثغرات. مثلا يحق لك الفسخ في اي لحظة قبل كتابة عقد الزواج و تستطيعين الاستقالة في اول ثلاث شهور بلا اسباب و تستطيعبن ان تقولي انك تخشين الكفر و الاساءة لغيرك و غيرها من الحجج الاجتماعية و النفسية. الخطا ان تظني الخير او الامان مع اي قانون او شخص فان لم يغدر بك احدهم او يحصل على منفعة خافية عنك
١٣. ان تظني ان الحرص على النفس لاجل امور عاطفية او دينية امر صواب عليكي ان تدركي ان بامكانك تحقيق ماتريدين بالغش و الحيلة . الخطا الكلاسيكي هو ان يكون عندك صدق و امانة فالناس و الله يحبون القوي لا الضعيف و الصدق صفة مرتبطة بالشخص الساذج الضعيف.
١٤. التعلم من الناجحين بغرض فعل ما يفعلونه لان الناجحين لا يخبرونك باسرار نجاحهم و لذا اقراي بهدف التعلم عن الثغرات التي يمكنك استغلالها
١٥. ان التعامل مع الاخرين بعيدا عن تقاليد الثقافة الشرقية العربية هو اكبر خطا و يقع فيه الفتيات السذج عادة ظنا ان مجتمعاتنا العربية بامكانها التجاوز عن احترامها للعادات و لو هنيهة بحسب الظروف و طبعا سيتم اعتبارك قليلة الادب و جريءة و لربما مصابة باعتلال لدى تجاوزك اي خط احمر صغير من التقاليد و الاعراف حتى لو تجاوزها الطرف الاخر فلا يخدعك احدهم. بامكانك على اي حال استخدام طريقة مباشرة تدل على انفتاحك و تكتشفين بها مدى تمسك الطرف الاخر بعاداته و تقاليده و اصوله و ثقافته . تذكري ان الجميع يحاول رسم صورة ذهنية مشرقة و جذابة ومرغوبة و وسطية و مقبولة لدى عاءلته و من مجتمعه و ان كان التمرد او الاختلاف موجودا في حياة الفرد الشخصية.
3.0.35. التمرد و المجتمع
كثيرا ما كنا نرى اما تصرخ على ابناءها في الشارع او تضربهم و كذلك فان مشهد اب يمارس هذا مع ابنه بات امرا اعتياديا في مرحلة ما و تحول الى امر ممنوع التحدث بشانه من باب عدم التدخل بشؤون الاخرين و بامكانك ابلاغ الشؤون الاجتماعية في احسن الاحوال. و طبعا ما يهمنا هو مالذي سيكبر هذا الشاب ليمارسه على ابناءه او كيف سينفس عن غضبه و المه و طبعا لابد له ان يتمرد بمعنة ان يرفض ما حصل له و طبعا لن تجد ابا او اما يعتذرون لابناءهم ابدا و يكفي و لن تجد المجتمع يحمل اي مسؤولية عن عدم وجود خدمات نفسية او اجتماعية داءمة و مساعدة.
ساحدثكم عن تجربة فتاتين احداهن صانعة للتمرد و الاخرى ضحيته. نعم ان التمرد صناعة و يتطلب منك اربع اشياء فقط: الصراخ و الضرب و المقاطعة و الاستمرار على الايذاء النفسي بشكل يومي .
تقول اسماء بان التعرض للضرب الجسدي اهون بكثير من التعرض للضرب النفسي فالاول تنساه و تعتبره مجرد اصابة في ملعب كرة السلة اما الثاني فانت تعلم ام بحصل بتخطيط مسبق و لا يفقد احدهم اعصابه لحظة فيضربك بلسانه . الضرب النفسي يعني ان اصرخ علبك بصوت عالي كل يوم. ان اضربك باليد ايضا او اشد شعرك و ان اقاطعك لفترة طويلة و طبعا ان اقول لك كل الكلمات المحطمة مثل انت سيء و فاشل و لا فاءدة منك و انتقد كلشيء تفعله طيلة الوقت. طبعا ان لم تنفذ مايطلبه من التسلط فسيلاحقك في كل مكان و يستمر بايذاءك و يشوه سمعتك و لن يدع لك مجالا لتدافع عن نفسك . و لعل حصول ذلك مم قبل الابوين او احدهنا لا يحدث تمردا لكن تكالب الكثيرين عليك و تنمر الكبار يخلق بداخلك الما شديدا لا يوصف و لا تستغرب ان استيقظ الشخص يوميا هلوعا او متالما او لم يستطع النوم لاكثر من خمس ساعات او اعتزل النتس او عانى من متلازمة نفسية. اسماء تعرضت لتنمر اجتماعيزمخطط له حيث تم ادراج اسمها من قبل فتاة مؤذية بلغت عنها لدى الهيءة الاسلامية في السعودية على انها ذات علاقات مشبوهه و قامت بتبليغ احدى الهيءات النفسية عنها على انها تعاني من اعراض اجتماعية غريبة. و طبعا لك ان تتخيل كيف هو حال شخص سليم يتم التعامل معه على انه مريض او مجرم! الجميع يتعامل معه على انه مسعور و يتم ايقافه عن كلشيء و يظن من حوله انهم يساعدونه في التخلص من الادمان مثلا. انا لم استطع ادافع عن نفسي فمن سيصدقني مقابل اكثر من مءة شخص علما ان هذه الفتاة تعمل في مشاريع مالية هي و عاءلتها مع عاءلتي و كنت كلما طرحت فكرة التعاون مع افراد عاءلتي لامر ما وجدت تنمرا منهم علي و ايذاء شديدا و عدم اكتراث. تعلمت من تجربتي ان لا اثق باحد و اهتم بمصالحي فقط و اتمنى من الله ان يعطيني القوة لاتعلم كيف اكون خبيثة مع الاخرين و امكر بهم دفاعا عن نفسي. اردت ان ازيل حجابي فترة ما من شدة الضغوط لكني عرفت ان هذا يسعد اعداءي و يخدم اهدافهم فتوقفت عن ذلك فورا و قررت تأجيل بضعة قرارات الى ان اتخلص مم الرقابة التي فرضت علي انذاك و اضطررت لامثل اني فتاة مسالمة و فعلا عجزت عن الدفاع عن نفسي
اما عن رولا فتقول : تعرضت لشهادة زور من قبل صديقاتي في المدرسة و منذ ذلك اليوم و انا اتعامل باي شيء يجعلني اشعر اني افضل و اتجه لاي شخصية ضعيفة و اجعلها تعمل معي و اعطيها ميزات و اجعلها تظن اني اقف بصفها و انها على حق و اجعلها تبدو قوية و لكني اطلب من ذلك الشخص ان يؤدي لي خدمات و بصراحة فانا اؤذي اي فتاة اشعر بالغيرة منها و اقوم بذلك بعنف و قد تشكل لدي قاعدة واسعة من العلاقات التي تعمل معي و لا تعلم اهدافي حقيقة. انا اضنع التمرد اليوم و اضع الفتيات في الموقف الذي كنت فيه في المدرسة و كل يوم احاول كسر فتيات جدد و اصبح الموضوع متعة بالنسبة لي و بعد عشرة سنوات فانا استطيع مسامحة نفسي على ضعفي في المدرسة لاني استطعت تنفيس غضبي في هؤلاء الفتيات دون ان يحاسبني احد
3.0.36. مع أمي
ارتكبت أخطاء كثيرة في التعامل مع أمي و من منا لم يفعل ذلك. و لكن الخطأ يختلف في تعريفه من شخص لآخر بحسب عادات العائلة و أعراف المجتمع. و طبعا فإن الأم عندما تربي أبنائها فهي تريد تعليمهم عن الأخطاء التي مرت بها كي لا يقعوا فيها و يتعرضوا لأي ألم و هناك أم تضع أبنائها في مواقف صعبة بغية تذكيرهم بالألم كي يبتعدوا عن ما تراه خطأ شديدا. و لذا كنت دائما أفكر ماهي المعايير التي تقول لي ماهو الصحيح و ماهو الخاطيء و تعلمت أنه المفاهيم نسبية حتى لدى الشخص نفسه فما كان ممنوعا للابن الأكبر هو مسموح للابن الأصغر لأن نظرة الأم للحياة تختلف بحسب العمر و الخبرة و هذا ما كان يضعني في دائرة من التصديق الدائم لأمي في صغري و مع تغير ظروف الحياة و بدأت أرى أخطائي أكثر كما رأيت الأفكار و التصرفات المثمرة. و سأبدأ بطرح أخطاء بسيطة لا نتنبه لها عادة و لكنها تؤثر في بناء العلاقة بين الأم و الابنة أو الابن. و سأطرح بديلا مارسته فحصلت على نتائج أفضل. أن تسألي أمك عن رأيها في كل شيء هو أول خطوة لتسليمها إدارة حياتك بدلا عنك أي أنك تتخلى عن اختياراتك طواعية و تتنازل عن الكثير من حقوقك. قد تقول أن رأي الأم لابد مهم جدا و هو الأفضل لأنها أكثر خبرة و أكثر حرصا على مصالحي و هي أكثر من يحبني في هذه الدنيا و نعم لهذا السبب أقول لك لابد أن تدير حياتك أنت لأن أمك ستمنحك حياتها و هذا يعني عدم الحاجة لنموك و تواجدك في العالم فكما تتخلى عن صوتك في الانتخابات السياسية أنت هنا تتخلى عن ذاتك. و نعم لا أزال أسمع أصواتا تجادلني و تقول لكن أمي هي من حملتني و أرضعتني و سهرت علي ليالي طوالا و علمتني و أطعمتني فلماذا أكون جاحدا لها ؟ و هنا أقول لك انتبه إلى أنك انسان و كينونة منفصلة و لذا فأنت خارج بطنها الآن و قطع الحبل السري بينكما منذ زمن طويل و أنا لا أدعوك إلى القسوة و لكني سأوضح لك مقصدي. من الأبناء من يسأل أمه عن ماذا يرتديه حتى بعد زواجه و يعتبر ذلك ضرورة بل إن بعضهم يترك لها هذه الاختيارات لأنه لا يجيد التسوق كمهارة مثلا و لكن تذكر عزيزي الابن و عزيزتي الابنة أن الأم لا تستطيع الانفصال عنك و تظن أنك ابنها إلى الأبد و طبعا لا بأس في المشاعر ولكن المشكلة تكمن في تفاقم الأمور و اتساع دائرة قرار الأم إلى نواحي أخرى من حياتك ثم تتسائل لماذا تتدخل أمي في حياتي؟ ألست ناضجا و بالغا و أهلا للثقة في عينها؟ بصراحة لا يتعلق الأمر بهذا بل بحاجتها للشعور بأمومتها نحوك و الحل يكمن ببساطة شديدة بأن تمنحها أنت هذا الشعور قبل أن تطلبه و تجعله في نواحي معينة حيث أن أية علاقة تسير ضمن مايتعود عليه الطرفان غالبا و بما أنك لا تستطيع مهما تحدثت أن تقنع والدتك بأن تتيح لك مساحة خاصة فبادرها أنت بسؤالها عن أشياء بسيطة تستطيع أنت أن تتحمل مساحة قرار الآخر فيها. فبدلا من أن تأخذ رأيها بعلاقتك بالزوج ركز على استشارتها عن علاقتك بإخوتك. و بدلا من أن تشركها في اختيار تخصصك الدراسي اطلب مساعدتها في البحث بين صديقاتها عن من يشاركك اهتماماتك و هواياتك. بدلا من أن تطلب منها التسوق لأجلك اختر أنت أولا و خذ رأيها ثانيا في الأنسب بين القطع التي أعجبتك.
أغلب الأمهات يحملون أبنائهن و بناتهن مسؤوليات اضافية تشكل عبئا نفسيا و جسديا على الأبناء فمثلا تريد الأم أن تذهب لزيارة جارتها فتترك الأخ الصغير عندكو لم يتجاوز عمرك الثانية عشرة ربما و هو بالطبع ليس دورك و لا تعد هذه مساعدة منك عندما يصبح الأمر اعتيادي لدى الأم كلما أرادت الخروج من المنزل حيث أن الطفل يشعر بثقل الهم و الخوف من الخطأ و التقصير في غياب الأمو بما أنك كنت صغيرا و لم تستطع منع هذا الدور اليومي لربما حتى بتعليم اخوتك فعليك أن تحدد أدوراك طالما أنك نضجت الآن و تصر عليها ليس بالكلام فقط بل بالأفعال أيضا. مثلا تطالبك أمك بمساعدة اخوتك في حل واجباتهم المدرسية كل يوم و بدلا من الاستجابة المباشرة و الانتظار حتى تنفجر قل لها:“ أنا لا أشعر بالراحة عندما أقوم بهذا العمل لذا حددي لي ماهو مدى احتياجك لوجودي مع اخوتي و طبعا أنا أحبك و أحب إخوتي .“ حاول أن تتفق على مهام محددة و لفترة محددة فمثلا أنت تمتلك قدرات ممتازة في مادة الرياضيات فتعرض مساعدة اخوتك في العمل على حل التمارين في فترات الامتحانات التي لا تتعارض مع امتحاناتك أو في أي وقت لا يتعارض مع مشاريعك الشخصية كلقاء الأصدقاء. ارفض أن تكون وسطا ناقلا بين الأبوين فتستجيب لأمك بان تخبر أباك بكذا او أن ترد على مكالماتها الهاتفية و تعتذر نيابة عنها . كثير من الأمهات يضعون الأبناء واجهة اجتماعية لتحقيق رغباتهم أو بسبب حرج في علاقتها مع الأب . طبعا لا تقل لها أف عندما تطلب منك أو تأمرك لكن ببساطة قل لها:“ أنا لا أحب أن أكون في الوسط و أشعر بانزعاج.“ و حيث أن محاولات التملص من الأمر في حال كونك خجولا أو ترى أن الأمر صعب عليك فقم بكتابة رسالة صغيرة لوالدتك تشتمل على نفس الكلمات و تطلب منها أن تعفيك من هذا الدور. قد لا تستجيب الأم مباشرة ظنا منها أنك تمر بحالة نفسية معينة لذا احرص على التوضيح في كل مرة تطلب منك أداء دور السمسار. و قد يعارضني البعض بأن هذه فرصة للطفل ليتعلم عن العلاقات و مشاكلها وواقعها و لكن الحقيقة أن هذا لا يخفى على الابن و الابنة و عادة ما يجعلهم يشعرون بالذنب و المسؤولية حين تواجدهم كطرف في المعادلة يعول عليه انجاح العلاقة. لأن الأبناء يستجيبون لمشاعر الرضى بين الوالدين أكثر مما يرتاحون لكلمات التسوية و الاسترضاء. الكثير من الشبان و الشابات يشتكين تسريب أخبارهم و تفاصيل حياتهم و أسرارهم من قبل الأم و لكن حقيقة الأمر هو أنك أفشيت أسرارك أولا و تحدثت للآخر عن ما أنت مستعد لانتشاره عنك. هناك أمهات يصررن على سؤال أبنائهم و تتبعهم في كل ما ينون فعله في المستقبل أو في كل الأحداث في حياتهم و هنا أنصحك من تجربتي أن تجلس مع نفسك و تحدد ما تريد أن تخبرها به و ما لا تريد أن تخبرها به. فمثلا قد لا يحب البعض إخبارها بزيارات الطبيب كي لا يشغل بالها و آخر يتعرض لمشكلات عند اخباره بتفاصيل الحديث مع خطيبته . من تجربتي الشخصية شارك كل شخص ما يعنيه من علاقتكما فقط.
عندما تكتفي بسؤال أمك عن شيء ما فأنت تظلم نفسك و الأمر الذي تفكر به لأن وجهة النظر الممنوحة لك تنبع من خبرة شخص واحد و لذا فأنصحك أن لا تكتفي بها. بعض الأمهات يتضايقن كثيرا عندما يسأل أبنائهم أشخاصا آخرين أو حينما يتصرفون وفقا لرأي مختلف عن الأم و لربما تقول لك:“ إن كنت ستتصرف بعكس ما أقول فلماذا سألتني رأي؟“ و من المهم أن توضح للأم أنك عندما تطلب رأيا فأنت غير ملزم بتنفيذه أو التأثر به و أنك صاحب القرار في التفكير فيما هو أنفع لك. للأسف فإن الأمهات غالبا ما يستغلون فشل أبنائهم في شيء ما ليلوموهم على عدم الأخذ برأيهم و منها يتعود الشخص على الشعور بالفشل بعيدا عن أراء الأم. و أنصحك هنا أن تسمع رأي أمك بعد أن تستمع لأراء أخرى كثيرة و تكون رأيك الشخصي. الكثير من الشبان و الشابات يندمجون مع أمهاتهم و أبائهم في الواجبات العائلية ظنا منهم أن ذلك سيتيح لهم وقتا إضافيا مع الأصدقاء حينما تقوم الأم بالزيارات العائلية و التواصل باسمك أيضا و تبرير عدم وجودك أو التحدث باسمك. لهذا الأمر بعد غير صحي في علاقة الأم بأبنائها و اعيد لأؤكد أن حقيقة الأم تكمن في التعلق بأبنائها و لا يمكنك أن تطلب منها أن تبتعد عن أي من شؤونهم و لكن يمكنك أنت أن لا تعرض شؤونك و تحافظ على مساحة أجمل في العلاقة بينكما بما لا يرهق تفكيركما. عندما بدأت بعد عامي الخامس و العشرين بالقيامم بالزيارات العائلية وحدي كانت أمي تهاجمني بسهام غيرة من اهتمامي بغيرها و هو ما لم أتوقعه أبدا و أصبحت تصر على أن نذهب معا في كل مرة و أن أخبرها بكل التفاصيل و أصبحت تنصحني بعدم جلب هدايا لبعضهم لأن ذلك لا داعي له و لربما تأخير الأمر يكون أفضل برأيها و هكذا تنتهي الأمور . و أنبهك إلى أنه في حالة الاندماج مع أمك في أداء الواجبات العائلية يرسم صورة لدى الآخرين في أنك مرافق دائم و معتني دائم بأمك و قد سألني بعض أقاربي عندما زرتهم وحدي لأول مرة عن سبب تخلف أمي عن الحضور حيث أنهم لم يعتادوا ذلك. تذكر أن علاقاتكهي التي تبنيها أنت و تختارها أنت سواء كانت أمك تحب هؤلاء الأقارب أم هي على خلاف معهم.
في فترة العشرينات و ماقبلها من نهايات المراهقة واجهت العديد من المشكلات في تنظيم برنامجي الشخصي و برنامج عائلتي فقد كانت أمي تطالبني باستمرار بأن لا أخرج من المنزل فجأة أو دون تقديم تقرير بالأسباب فهي لم تظن أن الخروج من المنزل مهم إلا مرافقة لها أو لما تظن هي أنه جيد مهما كان عمري. و ليس الأمر كما تدعي الكثير من الأمهات من أنهن يريدن الشعور بالطمأنينة لأن أغلبية الأمهات لا يعرفن شعورهن الحقيقي ألا و هو أن الأم لا تزال تحتفظ بمكانة و مساحة في حياة أبنائها بمعرفتها عن جميع شؤونهم و أنها تسيرها لهم فقد اعتادت على ذلك لسنين طويلة و من الصعب أن تشعر بفقدان ما اعتادت عليه فقط. و هنا يأتي دورك في التركيز على تلوين المساحات بينكما. لكي أحقق ذلك بدأت بطريقة بسيطة إلا أنها حققت الراحة و قللت من حجم الوقت الذي نقضيه في الحوار بشأن الموضوع ذاته. قمت بطباعة التقويم السنوي بحيث أن كل ورقة تمثل شهرا و كتبت في كل مربع تقريبا ما هي برامجي و التزاماتي و استخدمت أربعة ألوان مختلفة لكل جزئية. مثلا كنت أحد مواعيد الزيارات العائلية قبل شهر على الأقل و أتصل بخالتي لأسألها عن اليوم المناسب و أحدده ليكون واضحا لكل من يراه. طبعا لم أتضمن في الجدول شيئا من أموري الخاصة مثلا مع من سألتقي بالضبط لأن هناك من الأصدقاء من يحضر جديدا أو لا يحضر إلى اجتماعات الصداقة التي أحددها و هكذا. خذ بعين الاعتبار أن هذا الجدول يرسم صورة خارجية عن مسار حياتك اليومي العام و هو ما تحتاج الأم معرفته لتبتعد عن القلق. أيضا يساعدك هذا في التقليل من اشكاليات تضارب الأوقات و المواعيد حيث ستبدأ أمك بعد فترة تنظر إلى جدولك أو تطلب منك أن تحدد لها يوما تستطيعان فيه القيام بما تريد. طبعا سأخبرك بشكل سري أن أمي تغار كثيرا و تقول لي لماذا لم تخصص يوما لي مثل عماتك و أبوك؟! و لهذا تعلمت أن انتبه إلى كيفية تحقيقي للتوازن بين جوانب حياتي المختلفة. و منها أني لم أكن أتحدث عن وقت خلوتي الذي أتأمل و أفكر و أكتب فيه و لذا فقد أدرجته كوقت خاص بي في الجدول لأن في ذلك طلب من الاخرين لاحترام وقتي الخاص أيضا. أخيرا كلما كان هناك تكرار في جدول إدارتك لأنشطتك و علاقاتك كلما كان الارتياح في العلاقة مع والدتك أكبر.
توزع الأمهات عادة مهام المنزل على الجميع فمثلا يقوم الابن الأكبر برمي النفايات و تقوم احدى الأخوات بتنظيف المطبخ و تقوم الأخرى بالغسيل و يقوم الأخ الأصغر بكي الملابس و كثيرا ما يتشاجر المراهقون حول هذا الأمر مما يسبب مساحة من المشاحنات و التوتر العالي و النفور و لحل هذه المعضلة فقد اتفقت مع امي و أختي على أن نتحادث بصراحة و نتوازع المهام بالتراضي فمثلا عبرت عن مدى كرهي الشديد لتنظيف الحمام كما عبرت أختي عن مدى كرهها الشديد للطبخ فيما كان أخي الأصغر يحب الطبخ فقد تبادلا الأدوار و قامت هي بكي الملابس. و حين تخلف أحدنا عن مهامه بشكل كبير فقد وجدت
أن المقايضة بين الإخوة هي أفضل ما تقترحه الأم و أكثر ما يزعجها هو الشجار بين الأبناء مهما كان الأمر صغيرا. كان الحل المريح للجميع هو التحاور بين الاخوة بعيدا عن الأم و الاتفاق على ما يريدونه و كتابة جدول أو قائمة بذلك و إعطائها للأم مما يجعلها تشعر بالسعادة أن أبنائها يستطيعون العمل بتوافق جيد و بالتالي سيقل جدالك مع أمك حول ما تريد فعله.
3.0.37. مع أبي
ارتكبت أخطاء كثيرة في التعامل مع أبي و من منا لم يفعل ذلك و قد تطلب مني تحسبن علاقتي بأبي فترة طويلة من الزمن بسبب اختلافنا الشديد في الأراء و وجهات النظر و الأهداف و نمط الحياة. و للوصول إلى أرضية مشتركة فقد تطلب ذلك جهدا و تجارب كثيرة سأذكر ما استطعت منها و أذكركم أن طبيعة أبائكم لابد تختلف في نواحي معينة و تتشابه في نواحي أخرى و هذا يعني أنه بإمكانكم أن تقيموا ردود الأفعال بناء على معرفتكم بهم أو أن تقوموا بالمحاكاة للأسلوب في أمور أخرى. يسود لدى البعض الفكرة القائلة بأن الفتاة لا تعاني مشكلات مع أبيها كما يعاني الشاب و أنا أختلف كليا حيث أن ظهور العلاقة بشكل جميل لا يعني عدم تصدعها من الداخل. كنت أنتظر أبي عادة ليعود من عمله لأخبره الكثير عن مغامراتي في المدرسة ثم في الجامعة و طبعا كثيرا ما لقيني بوجه بشوش و حب أبوي و لكن الحقيقة هي أن الآباء لا يحتملون سوى ابتسامة رقيقة لدى عودتهم إلى المنزل. فتعلمت أن لا أتحدث كثيرا أو أطلب منه أي شيء في توقيت الغداء أو بعد عودته مباشرة لمدة نصف ساعة تقريبا.
كثيرا ما رفضت طلباتي أو سمعت لها تأففا و ضيقا و انزعاجا من أبي حتى تعلمت أن إيجاد روتين ثابت للطلبات هو ما يريح الأباء لأنهم يريدون الأمور أن تكون متوقعة دائما . و عندما بدأت بكتابة ما أحتاج من أدوات منزلية و شخصية و أعطيه إياها في ورقة بدأ هو بتخصيص الوقت لذلك دون أي انزعاج بل بعد فترة من الوقت صار هو يسألني عما أريده هذا الأسبوع أو هذا الشهر.
تعلمت في فنون الطلب من الأب أربعةأشياء رئيسية. أولا يريد الأب سببا منطقيا يحاكي تقليده و فكره و جيله فبعض الأباء يعتبرون الدين مقياسا للحياة في كل شيء مهما صغر و لذا لابد أن أنك تنفذا هدفا يخدم عقيدتك ليقتنع و لتعلم أني لا ألمح هنا إلى استغلال الدين أو فكر الآخر بطريقة خبيثة لكي تصل إلى هدفك لأن الغاية لا تبرر الوسيلة و لذا لابد أن يعبر طلبك عن احتياج لك لأن الأباء لا يريدون أن يشعروا بالتقصير تجاه أبنائهم بحسب أي معيار كما أن الأب لا يستطيع مقاومة ابتسامة ابنته و ابنه أبدا و أيضا أنا لا أدعوك إلى استجرار عاطفة الأب و استغفاله و التقليل من شأنه حتى في نفسك إنما فعلا فكر في مدى شعورك بالسعادة عندما تحصل على ماتريد من دعم من أبيك. . ثالثا كن واضحا و صريحا و مختصرا و دقيق و مباشرا في طلبك كأن تقول أريد كتابا اسمه كذا للكاتب الفلاني من مكتبة كذا أو أريد التسجيل في دورة تدريبية عن مهارات الحوار لأنني احتاج لتطوير مهاراتي في التواصل و بالتالي أستطيع تكوين صداقات. رابعا استعد إما لرفض القاطع الذي طالما اعتدته من والدي و هو للأسف تسبب بالكثير من الجروح بيننا و استياء العلاقة و لذا كن مستعدا للإصرار على ما تريد فلا تجادله مباشرة و لكن اطلب منه بهدوء أن يخبرك عن السبب و ان كنت تمتلك مهارات حوار جيدة فلا بأس أن تحاوره و إلا لا تجعل مجالا للتوتر حول طلبك و اشكره على وقتك و تعامل معه بشكل طبيعي و اعتيادي حيث أن أبي كان دائما ما يريد أن يقول لي لا أولا كي يختبر مدى صبري و حسن معاملتي له و حرصي على هدفي بالتالي كنت أعاود كرة الطلب بطريقة مختلفة أو توقيت مختلف و قد صدمت مرة حيما تحدثت مع أبي بصراحة و قلت له أنا مستعدة لأي شيء تريده مقابل دعمك لي في الشيء الفلاني فأجابني أن من يريد شيئا من يريد سحب مال من البنك فلابد أن يكون وضع الرصيد مسبقا و نعم أعترف أن والدي صعب المراس و سأتحدث في جزء آخر من الكتاب عن شعور الابن في لحظة يطلب فيها الأب المقابل لدعم ابنه عاطفيا أ, بالمال أو ما سواه من القبول. يعد القليل من الأباء منفتحين للحوار الثقافي و الفكري مع الأبناء حيث أن الأم هي عادة من يربي و ما يتابعه الشاب أو الفتاة من الشخصيات الإعلامية هو من يرسم مساراته الفكرية لأن الكثير من مدراسنا بالكاد ترسم هوية اجتماعية. و عادة ما يميل الأباء للنزعة التسلطية معتبرين أن الاحترام التام بما فيه الطاعة المطلقة أحيانا أو النظرة إلى الابن من علو هو ما يجعل الأب أبا. و لأكون صادقة فإنني حاولت بشتى الطرق و الوسائل أو أكون صديقا لأبي فلم أستطع رؤيته ينزاح عن فكرته عن الأبوة قيد أنملة بكل ما فيها من الشعارات الدينية لاحترام الكبير و الشعارات التربوية لعلاقة الأباء بالأبناء مع أنني أؤمن شخصيا بمبدأ ” صاحبوهم“ . لذا قررت استثمار الموضوع باعادة صياغة العلاقة بما يرضي كلينا بالتالي بدأت بالستماع طزيلا جدا جدا حتى أشعر أن والدي شعر بالشبع فيما يتعلق بالاحترام و يشعر بمكانته كأب فكنت أسأله عما يحب الحديث فيه من أمور و أسأله عن شيء من خبراته البسيطة دون أن أطلب منه أي شيء بالمقابل و رأيت نتائج إيجابية جدا لهذا الأسلوب فقد توقف شيئا فشيئا عن النصائح اللامتناهية عندما أطلب منه مساعدتي لأن طاقته الكامنة في احتياجه للشعور بأنني أحتاج نصيحته و مشورته و خبراته و أن دوره لا يزال مهما و أنني أحتاج إليه كابن انفصل عن دوره في مساعدتي.
”تعرف على أبيك من جديد“ هي أفضل نصيحة أسداها لي طبيبي عندما استشرته في علاقتي مع أبي. لطالما تسائلت عن لون أبي المفضل و هنا قررت أن أسأله ببساطه. ” تمنيت أن أصبح دكتورا محاضرا في الجامعة ” هي أول معلومة صرح لي أبي عنها بعينين شبه مغلقتين و شبه دامعتين. بعد ذلك بدأت أرى أبي بعينين جديدتين و لن أقول أننا أصبحنا الأفضل على الإطلاق لكن علاقتنا أصبحت أكثر ليونة من ذي قبل.
أخبر أباك عن ما تحلم به باستمرار كل عام بالذات إن كنت تحمل شغفا معينا منذ الصغر مما يثبت لأبيك أنك تحمل حلما و هدفا يستحق الدعم أما في حال لم يكن لديك هدف محدد فالأفضل أن لا تتحدث كثيرا بما لم تحسم أمره في نفسك أولا. يساعدك هذا الأمر على الاستقلال بحياتك مستقبلا دون أية اختلافات في الرأي أو مشاحنات نفسية بينكما فعندما تتحدث عن رغبتك في دراسة تخصص معين و تظهر علاماتك الدراسية المتميزة في هذا التخصص و الاشتراك في أنشطة إضافية خارج أوقات الدراسة سواء مع أصدقاءك أو في النادي أو من خلال مسابقات يدعم صورة حرصك على النجاح فيما تحب دراسته و عمله في الحياة و بالتالي تمهد للدعم المستقبلي من أبيك.
إن موضوع الإنفاق المالي ه والأكثر حساسية لدى أغلب الأباء و الأبناء حيث أنه يسبب الحرج في العلاقة و لربما بعض سوء الظن بأن العلاقة تتحول إلى منفعة لصالح الابناء و هي النقطة التي يجب على الأب أن يتنبه إليها كثيرا حيث تشير إلى عدم وجود ما يربط بين الاثنين. هناك الكثير من الأباء الذي يضعون الأم وسيطا بينهم و بين أبنائهم و بناتهم فيما يختص بالشؤون المالية و هو أمر غير صحي على الإطلاق و تسبب بوجود حاجز بيني و بين أبي فقد اعتدت على أن أطلب احتياجاتي من أمي فقط بينما أبي يبدو بعيدا جدا عن الشعور بمتطلباتي و احتياجاتي لدرجة التقصير في حقوقي ولذا فعليك أن توضح احتياجاتك بدون اسراف و تبين ميزانيتك الشهرية و كيف تدير نفقاتك باستخدام دفتر صغير يرى والدك أنك تدون فيه أو تطبيقا الكترونيا تستخدمه لتسجيل مصروفااتك مما يجعل والدك يثق بك أكثر و يمنحك مزيدا من المال أو ما تحتاجه فعلا. كما يمكنك أن تسأله عن أفضل الطرق لإدارة أموالك من خلال خبرته.
3.0.38. مع أختي
أختي هي الأحب إلي و قد بذلت من الجهد لأطور و أبني علاقتي بها مالم أتوقع أنه سيثمر كثيرا و لله الحمد. نحن مختلفتين جدا كما لو كان أحدنا قلما أحمر و الأخرى لونا بنفسجيا و عندما بدات أرى اختلافاتنا لم أختر الرؤية بالأبيض و الأسود بل اخترت التنوع و كانت هذه هي الخطوة الأولى نحو علاقة ممتازة و لله الحمد. تعلمت أن لا أسعى لجعل أختي نسخة عني فقط لأنها مختلفة أو لأنني أرى صواب فعلي و نتيجته المثمرة و لا أرى ما تفعله هي إيجابيا. أي أنني بدأت باحترام اختلافها و استقلال كينونتها و لم أعاملها على أنها تحصيل حاصل في الرأي و الرغبات حتى لو اتفقنا بل حرصت دائما على أن أسألها رأيها و ماذا تريد في كل شيء من الطعام و الشراب و الأماكن المحبوبة و الأشياء و حتى الأشخاص لماذا تحبهم و لماذا ترفض تكوين صداقات مع آخرين.
بدأت في التعرف على أختي من نقطة الصفر و كنت أدون ملاحظاتي و حين أراها تختار مشروبا معينا في السوبرماركت أقول في نفسي احفظ أن فلانة تحب كذا و في كل مرة أشتري لنفسي مشروبا أشتري لها ما تحب و أحضره معي إلى المنزل ما استطعت. أي أنني لم أجعل لأختي مقاسات مقاساتي بل قمت برسم كربونة مخصصة لها في ذهني و تصرفاتي و من هنا تعلمت كيف أن الناس مختلفين في اهتماماتهم.
تميل أختي إلى التخطيط المسبق و أنا أحب العفوية في المغامرات و المتعة فمثلا يكون لدينا وقت فارغ و نشعر بشيء من الضجر فأقترح عليها فورا أن نذهب لفعل شيء ما و في الطريق يخطر بالي أشياء إضافية فتتضايق هي بشدة و تتهمني بالتخطيط المسبق و خداعها و طبعا كان هذا يؤذيني في البداية حتى تفهمت طبيعتها حين صارحتها أن الأفكار تخطر ببالي فجأة و أني مستعدة للتوقف حالا فيما يزعجها و أن نذهب إلى مكان يسعدنا معا و حينها توقفت و طلبت مني أن أخبرها بمسار الرحلة و الخطة و إلا فإنها ستشعر بالانزعاج و منذ ذلك الوقت و أنا أخبرها بقولي:“ أفكر في أن نذهب إلى السوق بعد قليل لأنني أود أن أشرب فنجان قهوة و أتمشى فما رأيك؟“ التجارب الفريدة و المميزة هي ما يرسم للعلاقة مساحة خاصة في الذهن و القلب و كنت أحرص عليها مع أختي. فمثلا هي معتادة على الذهاب إلى أماكن معينة و أن تقوم بأعمال محددة و لذا فإنني أفكر دائما بأي شيء جديد و لو كان بسيطا. أختي تحب أكل الكريب بالشوكولاته كثيرا و تذهب إلى محل معين فقط فبحثت عن مكان آخر أجمل و طلبت منها مرافقتي كي لا أكون و حدي و أعجبها المكان كثيرا فهو مليء بتصاميم الديكور الداخلي المميزة و التي تحبها نظرا لأنها تخصصت في هذا المجال. و من وقت لآخر أكرر الأمر بشكل دوري كل ثلاثة أشهر مثلا و أدون ذلك في جدولي.
حسنا كثيرا ما تشاجرنا فأختي تمتلك طبعا حادا فهي لا تستجيب لأحد عندما تكون مشغولة بأمر ما مما يجعلني أفكر في كيفية اجتذابها خارج دائرة التركيز و التوتر. و طبعا عند اندلاع المشاجرات تعلو الأصوات في الصغر ثم تعلمت كيف أتركها لتهدأ. بعد ساعات أجلس معا و أصارحها أو أكتب لها رسالة صغيرة تعبر عن انزعاجي و ما أريده و أتوقعه. من المهم في أية علاقة أن توضح ما تريد و تقول“ أنا منزعج من التصرف الفلاني و أتوقع منك أن تفعل كذا لأني سأشعر بالاحترام أو الحب أو ...“ أي أنني دائما لا بد أن أوضح لها شعوري مترافقا مع ما أريد. لا يعني ذلك أن تطلب من أختك أن تتغير في تصرفاتها لأجلك بل أن تراعي ما تريد لأنها ستحرص تلقائيا على تحسين العلاقاة كما تحرص أنت.
عندما تمر أختي في أزمة فأنا لا أتركها أبدا سوى للحظات ثم أعود و أعانقها و هو ما ترفضه في كثير من الأحيان و لذا فأنا لا أضغط عليها. حينما تكون منزعجة جدا فأنا أجرب أي أسلوب يريحها و أمنحها ما تحتاجه و تستجيب له فإن لم تعانقني بقوة فأنا أحضر لها المناديل لأفسح لها مجالا للبكاء فإن لم تفعل فأسألها“ من أزعجك؟“ و أبتعد عن السؤال التقليدي:“ هل انتي منزعجة؟“ كما أبتعد عن سؤالها عن الأسباب لأنها ستشعر بالمحاصرة و الضغط. إن لم تستجب للعناق أو البكاء أو السؤال أتحدث أنا بدلا عنها و ألمح لها أنها محقة فيما هي منزعجة به و أني ساكون معها حتى تهدأ و تتحسن بالطريقة التي تريد“ أنتي منزعجة لأن صديقتك لم تتصل بك؟ أنتي محقة و أنا سأكون معك و أدعمك حتى تهدأي و سنجد حلا يرضيكي“ و هذا الأسلوب عادة يساعدها في الحديث عن ماهي منزعجة منه فقد تنفي السبب الخاطيء الذي تحدثت عنه ألا و هو عدم اتصال صديقتها و بالتالي توضح السبب الحقيقي أو أنها تؤكد المشكلة و في كلا الحالتي تعلمت كيف أساندها في لحظات الألم.
أن تنصر أختك دائما هو أمر ليس جيد فلابد لك أن تتجرد للحق فبعد أن تساند أختك في أزمتها انتظر ليوم التالي و جالسها أو جالسيها و وقلي لها بشكل صريح و دقيق أن جزءا من المشكلة كان بسبب تصرفها و أن الجزء الآخر يقع
على الآخر أي حينما ترى خطأ لابد أن تكون صادقا مع أختك و تنصحها بشكل لطيف و بالتفاتة صغيرة بمكنك أن تفعل ذلك بشكل مباشر أو تخبرها بقصة لصديقك و تاخذ رأيها و بعد ذلك تخبرها برأيك كرد للجميل حيث أنها منحتك رأيها في قصة صديقك. طبعا إياك و إياكي أن تتعامل مع الأخت على أنها أقل استيعابا فلابد أنها ذكية لتدرك أن تحاول مواساتها.
3.0.39. مع أخي
أنا و أخي هو المسلسل الكرتوني الذي لطالما قضيت مع أخي ساعات نتفرج عليه و نبكي بناء على رغبته و حيث أنني أرى مالهذه الأفلام الكرتونية من أثر في رسم صورة العلاقة بين الأخوة و التي تقوم على مشاعر الشفقة و المساعدة و الحزن و الألم و التضحية و القليل الذي بالكاد يذكر من الضحك و السعادة و المتعة و المشاركة حتى لكأن الأخوة مسؤولية أكثر من رابطة حقيقية ايجابية. كيف بنيت علاقتي بأخي هو ما سأفصل لكم فيه.
مشاركة أخي ألعابه الالكترونية هو أول ما فعلته لمعرفتي بشغفه لها بالرغم من أني لا أهوى الكثير من الألعاب القتالية مثله إلا أنني كثيرا ما حرصت على اللعب معه و كنت أستغل الفرصة لأخبره أني أحتاج أن ألعب ما أحب في كل مرة نلعب معا و أني أريد منه أن يشاركني كما أشاركه كي نستمتع معا فأقول له“ أنا ما أحب هذه اللعبة و أحب لعبة سباق السيارات. ايش رأيك نلعب دور لعبتكو دور لعبتي؟ و كل مرة نلعب بلاي ستيشن مرة أنا أبدأ و مرة انت تبدأ.
3.0.40. مع ابنتي
أنا و ابنتي قصة مغامرات لا تنتهي و سواء كنت شابا أم شابة فلتعلم أن للابنة نكهة خاصة بها و لذا سأحدثك عن بعض تجاري الأفضل و الأكثر متعة في كوني أم لابنة.
الكثير من الأباء و الأمهات يبدون أرائهم فيما ترتدي بناتهن كأمي مثلا التي اشترت لي و اختارت ثيابي حتى بلغت الثامنة و العشرين و لا تزال تقف عند الباب لتقول لي هذا مقبول و هذا غير أنيق و غيري ذاك اللون و استبدلي هذا بغيره و حتى بعد الانتهاء كانت تنظر إلي و تمتعض و تقول الآن مقبول. و عندما أصبحت أما قررت أن أترك لابنتي المجال لتختار ما تريد من الصغر كي لا تضطر بالشعور الى الارتباط بي و ض رورة الحصول على موافقتي و قبولي في شؤون حياتها. فعندما أصبحت في سن السابعة تقريبا بدأت بمنحها ثلاثة خيارات و أترك لها الحرية لتختار أي شيء بلا تعيين . و في العاشرة من عمرها تقريبا كنت أطلب منها أن تفتح خزانتها و تنظر إلى الألوان الناقصة و المتواجدة بكثرة و أطلب منها أن تختار لونا جديدا. و بعد عام بدأت أطلب منها أن تفكر فيما ستختاره قبل الذهاب للتسوق بناء على ما تحتاجه و لتفكر ماذا أحتاج ثم ماذا أريد . ثم بدأت بعد عام أطلب منها أن تخرج قطعة قديمة من خزانتها مقابل كل قطعة جديدة تشتريها لتشارك فتاة أخرى فرحتها بالثياب بحيث أن القطع لا تبلى و لكن تشارك و هي بحالة جيدة و قد علمتني أمي الحبيبة هذه القاعدة مما علمني أن لا أكدس الأشياء و أن أعتاد على فكرة الاستبدال و المشاركة. و فعلا فإني أشعر بالسعادة أن ابنتي اليوم قد طورت قدراتها على ملائمة الألوان و تنسيق ثيابها بحرية تامة دون أية تدخلات مني و لذا نصيحتي لكي أن لا تبدي لها رأيكي إلى في حالتين: عندما تسألك ابنتك و عندما ترين منها خطأ شديدا كنت قد أوضحتي أنه غير مقبول بالنسبة لكي بحسب معتقداكم الشخصية أو الدينية. و طبعا لا حاجة لتذكيرك عزيزتي الأم و عزيزي الأب أن لكل عمر متطلباته و أن ابداء الرأي بأسلوب لطيف يشجع الابنة عليه دائما. و أخيرا هناك تقنية لطيفة تعلمتها عن التعامل مع ابنتي و التي علمني إياها زوجي فكثرا ما كانت صديقاتي يشتكين من إجابات أزواجهن عن رأيهن في الثيابو لذا لاحظت أن ابنتي حينما تسأل أباها عن أي ثوب أجمل فهو يسألها: ” يبدو أنك اخترت واحدا مسبقا فأي منما أعجبكي؟“ و حينما تقول له:“أعجبني الأحمر قليلا أكثير لكن...“ يرد عليها فورا:“ لماذا تميلين إلى الأحمر؟“ و تشرح له ابنتي السبب ثم يقول لها:“ نعم أوافقك .“
لا تكوني كأم وسيطة بين ابنتك و أبيها فتنقلي للأب ما تريده مما يخلق فجوة بينهما كما لا تستجيبي لزوجك فيما يختص ابنتك مما يقرب المسافة بينهما. و كذلك عزيزي الأب افعل الشيء نفسه مع ابنتك و لا تكن حاجزا بينها و بين أمها مهما كان العمر فقد تظن أنها تريد الاقتراب من أمها دائما و هذا غير صحيح.
الأمهات يملن إلى نقد بناتهن دائما حرصا منهن على أن تطور الابنة مهاراتها في الحديث مع الآخرين و العمل في المنزل و العناية الشخصية و قد يصل حد التأنيب إلى فقدان المتعة في أي شيء تعمله الابنه و بالتالي يجعلها دائما تتوقع النقد المزعج و المؤلم في أي رأي يبديه الأم أو الأب مما يسيء للعلاقة . و ببساطة فإن أكثير طريقة فعالة هي أن تمنعي نفسك عن أن تريديها كاملة و تذكري أنك في مرحلة متقدمة جدا بالنسبة لها فلا تتوقعي منها الوصول إلى مستوى خبرتك لذا ركزي على أن التشجيع و الحماس هما أفضل صديقين لكي تطلب منك ابنتك المساعدة و إلا فإنها ستطلبها من غيرك من الصديقات. الاشكالية في توجيه الأم و الأب للابنة في مهارات الحياة اليومية قد تمنع الابناء بشكل عام من أن يعيشوا بما يعبر عن أنفسهم فتراهم يكتسبون نمط حياتهم من أهاليهم و لا يستطيعون أن يصنعوا أفكار صغيرة لتسهل حياتهم و من هنا أتذكر قصة مشهورة معبرة عن تناقل العادة و الذي لا أنصح به كمبدأ لتطوير المهارة عند الأبناء. كانت سامية تقطع رأس السمكة و ذيلها عندما تريد أن تشويها و استغربت صديقتها ذلك و سألتها عن السبب و لم تعرف سامية سببا سوى أنها اعتادت على ذلك و بالتالي اتصلت بالأم ثم بالجدة لتصل للسبب الحقيقي ألا و هو أن الجدة لم تكن تملك مقلاة تتسع للسمكة كاملة! لذا فإن فكرة التوجيه و النقد لعمل الأشياء بطريقة معينة لا ينقل للابناء السبب لأنم سيفعلون ما يرونه.
قد تمر الأم بظروف صعبة خلال مراحل حياتها المختلفة و كذلك الأب مما يجعلهم يتخذون الابنة المستمعة صديقة و بالتالي فهم يتخلون عن أصدقائهم شيئا فشيئا لأن الابنة تبدو أقرب لهم و تتفهم مشاعرهم لكونها تعيش معهم يومهم. يؤدي هذا إلى أن العلاقة بين الأم أو الأب و الابنة تتغير و بالتالي تتغير نظرة الابنة لهما مما يشوه مشاعرها تجاهما و لو لبعض الوقت حيث ستبدأ الأم برواية القصص عن عائلتها و عائلة الزوج و صديقاتها و بالتالي ستتحدث عنهم بسوء مما يجعل في نفس الابنة مشاعر سلبية جدا تجاه بعض الأشخاص. و لا أعني هنا أن هذا الأمر غير طبيعي من أن تتناقل الأم و ابنتها بعض القصص و الخبرات و لكن بشرط أن لا يصل ذلك إلى حد أن تكون الابنة هي المتنفس الوحيد للأم و هو خطأ كارثي على العلاقة بينهما. و قد اعترضت زميلة على فكرتي قائلة أن عدم المشاركة الطبيعية قد يرسم صورة و هالة مثالية و كمالية للأم مما يصيب الابنة بصدمة عندما تكبر أكثر و بالتالي سيتكون لديها مشاعر سلبيةة و ترى الأم كاذبة في نظرها لاحقا و قد وضحت لها أن الأولوية تأتي إلى أن يقوم كل شخص بدوره الأساسي فالابنة صديقة لأمها لكنها ليست صديقتها الوحيدة و ليست مستشارتها النفسية و ليست قاضية قانونية أو حكيمة و ليست خبيرة في الأمور الزوجية و لذا من الأهم أن تشعر الابنة بأنها ابنة لا تحمل الكثير من الهموم الزائدة التي تشعرها بالذنب تجاه والدتها. أنصح الأمهات بأن يكون لديهن مجتمعهن الخاص من الصديقات و المستشارين و أن يحتفظوا بأسرارهم الزوجية فإن حفظوها من الخروج من المنزل فلا يكن التسريب داخليا. أما بالنسبة للأب فهو قد يقضي وقتا يخبر ابنته عن مغامراته في العمل و كيفية فرض سلطته على زملائه و كيفية إدارته الحازمة و يظن بذلك أنه يحوز اعجاب ابنته و استماعها و أرى أن هذا يعبر عن خلل في قدرة الأب على تكوين علاقات فلربما لا يجد هو متنفسا أو أصدقائا يشاركونه اهتماماته فيلجأ لتفريغ طاقاته مع أبنائه و طبعا يعد مشاركة الأب لأبنائه تفاصيله الصغيرة أمرا مفرحا جدا بالنسبة للابنة حيث تظن أن هذا يعبر عن اهتمام الأب بها و برأيها إلا أن المبالغة بذلك قد يشعر الابنة بثقل إن رأت بعض الإساءات و أبدت رأيها بها أما إن كان الأب ذو قدرات طيبة و إيجابية و يحب عمله فهو سينقل أفكارا إيجابية عن كيفية التصرف مع المشكلات و التحديات اليومية و التي ستشجع الابنة على الشعور بالحماس تجاه الإنجاز اليومي في بيئة العمل. بعض الأباء ينقلون وجهات نظرهم عن عمل المرأة و كيفية التعامل معها في بيئة العمل مما يكون صورة علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع المهني لدى الابنة و طبعا أن لا أدعو هنا إلى أن يقوم الأب برسم الصور الخيالية عن نفسه بل أن يكون صادقا إن تحدث عما يفكر به عند نعامله مع المرأة و بالتالي فهو ينقل فكره لابنته بطريقة ايجابية.
من أجمل العلاقات مع الأبناء هي تلك التي تستمر بسبب هدف ما فالاهتمامات تتغير بحسب العمر غالبا و الأنشطة المشتركة تتعثر بسبب الانشغالات أما الرغبة في تحقيق هدف كبير فهو ما يدفع ابنتك لتكون قريبة منك. لطالما أحببت جلوس أبي معي لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة عندما كنت صغيرة فكنت أستمع له يقرأ بترتيل جميل. و عندما كبرت لا أزال أدخل على أبي و هو يقرأ في غرفته و أضع كتفي على كتفه و أستمع له. أما بالنسبة لأمي فكثيرا ما جالستني لتسألني عن كيفية تحسبن علاقتنا و كان الهدف دائما أن نحب الله أكثر بأية طريقة في كل أمر صغير نشعر به في علاقتنا مع الناس. و لذا أنصح أي أب و أم أن يزيدوا من النشاطات التي يحبها البنات و التي تزيد من الصلة العاطفية .
عندما تختار ابنتك زوجها فأرجوكما عزيزي الأب و عزيزتي الأم أن تكون الوهلة الأولى للابنة حيث أن أي تعليق مهما كان ايجابيا أو سلبيا يضع معيارا ذهنيا لدى الابنة في تعاملها مع الزواج مستقبلا بشكل غير واعي و أنا لا أدعو هنا إلى عدم إبداء الرأي و النصيحة و لعب الدور الأساسي في الزواج كوالدين لكن لتكن النظرة الأولى و الرأي الأول لابنتك كما هو القرار الأخير بكلمة قبلت و زوجتك نفسي فاحترم حقها في المعرفة و الاختيار. من المهم أن يدرك الوالدان بعمق أن صفحة الابنة تكون بيضاء فيما يخص صورة الزواج و أنهما سيرسمان لها الخطوط العريضة لتوقعات النجاح و الفشل بحسب ما تراه منهما. و من الممتاز أن يروي الأب قصصا ايجابية عن زواجه من الأم .
أنت أيضا ترسم كيفية معاملة ابنتك لك ينما ترى منك كيفية تعاملك مع والديك و عائلتك الأولى و طبعا سيكون من المجحف التعميم فكل عائلة ظروفها الخاصة لكن يمكنك أن تجتهد في حسن المعاملة مع والديك لكي ترى ابنتك كيفية الإحسان للوالدين و لأي فرد في العائلة.
هناك بعض النصائح الخاصة بالأباء بالنسبة للتعامل مع بناتهن فمثلا لا تسأل ابنتك عن أمور ليست من ضمن مسؤولياتها:“ ماذا يلزمنا للبيت؟ و هل دفعتوا الفاتورة الشهري؟“ لابد أنك قد قسمت المهام بين أبنائك فلا تحمل ابنتك مسؤوليات هي من شؤون والدتها أو أخيها. الكثير من الأباء يغيب طويلا عن بناته مما يخلق فجوة واسعة من الاحتياجات المعنوية و العاطفية و اللفظية و لذا أنصحك بأن تحدد يوما اسبوعيا في جدولك على الأقل لمجالسة ابنتك و لتستمع لها فقط و تسألها عن حياتها و لتكن صديقها كي تفسح لها المجال لسؤالك. ما لاتنسى أن تكثر من الألفاظ المحببة و أسماء الدلع و أسماء خاصة بكل ابنة فذلك يشعر الابنة بأن لها مكانة خاصة بها.
الكثير من الأباء لديهم نزعة سلطوية على اعتبار أنهم أباء و هو مفهوم خاطيء عن دور الأب فكلما كنت مثاليا لأنك تريد أن يكون أبناؤك أفضل منك و يتجنبوا أخطاءك فستكبر الجوة بين الصورة الحلم و بين و اقع أبناءكو بالتالي ستبدأ بتوبيخها على الكثير من سلوكياتها و غالبا لن تقتنع بالكثير مما تقوله لك. لذا أنصحك أن بثلاثة أمور أساسية لكي تحافظ على علاقة صحية و إيجابية مع ابنتك. أولا لابد من قبول ابنتك كما هي فلا تعاملها على أساس أنك تريد إصلاحها فذلك يثبت فكرة أنها تعاني من مشكلة و بالتالي قد تبدأ بالتصديق و تجد نفسها عاجزة أمام مشكلة حقيقية . مثلا كلما ركزت على أنها فتاة عنيدة فهي ستزداد عنادا في كل مرة. إن مشكلة التوجيه الدائم و الرفض أنه لا يطور قدراتها لا اتخاذ القرار و لذا دعها تنفذ ما تقرره و تتحمل المسؤولية عن النتائج و لا بأس أن تقوم بدور مستشار توضح لها النتائج المتوقعة دون انذارات مرعبة فقط كي تفسح لها مجال التفكير المستقل فأنت لن تكون بجانبها طيلة حياتها. ثانيا إن أردت ابنتك أو ابنك أن يكون أفضل منك فكن أنت أفضل و بالشكل الذي تريده مثلا لو أنك تريد من ابنتك أن تحافظ على الزيارات العائلية فقم أنت بزيارة من تريدها أن تحافظ على علاقات ودية معهم باستمرار حتى تصبح عادة لديها. ثالثا لا تدعي الاستماع و أنت لست مستعدا لقبول رأي مختلف بحسب اختلاف الفارق العمري و بيئة جيلها و بدلا عن ذلك فكر معها و حاورها حتى تشعر أنك في صفها للوصول إلى ما يسعد الجميع.
من المهم عزيزي الأب أن تتذكر أن للابنة طبيعة مختلفة كأنثى فهي لا تطلب المساعدة مباشرة و لكنها تلمح عادة و لذا أنصحك أن لا تنتظرها لكي تطلب و لا تسألها السؤال التقليدي:“ ماذا تحتاجين؟“ لكن اسألها :“متى آخر مرة اشتريتي ملابس جديدة؟“ و ”هل لديك ثياب مناسبة للحفلة؟“ أو ” طلاء الأظافر الذي تضعينه جميل كم لونا لديك؟“.
الكثير من الأباء يتدخلون في اختيار تخصص بناتهم الدراسي و كذا الأمهات ظانين أنهم أدرى بمصلحتها و كما لا يخفى عليكم فإن المجتمع العربي غالبا ما يفضلا عدم عمل المرأة و يرى إكمال دراستها الجامعية نشاطا مؤقتا لتملأ به الفتاة فراغ وقتها إلا أن التشجيع على العلم ضروري جدا بحق الفتاة من قبل الوالدين حيث أن ذلك يزيد من وعيها بحقوقها الزوجية و القانونية و الشرعية و بالتالي يمكنك أن تقدم لها الدعم فيما تختاره بدون أن تحد من خيارتها. يقوم الأباء عادة بالانتظار إلى حين انتهاء الابنة من المدرسة ثم يفاجؤنها بعدم قدرتهم على دعمها سواء ماديا أو اجتماعيا و نفسيا و لذا يستطيع الأب و هو حق للابنة أن يخبرها بتطلعاته منذ المرحلة المتوسطة أو الثانوية بحيث يترك لها المجال لتخطط و تجد طريقة لدخول التخصص الذي ترغبه فمثلا لو أنها تريد دراسة الطب فيمكنها أن تراسل جامعات بشأن ما تحتاج إليه من أوراق ثبوتية لتحصل على منحة مالية و إن كانت تريد السفر فستقوم بالبحث عن أصدقاء لتقوم بترتيبات السفر و لربما أيضا تعمل في فترة الصيف في مدرسة صغيرة أو مركز خدمات محلي بحيث تستطيع توفير ما تريد و لربما تقول عزيزي الأب أنني أبالغ فالفتاة ليست كالشاب في قدراتها و احتياجاتها و أنا أركز هنا على أن من الفتيات من تملك طموحا من الواجب دعمه لما فيه من الفائدة الشخصية للفتاة و فخر لعائلتها و تطوير لمجتمعها في تخصص كان كما يمكنك أ نتساهم في مساعدة ابنتك على رسم خطوات حياتها بأن تحضر لها كتابا عن تخطيط الحياة و اختيار التخصص الجامعي أو تسجلها في دورة تدريبية مفيدة او تجالسها للحوار على الأقل و تنصت لأسئلتها و تجيبها فيما تستطيعه. و هنا تلعب خصلة الصدق الدور الأكبر في علاقتك مع ابنتك فلا تكذب عليها بأية حجج دينية أو أخلاقية أو اجتماعية أو ثقافية أو مالية لكي تمنعها مما تريد فهي لابد ستكتشف عاجلا أم أجلا أنك كنت متحيزا و دعمت اخوتها أو أنك استفدت على الصعيد الشخصي من عدم اكمالها لتعليمها و ممارستها لما تحب. فقط كن صريحا و صادقا في شرح مخاوفك عليها و جد حلولا دون سد الطرق بالاحباطات. حيث أن عدم ذكر الأسباب يجعل العلاقة مبينة على الطاعة العمياء و الخوف و التسلط على أساس أنك أب أو أم و تعرفان مصلحتها جيدا مما يكون شخصية غير محاورة و بعيدة عن مهارات التفكير التي تستطيع من خلالها الدفاع عن نفسها و التوصل إلى حلول حيث أن رضاك عن ابنتك و الذي يسعى له الأبناء عادة نتيجة لهذه المعاملة سيرتبط بمزاجك و رغباتك كمعيار و لذا فإن انجازاتها و تصرفاتها و حياتها ستصبح مرتبطة بك كأب أو ام و هو ليس في صالح الابنة أو الأهل أبدا لأنه يلغي المعايير و المرجعية فكلما أرادت الفتاة أن تفكر بشيء تريده ستكون أنت بمثابة المصدر الإلهي و العياذ بالله الذي يخبرها عن الصح و الخطأ بلا منطقية. و خطورة هذا الأمر تأتي عندما يخطيء الأباء فهم بشر إلا أن هذا الأسلوب في التعامل يجعل الابناء يرونك على أنك متكبر و مثالي و ذو سلطة نفسية مطلقة مما يولد كراهية و جفاء لذا أرجوك عزيزي الأب و الأم اعتذرا عن أخطائكما.
بالنسبة لقضية العنف الأسري فلابد من تذكير الأباء بدورهم الأساسي في عدم استخدام العنف مع الابنة أو أمامها مع الأم و هو إما جسدي بالضرب المبرح أو حتى تكرار الضرب الخفيف فكلاهما غير مقبول على الإطلاق أو لفظي كالإهانة بكلمات تجعل لها صفات سلبية مثل أنت متمردة و غير ناضجة و من ذلك أيضا الكلام الجاف الخالي من العاطفة مع الإبنة أو يكون عنف نفسي بالضغط علىيها لتنفذ أمور معينة أو بحرمانها ما تحب و عدم دعمها في هواياتها مثلا . و يمكن للأب أن يحرص على تعليم ابنته فنون الدفاع عن النفس بما فيها ضبط النفس باليوغا و الكراتيه يث يدربها على عدم قبول العنف في مقابل عدم التعرض له في المنزل فهذا لا يعني أنها لن تتعرض له في حياتها مع الناس الآخرين خارج المنزل. و يمكنك أيها الأب أن تعلم ابنتك كيفية التصرف حيال العنف بالتفاق مسبقا مع الأم لتمثلا دورا تخطيء أنت فيه و تتصرف فيه الأم بحكمة بحيث أنها تدفع الأذى عن نفسها و تعالج الأمور باحتواء عاطفي و حوار عقلاني أي ببساطة دعها ترى كيف تريد لها أن تتصرف.
الخطأ الأكبر في علاقة الأباء ببناتهم هو التجسس عليهم أو تطويع أحد الإخوة لمراقبتهم بشكل مستمر مما يدفع الفتاة للكذب و عيش حياة مزدوجة لخروج من مشاعر المراقبة و الاضطهاد و العزلة النفسية أو أنها ستستخدم هذا الأمر للحصول على الاهتمام و ما تريده و تضع الوم عليهم في كل شيء بالذات في مرحلة المراهقة و في كلا الحالتين تتعلم الابنة أن الأب إن كان مسلما فهو لا يتبع تعاليم دينه بعدم التجسس لأنه يجد مبررا شخصيا كالخوف عليها و تتعلم أن الثقة هي ما لن تكتسبه منهم و بالتالي ستقضي فترة كبيرة من حياتها تحاول إثبات جدارتها و مصداقيتها و ستتعلم أنها لا تستطيع الاعتماد على والدها. من المهم أن تثق بك أيها الأب من خلال تصرفاتك و كلماتك الواثقة بها و بوالدتها. و قد يقول بعض الأباء لكنني أترك لابنتي الحرية التامة فهل هذا يعني أني قد حققت قيمة الثقة بيننا و الحقيقة هي أن الثقة موجودة و تحتاج منك إلى وجود الاهتمام بجانبها دون الاهمال بداعي الاعتماد على النفس و الثقة بها.
3.0.41. ميييين أناااااااااااا!
أنت كأس
و كل ما تم صبه في داخلك
يعبر عنك
و يشكل صورتك
من أنت هو من أهم الأسئلة التي لابد أن تجيب عليها. لم تختر أبوك و لا أمك و لا إخوتك و لا حتى اسمك أو مكان ولادتك إذن هل أنت نتاج لخيارات الآخرين أو للقدر؟ يمكنك أن تكون كما تريد عندما تدرك بعمق العناصر التي دخلت في تركيبك و بالتالي تعرف ماذا ستصنع. يتميز هذا الكتاب بتقديم صورة مبسطة عن كيفية التعرف إلى نفسك و حينها تستطيع أن تطمئن في داخلك.
أول مصدر لتكوينك هو الله الذي خلقك حين نفح الروح في أبوك آدم و هو الذي كتب لك رزقك و أجلك و عملك و سعادك أو شقاءك أي أن هذه الأمور حددت لك مسبقا و لكن لا يعني أنك لا تستطيع ردها أو تغييرها فقد قال عمر بن الخطاب رضي اله عنه في دعائه إن كنت كبتبتني شقيا فامحها و اجعلني من السعداء و امرأة قد كتبت عقيما فظلت تدعو ليالي طوالا باسم الرحمن حتى رزقها و في قصص الأنبياء ما يدلنا على أن رحمة الله و اسعة في كل شيء و كرم الله لا حدود به فهو المالك لكل شيء لذا أريد أن أدعوك لتفكر بما هو من تكوينك و ما تستطيع اختياره فإن الشقاء لاعني أن لا تبتسم و تضحك و العمر الطويل لا يعني المرض و العمل لا يعني المهنة و الرزق لا يعني السعي المحدد . افصل المفاهيم عن بعضها و ابدأ بمعرفة أن الله يعلم عنك كل شيء و أعطاك أكبر اختيار ألا و هو الإسلام أو الكفر و أن تبقى على قيد الحياة أو تنهي حياتك لا سمح الله و هذا يعني أن الدنيا بوسعها مليئة بالاختيارات المتاحة و أول عنصر من تكوينك هو ما يمنحك إياه أبوك و أمك من جينات و راثية لكل ما فيك من الصفات و الشكل و الطباع. و بعد ذلك فأبواك في السبع سنوات الأولى على الأقل قاموا بتركيبك مثل قطعة البازل لذا فهم قد اختاروا اسمك و علموك المشي و بعضا من الأداب الأساسية في الحياة. ثالث قطعة من البازل هي ما تعلمته في مدرستك من المعلمين فكل ما أعطوه اهتماما و تشجيعا هو ما تسعى للحصول عليه بغية الحصول على القبول في نفسك من الآخر فترتاح سواء كان اهتماما بالعلامات أو الصناعة أو تنظيم وقت اللعب أو العبوس و الحزن أو الكلمات المحببة. ثم هناك قطعة البازل الرابعة التي هي مجتمعك بما فيها عائلتك الكبيرة من الأقارب و الجيران و أصدقاء الحي و الرياضة و أبناء أصدقاء والديك و عاداتهم و تقاليدهم و أفكارهم هو من يشكل لديك اهتمامات و طموحات الحياة غالبا و لكي تشعر بالانتماء فأنت تريد أن تكون واحدا منهم فتقلدهم و تشعر بالمتة لكونك جزءا منهم لا لأنك فعلا تحب ما تعمل فأنت لا تعرف إن كنت تحب لعب كرة السلة جدا لتبني مستقبلا لك بلعبها و التمرس فيها أم لا. قطعة البازل الخامسة التي تركب صورتك هي كل ما تراه بعينيك و تسمعه بأذنيك و تشعر برغبة به أو نفور منه بعد ذلك و هو مرتبط بالبرامج في كلا لوسائل الإعلامية من تلفاز و راديو و انترنت و كتب و الأشخاص المشهورين و القادة و الفنانين و الأدباء و المذيعين و كل من ظهر بشكل ملفت لك و أحاط بك في حياتك يدخل ضمن تكوينك و يجعلك تسعى لأشياء معينة في حياتك مثل اختيار تخصص دراسي أو مهنة معينة. أما بالنسبة لأصدقاءك فأنت تختارهم بكامل حريتك و تذكر أن كل القطع السابقى تساعم في اختيارك لأصدقاءك حي إن هناك صفات مرغوبة بسبب أنك تعيشها مع والديك و مجتمعك مثل أن تكون متدينا و قد تشعر تلقائيا بعدم الراحة إن وجدت شخصا مختلفا عنك لأنك تعدودت على نماذج معينة و مهما كان من تصادق فهو يؤثر على قراراتك لأنك تختاره أنت وبالتالي سيساعدك لتكون أفضل أو يجر بك إلى تفكير غير إيجابي و يؤذي مصالحك لأن الصديق قد يكون قريبا إلى نفسك كأختك فوجوده أساسي في حياتك. أما قطعة البازل السابعة في كل النظريات الفلسفية و النفسية و الاجتماعية و التي تضع الناس في قوالب بحسب دراسات و كأنما تضع في مطبخك مرطبان للمربى و تلصق وريقه عليه تكتب فيها ”مربى الكرز“ فحين يملؤ أبوك المرطبان بمربى الفريز الذي لم تذوقه من قبل و لنقل أنه لم يخبرك لانشغاله فستأكل المربى لفترة من الوقت على الأقل و أنت تظن أنها مربى بنكهة الكرز و هكذا فإن التقسيمات للشخصيات ستضع الأوراق اللاصقة على الناس كما لو كانت حكم مؤبد على مشاعرك تجاه الشخص و سلوكك معه.
حسنا ما رأيك لو أخبرتك أنك الآن يمكن أن تحلل ذاتك و تعرفها من النظر إلى لوحة البازل خاصتك حيث سترى أنك اكتسبت عصبية المزاج من أبيك و حبك للعلوم من معلمة الصف الثاني و أن اهتمامك بالسياسة هو نتاج اهتمام مجتمعك و عملك في مجال الهندسة المعمارية هو بسبب الاحتياج الكبير في الدولة التي تعيش فيها و أن ذهابك لمطعم الماكدونالدز هو بسبب مشاهدة إعلانه على التلفاز و أن قرارك باختيار زوجتك كان بنصيحة من أعز أصدقاءك و أنك ستتشاجر مع مديرك الجديد لأنك قرأت عن عدم توافقك مع شخصيته بحسب الأبراج أو نظام التحليل النفسي الجديد للموارد البشرية في الشركة!!!! نعم نعم نعم أنت كل صورة البازل تلك و هذا يدعوك للتفاؤل لأنك تستطيع إعادة رسم الصورة على قطعة البازل إن أردت فقط قدر ما تريد فأنت لا تريد أن تمسح ذكراتك و تكوينك الجميل و ثقافتك و هويتك و جهودك و علمك على مدى السنوات و لكنك تريد أن تعدل ألوان الصورة بما يناسبك و ما تحب لحياتك. ببساطة خذ ورقة و قلم و اكتب عن انعكاس السبع أجزاء في تكوينك و تذكر أن ما تراه في الآخرين هو أيضا انعكاس لك. هل تشعر بالعطش؟ طبعا لن تشرب سوى الماء حين تشتري قارورة ماء أو لن تشرب عصير الفواكة المشكلة عندما تصب عصير الرمان في الكأس! قطع البازل هي كل ما تم سكبه فيك من سؤائل وما تشربه هو حياتك فهل أنت راضي عن الناتج؟ إن كنت راضي عن حياتك فإن صورة قطع البازل تعجبك و تستلذ بمذاق عصير الفواكه المشكلة. كل ما سمعته و أنت صغير هو ما شكل لغتك و ما تعلمته من الكلمات هي المشاعر في نفسك عندما نقول كلمة سيء أو رائع و الجمل التي تتحدثها تشكل صورتك عند الآخر بحسب المجتمع الذي يعيش فيه الآخر فلربما تعلم هو كلمة سيء على أنها أقل من كلمة مريع أو مفزع بينما في محيطك لم يتم استخدام سوى كلمة سيء أي أن لكل مجتمع لغته الثقافية بما فيها مشاعره و أفكاره و تصرفاته لذا فأنت نتاج محيطك و إليك المخرجات السبع التي تكون صورتك على اعتبار أن قطعة البازل هي عبارة عن صورة مطبوعة بالإضافة لقطع كرتونية تم قصها بأشكال متراكبة. قدراتك هي أول المخرجات فأن تفعل ما تظن أنك تستطيعه بحسب ما رأيته في محيطك فأنت لن تعرف عن فنون الكتابة إن عشت في مكان نائي لا يعرف الكتابة أو العلم و لا يذكر الكلمة حتى أي أن قدراتك تتشكل من الموجودات حولك فإن كان مجتمعك دبلوماسيا و كانت عائلتك ماهرة في حرفة ما فإنك تكتسب القدرة أتوماتيكيا و يكون تطويرها من شأنك لاحقا. فطالما أنك تدرك أن محيطك هو المؤثر إذن يمكنك أن تنتقل لمحيط مختلف القدرات أو تقرر تغيير قدراتك ومهاراتك لأنك تعرف جيدا سبب المحدودية في القدرات أي أن قدراتك و إن كانت تشكلت من محيطك إلا أنك تمتلك الاختيار الكامل في تطويرها و تغييرها أي أنها ما تريده أنت. فكر ماذا تريد أن تستطيع القيام به؟ اصنع قدراتك بنفسك. هل تريد أن تكون قادرا على حمل الأثقال و أنت ذو بنية ضعيفة جسديا؟ تذكر أن عدم وجود براعة في الرياضيات لا يعني عدم تميز علماء مثل اينشتاين في الفيزياء مثلا. اسأل نفسك ماذا تريد أن تكون قادرا على فعله؟ أنت تستطيع فعل كل ما تريد بإذن الله. ماهي هواياتك التي تحب و ما هي ميولك؟ لماذا تحب اللون الأصفر دون الأحمر أو لماذا تحب الفاكهة الاستوائية بالذات؟ ميولك و رغباتك أيضا هي من المخرجات المتأثرة ببيئتك و التي عليك أن تعلم جيدا أنها تتبع إرادتك و إن كانت نتجت عن محيطك. لقد مررت بتجرة غيرت نظرتي لفكرة الميول كثيرا و إن لم تكن جذرية فأنا أرى أننا لا نملك التغييرو التحكم ببعض التفضيلات الشخصية. كنت أحب أكل الشوكولاته كأي مراهقة و بعد فترة من الزمن عانيت مثل الكثيرين من زيادة في الوزن و ظهور بعض البثور في وجهي ثم استمع بالصدفة لأحد الخبراء يتحدث عن كيف ساعد أحدهم على التوقف عن شرب البيبسي لأنها أصبحت مضرة جدا بصحته لإدمانه عليها حيث اتصل عليه و تحداه أن يفعل ذلك. بدأ الخبير بمحادثته و طلب منه أن يتخيل أنه يشرب البيبسي و أن يستمتع بها باردة و منعشة و أنها ترويه و طلب منه استشعار ذلك بعمق ثم قال له ”ياإلهي الآن خرج الدود من العلبة و بدأ يدخل أنفك بسرعة و دخل حلقك و امتلأ وجهك بها يا له من أمر مقزز و أنت لا تعرف ماذا تفعل و تنقطع أنفاسك.. ” و أغلقت السماعة فجأة و بعد فترة عادود الشخص الاتصال على البرنامج و قال أنه لم يستطع شرب علبة واحدة منذ ذلك اليوم و طلب من الخبير أن يكرر العملية بضعة مرات في خياله و قمت أنا بتخيل شيء مشابه عن الشكولاته و توقفت عن أكلها لمدة تزيد عن الخمسة عشر عاما ثم أكلتها في بعض الحالات الاكتئابية التي مررت بها بكميات قليلة جدا. بعد ذلك عرفت أنني أستطيع تغيير الكثير من تفضيلاتي في التذوق إلا أنني لم أستطع فعل شيء شبيه بالنسبة لحاسة الشم فأنا لا أستطيع احتمال رائحة الدخان حتى لو على مسافة أمتار و لا أستطيع إنكار أني لا أغير تفضيلاتي البصرية فأن لا أحب النظر إلى الأشخاص ذوي الشعر الأشقر الكامل و أحب الأشخاص ذوي البشرة القمحية و السمراء و الفاتحة الزهرية. برغم أني استمعت لأحد الخبراء في قضية التفضيلات الصرية و المرتبطة بطفولتنا فمثلا لو أن صبيا اعتاد على تلقي الحنان من خالاته ذوات الطول الفارع و من عماته ذوات البدانة فإن سيكون رغبات و ميولا للنساء التي تمتلك الصفتين و بالتالي فهو يرتاح لما يراه. ثالث المخرجات هو الصفات الشخصية فمثلا هل أنت عصبي الطبع و تحب المشكلات؟ عندما تعرف أن السبب في حبك للمشكلات هو ابتسامة أمك في كل مرة تواجه مقلبا منك فأنت ستشعر أن هذا مريح بل ممتع و حين تكبر ستقدر الأشخاص الذين يبتسمون لمشكلاتك و تظن أنهم يحبونك و تحبهم أنت أيضا حتى لو تخلل ذلك شعور بالألم فإنك قد اعتدت على تعريف هذا الشعور على أنه متعه و أنه يدفعك للمزيد. ما تهوى فعله هو ثالث المخرجات فهواياتك تنشأ بحسب ما تكرره على مدى السنوات منذ الصغر و هي أيضا مجرد عادة فلربما تهوى ركوب الدراجة لأنك اعتدت على ذلك كل صباح و أنت ذاهب للمدرسة مع أصحابك و تشعر بالمتعة و تصبح هواية أما مهاراتك فهي ما تتعلمه و تطوره برغبة منك أي أنها قد تكون هوايات في البداية لكنها تتطور لتصبح مهارات بالممارسة المهنية أو التي تجعلك تطور في الشيء و تمارسه باحترافيه فمثلا لو أنك انضممت إلى نادي ركوب الدراجات و اشتركت في سباقات محلية ثم دولية و بدأت بالقراءة عن الدراجات و صناعتها و تركيبها فأنت تطور مهارات مهنية بإدراكك للتركيبات الجزئية للهواية و هنا يكمن الفرق بين الهواية و المهارة فالثانية تمتلك فيها طموحا و الأولى تمارسها في أي وقت للاسترخاء غالبا و لا تخصص لها جهدا أو وقتا لتصبح مهارة. ماذا عن عملك؟ ما تختاره من مهنة هو في الغالب أيضا متأثر بمحيطك فلنفرض أن عائلتك مليئة بالأطباء بالتالي فإن تشجيعهم لك منذ الصغر قد يثمر في أن تصبح طبيبا و لربما كانت مهنة المحاسبة المالية هي الأكثر احتياجا في الدولة التي تقيم فيها و بالتالي اكتسبت شهرة واسعة و يشجع المدرسون عليها كما أن علاماتك جيدة فيالرياضيات فتتخصص في المجال المالي لعلمك أن البنوك الاستثمارية تحمل خططا جديدة في للتوظيف في سوق العمل مثلا و في حال كانت الهوية الاجتماعية و العلاقات مهمة في بلدك فإن العمل بمهن معينة قد ينزل من قدرك الاجتماعي أو يعليها و بالتالي فإنك ستتجه إلى أن تعمل فيما يرفع من شأنك من أجل مستقبل اجتماعي افضل أي أنك ستصنع ما يحتاجه و يطلبه محيطك بغض النظر عن الأسباب. سادس منتجات حياتك هو أبناؤك و لتنظر كيف أنك ستصنعهم بمساعدة مجتمعك و محيطهم لإانت من اخترت عائلة أبناءك باختيار الزوج و أنت من اخترت ثقافتهم و نوعية حياتهم و أنت من ستربيهم على أنك المحيط المؤثر الأول كأب و أم لأن أبناءك سيستجيبون لرغباتك في سنواتهم الأولى التي تشكل شخصياتهم و نظرتهم للحياة فمن هم أبناؤك؟ و كيف تريد أن تصنعهم على اعتبار أن لهم الحرية في الانطلاق في الحياة و القرار باستقلالية عنك فأنت مسؤول عنهم لفترة طويلة من حياتهم التي تشكل اختياراتهم فيما بعد غالبا. يقول الكثير من الأباء أنهم يريدو لأبنائهم ما هو أفضل مما هم عليه و لا يريدون لهم أن يتعرضوا للألم مثلهم خلال تجارب الحياة و يريدون أن يمنحوهم خلاصة خبراتهم و لي معك هنا وقفة مهمة جدا. أولا: لا تطلب منهم ما لا تطلبه من نفسك فكيف ستطلب منهم أن لا يشربوا مياه ملوثة و أنت تشرها أمامهم و لكي تصنع شيئا يقتدي به غيرك لابد أنك صنعته في نفسك أولا. ثانيا لا تنس أن خبراتك و تجارك هي التي علمتك فحين تحيط أبناءك بالكثير من الأمان و كأنهم في محمية فأنت تمنعهم من الحياة و تضر بهم و تتيح المجال لمن هو غيرك ليبني لهم الصورة عن الحياة فهل تريد أن تفتح أبواب منزلك للمارة؟ بإمكانك أن تصنع أنت التجربة لأبنائك كما ذكرت مسبقا بتصنع المواقف و الاختبارات ووضعهم فيها لجعهلم محصنين كما لو أنك تعطيهم لقاحا ضد ما يؤلم في الحياة فلا تنتظر طويلا حتى توقظهم من النوم على اعتبار أنهم يحتاجون لراحة كبيرة فيعتادوا الكسل و طبعا لا أنصحك أن تقلل ساعات نومهم و أيضا يمكنك أن تبدأ في تعليمهم المهارات مبكرا بمنحهم مجال الاختلاط الاجتماعي مع أبناء أصدقاءك الذين ترضى عن فكرهم و مسيراتهم فيالحياة بشكل عام فيتعرض ابنك و ابنتك لبعض الصدامات الخفيفة بداية و التي تستطيع استغلالها جيدا. ثالثا لا تقس أبناءك بمقاسك فإن زمنهم بكل حيثياتهم مختلفة عنك و لا تطلب منهم نتائج كالتي اعتدت عليها في صغرك فحين تطلب من ابنك أن يكون مهندسا و هو بارع في مجال الفنون و التمثيل هو قتل لمهاراته و أحلامه حيث لم يكن لهذا العمل قيمة كبيرة أو سمعة جيدة في زمانك فالأيام تختلف بسرعة و لا يمكنك استعمال السنتمتر لقياس المسافات بين الدول بالطائرة! أخيرا إن أردت أن يتعلم أبناؤك ما تعلمته فأنت تصنع منهم نسخة عنك فماذا قدمت للبشرية؟ أبناؤك هم من دمك و فيهم روحك و لحنك و طريقة تفكيرك و نظرتك للحياة فأنت من منحه زرقة عينيه و لونه القمحي سواء كنت الأب أو الأم فاترك له المساحة ليكون ما يريد لا نسخة مصغرة عنك. و هنا سابع المخرجات التي تصنعها بمليء اختيارك و وعيك عن الحياة و وجودك ألا و هو النظرة عن الحياة فكل من أراد شيئا حصل عليه. من الناس من أراد أن يساعد الآخرين فعمل في المشاريع الخيرية و أبدع فيها طويلا و حقق انجازات أكثر من رائعة و هناك من أراد عائلة و مشاعر حميمية و تجد أولوياته سعادة أسرته التي يستمتع بقضاء الوقت معها. أنت تصنع لأبناءك أولوياتهم و اهتماماتهم و رغباتهم بما تردده على مسامعهم و ما يرونه منك فكيف لهم أن يتعلمو أهمية مساعدة الرجل لزوجته في المنزل و تقدير العائلة كأولوية إن كنت تقضي احدى عشرة ساعة في عملك كل يوم لمدة ستة أيام في الاسبوع و من ثم تجالسهم فقط لبضعة ساعات على الأكثر و نعم أبشرك بأن نظرة أبناءك للمستقبل هي مسؤوليتك فاستمتع بها و انظر على أنها فرصة ذهبية لك لتصنع نفسك من جديد من خلال أبناءك بحيث تمنحهم مفهوما أجمل عن الحياة بما يرونه منك و لتلاحظ أنك عندما تقرر قضاء المزيد من الوقت مع عائلتك لأنك تريد أن يرى أبناؤك ذلك منك فأنت على أرض الواقع تصبح مهتما أكثر بعائلتك و تصبح ما تريد أن تمنح بشخصيتك الجديدة. إن ما تريد منحه هو ما يتشكل فيك أولا و هذه هي الروعة بعينها. الصفات الشخصية فيك هي آخر ما تصنعه باختيارك الكامل و مسؤوليتك الكاملة فلا تخجل من ما تريده بل كن كما تحب و اصنع و شكل نفسك بعد أن علمت بوعيك أن تصرفاتك و صفاتك الماضية و مشاعرك هي جزء من محيطك الماضي و اليوم حينما تضع نفسك في بيئة بين أناس تريد أن تتعلم منهم شيئا ما فأنت تصبح مثلهم فاسأل نفسك ماذا أريد أن أشكل في نفسي؟ هل تريد جسدا رشيقا؟ حسنا سجل في نادي رياضي قاسي لربما مع مدري ستكرهه لاحقا لأنه ضغط عليك و أنت تشعر بالكسل حتى يجعلك نشيطا للغاية لأنه مدرب شخصي ناجح و اكتسبت أنت من تلك العادات الايجابية التي تريد أن تكونها في نفسك. و لا يعني ذلك أنك لابد أن تتغير فلربما تحب ما أنت عليه و هو خيارك بالتأكيد و هذا الكتاب إنما هو دعوة مهمة لك لكي تعرف أنك تستطيع أكثر. تذكر أن تمهد لمن تحب بتغيراتك و أن تصارحهم بما تريد حين يسألونك عن سبب تغيرك فهم قلقون ويحبونك فقط.
ختاما أقول لك
إن كان محيط ما قد صنعك في الماضي
فاصنع أنت محيطك الحالي و نفسك
3.0.42. ما هي الأولويات في الطفولة؟
انظروا إلى الأطفال من حولكم و كذلك انظروا إلى داخلكم فالكبار هم أطفال بأجسام كبيرة و لا يكبر الأطفال بداخلنا أبدا بل لابد لنا أن نمنح الأطفال الكثير و القليل و لكن ماهو أهم ما نمنح الأطفال أينما كانوا و كيفما ظهروا؟ من المجحف بحق الأطفال أن يخرجوا من عالم الرحم الدافيء الذي يحتويهم إلى عالم مليء بالأحجام الكبيرة و الكثير من تلوثات الألوان و الأفكار و الأصوات. الطفل يحتاج إلى الكثير و لكن هناك ثلاث أمور هي الأهم. أولا الطفل يحتاج إلى حضن أمه كما كان في رحمها و يحتاج إلى عناق عائلته و يحتاج إلى رحم أكبر معنوي و مادي يحيط به لذا لا تتركوا الأطفال دون احتواء و هو ليس بالضرورة الأمان المطلق و الأبدي لكنه شعور مهم بوجود حوله. ثانيا يحتاج الأطفال إلى اللعب نعم فحينما تكون صغيرا تعلب مع أصدقائك و اخوتك و حين تكبر العب أيضا مع أصدقاءك و اخوتك و زوجك و أبناءك. أرجوكم العبوا كثيرا و لا تظنوا أن النضج في الشخصية و الفكر بعيد عن المتعة و اللعب بكل أشكالها. ثالثا اعتني بحاجات الطفل الأساسية في الحياة فصحيح أن الطفل يحتاج لأم ترعى شؤونه من طعام و لباس و دعم و تشجيع و كذلك الطفل بداخلك فأنت تحتاج لأن تعتني بك و بأطفالك و أطفال العالم.
3.0.43. ما هي الأولويات في المراهقة؟
المراهقون يملؤون العالم صخبا و لكني أحب وجودهم فهم من يجعلونا نضحك رغما عنا و هم من يدفعوننا لإيجاد الحلول و التفكير في جدوى حياتنا كبشر و مدى تطورنا و كيف نعتني بهم أي أنهم يبقوننا مشغولين على الدوام و يذكروننا بأنفسنا. مالذي يريده المراهق من العالم و مالذي نريده منه بل ماهي الأولويات في حياة المراهق التي علينا أن نوفرها لها و يوفرها هو لنفسه. ما نعد المراهقين له هو ما يكون عليه حال مستقبل البشرية فإن تعلموا الحساب فسيبرعون به و يديرون الأموال و ين نعلمهم فن إدارة المشاعر فهو يعاملون المشاعر بجفاء لأن العقل و العاطفة مختلفان جدا و لك أن تتخيل كيف للقلب أن يجعل العقل يشعر! أول شيء مهم هو أن يتعلم المراهق عن احتياجاته و تغيراته و كيف يتعامل معها فقط. ثانيا من المهم بالنسبة للمراهق أن يجرب الحياة المستقبلية كما لو كانت ضمن لعبة مصغرة فكما يذهب الطفل مع أبيه إلى المحل ليراه يعمل في مجال المبيعات فكذلك لا بد للمراهق من أن يجرب عملا بنفسه دون هدف الفشل أو ضغط النجاح بل ليجرب فقط. ثالثا لابد ان يبرع في هواية أو رياضة أو شيء ما يخصه و يحصل الدعم.
3.0.44. اني ساتعرض للتنمر
من المضحك ان تتعرض للتنمر و انت في الثلاثين من عمرك. و لكنه حقيقة المت بي عدة مرات و لم استطع الدفاع عن نفسي. دائما هناك من يكبرك في العمر او في الحجم او حتى في القدرة على استفزازك و الضغط على نقاط ضعفك.
اوقفني اثنين من رجال الدين ليقوما بضربي لاني لا ارتدي ما يناسب ثقافتهم و دينهم! و تنمرت علي فتاة تصغرني لاني اتحدث بافكار تحجبها ولا تمتلكها هي! و تنمر احد زملاء العملاء لاني كنت بطيئة في اداء عملي. تنمر على الممرض حين كان الطبيب صديقي و كنت امر بحالة نفسية سيئة جدا بعد ان حاولت الانتحار مرتين. و تعرضت للتنمر من قبل صديقة القديمة حين تقدمت بطلب قبولي لجامعة لا اريدها بدلا مني و اتتني بطلب متاخر لجامعة احبها و اسعى لها.
نعم وقفت ضعيفة هاك و لربما اعتدت على الضعف عند مواجهة التنمر و لطالما اكتفيت بتسجيل فيديو يوتيوب انصح فيه المراهقين بحسن التعامل و السعي للمكاسب الانسانية و المحبة بين الناس و بناء العلاقات العامة بدلا من التنمر و اضاعة الوقت. و برغم كمية الكذبات الكثيرة التي استخدمتها لادعم وجهة نظري فانني لم اتوقف عن الوقوف امام الكاميرا يوميا لاعبر عن غضبي بامل في جيل افضل اخلاقا و اكثر انسانية
3.0.45. اني سأكره أمي و أبي يوما
كنت اعيش حياة جميلة او هكذا ظننت. كنت دائما ادعو في كل ليلة و اتقرب الى الله ظنا مني ان المعوذات فعلا تحمينا حتى اتت علي ايام لم يحميني الرب و لا الناس و لا حتى نفسي. حين تتكاثر المشكلات ككرة الثلج تتدحرج و تجد حياتك فجاة تنطوي كصفحة كتاب كبير! تتسائل كيف لك ان تكره من رباك و تعب لاجلك و من احببته كل يوم . تلك الام التي ترتمي في احضانها كلما تعبت من الحياة و المشاكل مع اقانك في المراهقة و تمسح دموعك و تخفف عنك و تنصحك و تستمع لك و تصبر عليك وهي حزينة لاجلك بل و تختلق قصة تقول لك نت مثلك و انظر الي اليوم انا افضل و ستكون انت افضل ايضا في يوم ما! حسنا و كيف لك ان تكره ذلك الاب الذي يستيقظ كل صباح ليوفر لك الكورن فليكس على مائدة فطورك و يبستم لكل طلباتك ابتداء من قطعة الحلوى انتهاء ببدلة عرسك و حفاضات ابناءك و يحتمل ازعاجك كلما تشاجرت مع احدهم و مبيتك عنده و يحل لك مشكلتك و يجعلك البطل الكبير في عين من حولك و لا يتمنى اكثر من شرب فنجان قهوة معك في سلام او خمس دقائق يشرب فيها الماء في غرفة الجلوس بهدوء بعيدا عن مشاكلك.
نعم قد تتسائل كيف لك ان تكره امك و اباك؟ ليس من الضروري ان امك و اباك تركوك لبيت اخر ليربيك او ملجا لتعيشش فيه او ببساطو توفيا بشكل طبيعي او لمرض مزمن او لصفقة تجارية خاسرة في الحشيش فلم تجدهما امامك او وجدتهما في السجن و منظر احدهما سيء جدا في عينيك. نعم ستكره امك و اباك حين لا يحضرا حفلتك الموسيقية اخر العام و لا يشجعك في مباراة المدرسة ولا يشتريا لك ثياب حفلة التخرج و لا يقيما لك حفلة عيد ميلاد و لا يدفعلا لك اقساط جامعتك ولا يكفلان نفسيهما بكلمة تشجيع و حب لتكوني صغيرتي المراهقة فريسة لاول شاب مراهق لا يستطيع فهم هرموناته جيدا! نعم ستكره امك و اباك حينما يكونان عائلا عليك و انت لا تزال في الثلاثين او العشرين و هما في البداية الخمسينات من العمر و يثقلانك بالطلبات و الوقت العاطفي المشحون بتذكيرك بتقصيرك باستمرار. نعم سيكونان عبءا عليك حين يتدخلان في زواجك و يفسدا حفلتك و يتطلقا في اي وقت و يشوهان سمعة عائلتك السعيدة التي تبقت لك! نعم قد تصل لكره والديك لاي من الاسباب الجوهرية حين تدرك انهما فكرا في تعويض ما شعرا به من نقص في طفولتهما بانجابك و منحك ذلك لتجد نفسك نسخة عما يتمنيان هما بعيدا عن ضياع ذاتك و هويتك فجل ما يريده والدكان يقف امامك في الصورة و استلام مكالمة من المدرسة تخبره عن المصائب التي قمت بها و تذكره بشبابه فيكون فخورا بك و تكون انت خجلا منه حين يتم رفض طلبك للزواج من فتاة تحبها لسمعة عائلتك!
3.0.46. ان الكبار يقولون لنا ما لا يفعلونه هم
تقول جدتي لا تقطعي السلطة هكذا ثم تقوم بتقطيعها بالطريقة الخطأ. يطلب مني ابي عدم التبسم امام الغرباء و يوزع هو الابتسامات للنساء! أمي تصرخ ان لبست البيجاما أثناء النهار بينما هي ترتدي ثوب النوم طيلة النهار. المعلمة تطلب مني الاستماع و لا تستمع هي لما اقوله. الشيخ يحدثنا عن التسامح و قد طلق زوجته لانه لم يحتمل مشاكلها! مديرة المدرسة وضعت على باب غرفتها لافتة تقول( لا تدخل بلا موعد مسبق) و يدخل الجميع بلا استئذان و حين اطرق الباب انا فعلي ان انتظر لكن لا يوجد اي سكرتيره لوضع المواعيد.
مالذي يحصل في عالم الكبار هذا ؟ الجميع يقولولن مالايفعلونه حتى وجدت نفسي مثلهم. لم يخبرني احد انه من المسموح ان نفعل ما لا نقول و نقول ما لا نفعل فلا يوجد اي صلة بينهما ابدا في واقعي و محيطي.
يريد الشخص الذي يتصرف هكذا ان يرى منك تصرفا غير موجودا ظنا منه انه رباك بطريقة مختلفة او لانك اصغر عمرا فانت ستستجيب فورا بالطريقة المثالية. مثلا ستسرح شعرك كل يوم في حين ان ابوك أقرع الرأس أو يتعمد حلق شعره. المفاجأة ان الابن العزيز سيحلق شعره غالبا! نعم نحن نقلد ما نراه و نفعله ما نجده. تريدني اضع المكياج افعل انت ذلك ايضا. تريدني اكون غبي حدثني بطريقة غبية.
لكن ما لم يخبرني به احدهم ان تجارة كاملة قامت على تعمية و التقليل من قيمة جزء من المجتمع باخبارهم الكذب لخلق واقع منفصل عن الحقيقة. ما لم يخبرني به احدهم ان الخبث وصل بمن حولي الى درجة اني منعت من التعليم و لست في مقعد في مكان اسمه امعة ولكن قاعة الامتحان كانت عبارة عن معمل اختبارات و جعلوني اظن انني في الجامعة! اعطوني ورقة تفيد بنجاحي لاكتشف اني راسبة في الحقيقة. نعم لم يخبرني احد ان الكبار في العمر مستعدين ليكونو بهذا الخبث و الاستغلال لضعف قدراتي المالية و مواردي الاجتماعية.
3.0.47. ان صورة الفيسبوك سبب فشلي
بدون اي مبالغة فان صورة الفيسبوك هي سبب نجاحك او فشلك في خلق صورة اجتماعية مقبولة او ببساطة اضعاف ثقة الناس بك. كنت اتصور مرة في الشهر تقريبا و تطلب مني زميلاتي وضع الصور لسهولة ذلك في الكاميرا التي لدي. يبدو ان الامر لم يرق للبعض فتسبب ذلك بالكثر من الكلام عني حتى وصلت الاشاعات الى اني امتلك حسابا بالرقم الفلاني! و حين ازلت الصور قيل ان ابي ضربني! و حين ابقيت حساب الفيسبوك انهالت علي النصائح بالزواج و حين الغيت حسابي اتصل بي بعض المعارف مستغربين ان عدم وضع صوري يمنعني من تكوين علاقات اجتماعية!
لم يخبرني احد ان صورة فيسبوك واحدة كانت كفيلة بكثير من المشكلات التي تتفاقم و تؤدي الى فشل ما في حياتك.
3.0.48. مع الاصدقاء
هنا تاتي اكبر مشكلة حين يقوم ابنك او ابنتك بالحديث مع اصدقائك حول مشكلة حصلت رغما عنك في المنزل و احدثت ضجيجا. الاصدقاء رائعون بلا شك و لكن امنك الشخصي و العائلي اروع و اكثر اهمية. و طبعا الصداقة مهمة و لكن عليك ان تحدد اولا معناها فماذا يضيف هذا الشخص على حياتك و بماذا ينصحك و على ماذا يساعدك و ماذا تقدم له انت بالمقابل. حينما تتاكد من اختيارك الجيد لعلاقاتك بامكانك ان تبحث في كيف تحفظ امنك عندما تتعامل مع اصدقائك. من الضروري ان لا تخبر اصدقائك عن حياتك الشخصية او مشكلاتك حتى لو من باب الفضفضة فالاولى بذلك فرد من افراد عائلتك من اصحاب المشكلة نفسها. بامكانك ان اردت في حالة شديدة ان تتتحدث الى صديقك عن مشكلاته اولا بحيث انك تجعل في وسعه ان يرد اليك المعروف في المساعدة و ترد له ذلك قبل ان تطلب مساعدته ليعطيك اياه من دون حرج. قدم واجبات الصداقة اولا و احفظ سرا لصديقك قبل ان تبوح له بسرك في حالة ضرورية.
مع الاقارب
3.0.49. مع والديك
حسنا هل يجب عليك أن تحفظ أمنك الشخصي بوجود والديك؟ نعم بالتأكيد فانت تحافظ على أمنهم أيضا. مالذي يعنيه هذا الشيء و لماذا عليك أن تخشى من معرفة والديك لأي معلومة عنك و أنت تعلم كيفية الترابط العائلي في مجتمعاتنا العربية؟
ان كنت تعمل مع أشخاص مهمين وذو شأن ما في مجتمعك فأنت بالتأكيد لا تقرأ هذا الكتاب الصغير بين ملايين صفحات الانترنت. لكن من المناسب أن لا تمنح والديك معلومة عن ذهابك للعشاء الساعة الثامنة في اليوم الفلاني مع زميلة لك بينما تعلم أن أمك تتحدث يوميا مع جارتها و تبوح لها بكل شيء تقريبا في حين أن جارتكم سيدة متحفظة و تثير الحوار السيء حولكم مع الجيران! قد يبدو انك معتاد على زيارة والديك يوميا او اسبوعيا و التحدث معهم و الفضفضة بهمومك او الاحداث التي حصلت معك فمن اغلى على قلبك من والدك او والدتك؟ طبعا لا يوجد في الحياة اكثر من 3 أشخاص تستطيع أن تفضي لهم بأسرارك و لكن انتبه فوالديك في مرحلة ما من العمر أو ان كان لديهم طبع الصراحة الزائد فعليك ان تتحفظ أنت و تخسر أحد الثلاث أشخاص و لربما تستبدلهم. تذكر أن أي مشكلة تحصل على الصعيد المهني أو العائلي فانها تعود على والديك بالسوء أيضا و لن تستطيع انذاك حماية أحد. أنصحك أن لا تخبر والديك بمعلومات تفصيلية و انما بمعلومة مختصرة و سريعة و مطمئنة لهم.
3.0.50. ما هي الأولويات في الزواج؟
برغم اختلاف التعاريف للزواج عبر الأزمان تختلف بحسب الشعوب و العادات إلا أنه علاقة تجمع رجلا و امرأة يتم توثيقها بعرف اجتماعي أو بمستند قانوني أو بعقد ديني و تختلف أهدافها و رؤيتها و ممارساتها و بداياتها و نهاياتها و أفرادها لكن هناك ثلاثة أولويات في فلسفة الزواج. أولا تأكد من أن يكون اختيار شريك الحياة رغبة كاملة و رضى من كلا الطرفين و توافقا في الأهداف العامة و قيم للحياة. ثانيا أعطي أولا و افهم ماذا يريد الآخر و اسأله و اعتبر نفسك مسؤولا عن ما تقدمه و عن قراراتك أنت و ليس عن أخطاء الآخر بل أنت مسؤول عن دعم الآخر لينجح و يحقق الفائدة الإيجابية في حياته و استمرار السعادة في حياتكما معا. ثالثا اطلب ما تريد من الآخر و اتخذ البوح و الصدق و الصبر صديقين بعد الكرم و الحب في زواجك. و طبعا أنا لا أقول لك أن تطلب من الآخر أن يغير نفسه لكن اطلب منه ما تحتاجه أنت بالضبط و اقبل من الآخر عطائاته الأخرى بأي شكل كانت.
3.0.51. ما هي الأولويات في العائلة؟
من هي عائلتك؟ هم أشخاص تم اختيارهم لك هم أم حملتك و انجبتك و رضعتك و ربتك و أطعمتك و اعتنت بك و علمتك و فرحت معك و حزنت عليك و بذلك الكثير لأجلك أو فعلت مهمة واحدة من هذه فقط. هو أبوك الذي اختار أمك زوجة له و بنى الكثير من قرارات حياته الخاطئة و الصحيحة و كنت مؤثرا في مسارات حياته و عمل جاهدا لحضور مبارياتك و مسابقات المدرسة و تخرجك الجامعي الذي أنفق عليه و ثيابك الجميلة و أنشطتك في العطلات و طعاما لأصدقائك عندما تحضرهم للمنزل و وقف معك في أزماتك المالية و بارك لك في زواجك أو فعل لك مهمة واحدة من هذه على الأقل. هم اخوتك مهما فعلوا و قالوا مع كل المصائب و الضحكات. هم أسرتك التي بنيتها أنت باختيارك و تقبلت فيها اختياراتهم رغم فقدانك لأعصابك. هم أصدقاؤك الأعز على قلبك و ليسوا زملائك أو رفقاءك بل أصدقاؤك الحقيقين الذين تختارهم و يختارونك. لذا أحبهم برغم كل شيء سيء و سلبي و ثانيا امنحهم بكرم و صدق كل ما تود أن يمنحوك و كل ما يريدونه هم لا أنت . ثالثا لا تبني التوقعات منهم بل اطلب منهم ما تحتاجه و اقبل بما يعطونك.
3.0.52. لماذا نسعد في منزل دون آخر؟
تنقلت بين أكثر من عشرة منازل بمعدل منزل لكل ثلاث سنوات تقريبا ، اكتسبت خبرة كبيرة وددت أن أنقلها لكم لتستفيدوا منها. لم أشعر بالسعادة الغامرة و التوفيق إلأ في ثلاثة منازل ففي أولها كنت طفلة و في ثانيها كنت في الجامعة و في ثالثها كنت في أواخر العشرينات. و بما أنني سأنتقل لمنزل جديد قريبا فقد قررت أن أستفيد بشكل واعي من جميع خبراتي المتراكمة و أختار المكان الأنسب لي و أنتقل بطريقة سلسة جدا. لماذا شعرت بالسعادة في بعض البيوت دون الأخرى؟ هذا ما سألته لنفسي و وجدت أن إجابة السؤال بسيطة. في كل منها مارست الضحك كثيرا برغم أنني واجهت فيها أكبر التحديات في الحياة. في كل منها كان لي الاختيار في غرفتي من أثاث و ألوان. في كل منها كنت مع من أحب. في كل منها كنت أعرف جيراني و أزورهم. كل منها يقع في منطقة حيوية يتواجد فيها كل الخدمات. في كل منها كنت أظن أنني لن أنتقل بل كنت أعتني بالمنزل على أنه ملك لي. تعلمت أن هناك عناصر كثيرة تجعلك سعيدا في منزل ما.
3.0.53. ماذا تحتاج في المنزل؟
في كل مرة كنت أتخلص من كثير من الأغراض المنزلية بما فيها الألعاب و الأثاث و الثياب و الأدوات المنزلية و الكهربائية. لذا هل من الأفضل أن تشتري أغراضا تدوم أم أخرى تستبدلها؟ على أي أساس تشتري أغراضك المنزلية هو ما تعلمته من تجربتي. أول قاعدة تقول لا تشتري إلا بناء على الاحتياج لأنك ستحصل على تراكمات لا طائل منها و لا يعني ذلك أن تكون بخيلا إنما أن تعرف مالذي تملكه و مالذي ينقصك باستمرار فكما تتسوق للطعام و تعرف الخضار الناقصة بإمكانك أن تتسوق لمنزلك و احتيجاتك بنفس المفهوم فلا تشتري أقلاما جديدة قبل أن انتهاء حبر أقلامك و لا تستعمل جهاز التلفاز ذاته لمدة عشرة أعوام لأن عينيك تحتاجان إلى التغيير في فترة أقل لتميز ألوانا جديدة. لكن هل ستشتري خزانتك بنوع ينكسر بعد ست سنوات على الأكثر أم ستشتري تلك التي تكلف أكثر و مصنوعة من نوع خشبي ثقيل يدوم عشرين عاما؟ لا أشجعك أبدا على النوع الثاني فقد ندمت عندما اخترته و رأيت الندم لدى كثيرين ممن اختاروه لأن النفس تحب التجديد مهما كان صغيرا فهو يضفي متعة و بهجة لذا احرص على شراء الأثاث و أية أغراض بحسب احتياجك النفسي و المادي ضمن فترة زمنية قصيرة إلمدى.
3.0.54. من المسؤول في المنزل؟
الجميع مسؤولون عن اختيار المنزل و لهم أحقية الاختيار لأنهم سيسكنون فيه. طبعا هناك أولويات يعتني بها الوالدين دون الأبناء فمثلا لن يختار تصميم المطبخ و أدواته من لا يعمل فيه من الأيناء الصغار. يتحمل مسؤولية العمل في المنزل كل من يختاره بملء إرادته و يضع فيه أساساته و لذا كلما اشترك الجميع في أغلب الاختيارات كلما شعرو بانتماء أكبر و متعة بتحمل مهام و مسؤوليات العناية بهذا المنزل لما يرمز له من ملكية شخصية متميزة. و تعلمت أن من أساس إدارة المنزل الناجح أن تتعامل معه كشركة حيث توضح المهام و المعايير و تكتبها بشكل واضح للجميع و تقوم بعقد اجتماعات لوضع أهداف و خطط و رسالة مهما كانت.
اجتمع مع نفسك و حدد مايجعلك سعيدا و ماذا تريد في منزلك من معاني و أفكار و أشياء و أشخاص و احرص حين تتزوج أن تتماشى رؤيتك مع رؤية شريك الحياة و ليكن بينكم ميثاق مكتوب يوضح ما تتوافقان فيه و ليس ما تريد من الآخر أن يوافقك عليه و لا تهتم بتحديد تفاصيل التفاصيل التي سترسم صورة ذهنية تجعلكما غير مرنين في تحقيق ما تحبون. كنت أكتب توزيع المهام على ورقة لكل شخص و لتكن ثلاث إلى سبعة مهام و لكل منها معيار واحد لنجاحها على الأقل لكن لا تربطها بدقائق زمنية بل بأيام لكي يتشجع الجميع للعمل و المحافظة على المنزل لأن الوقت المحدد يشعر الناس بالنفور و الضجر فمثلا على الزوج إخراج القمامة ثلاثة أيام في الأسبوع لكن لا تحدد الوقت بل ليكن المعيار في المساء بعد العودة من العمل.
ضع جميع الأوراق في مكان واضح يراه الجميع مما يجعلك قادر على تنسيقها كلها. هذا يعطي الجميع القدرة على تقدير التعاون و المهام التي يقوم بها الآخرون فبدلا من أن تقول الابنة الكبرى أن أختي لا تعمل فسترى أن هاك مهام محددة لها أيضا. و حين يعلم الجميع بانشغال الجميع فلن يحمل أحدا ماهو فوق طاقته.
يمكن أن تقوم بجعل المهام تبادلية كل عام مثلا فيكتسب كل شخص خبرة جديدة كل عام ففي عام يقوم الابن بالعناية بالحديقة المنزلية في نهاية الاسبوع ثم في العام التالي يتولى العناية بنظافة المطبخ و هكذا فإن تغيير المهام كل عام يعني
منح مهام جديدة و خبرات متعددة و تذكر أنك مسؤول عن منح أبناءكهذه الخبرات طالما أنك الأب أو الأم قبل أن ينطلقوا لتكوين منازلهم بطريقة مريحة حيث لن يكون عليهم أن يتعلموا مهارات منزلية تدربوا عليها مسبقا على مر السنوات.
تأتي قيادة المنزل الشركة و هناك من الأباء من يفضل أن يجعل القيادة كاملة له دون إشراك الأم حتى و هناك من يتقاسم مهام الحياة مع الأم فيعتبر نفسه غير مسؤولا عن المنزل و الأم هي مسؤولة بشكل كامل في الاشراف على الأبناء و لربما يحضر خادمة معينة لأعمال المنزل لأنه لا يريد لأبنائه أن يتعبوا أو يظن أن هذا سيلهيهم عن وظائفهم الدراسية و هناكمن يراها فرصة ذهبية ليتعلم الأبناء القيادة و مفهوم الحياة المشتركة و الديموقراطية و التعبير عن الرأي و التشاور و بالتالي يسمح للأبناء بقيادة شيء من المهام العائلية أو المنزلية مثل أن تكون الابنة مسؤولة عن تخطيط رحلة صيفية ترضي العائلة كلها و بالتالي تقود الجلسة الاسبوعية للحوار ثم يتم تقييم أدائها و منح الفرصة للابن أيضا لتحمل مسؤولية ممتعة مهما بدت غير مرغوبة لبعض الأبناء فيمكنك بالتشجيع أن تقدم له الدعم و كذا يفعل الاخوة مجتمعين. تبادل الأدوار القيادية مهم جدا لمنح الأبناء فرصةالخبرة.
الاجتماع الاسبوعي لمدة قصيرة مثلا عشرون دقيقة عل ىالأكثر مركزة المواضيع حيث يتم تحديد الموضوع مسبقا و اعلانه للجميع للاسبوع القادم في كل مرة و هي فترة ذهبية للحوار الجماعي و ليس الفردي. في كل منزل شعرت فيه بالسعادة مارست الحوار الجماعي مع عائلتي كل اسبوع لمدة قصيرة و امتع المرات كانت البعيدة عن الحوار الجانبي أو الثنائي لأن فيها روح حماس جماعي رائع يجعل منزلك هو المكان الذي تريد الذهاب اليه حتما و لا أفاوض أبدا أو أفكر أن أخرج مع أصدقائي في يومي العائلي حيث هو يوم لمنزلي. المنزل الذي يحقق لك شعور الرغبة بالعودة هو الأفضل على الاطلاق فهو يشبه المسوق البارع الذي يجعلك ترغب في شراء منتجات الشركة في كل مرة.